الشيخ الداعية د. حسين عبد الهادي آل بكر

( 1949م – معاصر)

clip_image002_a7b63.jpg

هو الأستاذ الدكتور الداعية حسين عبد الهادي آل بكر عضو رابطة العلماء السوريين، وعضو الأمانة العامة للمجلس الإسلامي السوري، ورئيس التحرير في مجلة مقاربات في الشريعة والحضارة والفكر الصادرة عن المجلس.. والكاتب المشهور.

الولادة والنشأة:

ولد الشيخ د. حسين عبد الهادي في قرية ( عالية ) في ناحية الدرباسية في محافظة الحسكة شرقي سورية بتاريخ  10 / 9 / 1949م .

ونشأ في كنف أسرة علمية متدينة حيث كان والده عالماً يقوم بالتدريس لأهل المنطقة، ويجيد خمس لغات هي العربية، والكردية، والتركية، والفارسية، والفرنسية، وكان متأثراً بالشيخ سعيد النورسي، وكانت بينهما مراسلات، وتمّ نشر إحدى رسائله في كتاب تاريخ حياة بديع الزمان النورسي، وذكر فيها اسم ولده (حسين)، وطلب من الأستاذ الدعاء له .

وقد استلم الدكتور حسين أصل الرسالة من طلاب النور في تركيا ..وغيرها عام 1986م.

وقد توفي الوالد في سنة 1973م، ودفن في ( تل كرم ) القريبة من ناحية الدرباسية في محافظة الحسكة .

وأمّا الوالدة الفاضلة فكانت تقرأ القرآن فقط، وتحب العلم، وتحترم العلماء، وكانت تحرص على تعليم أولادها وتربيتهم على قيم الإسلام الخلقية النبيلة .

وترعرع الدكتور حسين عبد الهادي وحيداً بين اثنتين من الأخوات، الكبرى كانت كفيفة، ولكنها ذكية، سريعة الحفظ والفهم، توفيت سنة 1964م، وأما الثانية فكانت ممن تقرأ القرآن، وتحافظ على الصلاة، وقد توفيت عام 2018م - رحمة الله عليهما- .

دراسته، ومراحل تعليمه:

clip_image004_b43c3.jpg

درس حسين عبد الهادي الابتدائية في الدرباسية في محافظة الحسكة .

ثم طلب منه الوالد الدخول في الثانوية الشرعية، فدرس السنة الأولى في الإعدادية الشرعية في دير الزور، ثم انتقل إلى الثانوية الشرعية (الخسروية) في حلب، فحصل على شهادة الثانوية الشرعية عام 1970م . ونهل العلم على أيدي علمائها الكبار من أمثال: عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ حسن عبد الحميد، والشيخ أحمد قلاش، وكان مدير الثانوية الشيخ د. إبراهيم السلقيني.

وبعد ذلك راح يدرّس مادة التربية الإسلامية في مدارس مدينة القامشلي لمدة سنة واحدة في إعدادية العروبة.

وبعد سنة حصل  على منحة دراسية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، فدرس في كلية أصول الدين، وتخرج فيها بتقدير ممتاز سنة 1975م  .

ثم حصل على الماجستير في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وحصل عليها سنة 1979م، بتقدير جيد جداً ، وكانت رسالته تحت عنوان: اليهود والنصارى في ضوء سورة المائدة.

وبعد التخرج تعاقد مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية محاضراً في كلية الشريعة وأصول الدين ( فرع أبها ).

ثم حصل على الدكتوراه من  كلية أصول الدين في الرياض عام 1984م، بمرتبة الشرف الأولى ، وكان عنوان المخطوط: ( التكميل والاتمام لكتاب التعريف والأعلام لابن عسكر الأندلسي، وهو في موضوع (مبهمات القرآن الكريم). وناقش رسالة الدكتوراه سنة 1984م.

ثم حصل على الترقيات العلمية حيث حصل على درجة (أستاذ مساعد ) في فرع أبها، ثم ترقى إلى أستاذ مشارك سنة 1990م .

ثم أنهى عقده مع الجامعة عام 2001م .

وانتقل إلى مدينة جدة، وأشرف على إعداد مناهج للصوماليين باللغة العربية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وانتهى منها، وطبعت سنة 2005م بدعم البنك الإسلامي في جدة، واستطاع الشيخ مع فريق العمل أن يقطعوا الطريق، فيسبقوا الجمعيات التنصيرية التي كانت تعدُّ منهاجاً للصوماليين باللغة الصومالية، وكان فيه ما يتناقض مع الإسلام والمجتمع الصومالي.

وفي عام 2005م تعاقد الشيخ حسين عبد الهادي مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة، وهي جامعة خاصة، وبقي فيها لمدة سبع سنوات، ثم قدم استقالته عام 2011م.

والتحق بصفوف الثورة السورية المباركة، وراح يواجه الطغاة في بلاد الشام، فقدم إلى تركيا.

وانخرط الشيخ حسين عبد الهادي في الأنشطة العلمية لرابطة العلماء السوريين، وفتح جمعية رسمية للرابطة في استانبول ومازال هو رئيسها، وترأس تحرير مجلة مقاربات الصادرة عن المجلس الإسلامي السوري .

أحواله الاجتماعية:

وفضيلة الشيخ حسين عبد الهادي متزوج، وله عدد من الأولاد والبنات، قد أكملوا تحصيلهم العلمي، منهم:

-       ثناء حسين عبد الهادي: حصلت على الماجستير بالعقيدة من جامعة الملك خالد في أبها في السعودية .

-       أسماء حسين عبد الهادي: حصلت على الماجستير في علم الاجتماع من جامعة الملك عبد العزيز في جدة .

