الشيخ الداعية الدكتور خيري حافظ عثمان الأغا

(1934- 2014م / 1352- 1435ه)

clip_image002_ea06d.jpg

هو الشيخ الداعية المرحوم الدكتور خيري حافظ عثمان مصطفى عبد الرحمن عثمان جاسر حسين عثمان إبراهيم الأغا، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الأحد بتاريخ 1/6/ 2014م/ الموافق 3 شعبان 1435ه عن عمر ناهز 80 عاماً، قضاها في الدعوة والبذل والعطاء .

مولده، ونشأته:

ولد الشيخ خيري الأغا في فلسطين يوم الاثنين 1/ 1 /  عام  1934م /  15 رمضان 1352ه، ونشأ في كنف والده الحاج حافظ عثمان الأغا الذي كان محافظاً على تعاليم الدين الحنيف، وأما الوالدة الفاضلة فهي المرحومة زينب عثمان عبد الحافظ العثملي التي كانت تسهر على تربية أولادها ورعايتهم بكل لطف وحنان.

الأحوال الاجتماعية:

clip_image004_278d2.jpg

وهو متزوج من السيدة ليلى عيد إسماعيل طاهر الأغا، وله منها عدة أولاد:

1-الدكتور أسامة خيري حافظ عثمان الأغا

2-الدكتور أبوعبيدة خيري حافظ عثمان الأغا

3-المهندس أيمن خيري حافظ عثمان الأغا

5-أ. هاني خيري حافظ عثمان الأغا

وأما أسماء البنات، فهن:

1-مروة خيري حافظ عثمان الأغا

2-دعاء خيري حافظ عثمان الأغا

3-المهندسة صفاء خيري حافظ عثمان الأغا

4-منى خيري حافظ عثمان الأغا

5-شروق خيري حافظ عثمان الأغا

 أسماء الأشقاء والأخوة:

1-المرحوم عبد حافظ عثمان الأغا

2-المرحوم فهمي حافظ عثمان الأغا

3-المرحوم طاهر حافظ عثمان الأغا

4-المرحوم يوسف حافظ عثمان الأغا

5-المرحوم سلامة حافظ عثمان الأغا

6-المرحوم سعيد حافظ عثمان الأغا

7-كامل حافظ عثمان الأغا

8-المرحوم صبحي حافظ عثمان الأغا

أسماء الشقيقات والأخوات:

1-المرحومة زبيدة حافظ عثمان الأغا

2-المرحومة منيرة حافظ عثمان الأغا

3-المرحومة سهيلة حافظ عثمان الأغا

4-المرحومة عائشة حافظ عثمان الأغا

5-عدلة حافظ عثمان الأغا

6-المرحومة خيرية حافظ عثمان الأغا

7-سعاد حافظ عثمان الأغا

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا خالي، فليأتني أحدكم  بخاله !!:

كتب الشيخ ياسين طاهر الأغا

clip_image006_f070d.jpg

        عميد عائلة الأغا الدكتور خيري حافظ الأغا أبو أسامة -رحمه الله، لم يغب عنا وعن أحبته لحظة، فهو في قلوبنا وعقولنا، نستمد من تعليماته وتوصياته، ونسير على خطاه، فقد كان لنا موجها ومرشدا، كان حريصا علينا، وعلى العائلة الكريمة، وأفنى عمره رحمه الله في خدمة دينه وأمته وعائلته، وقدم ماله وجهده وحياته من أجل عزة وطنه ورفعة أهله، رحمه الله، ورفع درجاته في عليين.

