الصحابي الجليل عكرمه بن أبي جهل

هيا بنا نشم رائحه عطره من روائح الصحابه الكرام مع 

الصحابي الجليل عكرمه بن أبي جهل

البطل المجاهد

الراكب المهاجر

أبيه هو عمرو بن هشام بن المغيره المخزومي-ويطلق عليه أيضا أبي جهل -وأبوالحكم

أمه هي أم عكرمه من بني هزان بن صباح

زوجته هي أم حكيم بنت عمه الحارث بن هشام-وخال زوجته أم حكيم هو خالد بن الوليد

كان عكرمه-طويل القامه-مفتول العضلات-عريض المنكبين-حاد الملامح-حنطي البشره-غزير الشعر-جهوري الصوت-حليما حكيما-شديد الشبه بأبيه عمرو بن هشام

والبدايه مع هذا البطل

نشاء فى بيت غني وأبيه من أسياد قريش 

وكان بارزا منذ الصغر من بين أقرانه بجسمه القوى وسرعة حركته وتعلم على فنون الحرب والقتال

وعندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالاسلام والدعوه إلي الله وتوحيده تصدا أبوجهل وكان عدوا لهذا الدين ورسوله صلى الله عليه وسلم ومنعه الكبر والغرور والغيره فأخذ عكرمه طريق أبيه وبغضه للاسلام وإلي رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومرت الايام وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدنيه

وفى غزوة بدر تجمع المشركين تحت قيادة أبوجهل فرعون هذه الأمه ومعه أبنه عكرمه وبدات المعركه وكان أبوجهل يجول فى الناس فهجم عليه الفتيان معاذ ومعوذ رضي الله عنهما كالبرق وضربوا ابوجهل حتى وقع قتيلا فتحرك عكرمه سريعا فضرب معاذ رضي الله عنه ضربة عظيمه على عاتقه فطرحت يده فتعلقت بجلدة من جنبه وراي عكرمه أبيه صريعا أمام عينه وأنتهت المعركه بانتصار المسلمين وفر عكرمه ومن معه من المشركين وخلفت هذه الغزوة قتل القادة وسادة قريش وزادت عدواة عكرمه للاسلام والمسلمين

وتحولت إلي عكرمه رئاسة بني مخزوم بعد أبيه أبوجهل

ومرت الايام على عكرمه وهو يريد الإنتقام حتى جاءت غزوة أحد وتجمع المشركين وخرج بجيش على راسه عكرمه بن أبي جهل وخالد بن الوليد ومن خلفهم زوجة عكرمه أم حكيم ومعها النساء تحفزهم على القتال كي ينتقموا من المسلمين

وبدا القتال وكان قتال شديد وظهرت بطولات المسلمين وبدا يفر المشركين ولكن تحولت المعركه بعد مخالفة الرماء ونزولهم من على الجبل فهجم خالد بن الوليد على المسلمين من تلك الثغره وأنتصر المشركين

ورجع عكرمه والمشركين ولا زالت العدواه والبغض على الأسلام وكم من نفوس فى وقتنا هذا تبغض دين الحق وتبغض المسلمين قل موتوا بغيضكم

وفي غزوة الاحزاب أو الخندق تجمع المشركين وخرج أبوسفيان وعكرمه بجيش من مكه وأتفق مع القبائل واليهود على قتال المسلمين وكان العدد يفوق عدد المسلمين وحفروه المسلمين الخندق ولم يتمكن المشركين من أقتحام المدنيه وحاصر المشركين إياما طوالا فنفذ صبر عكرمه بن أبي جهل فذهب ومعه عمرو بن ود فنظروا إلي مكان ضيق من الخندق فدخل منه وأجتازوا ونادا عمرو بن ود على المسلمين بصوت عالى من يبارز وكان معروف لدى المسلمين والمشركين بقوته وشجاعته فخرج له البطل الشجاع على بن أبي طالب ودار بينهما قتالا شديد فقتله علي رضى الله عنه وكبر وكبر الرسول صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمين وفر عكرمه هاربا وأنسحب المشركين دون إن يفعلوا شيئا

أنتشر الإسلام وكثير من القبائل تبايع الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء الدور على مكه وجهز المسلمين جيشا لفتح مكه كي يخرجونهم من الظلمات إلى النور وإلي جنة عرضها السموات والارض وأسر عكرمه ومن معه على مواجهة المسلمين وكان عدد المسلمين كثير فلم يفعل شيئا وفر هاربا

