أمير المؤمنين في الحديث العالم الزاهد عبد الله بن المبارك

هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، الإمام المجمع على إمامته وعلمه، وهو من  تابعي التابعين، كان أبوه تركيًّا مملوكًا لرجل من همدان وأمه خوارزمية.

ولد لأسرة صالحة محافظة, في مدينة مرو الشاهجان بخرسان لأبوين عرف عنهما التقوى والورع في  السنة الثامنة عشرة للهجرة بعد المائة , فتعلم اللغة العربية حتى إذا أتقنها  دأب على حفظ القرآن الكريم، حتى إذا  حفظه اتجه نحو الحديث الشريف فحفظ أحاديث كثيرة مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال مرافقته لعلماء الفقه الذين  ومنذ نعومة أظفاره زرعه أبوه بينهم ليكون صدقة جارية ينتفع به بعد مماته فيتحقق فيه قوله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.

تتلمذ على يد علماء عصره أمثال: سفيان الثوري ومالك بن أنس وأبوا حنيفة النعمان واخذ العلم الكثير منهم رحمهم الله جميعا ان شاء الله.

عبد الله بن المبارك المحدث والراوي، المجاهد، العالم الرباني، المنفق على الإخوان في الله وتجهيزهم في الحج، قيل عنه يوم وفاته: مات اليوم سيد العلماء.

كان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم , وكان إذا أراد الحج من بلده  مَرو مسقط رأسه جمع أصحابه وقال من يريد منكم الحج؟ فيأخذ منهم نفقاتهم فيضعها عنده في صندوق ويقفل  عليه ثم يحملهم وينفق عليهم أوسع النفقة، ويطعمهم أطيب الطعام، ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من الهدايا والتحف، ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعاما ثم جمعهم عليه، ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فرد إلى كل واحد نفقته.

قال سويد بن سعيد: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم، فاستقى شربة، ثم استقبل القبلة، فقال : اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : ماء زمزم لما شرب له, وهذا أشربه لعطش يوم القيامة.

لقد أنعم الله عز وجل على عبد الله بن المبارك رحمه الله بذاكرة قوية مكنته من سرعة الحفظ للقرآن الكريم ومن ثمّ لأحاديثه صلى الله عليه وسلم, فقد كان رحمه الله سريع الحفظ لا ينسى ما يحفظه أبدا, تماما كسفيان الثوري رحمه الله والذي كان لا يقل ذكاء وفطنة عنه, ويروي ابن عم له واسمه صخر رحمهما الله حادثة عنه فيقول: كنا غلماناً من الكتاب, فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب, فأطال خطبته, فلما انتهى قال لي ابن المبارك لقد حفظت خطبة هذا الرجل، فسمعه رجل من القوم فقال: هاتها إن كنت صادقاً، فأعادها على مسمعه كاملة ولم يخطئ بلفظ منها.

وما أن بلغ سن الثالثة والعشرين من عمره حتى بدأ يجوب العالم الإسلامي بحثا عن العلم والفقه، وما أن وصل إلى بلاد الحجاز والرافدين حتى التقى بعلمائها أمثال مالك بن أنس وسفيان الثوري وأبي حنيفة النعمان رحمهم الله, وكان كلما ازداد علما ازداد خشية وخوفا من الله تبارك وتعالى, وزهد عن الدنيا الفانية, وكان كلما تذكر الآخرة والنار وموقف الحساب بين يدي الجبار يبكي بكاء طويلا فيقشعر جسمه وترتعد فرائصه ويعتزل عن الناس فلا يكلم أحدا حتى يعود إلى حالته الطبيعية.

كما هو معلوم ومعروف أنّ لقب العالم لا يطلق إلا على من يخشى الله عز وجل ويخافه، وما نزل قوله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء إلا في العلماء الورعين الخائفين الوجلين الذين يخشون الله عز وجل ويخافونه, ورحم الله تعالى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذ يقول: كفى بخشية الله علما, وكفى بالاعتزاز بالله جهلا,   وعبد الله بن المبارك رحمه الله أحد هؤلاء العلماء الزاهدين, لما اشتهر فيه عنه من الإمامة بالعلم النافع المعجون بالكثير من الخشية.