عقد الموت بالأسى لساني وال    ***    قلب ينفطر من الغم والأحزان

إني فقدت بموتك سلوتي وعزوتي  ***فقد كنت لي أهلي ومعلمي وخلان

تجرعت مر الفراق مضاعفا        ***     ورضيت حكم الواحد الديان

كنتَ قلعةً أحيطت بروضة غناء  ***     خضراء من ذكر وترتيل قرآن

صان الإله بك أمة مكلومة ***            في عصرنا المتقلب الحيران

ماذا تقول قصائد الشعر التي  ***        صارت بلا روح ولا أوزان ؟

ماذا ستقول عنك مرشدي   ***        ستظل عاجزة عن التبيان ؟

كيف تصف التواضع شامخا ***      وعن الشموخ يحاط بالإيمان ؟

ماذا تقول عن الحلم والنهى ***      عن العزم  والحزم لكبير الشأن ؟

مات سليل الأسود ولم يمت بعد ***   حزن القلوب وأدمع الأجفان

ما زلت أسمع صوته يسري إلى أعما *  قنا يهدي ويرشد بمودة وحنان

أفنيت عمرك ناصحا وموجها  ***    ومعلما للناس دون كَلٍ وتوان

يارب قد أصغت إليك قلوبنا ***   وتعلقت بك يا عظيم يا منان

مات العميد عليه أندى رحمة ***   وأجل مغفرة من الرحيم الرحمن

سبحان من يجري الأمور بحكمة ***  في الخلق بالأرزاق والحرمان

نفذت مشيئته بسابق علمه   ***     في خلقه عدلا بلا عدوان

ورفع الرايات من بعده فرسان *** قل نظيرهم فهم قواعد الأركان

( أسامة ) الحِبُ ابن الحِبِ     ***     وكان ملئ القلب والعينان

اشتق الليث له من اسمه لقبا   ***  يزهو على عالم الغاب والحيوان

قاد الجيوش بعزمة وجدارة     ***        وكان تحت أمرته العمران

(وأبي عبيدة ) العميد سيد قومه***   وامدح جماعة بيعة الرضوان

أبا عبيدة أورِدها مظفرةً    ***     موارد النصر تشفي كل حرّان

عالي اللواء رفيع القدر والشانِ *** سرت معانيه في روحٍ وجثمان

حسم أمر السقيفة بإخلاصه  *** فالتأم الشمل واجتمع الفريقان

أعجوبةٌ مالها في الدهر من مثل*** لكنّ ربك ذو فضل وإحسان

غصنان أصلهما بروضة أحمد ***        لله در الأصل والغصنان

أكرم (بأيمن) (وهاني) نجمان   ***   تظاهرا بل هما أضوء قمران

أيمن ! ماذا أقول في ذا الفتى ؟!*** إذا رأيته أخذ بلبك والجنان

اشتق من اليُمن اسمه ووصفه   *** فهو بركــــــة وأمن ويمــــــن ويمــــــان

(الصفا ) (والمروة) (والدعاء) بينهما* هما للحج من أعظم الأركان

تالله ما أحلى المبيت (بمنــــى) ***      في ليل عيـــــــد وخير مكان

وخلف كل عظيم زوجة مباركة***  في ذاك البيت أعظم البرهان

(أم أسامة )جراب وكئ على***   مسك ، كانت منبعا للحنان

على نهج أمهات المؤمنين وأنعم ***بهم ، (عائشة وخديجة والزينبان)

لا تزال لهم ردفـــــا وردئــــا    ***     كما  كانت لهم القلب الحاني

أعظم الله أجرها في مصابها***     وفي ذريتها سلوى من الأحزان

أبدلها ربي قصرا من قصب لا *** نصب فيه ولا وصب ولا حرمان

وصـــاحبـاك لا ننســــــاهمـا أبــداً  ***       لله ما أكرم ذانك الرجلان

أبو عمرو ( الأمين ) رفيق دربه ***     كريم السجايا وطبيب أبدان

لا يجاريه في الخير إنسان      ***  في كل ميدان له فضل وإحسان

(وأبو أيمن ) مستشاره وأمينه  ***   كأنه ملاك مفوض من الرحمن

كأنه لقمان في حلمه وحكمته      ناصح أمين، يبغي جنة الرضوان

مثل ضوء الشمـس مشرقـةً تضئ    ***  والنصح خالصه دِينٌ وإِيمان

معادن العزِّ قد مال الرَّغام          * بهم،كمـا يفصَّـل يَاقـوتٌ ومرجـان

إنْ عُد أهل التقـى كــنـتم أئِمّتهـم  أوْ قيل: من الأخيار قيل: هما هذان

لا ينكر الناس ما للقوم من قدم    وكيف يلحق عين الشمس نكران

وفي قاهرة المعز وعلى أهرامها     *** يربض ليث هصور عالي الشان

احتضنك طفلا ويافعا، وكبيرا    ***  وحتى غدوت يشار لك بالبنان

كنت له ولدا خامسا ومخلصا     *** وما بخل عليك بنصح وأشجان

(أبو كامل )، لك في كل نائبة يد  يا راعي الوقفات، لا نجزيك شكران

عشِقَ المكارم فهو مشغولٌ بها والمكــ  رمات مطايا ، وزلفى الى الرحمان

كريم يغض الطرف فضل حيائه   ***    ويدنو وأطراف الرماح دوان

وكالسيف إن لاينته لان متنُهُ     * وحدّاه، وإن خاشنته صار خَشنان

هم الزهر أرباب الكمال فما ينـ * قص  الكيل أن قيل أسرفت يا فلان

ما يبرح الفضل عنهم بل لهم وبهم ***  يزداد مُدُه سعة على مر الزمان

فالشعر دمعي حين يعصرني الأسى *** والشعر عودي حين عزفت ألحان

يا نفس ويحك لا تجزعي وتصــــبري ***       فعنــد الله الرحيم طول أمان

أيا عين ويحك كفكفي الــدمع    ***     وتعـــــمقي في الآيات والقـــــــرآن

سيذيب إيماني جبال مواجعي   ***      وسأبقى أنشد رحمة الـــــــــــديان

أصبحتَ ضيف الله في دار الرضا ***   وعلى الكريم كرامة الضـــــــيفانِ

تبلي عــظامي وفيهـا مـن مودتكـم  ***  حب مقيم، وشـوق ،لا يبليان

يا غافلا وله في الموت موعظةٌ    ***  اذكر الموت في كـــــــــل حين وآن

يا زارع الخير تحصد بعده ثمرا     ***    أبشـــــر بخيـــــــر في جنة الـــــرحمن

الحمد لله مميتنا ومحيينا ومنه      ***        العفو والصفح والإحسان

ثم الصلاة على المختار سيدنا   ***       ومن به عرفت ربي الرحمن

وعلى جميع بناته ونسائه   ***            وجميع الصحب والإخوان

خيري الآغا.. مقاوماً وقائداً لحماس:

