الحاج سليم الراغب رحمه الله

الشيخ حسن عبد الحميد

من وجهاء مدينة الباب واسمه الحقيقي الحاج عبد السلام الراغب وهو جد الأديب الكبير الدكتور عبد السلام حفظه الله وقد استفدت من هديته وعلمه الشيء الكثير وقد زارني منذ فترة المهندس اللامع عبد الرحمن الراغب حفظه الله ووفقه لكل خير فأثار في نفسي ذكريات الماضي يوم حضرت عرس أخيه في جامع العادلية بحلب ولاتستغربوا أن يكون عرس في جامع فعظمينا عليه الصلاة والسلام قال عن عقد الزواج اجعلوه في المساجد فجعلناه في الصالات حيث التكشف للنساء والبزخ للرجال !

وحديثي الآن عن الكريم الشهم الحاج عبد السلام وهو من أجواد العرب كأنه في بلدنا حاتم طيء كلما جاء ضيف إلى مدينة الباب كان يدعوني مع الشيخ صادق غزال رحمه الله 

ولما سمع أن وفدا مصريا برئاسة المرشد حسن الهضيبي دعاه هو والداعية الكبير سعيد رمضان المصري إلى طعام غداء في بيته فحضر ملبيا دعوته رحمهم الله ، فنعم الضيوف ونعم المضيف  .

وحقا وصدقا لشخص سخي أحب إلى الله من عالم بخيل 

لما زار دمشق رحبت به وأجبت دعوته ولأني طالب علم قال الغداء عليّ وأقسم ولبيت الدعوة لأن أكل الكريم شفاء 

والمكرم عبد السلام يلبس عمامة التجار الصفراء والجاكيت الطويل مع بنطال قضوي عريض 

ولديه مكتبة في داره تزين غرفة وفيها أهم المراجع في التفسير والفقه والحديث رحمه الله وغفر له وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء 

بعد الغداء تجولنا في سوق الحميدية فرأى إمرأة على الموضة قصيرة الثياب فواحة العطور فتحركت فيه حاسة إنكار المنكر اقترب منها وقال لها يعطيك العافية على هذه الطلعة ؟ 

وهو يقصد لا بارك الله بك .

حيا الله الحاج سليم وتحية إلى من ضُرب به المثل حاتم طئ وحيا الله ولده عدي بن حاتم وبنته سفانة 

عرفت عن نفسها حين وقعت في الأسر أمام المصطفى عليه السلام بكلمات تكتب بماء الذهب  قالت ( يا رسول الله هلك الوالد وغاب الرافد 

إنّ أبي كان سيد قومي ، يفك العاني ، ويعفو عن الجاني ، ويحفظ الجار ، ويحمي الذمار ، ويفرج عن المكروب ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ويحمل الكَلَّ ، ويعين على نوائب الدهر ، وماأتاه أحد بحاجة فرده خائبا، أنا بنت حاتم الطائي . فقال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ( ياجارية هذه  صفات المؤمنين حقا ، ثم قال : خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق 

فاستاذنته بالدعاء وقالت : ( أصاب الله ببرك مواقعه ،  ولا جعل الله لك إلى لئيم حاجة ، ولا سلب نعمة عن كريم قوم إلا جعلك سببا في ردها  .

رحم الله الحاج سليم الراغب وولده أحمد وحيا مولانا أحفاده عبد السلام وعبد الرحمن 

تحياتي إلى من رفع اسم مدينة الباب بالفخر عندما درّس الأدب في جامعة حلب ، تحياتي وقبلاتي على الشعر الأشقر من حبيب أديب ، وإلى أخيه المهندس عبد الرحمن تحية وسلاما وشكرا على زيارة المريض 

وزيارة المريض واجب وشهامة وتطبيق لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم (  عودواالمريض ، وأطعموا الطعام، وفكّوا العاني ) رواه البخاري 

وقال عليه السلام ( إنّ المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خُرفَةِ الجنة حتى يرجع ) 

قيل يا رسول الله وما خُرفة الجنة ؟ قال ( جَنَاها ) رواه مسلم  .

ختاما : 

إليكم هذه الحكمة : لا يدعو إلى مائدته كرام الناس وهو لايعرفهم إلا كريم عظيم له التحية من حاتم طيء  .

وقف بدوي عند رسول الله عليه السلام يطلب شاة من غنائم حنين قال العظيم عليه السلام انظر إلى هذا الوادي كل ما فيه من غنم هو لك ، فقفز البدوي قائلا : الله أكبر ياقوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لايخشى الفقر  .

وتفو على غني يمنع الزكاة بخلا ولا يتغوط خشية أن يجوع !

الله الكريم فاطلبوا أيها الفقراء من الكريم ولاتطلبوا من البخيل اللئيم 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  .

وسوم: العدد 822