كان رحمه الله تاجرا ذو مال كثير، كان ينفق في السنة ما يزيد عن مائة ألف درهم على الفقراء والمساكين والمحتاجين وبسخاء على طلاب العلم , وعندما عوتب على سخاءه بطلاب العلم أجاب رحمه الله: إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق, طلبوا الحديث, فأحسنوا طلبه لحاجة الناس إليهم, فان تركناهم ضاع علمهم, وان أعناهم بثوا العلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم, ولا أعلم بعد النبوّة أفضل من بثّ العلم.

 ورغم كل ما سبق عن هذا الرجل التابعي الفذ إلا أنه كان مثالا يحتذى به في السلوك القويم للمسلم الصحيح, وذات يوم التقاه أحد رجال عصره ممّن يظنون أنّ الزهد والتجارة لا يلتقيان بمكان, ذاهبا عن بال هذا الرجل أنّ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أمثال بن عوف وعثمان وأبو بكر وطلحة وغيرهم كثير كانوا ممّن أنعم الله عليهم بالمال الوفير وبنفس الوقت بشروا بالجنة قبل أن يروها, فقال لعبد الله بن المبارك رحمه الله: أنت تأمرنا بالزهد ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام, كيف الزهد والتجارة يجتمعان في قلب رجل مؤمن؟

فأجابه الواثق برحمة الله: يا أبا علي! إنما أفعل هذا لأصون وجهي، وأكرم عرضي، واستعين به على طاعة ربي، لا أرى حقا إلا سارعت إليه حتى أقوم به, ولا أبخل على أحد وجدته يحتاج المال أبدا, ولم لا أكون غنيا وزاهدا فأنفق من المال الوفير على من يحتاجه؟

كان رحمه الله يحبّ مكة حبا شديدا، وكان كثير الخروج إليها إما حاجاً أو معتمراً، وكان رحمه الله كلما خرج منها يقول شعرا وهذا بعضا منه:

بغض الحياة وخوف الله أخرجني       وبيع نفسي بما ليست له ثمنا

إني   وزنت   الذي يبقى ليعدله       ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا

كان يحب الجهاد حبا شديدا حجبه عن طلاب العلم الذين كانوا كثيرا ما يذهبون إليه ليستمعوا إلى علمه فيجدونه في الغزو، فقد كان رحمه الله يرى أنّ الجهاد فريضة على كل مسلم يؤديها تماما كما النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم يؤدونها، ويروى أنه أرسل إلى صاحبه الفضيل بن عيّاض ذات يوم يحثه على قتال الأعداء, ويدعوه إلى ترك البكاء عند البيت الحرام  بهذه القصيدة الرائعة التي جاء فيها:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا     لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب خدّه بدموعه      فنحورنا بدمائنا تتخضّب

أو كان يثغب خيله في باطل      فخيولنا يوم الصبيحة تثغب

ريح العبير لكم, ونحن عبيرنا    رهج السنابك والغبار الأطيب

ولقد  أتانا  من   مقال  نبينا      قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوي وغبار خيل الله في      أنف امرئ ودخان نار تلهب

هذا  كتاب  الله  ينطق  بيننا       ليس الشهيد بميّت لا يكذب

وما أن تلقى الفضيل رحمه الله هذه الأبيات المعبّرة الصادقة حتى بكى بكاء طويلا وقال: رحمك الله يا ابن المبارك فانك قد أصبت كبد الحقيقة حتى أدميتها.

دعا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه بالرحمة مرة واحدة ولإخوانه ثلاث مرات, الأمر الذي اضطرهم للاستفسار على هذا الأمر فقالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله! فقال وهو يرسل الحكمة لأصحابه كما يرسل القمر الفضي أنواره الفضية على الكون, وفي هدوء تام وسكينة وحكمة الأستاذ مع التلميذ والطبيب مع المريض فقال عليه الصلاة والسلام بما معناه: : لا.. بل أنتم أصحابي رأيتموني فآمنتم بي , أما إخواني فهم الذين يأتون بعدكم ويؤمنون بي دون أن يروني.