clip_image008_bf915.jpg

وكتب محسن محمد صالح – مقالة نشرها يوم الجمعة، 24 مايو 2019م

قليلٌ هم الزعماء والرموز الذين يُصرّون على البقاء بعيداً عن الأضواء طيلة حياتهم؛ وقليلة هي الشخصيات التي تحقق منجزات كبيرة، وتحرص أن يبقى ذلك بينها وبين ربِّها. وفي تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر يقف خيري الآغا في مقدمتهم. وفي الذكرى الخامسة لوفاته رحمه الله (1 حزيران/ يونيو 2014) عن عمر يجاوز الثمانين عاماً، نكتب هذه السطور لعلها توفي هذه القامة الكبيرة بعض حقها.

التقيته رحمه الله على مدى يومين في منتصف شهر أيلول/ سبتمبر 1998، عندما كنت أتابع بحثاً علمياً حول تاريخ التيار الإسلامي الفلسطيني؛ فكان يجيب عن أسئلتي، خصوصاً تلك التي لدي فكرة عامة عن خلفياتها. أما المواضيع التي عرفت لاحقاً أن له دوراً رئيسياً، فيها فلم يتطرق إليها ما دمت لم أسأل عنها.

في هذا المقال المحدود، أختار أربع نقاط للحديث فيها عن ابن خان يونس، الدكتور خيري حافظ عثمان الآغا (أبو أسامة)، القائد الفلسطيني ورجل الأعمال، الحاصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال، وعضو جماعة الإخوان المسلمين مذ ريعان شبابه، والذي قضى شطراً كبيراً من حياته في السعودية وتوفي فيها.

النقطة الأولى: دوره المهم في التنظيم العسكري السري الذي أنشأه الإخوان المسلمون في قطاع غزة في النصف الأول من خمسينيات القرن العشرين، وكان يهدف لاستئناف العمل المقاوم ضدّ الاحتلال الإسرائيلي. وهو أحد أوائل وأبرز التنظيمات التي نشأت بعد نكبة 1948، والتي لم تأخذ حقها في تاريخ فلسطين الحديث.

         اتصلت خيوط التنظيم بكامل الشريف (أحد أبرز قادة الإخوان المسلمين المصريين في حرب 1948)، والذي كان مقيماً في مدينة العريش في سيناء، والذي أوكل له إخوان مصر أيضاً قيادة المقاومة المسلحة ضدّ الإنجليز في قناة السويس. كان معظم أعضاء هذا التنظيم من الشباب ومن طلبة الثانوية والجامعة. وتوزعت قيادته في القطاع على ثلاث مناطق، حيث تولى خيري الآغا قيادة منطقة خان يونس والمنطقة الوسطى، وكان يساعده محمد أبو سردانة، بينما تولى أبو جهاد خليل الوزير قيادة غزة وشمال القطاع، أما رفح وجنوب القطاع فكانت بقيادة محمد يوسف النجار. وكان صلة الوصل بين كامل الشريف وبين هؤلاء؛ هو محمد أبو سيدو الذي كان يعمل "سباكاً" في الجيش المصري في سيناء، وتَسْهُل حركته بين سيناء والقطاع حيث كان ينتقل أسبوعياً بين المنطقتين، وينقل الأوامر والتعليمات لإخوانه في طريق عودته إلى مدينة غزة.

        قام هذا التنظيم بعمل عسكري محدود (أشار لبعضه خليل الوزير في كتاباته)، غير أن الإخوان قبل أن يشتد ساعد هذا التنظيم، تلقوا ضربة قاسية من عبد الناصر في سنة 1954، حيث اضطر الإخوان في ظل حملات المطاردة الشرسة والتشويه الإعلامي إلى الانكفاء على الذات. إن هذا التنظيم الذي تفكك لاحقاً، كان مصدراً أساسياً لإنشاء حركة فتح، حيث انضم إليها عدد من أفضل عناصره؛ بينما ظلّ خيري الآغا في صفوف الإخوان الذين تضطرم في نفوسهم الرغبة في الجهاد، ويتوقون لاستئنافه ضمن رؤية إسلامية.