-       بلال حسين عبد الهادي: حصل على الليسانس في المحاسبة من جامعة الملك خالد في أبها .

-       نور حسين عبد الهادي: طالبة في كلية الطب البشري .

-       رهف حسين عبد الهادي: حصلت على  ليسانس في إدارة الأعمال من جامعة الملك عبد العزيز في جدة .

-       وله ولد يدرس في الميكاترونيك ...

مؤلفاته، وأبحاثه:

ترك عدداً من الكتب والأبحاث، وله عدة مقالات افتتاحيات في مجلة مقاربات، وقد شارك في برنامج فقه الثورة على الإعلام، وكان ينصح إخوانه الكرد بعدم الوقوف مع الطاغية ضد شعبهم، ويذكرهم بالأمة الواحدة، وعدم التفكير بالانفصال.

ويرى الشيخ أن عالمية الإسلام الثانية بدأت في القرن الحادي والعشرين وهناك صراع بين مشروعين المشروع الإسلامي والحضارة المادية .

وسينتصر المشروع الإسلامي لأنه يمثل الحق على المشروع الذي يمثل القوة ..وهذا ما تبينه سنن الحياة .

ويرى الدكتور حسين عبد الهادي أن المشروع الإسلامي يقوم على ثلاثة أسس وهي :

1-             الحرية : لقوله تعالى ( لا إكراه في الدين ) .

2-             الكرامة الإنسانية : لقوله تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم ) .

3-             تعارف الحضارات وتواصل الشعوب والقوميات بدلاً من صدام الحضارات ..لقوله تعالى : ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) .

ثناء العلماء عليه:

أثنى عليه فضيلة الشيخ حسن عبد الحميد، فقال: ( وإليك أخي الكريم نموذجاً من الدعاة العاملين لهذه الدعوة:

جندي من جنود السباعي - رحمه الله-، وتلميذ من تلاميذ حسن البنا، ولا فخر يوازي هذا الفخر، قاد الشباب المسلم في أبها في الثمانينات مع إخوته عادل الهاشمي، ومحمود الحريري وموسى الإبراهيم، حاصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية في السعودية، وكان مدرساً في جامعة الإمام في أبها، وعميدها الشيخ الداعية عبد الله المصلح، وكان من دعاتها الشيخ عوض القرني .

وهو الآن رئيس رابطة العلماء السوريين في المهجر، وعضو المجلس الإسلامي السوري، وهو من مؤسسي جامعة الزهراء في عنتاب، وعضو مجلس أمنائها .

وهو مثال للأخ الكردي المسلم، يعتز بسوريا ووحدتها، ويخاطب إخوته الأكراد على شاشات التلفزة يدعوهم، ويذكرهم بأمجادهم وأبطالهم صلاح الدين الأيوبي، وعماد الدين زنكي،  ونور الدين الشهيد الذي تنسب إليه المدرسة النورية بدمشق، يدعو بأسلوب محبب للعرب والكرد  كونوا يداً واحدة، فإنما المؤمنون إخوة .

شعاره:

أبي الإسلام لا أبا لي سواه         إن افتخروا بقيس أو تميم

الدكتور حسين عبد الهادي نموذج للدعاة المخلصين في تركيا جهاداً وتربية وعملاً،

كنت أزوره في أبها فلا أجد إلا وجهاً بشوشاً وبسمة صادقة وترحيباً .

حياه المولى فقد ترك أبها بعد أن غرس فيها شجرة  أزهرت شباباً يعملون اليوم للإسلام هنا وهناك

حياك الله دكتور حسين وإن كنت كردياً فأخوك صلاح الدين الأيوبي كردي،

وعاش من دعا إلى الله، وعمل صالحاً وقال: إنني من المسلمين.

اسمعوا للنبي العظيم عليه السلام يقول: ( ليس منا من دعا إلى عصبية ، أو من مات من أجل عصبية ) أبو داود.

سلام وتحية لكل العاملين لهذا الدين من جميع المشارب، فالدرب واحدة والراية واحدة، والله أكبر، ولله الحمد.

تحية إلى سواعد الإخاء انظر تجد الإخواني بجانب الصوفي بجانب السلفي، وكم طربت عندما أنشد شيخ الدعوة الدكتور عطية الوهيبي -حفظه المولى- :

هو الحق يحشد أجناده       ويعتد للموقف الفاصل

فصفوا الكتائب آساده         ودكوا به دولة الباطل

وتحية للداعية الدكتور عامر البوسلامة -حفظه الله- .

وأخيراً افهموا جيداً يا ناس: (نحن دعاة لا قضاة ) !!

نحن بشر، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون

ونفخر أن أعداءنا فقط هم العلمانيون، نعم خصومنا هم العلمانيون وسمهم ما شئت

وأعودُ، فأقول: أولئك إخواني فجئني بمثلهم، فالدكتور حسين عبد الهادي الكردي المسلم هو فخرنا وعزنا.

وبعد:

ما زال فضيلة الشيخ حسين عبد الهادي يكتب، وينشر، ويظهر على وسائل الإعلام، ويتحدث عن فقه الثورة، ويتنقل بين البلدان، ويحاضر رغم ذهاب المكتبة، وضياع بعض المؤلفات. نرجو الله تعالى أن يطيل لنا في عمره، وأن ينفع بعلمه.

مصادر الترجمة:

1-             رسالة من فضيلة الشيخ د. حسين عبد الهادي بتاريخ 27 / 12 / 2018م.

2-             مقالة الشيخ حسن عبد الحميد منشورة في موقع رابطة العلماء السوريين.

وسوم: العدد 805