العالم الأديب الداعية د. عبد الرحمن عطبة

 (1927-2012م )

clip_image002_fb154.jpg

العالم، الباحث، الأديب، المدرس، الداعية، المفكر، وأحد قادة الحركة الإسلامية في سورية . يملك قلباً صافياً مليئاً بالحب للإنسان يحب الخير والعطاء والوحدة والبناء تصل رسالته وفكرته برفق، وبساطة، وتواضع .

ولادته، ونشأته :

 ولد الأستاذ الداعية أبو حسان عبد الرحمن عطبة في حي شعبي هو (باب النيرب) في حلب عام 1346 هـ / 1927م، ونشأ في ظل أسرة عربية مسلمة عريقة تعود أصولها إلى (السخنة) قرب تدمر، قد استقر بعض أهلها في حلب منذ مئات السنين، واشتهرت بالنجدة والمروءة والكرم ومكارم الأخلاق .

دراسته، ومراحل تعليمه:

 تعلم القرآن الكريم في الكتاب عند شيخ الجامع القريب من بيت أهله، ثم انتسب إلى المدرسة، فدرس في الحي الذي ولد فيه المرحلة الابتدائية، ولفت أنظار أساتذته بتفوقه، واجتهاده، وأدبه، وأخلاقه، ثم درس الإعدادية في مدارس حلب، وعندما حصل على الثانوية أهلته للانتساب إلى كلية الآداب – قسم اللغة العربية وآدابها فأحرز تفوقاً في حصوله على الليسانس في الآداب عام 1951م .

 وحصل على دبلوم في التربية والتعليم من المعهد العالي للمعلمين عام 1951م .

 وحصل على شهادة أهلية التعليم الثانوي من المعهد العالي للمعلمين في دمشق .

 وهو مجاز في الحقوق عام 1958م من جامعة دمشق .

 ثم حصل على الماجستير في الأدب العربي بدرجة الامتياز 1968م، من جامعة عين شمس في مصر العربية، عن حياة الشاعر ( الصنوبري – شاعر الروض) .

 ثم حصل على الدكتوراه في الأدب العربي مع مرتبة الشرف، من جامعة عين شمس في القاهرة، عام 1970م، وكان عنوان الأطروحة ( سمات التطور والتجديد لدى شعراء الشام من مطلع القرن الثاني حتى نهاية القرن الثالث ) .

أعماله ومسؤولياته:

 عمل مدرساً لمادة اللغة العربية في ثانويات حلب، وفي أكبر ثانوية فيها – ثانوية المأمون – من 1951 وحتى 1972م، ولمع نجمه، وعرف في أوساط المفكرين، والمثقفين والأدباء على أنه من خيرة المدرسين في مدينة حلب، وتعتبر هذه الفترة من الخمسينات إلى أوائل الستينات فترة خصبة قد أثمرت صحوة ويقظة في صفوف الشباب المثقف، فلقد استطاع هذا الأستاذ عبد الرحمن عطبة الذي يشتعل قوة وحيوية وحماساً وغيرة على تراثه وأصالته ، ودينه، وثقافته أن يوقظ فيهم حبّ تراثهم ، وحبّ دينهم ، وحب تاريخهم وثقافتهم، فالتف حوله الشباب المؤمن الذي أصبح يعتز بدينه وأخلاقه وأصالته .

ثم صار مديراً للمعهد العربي الإسلامي بحلب 1956- 1958م .

 كما عمل مدرساً في دور المعلمين في الأعوام 1951 – 1973 م ..وكان من تلاميذه فيه الأستاذ أديب الجاجي، والأستاذ مصطفى البيراوي، ....وفخر الدين قباوة .

 عمل مديراً لوزارة المعارف بدولة قطر معاراً من سوريا بين عامي 1960 وحتى 1963م .

 فعمل مفتشاً لمادة اللغة العربية بمعارف إمارة قطر 1960 – 1963م .

 عمل مدرساً في الثانوية الشرعية ( الخسروية ) في حلب، وكتب مقالات في مجلتها ( صوت الإسلام ) .

 وبعد حصوله على الدكتوراه عمل محاضراً، ومدرساً، وأستاذاً في عدد من الجامعات العربية، فدرّس في جامعة قطر، فأعير للتدريس في جامعة وهران في الجزائر من عام 1972 حتى 1973م.

 وفي الأعوام 1973 – 1979 م عمل مدرساً في كلية التربية بجامعة الفاتح في ليبيا.

 ثم عاد إلى قطر، فعمل في التدريس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قطر حتى عام 1997م، وبقي فيها إلى أواخر التسعينات، ثم عاد إلى حلب ليستقر فيها، وبعد التقاعد تفرّغ للعمل العلمي، واستعاد علاقاته الاجتماعية مع كافة أطيافها وفئاتها.