النقطة الثانية: دوره الأساس في تنظيم الإخوان المسلمين الفلسطينيين وإنشاء تنظيم بلاد الشام: عندما أعاد الإخوان في قطاع غزة ترتيب أنفسهم تحت قيادة شابة، كان ثمة حاجة لربط الإخوان في القطاع مع إخوانهم الذين اغتربوا في البلاد العربية في تنظيم واحد. وفي صيف 1963 (بعض الروايات تتحدث عن صيف 1962) قام خيري الآغا بالترتيب لاجتماع سري في مواصي عيد الآغا في منطقة خان يونس، حضره 15 مندوباً، حيث تقرر إنشاء تنظيم الإخوان الفلسطينيين في البلاد العربية ما عدا الأردن (كانت الضفة الغربية تتبع الأردن)، وتمّ انتخاب خمسة أعضاء برئاسة هاني بسيسو الذي أصبح أول مراقب عام للإخوان الفلسطينيين، بينما كان خيري الآغا، مسؤولاً عن الإخوان في السعودية، وممثلاً لهم في مجلس الشورى. وفي سنة 1973، انتخب خيري الآغا نائباً للمراقب العام عمر أبو جبارة (الذي كان مسؤول الإخوان في الكويت). وعندما توفي أبو جبارة رحمه الله في بداية صيف 1975، تولى الآغا مكانه، وفي اجتماع مجلس الشورى في السنة نفسها، تمّ انتخاب الآغا مراقباً عاماً، وسليمان حمد نائباً له.

         كان لخيري الآغا دور رئيسي في توحيد تنظيمي الإخوان الفلسطينيين والإخوان الأردنيين في تنظيم واحد، يحمل اسم "بلاد الشام"، حيث لاحظ الآغا وإخوانه مدى التداخل بين التنظيمين خصوصاً في بلاد الاغتراب، ووجود أعداد كبيرة من ذوي الأصول الفلسطينية في تنظيم الأردن، بالإضافة إلى أن كلا التنظيمين يحملان الهمَّ الفلسطيني.

        طرح خيري الأغا، وسليمان حمد الفكرة على اجتماع لمجلس شورى الإخوان في الأردن سنة 1978، فوافق المجلس بالإجماع.

         وخلال السنة نفسها تمّ حلّ مجلسي الشورى لكلا التنظيمين، وتمّ انتخاب مجلس جديد وقيادة جديدة برئاسة محمد عبد الرحمن خليفة، وانضمت تنظيمات الإخوان الفلسطينيين في قطاع غزة والكويت والسعودية وقطر والإمارات... للتنظيم الجديد.

         وتنحى الآغا عن القيادة بنفس راضية راغبة بل ومبادِرة، لتُفتح بذلك صفحة جديدة في العمل الإخواني لفلسطين.

النقطة الثالثة: دوره الأساس في إنشاء وقيادة حماس:

        سعى خيري الآغا خلال النصف الأول من ثمانينيات القرن العشرين لاستكمال دراسته العليا، حيث تفرَّغ لإنهاء الدكتوراة في الإدارة في الولايات المتحدة. وخلال تلك الفترة، كان العمل لفلسطين تتم متابعته من خلال لجنة متخصصة في تنظيم "بلاد الشام". وفي تشرين الأول/ أكتوبر1983 عقد الإخوان في عمَّان مؤتمراً داخلياً لفلسطين، كان من أبرز قراراته إنشاء جهاز خاص أو لجنة للعمل الفلسطيني الإخواني، بحيث يضع الخطط والدراسات، ويتولى تأمين متطلبات الإعداد والاستعداد للعمل المقاوم. وبعد فترة من العمل على إنضاج الفكرة وتطويرها.. تمّ إنشاء "قسم فلسطين" سنة 1985، والذي عرف لاحقاً باسم "جهاز فلسطين".

          وفي تلك الفترة، كان خيري الآغا قد عاد للسعودية بعد أن أنهى الدكتوراة. وتحت الضغط الشديد من إخوانه وافق على قيادة "الجهاز"؛ الذي أخذ يدير العمل الفلسطيني، ويملك صلاحيات واسعة، تحت سقف تنظيم "بلاد الشام". وقد أسهمت المزايا الشخصية للدكتور الآغا من تحقيق قفزة نوعية في عمل الجهاز، فقد كان يتمتع برؤية بعيدة المدى، وبدينامية عالية، وبإمكانات قيادية كبيرة، وبشبكة علاقات واسعة، وبقدرة متميزة على توظيف الطاقات واستيعابها وخصوصاً الشباب. وكانت إلى جانبه كفاءات قيادية متميزة، من طراز الشيخ الشهيد أحمد ياسين في غزة، وحسن القيق في الضفة، وسليمان حمد في الخارج... وهذا فتح الطريق لاحقاً لإطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد أن أعطت قيادة الخارج لقيادة الداخل (المكتب الإداري الذي يدير الضفة والقطاع) الضوء الأخضر، وصلاحية اختيار التوقيت المناسب لإطلاق العمل المقاوم.

          كان خيري الآغا يرعى هذا العمل لحظة بلحظة، بعيداً عن الأضواء، وبأقصى درجات السرية التي لم تؤثر على فاعلية العمل وديناميته. ومع انطلاقة حماس في كانون الأول/ ديسمبر 1987، تابع الآغا قيادة العمل، وأصبح أول رئيس لحركة حماس. غير أن الآغا وبسبب إيمانه العميق بضرورة أن يتولى الشباب الراية، وأن يُفسح الكبارُ لهم المجال، قام بعد أن أعاد مجلس الشورى انتخابه 1993 رئيساً للحركة، بالاستعفاء من منصبه، وتسليم موقعه لنائبه في ذلك الوقت موسى أبو مرزوق. بينما ظلّ الآغا يُقدم الدعم والنصح والمشورة لإخوانه بعيداً عن أي منصب تنفيذي.