ويترجم ابن المبارك هذه المعاني في حياته حتى إذا سأله أحد عن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي كان لا يجيبه قائلا له: هذا ليس من توقير العلم , يقصد أن يجيبه على سؤال كهذا وهو ماشياً.. وبلغ من علمه الفيّاض درجة عالية حتى أنّ حفاظ الحديث في الكوفة كانوا إذا اختلفوا حول حديث ما من أحاديثه صلى الله عليه وسلم يقولون: هيا بنا نسأل هذا الطبيب المداوي لحيرتنا فيقصدونه ويجدون عنده ما غاب عن أذهانهم رحمهم الله جميعا إن شاء الله.

ذات يوم اجتمع نفر من صحابته رحمهم الله أجمعين وقالوا هيا بنا نعدّ خصال هذا الرجل ابن المبارك من أبواب الخير.. فقال أحدهم: جمع العلم والفقه.. وقال آخر: والأدب والنحو واللغة والشعر والفصاحة.. وقال ثالث: والشجاعة والشدة والزهد والورع والإنصاف.. وقال رابع: وقيام الليل والعبادة والفروسية والشدة في البدن، حتى إذا أجهدهم العدّ قال خامس: وترك الكلام فيمالا يعنيه..

رجل كهذا اجتمعت فيه ما يزيد عن عشرين خصلة فضلى، كل خصلة منها كفيلة بنيل رضوان الله تعالى عنه...فماذا لو اجتمعت كل تلك الخصال في أمة الإسلام اليوم كل مجموعة تحمل خصلة منها؟ مؤكد لكنا قد حكمنا العالم وبجدارة من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، ولدانت لنا أمصار العالم برمته بالولاء كما دانت كسرى وقيصر لأمة الإسلام في عهد الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم.

لأجل ذلك نشهد في خطبنا المنبرية كل يوم جمعة من على منابرها في مشارق الأرض ومغاربها أنه صلى الله عليه وسلم قد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا ضال.. ولا ينكرها إلا جاحد كافر... فصلى الله وسلم وبارك عليك يا نور الهدى ما ذكر الله الذاكرون وما غفل عن ذكره الغافلون صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين.

إلى كم من هذا النموذج الفذ نحتاج اليوم كي ننهض من غفوتنا؟ هذا الرجل الذي يعتبر أمة قائمة بحد ذاته, ذلك أن حال الأمة كلها اليوم من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها , ومن طلابها إلى علماءها إلى فقهائها لا يساوون علم هذا الرجل وزهده وورعه وتقواه وخشيته وفروسيته وشجاعته وأدبه وفصاحته ونحوه وعلمه وإنصافه وعدله وعبادته وقيامه لليل بعيداً عن الأعين إلا من عين الجبار الذي لا يغفل ولا ينام, لأجل كل تلك الخصال النبيلة التي توافرت في هذا الرجل المغفور له بإذن الله فقد قدّره الناس وزادت مهابته لديهم على مهابة هارون الرشيد, فقد روي أن هارون الرشيد قدم ذات يوم إلى الرقة (مدينة في  شمال  سورية) فنظرت زوجة هارون الرشيد من شباك قصرها المنيف لتجد الناس تهرول نحو ابن المبارك تحاول السلام عليه, فلما رأت هذا المشهد قالت: من هذا؟ وما هذا؟ قالوا: عالم من خراسان قدم الرقة يقال له: عبد الله بن المبارك.. فقالت: هذا والله الملك لا هارون الملك الذي لا يجمع الناس إلا بالشرطة والأعوان.

من أقواله:

اغتنم ركعتين زلفى   إلى الله        إذا كنت   فارغا    مستريحا    

وإذا ما   هممت   بالنطق        بالباطل فاجعل   مكانه    تسبيحا     

فاغتنام السكوت فضل   من   خوض وإن كنت بالكلام فصيحا     

ومن كلامه في الحكمة رحمه الله: إن البصراء لا يأمنون من أربع: ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع فيه الرب عز وجل، وعمر قد بقي لا يدري ما فيه من الهلكة، وفضلٍ قد أعطي العبد لعله مكر واستدراج وضلالة قد زينت يراها هدى، وزيغ قلب ساعة فقد يسلب المرؤ دينه ولا يشعر.

