الشاعر الكبير عمر أبو ريشة

clip_image001_44592.jpg

عمر أبو ريشة شاعر سوري ولد في منبج في سوريا في العاشر من نيسان عام 1910، وتلقى تعليمه الابتدائي في حلب، وأتم دراسته الثانوية في الجامعة الأمريكية ببيروت ،ثم أرسله والده إلى إنجلترا عام (1930م)، ليدرس الكيمياء الصناعية.

يعتبر عمر أبو ريشة من كبار شعراء وادباء العصر الحديث وله مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي وهو الإنسان الشاعر الأديب الدبلوماسي الذي حمل في عقله وقلبة الحب والعاطفة للوطن وللإنسان وللتاريخ السوري والعربي وعبر في أعماله وشعره بأرقي وأبدع الصور والكلمات والمعاني. ولد عمر أبو ريشة من عائلة تتحدر من الموالي من آل حيار ابن مهنا بن عيسى وهم من الفضول نسبة إلى فضل بن رببيعة من طيئ وكانت ولادة عمر بن شافع في منبج في حلب.

هو شافع بن الشيخ مصطفى أبو ريشة، وُلِدَ في القرعون على ما يروي عمر. وعلى الرغم أنه أصبح قائم مقام في منبج والخليل، فإنه أمضى سنين طويلة منفياً أو دائم الترحال، وبعد عودته من المنفى أقام في حلب، حيث عمل في الزراعة، ثم ترك الزراعة، وقبل منصب قائم مقام طرابلس. وكان شافع شاعراً مجيداً، فقد كتب عدة قصائد في رثاء شوقي وحافظ وعمر المختار.

والدته هي خيرة الله بنت إبراهيم علي نور الدين اليشرطي، وهي فتاة فلسطينية من (عكا)، أما أبوها فقد كان شيخ الطريقة الشاذلية "طريقة صوفية"، أسسها أبو الحسن علي الشاذلي بتونس، وعنه انتشرت في شمال إفريقيا، وأذاعها بمصر مريده أبو العباس المرسي المتوفي بالإسكندرية سنة 1287م. تقوم في أساسها – كالطرق الصوفية الأخرى – على أذكار وأوراد". وعنها يقول عمر: «كانت طيَّب الله مثواها مكتبة ثمينة على رجلين، عنها حفظت الأشعار، والقصائد، والمطوّلات». كما يذكرها عمر بالتقدير والثناء، فيقول: "والدتي متصوفة منذ صغرها، أحاطتنا منذ صغرنا بعناية ذكية، وأشاعت حولنا جواً روحانياً، جعلنا لا نقيم وزناً للفوارق المذهبية، تربيتها أمدتني بقوة استطعت بها ولوج دروب الحب. فالضعف يجعل من يبتلي به أضعف من أن يحب". ويتحدث عن جانب مهم منها، هو جانب الصوفية، فيقول: "عالم من الأنوثة زاخر بالحب مضيء بالرقة والحنان. غلبت عليها النزعة الصوفية، تشعر بالألم فتغني بصوتها الرخيم لتبدد الألم. أحبت من الشعراء المتصوفين علي وفا وبحر الصفا وعبد القادر الحمصي وحسن الحكيم". ويضيف: "لقد اتسع حديثها دائماً للحب المحدود والحب المطلق للذات الكبرى، وعلاقة الإنسان بها".

ومما هو جدير بالذكر أن "أم عمر كانت تروي الشعر وبخاصة الشعر الصوفي. وقد عرف عمر التصوف منها، وكذلك أخذ عنها نظرته إلى الدين والحياة والحب، وكذلك مفهومه للتصوف، وكلفه بالجمال، وصداقته للموت.

اشتهر من إخوته وأخواته ظافر وزينب. أما ظافر فله ديوان شعر بعنوان "من نافذة الحب" طُبِعَ عام 1981، وأيضاً له ديوان ثانٍ "لحن المساء"، وأما زينب فكانت شاعرة جيدة، تهافتت كبريات الصحف على نشر قصائدها». أما الأخت الكبرى فاسمها سارة.

عمل عمر أبو ريشة مديرا لدار الكتب الوطنية في حلب وانتخب عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1948 وعضو الأكاديمية البرازيلية للآداب وعضو المجمع الهندي للثقافة العالمية وعمل ملحق ثقافي لسورية في الجامعة العربية ثم عين سفير سوريا في البرازيل وبعدها تنقل في عمله الدبلوماسي بين الأرجنتين وتشيلي والهند والولايات المتحدة.

حصل الشاعر الكبير عمر أبو ريشة على أوسمه من البرازيل، الأرجنتين، النمسا، لبنان وسوريا، وكرم في العديد من المؤتمرات العربية والدولية والعالمية.

توفي الشاعر عمر أبو ريشة في الرياض يوم الموافق 14/7/1990م وتم نقل جثمانه ودفن في مدينة حلب في سوريا.

للشاعر عمر أبوريشة الكثير من الأعمال والمسرحيات الشعرية الهامة في تاريخ الشعر العربي الحديث. ومن هذه الأعمال والدواوين والمجموعات الشعرية نذكر:

ديوان بيت وبيان .

ديوان نساء.

ديوان كاجوارد. فقببيس

غنيت في مأمتي.

أمرك يا رب.

مسرحية تاج محل

مسرحية علي

مسرحية سمير اميس

مسرحية محكمة الشعراء

مسرحية الحسين

مسرحية شعرية رايات ذي قار

مسرحية الطوفان

وللشاعر الكبير ديوان شعر باللغة الإنجليزية، والكثير من المؤلفات والقصائد الشعرية الهامة والتي تعد من أبدع الأعمال الشعرية بين شعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، عمر أبو ريشة من رواد واعلام الشعر العربي.

وسوم: العدد 773