النقطة الرابعة: دوره الأساس في إنشاء الجامعة الإسلامية بغزة:

          يعترف كل من له صلة بإنشاء الجامعة الإسلامية بغزة بأن فضل تأسيسها ووقوفها على أقدامها، وفضل الرعاية المستمرة لها؛ يعود (بعد الله سبحانه) بشكل أساسي لخيري الآغا، الذي كان يؤمن بثنائية "العلم والإيمان"، ودورها المركزي في إنشاء جيل النصر والتحرير. وقد رأس الآغا هيئة المشرفين، وتمكن بما يملك من حنكة وخبرة وعلاقات، من تجاوز الكثير من العقبات. وأعانته علاقاته الجيدة بياسر عرفات، والعديد من قيادات فتح، ورموز ووجهاء القطاع، على تحويل حلم الجامعة إلى واقع عملي، خصوصاً وأن هيئة المؤسسين (هيئة المشرفين لاحقاً كانت أقرب إلى المناصفة بين تيار الإخوان (حماس) وتيار فتح، قبل أن تنسحب فتح منها وتركز على إنشاء جامعة الأزهر). وتابع الآغا رعاية الجامعة بعد إنشائها، وكان من موقعه، كرجل أعمال مقيم في السعودية، ينفق بسخاء على الجامعة، ويوظِّف شبكة علاقاته الإسلامية الواسعة وعلاقاته برجال الأعمال في دعم الجامعة وتغطية احتياجاتها، إلى أن أصبحت أحد أكبر الصروح العلمية في فلسطين المحتلة.

         وأخيراً، فلعل هذه الشخصية الفذة تحظى بما تستحقه من دراسات علمية جادة وكتابات، تعطيها حقها ومكانتها في تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر؛ بعد أن راعى إخوانه في قيادة حماس رغبته وإصراره على عدم الظهور والبعد عن الأضواء طيلة حياته.

   رحم الله د. خيري الأغا، وأسكنه فسيح جناته.

clip_image010_3b014.jpg

السعودية- عميد العائلة الدكتور خيري حافظ عثمان الأغا في ذمة الله:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعى عائلة الأغا في الوطن والخارج

الدكتور خيري حافظ عثمان الأغا ابو أسامة

عميد عائلة الأغا

الأمين العام لهيئة المشرفين بالجامعة الاسلامية

جدة - والذي وافته المنية الأحد الثالث من شعبان 1435 الموافق01-06-2014م، عن عمر يناهز80 عاما، بعد حياة حافلة بالأعمال المجيدة، ومن المقرر الصلاة على جثمانه الطاهر عصر غد الاثنين من مسجد فلسطين بجدة خلف مدارس المنارات والدانوب شارع اﻻربعين.

        عُرف بالكرم والشهامة والوطنية وأشتهر بالشجاعة والتقوى والتفاني في اعمال البر، وكان نصير الضعفاء وكان مشهودا له في الخير في كل الملمات وكان رمزا للعطاء، وكان ممن من الله عليهم بحسن الخلق ورفعة الذوق وتواضع العلماء وكان أخاً كريماً لأقرانه وكان أباً رحيماً لجيل تربى على يديه ونشهد بأنه كان محباً لرســـــول الله  ومقتدى بسيرته .

          نلهث إلى الله بالدعاء أن يغفر له ويرفع ذكره ويسكنه فسيح الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبَرَد، ونَقِّهِ من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

لله مــــــــــــا أخـذ ولله مــــا أعطى

وإنا لله وإن إليـــــــــه راجعــــون

بيوت العزاء:

السعودية العزاء في منزل الفقيد ابتداء من يوم الإثنين

القاهرة العزاء في منزل الحاج محمد كامل الأغا أيام الأحد والإثنين والثلاثاء

الإمارات- دبي- العزاء في منزل أ. هاني غانم الأغا أبو فيصل

قطر- بيت الحاج حافظ عبد حافظ عثمان الاغا

غزة الجامعة الإسلامية- ابتداء من الساعة الثانية من ظهر الثلاثاء  في مركز المؤتمرات بمقر الجامعة الرئيس بمدينة غزة.

خان يونس العزاء للرجال في ديوان العائلة - القلعة

خان يونس العزاء للسيدات في منزل شقيقته الحاجة عدلة أم مصطفى عثمان الأغا بجوار شارع الصحية

clip_image012_069f0.jpg

المرحوم حافظ عثمان الأغا:

المرحوم حافظ عثمان مصطفى عبد الرحمن عثمان جاسر حسين عثمان إبراهيم الأغا

انتقل إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 1951-12-06 الواقع في يوم الخميس, 7,ربيع الأول,1371عن عمر ناهز 84 عاماً

غزة – الرأي

نعى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية فقيد فلسطين الدكتور خيري حافظ الأغا الذي وافته المنية اليوم الأحد عن عمر يناهز 80 عامًا.