جهوده في العمل الدعوي :

clip_image004_fc180.jpg

 شارك في العديد من الندوات والمحاضرات، والمؤتمرات، وكتب في العديد من المجلات الشهرية والفصلية والدورية، وكان من القادة الأوائل لتنظيم الإخوان المسلمين في سورية،.........

 برز في مديرية المعارف في حلب، وفي الثانويات، ساهم في تأسيس دار الأرقم في حلب، ودرس في دار المعلمين، وأسس الأسر فيها، وكان الشيخ مصطفى البيراوي عضوا فيها .

 وعندما أعدم عبد الناصر الشهداء قاد المظاهرات في حلب عام 1954م احتجاجاً على الظلم والطغيان الذي يقوم به عبد الناصر في مصر ضدّ الإخوان المسلمين، وبين للجماهير المحتشدة في الجامع الكبير: جهاد الإخوان لتحرير الوادي من الاستعمار وأذنابه، وتحدث عن مساندة رجال الثورة للاستعمار وخدمتهم له بمثل هذه الحملة الرعناء التي يوجهونها على جماعة الإخوان المسلمين ..، وكان يقود المظاهرات معه الداعية المجاهد الصيدلي أحمد بنقسلي، وخلفهم جموع غفيرة من الإخوان ..وكان ملازماً للدكتور مصطفى السباعي، وبقي مسؤولاً عن الحركة الإسلامية عدة سنوات، وقد طارده حزب البعث، فاضطر لمغادرة البلاد .

ويقال : إنه تخلى عن الإخوان المسلمين، بعد معركتهم مع الرئيس جمال عبد الناصر ولكنه بقي محافظاً على علاقات طيبة مع عناصر التنظيم حيث كان يزوره الشيخ حسن عبد الحميد، ويحمل له الهدايا من الريف.

 وكان رحمه الله متواضعاً يحترم الصغير والكبير ..وكان يشارك الناس في كل مناسبة .

مؤلفاته :

أغنى د. عبد الرحمن عطبة المكتبة الإسلامية بعدد من الكتب القيمة ، منها :

1-الصنوبري: شاعر الروض – رسالة ماجستير .

2-سمات التطور والتجديد لدى شعراء الشام من مطلع القرن الثاني حتى نهاية القرن الثالث – رسالة دكتوراه – طبع عام 1987م .

3-المسلمون والنصارى : التعامل من منظور إسلامي – صدر عام 2000م .

4-من قضايا الأدب واللغة – 1998م .

5-في رحاب اللغة العربية – صدر عام 1997م .

6-مع المكتبة العربية ( موسوعة المصادر والمراجع ) – صدر عام 1997 .

7-الشعر الحديث والتراث – صدر عام 2000م.

8- الصنوبري شاعر الطبيعة – صدر عام 2005م.

9- موسوعة المصادر والمراجع .

10- التعاون من منظور إسلامي .

11- الزاد في الأدب العربي عام 1955م .

12-دراسات في التراجم والنقد والبلاغة وموازين الشعر صدر عام 1956م .

13- موضوعات في الإنشاء الأدبي والشرح الأدبي 1957م .

14- الموجز في الأدب العربي بالاشتراك مع د. عبد الرحمن رأفت الباشا وخليل هنداوي.

15- الموجز في الأدب العربي بالاشتراك مع صبري الاشتر .

16- المقتبس من الأدب العربي – بالاشتراك مع محمد عبد الرحيم كاقود، وعمر دقاق، وعلي عبد الخالق .

17- صفحات من دفتر الإسلام 1998م .

18- من إلهامات الحج والحرمين – 2005م .

19- الإسلام والآخر 2006م .

20- مريم عليها السلام من منظور تاريخي .

المؤتمرات والندوات:

أولاً: المؤتمرات والندوات ذات الطابع الأكاديمي:

1-حلقة بحث حول الأسس التربوية في العالم العربي 1961(المجلس الأعلى لرعاية العلوم والآداب في القاهرة ) .

