برقيات 74

الانسياق وراء دعاوى المستشرقين المتعصبين

خيانة معرفية ومراهقة فكرية

الدكتور عبد الحليم عويس يحاضر

في رابطة الأدب الإسلامي

صالح أحمد البوريني

[email protected]

 عضو رابطة الأدب الإسلامي

ألقى الدكتور عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والدراسات الإسلامية  الزائر بجامعة اليرموك محاضرة في رابطة الأدب الإسلامي في عمان  بعنوان التأويل والتنوير بين الدين والأدب حضرها جمهور من الأعضاء والمهتميـن بالشأن الأدبي .

وقد أفاض الدكتور عويس في تعريف التأويل والتـنوير وبيان العلاقة بينهما وبين الإسلام والأدب الإسلامي . وأكد أن هذه الأمة هي أمة النور  والتنوير وهو أمة النص . لأنها أمة رسالة الإسلام التي بعث الله تعالى بها النبي صلى الله عليه وسلم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور  : (( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور )) [ إبراهيم : 1 ] . ولأن القرآن الكريم أنزله الله هدى ونورا مبينا  ولأنه النص المعصوم الذي لم يتطرق إليه تحريف ولا تبديل ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ بينما الكتب الأخرى دخل عليها جهد البشر بالتحريف والتضليل ، فجدير بهذه الأمة الإسلامية أن تكون حقا هي أمة النور وأمة النص الصادق الثابت المعصوم .

وأكد الدكتور عويس أن تراث أمتـنا الأصيل والممتد عبر القرون جدير بأن نقف منه موقف الوفاء والإنصاف ، وأن أعلام أمتـنا الذين خدموا العلم وحملوا رسالة التـنوير للعالم ينبغي أن يكونوا محل تـقـديرنا واحترامنا ؛ لا أن ينساق بعض منّـا وراء مقولات المستشرقين المتعصبين الذين حملتهم الأحقاد العنصرية والدينية على الطعن والاتهام وتزوير التاريخ  فأساؤوا  لتاريخنا ولأعلام تراثنا العربي والإسلامي الأصيل .

وأضاف إن الأمة التي وضع علماؤها أصول المنهـج التجريبي العلمي وقواعد كثير من العلـوم الأصيلـة التـي لم تكـن معروفـة قبلهم كعلم العمران ( الاجتماع ) الذي وجد على يدي ابن خلدون ، وسواه من العلوم في مختلف المجالات والميادين ، من الحيف والجور وخيانة التاريخ أن توصف هذه الأمة  بالظلامية والتخلف وأن تـنال ألسنة السوء من عظمة رسالتها وقدسية كتابها ، وأن الذين ينجرفون من أبنائها وراء الدعاوى التضليليـة والاتهامـات الاستشراقـيـة الظالمة لأعلام تاريخنا وتراثـنا العريـق إنما يمارسون خيانة معرفية ومراهـقـة فكريـة . 

     

أكاديمي: نزار قباني من أسباب تخلف الشعر العربي

سعد القرش من القاهرة ـ رويترز
27/01/2005

اتهم أحد أساتذة الأدب في مصر نزار قباني وتلاميذه ونقاده بالتخلف الشعري؟ وأن ما ينشر لهم حاليا ليس شعرا. وقال عبد ا للطيف عبد الحليم أستاذ الدراسات الأدبية في كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة في مقدمة كتابه ''حديث الشعر'' وكأنه يلقي بيانا ''أيها السادة.. نحن في مفترق طرق في كل حياتنا الأدبية والفنية فالذائع الآن ليس شعرا ولا فنا في أغلبه.'' وأضاف: إن الشعر الحالي ''فيه شبهة الشعر ولكنه بين بين، ووصل الآن إلى طريق مسدود فيما نرى...بعد أن غدت قصيدة النثر تحاربهم، تحارب شعراء قصيدة التفعيلة وتراهم جاهليين.'' وبدأت حركة الشعر الحر في أربعينيات القرن العشرين على أيدي رواد، منهم العراقيان نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، ثم انتشرت في العالم العربي ومن روادها في مصر عبد الرحمن الشرقاوي، صلاح عبد الصبور، أحمد عبد المعطي حجازي، وعلي أحمد باكثير . والكتاب الذي أصدرته الدار المصرية اللبنانية في القاهرة يقع في 230 صفحة ويحتفي بجهود من يراهم المؤلف شعراء كبارا منهم الأميرعبد الله الفيصل والمصريون عبد العليم عيسى، علي الجارم، عباس محمود العقاد الذي يعتبره المؤلف مظلوما في حياته وبعد وفاته. ففي رأي عبد الحليم أن الحياة الأدبية خسرت كثيرا بتجاهل شاعرية العقاد ''ولعل هذا الغبن جار على الشعر العربي المعاصر أكثر مما هو جار على العقاد فمعرفة شعره معرفة جيدة كانت حقيقة أن تنهض بالذوق الأدبي في هذه الأمة وأن تغيره إلى الأفضل.'' واستهان المؤلف بقصيدة النثر التي تتصدر المشهد الشعري الآن في العالم العربي ووصفها بأنها مجرد كلام نثري يهدف إلى أن ''يفقد الناس أهم قواعد الشعر وهو الوزن لأن الكلام الآخر قصيدة النثر كما يقول الهجاصون ''المهرجون'' من نقاد زماننا مسكون بالإيقاعات غير التقليدية. '' تحقق تفريغ الأمة من تراثها الشعري وهو عين تراثها.'' وحمل الفصل المخصص للشاعر السوري نزار قباني 1923 - ئ1998ئ(عنوان شاعر الجماهير)، وأشار المؤلف إلى أنه ''ربما لم يحظ شاعر عربي في عصر الإعلان بالشهرة التي حظي بها نزار قباني وشارك فيها نجوم التمثيل والغناء.