وقال هنية إن الأغا كان علما ورمزا وشيخا ومؤسسا في مسيرة شعبنا الفلسطيني.

ياسر الزعاترة :

د. خيري اﻵغا رفيق درب الشيخ ياسين، وأحد أهم مؤسسي حماس. كان بعيدا عن اﻷضواء، لكنه كان محورا أساسيا في مسيرة الحركة وبنائها منذ كانت فكرة.

رحم الله #خيري_الآغا أحد مؤسسي حماس و الجامعة الاسلامية بغزة

من الرجال الذين يعملون في صمت و أعمالهم تبني أجيالا

وفد العائلة يعزي آل الأغا بوفاة الحاج الدكتور خيري الأغا

 تم النشر 03 يونيه 2014

خان يونس: أدى وفد من عائلة الأسطل مساء اليوم الاثنين 2/6/2014م , واجب العزاء لآل الاغا الكرام بوفاة عميد عائلة الأغا ورجل العطاء والدعوة / الحاج الدكتور خيري حافظ الاغا - أبو أسامة , وكانت الزيارة في ديوان آل الاغا بمنطقة البلد.

 راجين من الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته

خيري الآغا فقيد أمة:

       وكتب سالم فلاحات: المراقب العام للإخوان في الأردن:

الكون نيوز : خير كله ولا نزكيه على الله. بعدُ نظرٍ ورؤيةٌ ثاقبة. قدرة فائقة على الإقناع والحجة الباهرة. (كريزما) شخصية لا يمتلكها الكثيرون من القادة. رأيته أول مرة في ثمانينيات القرن الماضي في عمان ولم تغب عني تلك اللحظات. رأيت رجلاً مهيباً وسيما يتحدث بأفكار متدفقة لا يتلعثم، يشي حديثُه بثقافة واسعة وبكلام كبير فعلاً، فقلت في نفسي قبل أن أتعرف عليه الحمد لله الذي جعل من رجالات الإخوان المسلمين أمثال هذا الرجل الفذ. سألت عنه وإذا رصيده من العمل والممارسة أكبر من مظهره وحديثه وتنظيره، فإذا له باع في التكوين والتنظيم حتى كان الوحدوي الذي تذوب أمام وعيه الهويات الصغيرة فيأتي في عام (1978) بمشروع ليوحد تنظيم الإخوان المسلمين الفلسطينيين مع تنظيم الإخوان في الأردن في تنظيم واحد يطلق عليه تنظيم بلاد الشام وبقي على هذا الحال حتى عام (2006) عندما استجدت ظروف واحوال وقناعات. ووجدته في مشروع المجمع في غزة الصامدة صاحب فكرة وممولاً وراعياً ووجدته في الجامعة الإسلامية في غزة حيث كانت حلماً فأصبحت حقيقة وكان حامل لوائها فنياً ومالياً هو وإخوانه رحمه الله. كنت أزوره أحياناً خلال أداء العمرة، تجلس إليه فيحدثك عن الاحتلال والمقاومة وعن مشكلات العالم الإسلامي ويسألك عن تفصيلات تشعر أنه يتابع دقائقها. أوذي في الله فصبر وغفر واحتسب، ولقي الله على العهد. وإن كانت الظروف قد باعدت بينك وبين إخوانك وبين مسقط رأسك ومهوى فؤادك الأول فقد زالت الحواجز الآن وأنت في ضيافة الجواد الكريم سترى من منعت من رؤيته ومجالسته وقد استودعت أحباءك وإخوانك كوكبة من الفرسان تربّت.. في بيت طهر وفضل، رضعوا حب الخير والأرض والدين والهمة العالية رجالاً ونساءً ثقلت برحيلك أعباؤهم وتضاعفت مسؤولياتهم أعانهم الله ونفع بهم. غادرت كما يغادر الكبار في العادة بلا ضجيج وبسرعة ونحن الأحوج إليك لكنها سنة الله التي لا تتخلف. جمعنا الله بك في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها. المصدر: السبيل

هنية ينعى الفقيد:

د. خيري الأغا في ذمة الله

       توفي، الأحد، الأمين العام لهيئة المشرفين بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة وعميد آل الأغا د. خيري حافظ الأغا، عن عمر ناهز 81 عامًا، في مدينة جدة، غرب المملكة العربية السعودية.

       ومن المقرر أن يشيع جثمان الفقيد الأغا، بعد صلاة عصر اليوم، في جامع فلسطين بجدة، قبل أن يوارى جثمانه الثرى.

         ونعى رئيس الوزراء إسماعيل هنية، في تصريح مقتضب، الأحد، فقيد فلسطين الدكتور الأغا. وقال: "إن الأغا كان علمًا ورمزًا وشيخًا ومؤسسًا في مسيرة شعبنا الفلسطيني".