2- مؤتمر الخبراء الإقليمي للتعليم الثانوي العام في البلاد العربية 1962 اليونيسكو تونس

3- حلقة دراسية بين مجموعتين من أساتذة الجامعات الليبية وأساتذة جامعة ميتشيجان (معهد الدراسات الشرقية) 1977 (آن آربر) الولايات المتحدة

4- حلقة دراسية ثانية بين مجموعتين من أساتذة الجامعات الليبية وأساتذة جامعة ميتشيجان(معهد الدراسات الشرقية) 1978 (آن آربر) الولايات المتحدة

5- المؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية 1979 الدوحة قطر

6- ندوة البحث العلمي 1985 ليبيا

7- ندوة تقويم نمو العلاقات بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع في الدول العربية 1986 الدوحة قطر

8- ندوة الدول العربية حول دور(حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في التنمية) 1995 اليونيسكو قطر

9- ندوة الحياة الأدبية في عهد سيف الدولة 2000

10- مؤتمر اللغة العربية أمام تحديات العولمة 2002 معهد الدعوة الجامعي للدراسات الاسلامية ببيروت

11- مؤتمر اللغة العربية أمام تحديات العولمة 2005 معهد الدعوة للجامعي للدراسات الاسلامية بيروت

12- ندوة دولية عن طرق الحج 2002 القاهرة

13- ندوة المائدة المستديرة 2002 ليبيا

14- ندوة المائدة المستديرة 2003 ليبيا

15- مؤتمر العلماء ودورهم في نهضة الأمة 2003 عمان الأردن

16- ندوة المائدة المستديرة 2004 ليبيا

17- ندوة المائدة المستديرة 2005 ليبيا

18- اجتماع المجلس العالمي للغة العربية (اجتماع المؤسسين 2006 بيروت

19- ندوة جهود علماء حلب في العلوم الاسلامية 2007.

ثانياً: الندوات ذات الطابع القومي السياسي:

1-مؤتمر الشباب الاسلامي العالمي 1973 ليبيا

2- الندوة القومية لدعم الثورة الفلسطينية 1975 ليبيا

3- ندوة الحوار الناصري الديغولي 1975 ليبيا

4- المؤتمر القومي الاسلامي الدورة الثالثة 2000 ببيروت

5- المؤتمر القومي الاسلامي الدورة الرابعة 2002 ببيروت

6- المؤتمر القومي الاسلامي الدورة السادسة 2006 بقطر

7- المؤتمر العربي للدفاع عن المقاومة و الانتفاضة 2001 ببيروت

8- المؤتمر العربي العام 2006 ببيروت.

ثالثاً: مؤتمرات وندوات اللقاءات والحوارات بين أبناء الأديان والمذاهب:

1-ندوة الحوار الإسلامي المسيحي 1976 ليبيا والفتيكان في ليبيا

2- ندوة حوار إسلامي مسيحي 1976 روما

3- ندوة حوار إسلامي مسيحي 1976 باريس

4- ندوة حوار إسلامي مسيحي 1977 صقلية

5- المؤتمر الإسلامي المسيحي العالمي الثاني اسبانيا

6- مؤتمر رجال الأديان في العالم 1978 موسكو

7- الندوة العالمية للحضارة العربية الإسلامية 1980 اسبانيا

8- ندوة اجتماع خبراء لمناقشة آليات استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية دمشق

9- مؤتمر نحن والآخر بالكويت- الندوة العلمية حول جامعة القروين وحوار الأديان والحضارات 2007 المغرب.

عاش أيامه الأخيرة في حلب، يعمل بالكتابة والتأليف .

تكريم يستحقه :

clip_image005_09714.jpg

 وبرعاية وزارة الثقافة، مديرية الثقافة في حلب، وجمعية العاديات أقامت في يوم الثلاثاء 1-5-2011م، أمسية ثقافية تكريمية للباحث الدكتور عبد الرحمن عطبة وذلك بحضور محافظ حلب المهندس أحمد علي منصورة ممثل وزير الثقافة، وأحمد بدر الدين حسون حيّا فيها عطبة، وعدّد مناقبه، وأشاد بأخلاقه .

الأديب الدكتور عبد الرحمن عطبة في ذمة الله :

 فقدت حلب أحد أعمدة الأدب العربي بوفاة الأديب عبد الرحمن عطبة عن عمر يناهز 85 عاماً

 حيث انتقل إلى جوار ربه صباح يوم الخميس 13 / 8/ 2012م إثر نوبة قلبية وتم تشييعه ودفنه في مدينة حلب . بعد رحلة طويلة في خدمة الأدب ناهزت على الخمسين عاماً، وكان من دعاة التقارب بين الأديان والحضارات وبرحيله تكون حلب قد فقدت أحد أعلامها .

المراجع :

 1-معجم المؤلفين السوريين : 356 .

 2– النشرتان 3 , 4 – أصدرها الإخوان في دمشق – 15 ربيع الاول 1374/ 10 تشرين الثاني 1954م .

3-            مئة اوائل من حلب – أعلام ومعالم ، مبيض : ص 643 .

4-            موسوعة الدعاة والأئمة والخطباء في حلب ( العصر الحديث) – أحمد تيسير كعيد .

وسوم: العدد 792