لا صحافة حرة في العالم العربي

لا صحافة حرة في العالم العربي

محمد هيثم عياش

[email protected]

ألمانيا/صحافة دولية

برلين/رابطة أدباء الشام/‏ 28 / 12 / 2005  / أجمع مختصون  بشئون منطقة الشرق الاوسط من خلال ندوة جرت مساء يوم الثلاثاء من 27 الشهر الجاري في برلين دعت اليها الجمعية الاتحادية لدور نشر الصحف الالمانية شارك بها مراسل المحطة الثانية من التلفزيون الالماني في الشرق الاوسط وخاصة من العراق  اولريخ تيلجنر  ومراسل صحيفتي /هانوفيرشه تسايتونع – صحيفة هانوفر / و/ باديشه تسايتونغ- صحيفة مدينة بادن/  من القاهرة كريم الجوهري وخبير الشرق الاوسط في المبرة الالمانية للسياسة والعلوم في برلين فولكر بيرتهيس ، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للحرية الصحافية الذي صادف يوم أمس ،  بأنه لا دخل للولايات المتحدة الامريكية في الإصلاحات التي تجري حاليا في الشرق الأوسط بالرغم من مطالبة واشنطن حكومات هذه المنطقة وخاصة حكومة المملكة العربية السعودية بضرورة إجراء اصلاحات على النظام السائد في تلك الدولة اذ ان الانتخابات المحلية التي جرت في العاصمة السعودية الرياض مؤخرا والانتخابات التي ستجري في مناطق أخرى فيها مثل جدة  لم تأت من قبل ضغوط أمريكية بل محض إرادة .

فقد أكد هؤلاء الخبراء ان ارساء الديموقراطية في العالم العربي لا يعتبر مستحيلا اذ انها موجودة الا انها بحاجة الى الشجاعة من أجل إظهارها وبالتالي فان التقاليد السائدة في تلك المنطقة تجعل للحرية والديموقراطية حدودا لا يمكن تجاوزها واذا ما تجاوز المرء هذه الحدود يعتبر منبوذا اجتماعيا . وحول الانتخابات المحلية التي تجري في المملكة فقد أشار بيرتهيس  بأنها ايجابية وخطوة مرحلية لإصلاحات أخرى ربما تؤدي الى قيام أحزاب بالرغم من أن قيام مثل هذه الاحزاب يعتبر مستحيلا  اذ ان الشعب السعودي يرى بأن الاحزاب التي قامت في الدول العربية الاخرى والتي تحكم هذه البلاد وخاصة في سوريا ومصر ولبنان وغيرها لم تحقق لشعوب تلك الدول أي خير يرجى  فالاسلام هو السائد في السعودية وأن فكرة قيام حزب ما يعتبر بعيدا للغاية وغير مستساغا الا أن مطالب بعض المعارضة السعودية الذين يعيشون في تلك الدولة والذين يطالبون بجعل الملكية في تلك الدولة دستورية على غرار بريطانيا وغيرها من الدول الاوروبية يعتبر مطلبا جيدا الا انه بحاجة الى دراسة عميقة  مشيرا الى أن إصلاحات تطول بعض مواد التشريع الاسلامي تعتبر صعبة للغاية في بعض بلاد العالم العربي موضحا الى أن الملك الاردني عبد الله الثاني الذي يسعى منذ سنوات إلغاء تجريم الخيانة الزوجية باءت جهوده بالفشل نظرا لسيطرة الاسلاميين والتقاليد على ذلك البلد مضيفا ان كل من يقول أن الديموقراطية في بلاد العالم العربي مستحيلة وممكنة لا يعرف تاريخ هذه المنطقة الحديث على حد رأيه

واستهجن مراسل المحطة الثانية من التلفزيون الالماني تيلجنر الآراء التي تقول بأن الانتخابات التي جرت في العراق مؤخرا كانت ديموقراطية وذلك من خلال الضجة الاعلامية التي واكبت هذه الانتخابات واعلان واشنطن ولندن بأنهما حققا نصرا في ذلك البلد بتحقيق الديموقراطية  موضحا الى أن الأكراد انتخبوا أكرادا والشيعة انتخبوا شيعة وكذلك السنة الذين يراد بهم السحق ومنعهم من اللعبة السياسية في ذلك البلد مؤكدا الى ان العراق مقبل على حرب أهلية لا هوادة فيها  وان الانتخبات التي جرت في ذلك البلد ونتائجها المعروفة كاتت عفوية  وان الاحتلال الامريكي والغربي للعراق لم يحققا نصرا على الديكتاتورية اذ ان الانتخابات التي جرت هناك كانت ديكتاتورية بحتة من خلال انتخاب فئة لفئة اي الاكراد للاكراد والشيعة للشيعة .

واعتبر مراسل صحيفتي مدينتي  /هانوفر وبادن/  من القاهرة  الجوهري بأن الصحافة في العربي بأنها سخيفة فلا يوجد فيها آراء حرة بل أن نشرها يتطلب موافقة المسئولين الحكوميين هناك وأي رأي يكتب يعبر عن رأي المسئولين مشيرا الى انه من يقرأ اي صحيفة عربية لا يجد بها الا إعلانات الوفاة والنجوم وغير ذلك معلنا الى أنه لا يوجد في العالم العربي أي صحيفة حرة متطرقا الى أن الصحافة اللبنانية التي كانت تعتبر حرة كانت في الوقت نفسه مأجورة وانه مهما ظهرت صحفا جديدة مثل ما أعلن عنه مؤخرا في سوريا وانها صحف حرة الا انها لن تكون حرة بالمعنى الحقيقي للرأي والحرية الصحافية

موضحا الى أن المحطة الفضائية الجزيرة التي أصبحت مشهور جراء نقلها لأخبار وتقارير غير مرضية للكثير من حكومات الدول العربية وحتى الولايات المتحدة الامريكية وغيرها اضافة الى مقابلات مع المعارضة في الدول العربية ومسئولين من الكيان الصهيوني  انه ذلك لا يعي ان الصحافة في قطر حرة بل تكمن في حب النفوذ وإظهار القوة السياسية لحكومة تلك الدولة مؤكدا أن المحطة لا تستطيع القيام بهذه الاعمال دون موافقة أمير تلك  على حد رأيه

وأجمع المشاركة في هذه الندوة  ان الإصلاحات من خلال ارساء الديموقراطية لن تأتي من قبل تدخل خارجي بل من إرادة داخلية وانه اذا ما استقر السلام في الشرق الاوسط فان هذه الاصلاحات ستتم بشكل عفوي ورائد ، منتقدين في الوقت نفسه تلك الآراء التي تقول بأن انتخابات الرئاسة في مصر كانت  ديموقراطية فقد فاز  الرئيس المصري حسني مبارك مرة أخرى بالرئاسة مرة أخرى على رغم أنف الشعب المصري  معلنين الى أنه لم ينعت احد من الغرب بالرئيس المصري بأنه ديكتاتورا لعلاقاته الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني بالرغم من استلامه الرئاسة في تلك الدولة منذ عام 1981 كما أن الغرب الذي كان يصف الزعيم الليبي بالديكتاتورية ألغى هذه الصفة لانفتاحه على الغرب على حد آراء المشاركين في هذه الندوة .

Volker Perhes-Ulrich Tilgner