         وعرف عن الراحل التفوق الدراسي بالمدرسة، معتمدًا على قدراته الذاتية، فحصل على شهادة الثانوية العامة، وعمل مدرسًا بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بداية الخمسينيات، وبعدئذ انتقل إلى إدارة المعارف الحكومية.

         واستقال الأغا من عمله، وسافر إلى المملكة العربية السعودية، وفتح الله عليه فعمل واجتهد، وثابر، وتزوج، وأنجب بنين وبنات، وحصل على الجنسية السعودية وفي سن متأخرة حصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية.

ويعتبر الفقيد الأغا أحد مؤسسي الجامعة الإسلامية بمدينة غزة عام 1987، ومدير هيئة الإغاثة الإسلامية، ورئيس هيئة المشرفين في ذات الجامعة، وهو أحد أبرز رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية.

بني أرشيد ينعى د. خيري الاغا

01/06/2014

 الأردن 24 -   لله ما اعطى ولله ما اخذ وكل شيء عنده بمقدار لقد افتقدنا هذا اليوم علما من اعلام الامة الذين آثروا ان يعملوا بصمت خدمة لدينهم وامتهم فكان ابا اسامة الاغا جنديا مجهولا بحق أثر في الكثيرين من الاجيال وربى ورعى الكثيرين كانت له اياد بيضاء وجهود جبارة في بناء الصرح العلمي الشامخ جامعة غزة كان هادئا وقورا حازما لا يتردد في اتخاذ ما تحتاجه الامة نحتسبه عند الله جل في علاه وحسبه انه سبحانه مطلع على خبايا الانفس وما تخفي الصدور وهو رب كريم رحيم بعباده ابا اسامة لقد رحلت عن الدنيا ببذل وعطاء فنم قرير العين مرتاح البال من وعثاء الطريق نسأل الله ان يجعل مأواك الفردوس الاعلى مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا

خيري الأغا

 فارس الجود والعطاء الذي ترجل

بقلم : عادل أبو هاشم

       فقد الشعب الفلسطيني و الحركة الإسلامية والوطنية الفلسطينية  بوفاة الداعية و الشيخ و الرمز الدكتور خيري حافظ  عثمان الأغا  " أبو أسامة "  في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية  يوم الأحد 1 / 6 / 20014 م أحد رموزه الإسلامية و الوطنية في مسيرته الجهادية الممتدة على مدار أكثر من مائة عام .

وجاءت وفاة الشيخ الدكتور خيري حافظ الأغا  بعد صراع مع المرض لتسدل الستارة على علم من أعلام القضية الفلسطينية ، و احد الرموز البارزة في مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية التي ستترك فراغا كبيرا دون شك .

          كان الظن أن الرجال أصحاب الهمم العالية لا يرحلون هكذا بسهولة حتى جاءنا النبأ الفاجعة بغياب الرجل الصالح البار ذي الأيادي البيضاء  الذي لم يرد سائلاً ،  ولم يعرض عن تقديم يد العون لكل محتاج ومسكين ،  ولم يتوان عن دروب الخير يوماً من الأيام ، فازددنا إيمانا وتصديقاً وتذكرنا قول الباري عز وجل :

{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }

         كم هي قاسيه لحظات الوداع والفراق وكم  شعرنا بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة، واختنقت الدموع والآهات ونحن نودع شيخاً غاليا معطاءاً ، هادئا  متسامحا ، راضيا مرضيا ، قنوعا ،  ملتزما بانسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية والدنيوية ،  حمل الأمانة  بكل إخلاص وتفان ، وأعطى الحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم ، تمتع بصفات حميدة جلها الإيمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب ، متميزا بالدماثة والتواضع الذي زاده احتراما وتقديرا ومحبه في قلوب الناس فاستأثر على أفئدة الجميع لكل من عرفه أو سمع عنه ويكفي أن الجميع إن ذكرت سيرته العطرة بمجلس رفع أكف الضراعة إلى السماء ليدعو له ويترحم على روحه الطاهرة الزكية .

شيخنا الجليل " أبو أسامة "  :

         لقد سكبنا من دموعنا العبرات على فراقك يا شيخنا الجليل لأنك الأنسان بكل معنى الكلمة ،  لأنك الرجل الصادق بمواقفك وإخلاصك بحب بلدك فلسطين ، لأنك المحب و الحنون  لأبناء شعبك والمؤتمن على أمانيه و آماله .

        لقد كانت في شيخنا الجليل " أبو أسامة " كل الصفات التي تجبر الآخرين على حبه و احترامه :

 فما أن تلقاه حتى تحبه ، وما إن تحادثه حتى تزداد له حبا،  يفيض قلبه حنانا ومحبة وأبوة ،  ويفيض عقله ذكاء وعملا واجتهادا وتطورا وارتقاء .

ترى لديه الوسطية والتواضع بالرغم انه كبير في كل شيء وقريب من الجميع ،  وبدماثة أخلاقه العالية يزداد قربا منك وحبا .