وكانت هذه العدواه من عكرمه للاسلام التى جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم يريق دمه فقد اراق الرسول صلى الله عليه وسلم دم مجموعه من المشركين وقال أقتلوهم ولو تعلقوا بأستار الكعبه

ودخل الكثير من أهل مكه الإسلام وكان فتحا

وأسلمت أم حكيم زوجة عكرمه بن أبي جهل

وفر هاربا زوجها عكرمه متجها إلي اليمن

فذهبت أم حكيم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تطلب الأمان لزوجها عكرمه بن أبي جهل وقالت قد هرب عكرمه منك إلي اليمن وخاف إن تقتله فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم فهو أمان تقديرا لها وماأرسلناك الا رحمة للعالمين باأبي وأمي ياحبيبي يارسول الله

فذهبت أم حكيم فى طلبه 

فركب عكرمه السفينه فأصبهم عاصف فقال أصحاب السفينه لمن فى السفينه أخلصوا فاءن الهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا فقال عكرمه لئن لم ينجيني فى البحر الا الاخلاص ماينجيني فى البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتنى مما أنا فيه آني أتي محمدا حتى أضع يدي فى يده فلأجدته عفوا كريما ونجا عكرمه من هذه المحنه

فادركته أم حكيم وقالت له ياأبن العم جئيتك من عند أوصل الناس وآبر الناس وخير الناس لا تهلك نفسك-وقالت له أستامنت لك رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذهب عكرمه معها إلي النذير والمنقذ الحبيب صلى الله وعليه وسلم

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم لاصحابه كلمات جميله فايتكم عكرمه بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا فلاتسبوا أباه فاءن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت

وقف عكرمه بن أبي جهل وزوجته أم حكيم بين يدي رسول الله صلى الله وعليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحب باالراكب المهاجر

قال عكرمه يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني فقال رسول صلى الله وعليه وسلم صدقت فقال عكرمه فإلي ماتدعو يامحمد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أدعوك إلي إن تشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله وإن تقيم الصلاه وتوتي الزكاه وتفعل وتفعل حتى عدد له خصال الاسلام فقال عكرمه والله مادعوت الا إلي الحق وأمر حسن جميل قد كنت والله فينا قبل إن تدعو إلي ما دعوت إليه وأنت  أصدقنا حديثا وأبرنا برا ثم قال عكرمه أشهد إن لا اله الا الله وإن محمد رسول الله

فاسلم عكرمه وحسن أسلامه

وكان عكرمه رضي الله عنه يضع المصحف على وجهه ويقول هذا كلام ربي

وكان إذا أجتهد فى اليمين قال لا والذي نجاني يوم بدر

وبعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم شارك مع أمير المؤمنين أبوبكر الصديق في حروب الرده وظهرت بطولته وسماته القياديه ضد المرتدين

وفي معركة اليرموك كانت المعركه مع جيش الروم وكان القتال شديد وعدد الروم كثير وأستمرت المعركه سته إيام متواصله وأشتد الضغط على المسلمين فنادى البطل عكرمه المسلمين يبايع على الموت والشهاده أشتاق إلي ربه وجوار حبيبه الحبيب صلى الله عليه وسلم فنهره خالد بن الوليد وقال ياعكرمه لا تفجعنا بموتك فقال عكرمه ياخالد دعك عني ياخالد لقد كنت من السابقين فى الأسلام فبايع عكرمه كوكبه من المسلمين على الموت والشهاده فاستشهد عكرمه بن أبي جهل رضي الله عنه وسطر قبل لحظات شهادته التاريخ إذا ذكرت خلق الإيثار ذكرت هذا البطل روي حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمه بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعه رضي الله عنهم جرحوا يوم اليرموك فدعاء الحارث بن هشام رضي الله عنه بماء ليشربه فنظر إليه عكرمه رضى الله عنه فقال الحارث أدفعوه إلى عكرمه فلما أخذه عكرمه نظر إليه عياش فقال عكرمه رضي الله عنه أدفعوه إلى عياش فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم رضي الله عنهم 

وابوا إلا أن يشربوا من يد الرسول صلى الله عليه وسلم على الحوض 

هؤلاء هم القاده والقدوه

هؤلاء هم العظماء

هؤلاء هم من نشتاق إلي رؤيتهم

نسال الله إن يجمعنا معهم ومع خير الإنام صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم

وسوم: العدد 783