وسمع بعضهم ابن المبارك وهو ينشد على سور طرطوس (مدينة شرق سورية على البحر الأبيض):

ومن البلاء وللبلاء علامة                   أن لا يرى لك عن هواك نزوح

العبد عبد النفس في شهواتها                والحـر يشبـع مـرة ويجـوع

قال نعيم بن حماد رحمه الله: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق، يصير كأنه ثور منحور، أو بقرة منحورة من البكاء، لا يجترئ أحد منا أن يسأله عن شيء.

وقال نعيم رحمه الله: قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال: لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يكرر: ألهاكم التكاثر- إلى الصبح  ما قدر أن يتجاوزها، يقصد نفسه.

وقال نعيم رحمه الله أيضاً: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته فقيل له: ألا تستوحش، فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟

وقال العباس بن مصعب رحمه الله: حدثني بعض أصحابنا أنّ ابن المبارك كان مستجاب الدعوة، وقال: سمعت أبا وهب يقول: ذات يوم مرّ ابن المبارك برجل أعمى، فقال هل: أسألك أن تدعو لي أن يرد الله علي بصري، فدعا له، فرد عليه بصره وأنا أنظر.

وقال محمد بن الفضيل بن عياش: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت فيه، قلت: الرباط والجهاد؟ قال: نعم، قلت: فما صنع بك ربك؟ قال: غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه، رحل إلى اليمن ومصر والشام والبصرة والكوفة، وكان من رواة العلم وأهل ذلك، كتب عن الصغار والكبار، وجمع أمرًا عظيمًا، وكان صاحب حديث حافظًا.

وقال أسود بن سالم: كان ابن المبارك إمامًا يقتدى به، وهو من أثبت الناس في السنة.

وقال القاسم بن محمد الثقفي رحمه الله: كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيرا ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي: بأي شيء فضل علينا هذا الرجل حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة، إن كان يصلي إنا لنصلي، ولئن كان يصوم إنا لنصوم، وإن كان يغزو فإنا لنغزو، وإن كان يحج إنا لنحج، قال: فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام نتعشى في بيت إذ طفئ السراج، فقام بعضنا فأخذ السراج وأخذ يبحث عما يوقد به المصباح، فمكث هنيهة، ثم جاء بالسراج  فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع فقلت في نفسي: بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا، ولعله حين فقد السراج فصار إلى الظلمة ذكر القيامة.

وقال سويد بن سعيد: رأيت ابن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى شربة ثم استقبل القبلة فقال عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له... وهذا أشربه لعطش يوم القيامة.

وقال شقيق البلخي: قيل لابن المبارك رحمه الله: إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا، قال: أجلس مع الصحابة والتابعين وأنظر في كتبهم وآثارهم فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس.

 وفي شهر رمضان وفي مدينة هيت على الفرات وفي السنة الواحد والثانين بعد المائة توفي هذا العلم من أعلام الأمة المجيدة، أثناء رجوعه من احدى الغزوات عن عمر يناهز الثالثة والستين عاما, ويقال أنّ هارون الرشيد لما بلغه موت ابن المبارك قال: مات سيّد العلماء.

رحم الله ابن المبارك رحمة واسعة، وجمعنا الله به في عليين ان شاء الله في مستقر رحمته سبحانه وتعالى هو وحده سبحانه وتعالى القادر على ذلك.

ولنا في سيرة ابن المبارك رحمه الله دروس عظيمة للتجار وأصحاب الأموال والثروات أولها: النية الصالحة في طلب المال والاقتداء بالصالحين وابن المبارك رحمه الله واحدا منهم كان ينوي بتجارته الإنفاق على المساكين والإنفاق على إخوانه، والقيام بحاجات أهل العلم ليتفرغوا لبث علمهم في الناس.

 قال الذهبي رحمه الله: بلغنا أن ابن المبارك قال للفضيل يوما: لولاك وأصحابك ما أتجرت.

وسوم: العدد 805