أحب شيخنا الراحل الناس جميعا وشاركهم في أفراحهم وأتراحهم ، فرح لفرحهم وحزن لحزنهم ، خفض جناحه  للصغير والكبير على حد سواء ، تميز بدماثة الأخلاق ومرح الروح وغزير الدمعة ، ما من احد جلس معه إلا وأحب عشرته ومجالسته .

          لقد تركت برحيلك يا شيخنا " أبا أسامة "  ذكرى غالية لكل من عرفك أو سمع عن مناقبك ، واستحققت الثناء من الجميع دون استثناء ، فقد كنت من الرجال المؤمنين الفاضلين الساعين لأعمال الخير ، تساعد الفقير المحتاج  ، ولا تعرف يمينك ما تنفق شمالك ، وكنت تسعى دون كلل لمساعدة من يستحق المساعدة ومن يطلبها منك دون تردد .

         يا أب الجميع ..  يا من كنت أسطوره بتواضعك وعطفك وتفانيك  وحبك للناس ذخيرة لك في دنياك لتحملها معك إلى دار الحق ، وسيكتب لك التاريخ بأحرف من نور أنك تركت  بصمات واضحة وجلية يشهد لها القاصي والداني .

         والله ما عرفك الناس إلا رجلاً متواضعاً سامي الأخلاق عابداً باراً متصدقاً تقياً صالحاً ، والله ما رأيناك إلا و تلك الهالة البيضاء تحيط بك . . تلك الهالة المتوهجة من عظيم الإيمان والتقوى والتي لا تظهر إلا حول القلائل من الرجال التقاة العباد وذوي النوايا الطيبة تجاه الجميع .

          وعزاؤنا أنك تركت وراءك من نهل من سمو تربيتك واستمد من كرم أخلاقك الكثير ، وكما يقولون لا تموت ذكرى رجل خلف وراءه أنجالاً كراما نهلوا حسن التربية وتزينوا بعظيم الأخلاق من مدرسته وهم لن يتوانوا عن إكمال مسيرتك والتحلي بخصالك .

        لقد كان الداعية و الشيخ الدكتور خيري حافظ الأغا " أبو أسامة "  رحمه الله مدرسة حية في الخير و الجود و العطاء  والإنسانية والأخلاق   .

فرض احترامه قبل محبته على كل من عرفه  . .

ولا أدعي معرفتي الشاملة به   ..

لكنني عرفت فيه ما يلزمني بمحبته واحترامه  . .

والترحم عليه ما حييت .

اللهم إن عبدك في ذمتك وجوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم .

اللهم أغفر له وارحمه ،  وعافه وأعفو عنه  ، وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد  ، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .

اللهم أجعل قبـــــــره روضــــه من ريــاض الجنـــة  ، ولا تجعـــله حفرة من حفـــر النــــار .

اللهم أسكنه فسيح جناتك ودار رضوانك ،  وتغمده بواسع رحمتك وكريم مغفرتك .

اللهم أغفر لشيخنا الجليل، وارفع درجته في المهديين  ، واخلفه في عقبه في الغابرين  ، واغفر له يارب العالمين ،  وأفسح له في قبره ونور له فيه يارب العالمين .

اللهم إملأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور ، و آنسه في وحدته وآنسه في وحشته وآنسه في غربته .

اللهم انقله  من مواطن الدود وضيق اللحود إلى جنات الخلــــــود ( في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود و ماء مسكوب  وفاكهة كثيرةلا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة ) .

اللهم اجعله في بطن القبر مطمئنا ، وعند قيام الأشهاد أمنا ،  وبجود رضوانك واثقا ،  وإلى أعلى علو درجاتك سابقا .

اللهم اجعل عن يمينه نورا وعن شماله نورا ومن أمامه نورا ومن فوقه نورا حتى تبعثه آمنا مطمئنا في نور من نورك .

اللهم اجعله  مع الذين قلت فيهم :

{ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ } .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين .

بوفاة الدكتور خيري الأغا عميد عائلة الأغا والأمين العام لهيئة المشرفين بالجامعة الاسلامية

" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"

تتقدم حركة المقاومة الشعبية في فلسطين بكافة دوائرها وجناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين وعلى رأسهم الأمين العام الشيخ زكريا دغمش "أبو قاسم " بالتعازي الحارة لعائلة " الأغا " الكرام في الوطن والخارج بوفاة الشيخ الدكتور خيري الأغا عميد عائلة الأغا والأمين العام لهيئة المشرفين بالجامعة الاسلامية والذي وافته المنية يوم أمس الأحد (1-6) في السعودية عن عمر يناهز " 80 عام " .

يذكر أن الشيخ الفقيد كان أنه كان علماً ورمزاً وشيخاً ومؤسساً لمسيرة الشعب الفلسطيني ونضاله .

سائلين المولى عز وجل أن يتغمده برحمته وأن يدخله الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصديقين وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .

وإنا لله وإنا إليه راجعون

المكتب الإعلامي

حركة المقاومة الشعبية - فلسطين

الاثنين الموافق 02/06/2014م

وسوم: العدد 837