الشيخ الداعية المؤرخ محمد غسان بنقسلي

clip_image002_14d1e.jpg

(1934- 2019م)

هو الشيخ الداعية أبو عمار محمد غسان بنقسلي الذي يعدّ من الرعيل الأول من أبناء الحركة الإسلامية في سورية. كان مضرب المثل في أخلاقه وعفافه وترفعه، وها هو يرحل عن الدنيا الفانية، ونرجو الله أن يرحمه، وأن يكرم مثواه، وأن يجعل قراه الجنة.

مولده، ونشأنه:

ولد الأستاذ الداعية أبو عمار غسان بنقسلي في حي الجبيلة في مدينة حلب عام 1934م، ونشأ في كنف أسرة مسلمة ملتزمة. فوالده السيد محمد صبحي بنقسلي كان يعمل مستشاراً في القصر العدلي.

وأما الوالدة الفاضلة (رتيبة)، فقد كانت مدرسة، ومربية للأجيال، توفيت عام 1982م رحمة الله عليها.

وله ثلاثة إخوة: اثنان أكملا التعليم الجامعي، والثالث يعمل في التجارة، وليس للشيخ أخوات.

دراسته، ومراحل تعليمه:

clip_image003_9e49a.jpg

ولما بلغ سن التمييز أرسله والده للدراسة في مدارس حلب الشهباء حيث درس مراحل التعليم المختلفة فيها، ولما أنهى الثانوية في مدرسة سيف الدولة في حلب توجه لإتمام دراسته الجامعية، فحصل على دبلوم المساحة، وعمل بها لحين إكماله بكالوريوس التاريخ بجامعة دمشق.

أعماله، ومسؤولياته:

عمل في مجال تخصصه في الطبوغرافيا وفي المساحة، ثم عمل مدرساً لمادة التاريخ والجغرافيا في مدارس حلب.

وكان يعمل مع الجماعة المسلمة في الأردن، وفي تركيا، ثم استقرّ في عمان.

خروجه من سورية:

خرج الأستاذ محمد غسان بنقسلي من سوريا سنة ١٩٧٩م بسبب الملاحقات الأمنية التي شملت جميع الإخوان، فغادر البلاد مهاجراً في سبيل الله، هارباً بدينه إلى تركيا التي درس فيها دكتوراه التاريخ، ولكنه لم يكملها بسبب ترحيله منها. 

فاستقر في عمان عاصمة الأردن، وكان منسجماً مع إخوانه، ومتعاوناً، وكان متوازناً في العاطفة والفكرة، يرعى مصالح الأخوة، ويحافظ على حرمتها.     

مؤلفاته، وأبحاثه:

clip_image004_1b88a.jpg

وألّف فيها كتاباً عن تاريخ سورية منذ عهد الاستقلال.. بقيَ مخطوطاً فيما أعلم، ولم ينشر.

وله مقالات عديدة نرجو من ورثته جمعها، وطبعها حتى تستفيد منها الأجيال.

وفاته:

انتقل الشيخ الداعية المؤرخ (محمد غسان بنقسلي) إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الخميس 21 / 11/  2019م، في عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية.

ودفن في عمان بعد سنوات من الجهاد العلمي، والدعوي، والبذل، والتضحية، والعطاء، رحمه الله تعالى.

أصداء الرحيل:

وكان لرحيل الداعية محمد غسان بنقسلي أصداءً واسعة بين الإخوان، فقد نعاه العديد منهم:

-جماعة الإخوان المسلمين تنعي الأخ الداعية محمد غسان بنقسلي:

23 ربيع الأول 1441 هـ - 21 تشرين الثاني 2019 مـ

موقع إخوان سورية

بتسليم لقضاء الله تعالى وقدره، تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، الأخ الداعية “محمد غسان” “محمد صبحي” بنقسلي، الذي انتقل إلى جوار ربه، في مهجره بالعاصمة الأردنية عمان، صباح اليوم الخميس 24 ربيع الأول 1440هـ، الموافق 21/11/2019م، عن عمر ناهز الخامسة والثمانين عاماً.

والأخ “أبو عمار”، رحمه الله تعالى، المولود في حلب الشهباء في 1934م، من الرعيل الأول للدعوة، التحق بركب جماعة الاخوان المسلمين منذ مطلع الخمسينات في القرن الماضي، وظل داعياً عاملاً مجاهداً.

التحق في ركب الهجرة والمهاجرين فكانت له على طريق الحق جولات، كما كانت له مواقفه المشهودة في سداد الرأي والثبات على الحق.

رحم الله الأخ أبا عمار، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

وإنَّا لله وإنا إليه راجعون

المكتب الإعلامي

24 ربيع الأول، 1441هـ

الموافق 21/11/2019م.

-في وداع الراحلين: الأخ الداعية غسان بنقسلي في ذمة الله:  

وكعادته فقد كان الأخ الأستاذ الداعية أبو الطيب زهير سالم سباقاً في كل خير، حيث كتب في نعيه:

(انتقل إلى جوار ربه في مهجره في عمان الأخ الداعية غسان بنقسلي عن عمر ناهز الخامسة والثمانين عاماً.

والأخ أبو عمار -رحمه الله تعالى- من رعيل الدعوة الأول. التحق بركب جماعة الإخوان المسلمين منذ مطلع الخمسينات في القرن الماضي.

وظل داعياً عاملاً مجاهداً من الرهط الذين يأخذون الأمر بجدّ وعزيمة والكتاب بقوة من غير شطط ولا تعسف طريق ..

ثم التحق بعد ذلك في ركب الهجرة والمهاجرين، فكانت له على طريق الحق جولات. كما كانت له مواقفه المشهودة في سداد الرأي، والثبات على الحق، والتصدي لمحاولات التغول من أي طرف جاء.

لقد كان الأخ غسان أخا الدرب الطويل عاشرناه، وخبرناه، وعرفناه، فألفناه، وأنسنا إليه أخاً خلوقاً ومرشداً رشيداً، ومعينا على الحق ونوائب الدهر ..

وفِي محطة الوداع الأخيرة على طريق الرحلة الشاقة الطويل لا نملك إلا أن نقول

إنَّا لله وإنا إليه راجعون

حسبنا الله، ونعم الوكيل

رحم الله أخانا أبا عمار، وتقبله، وتقبل منه، وألحقه بالأحبة محمد وصحبه

اللهم اغفر لأخينا، وارحمه، وطهره من خطاياه كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس

اللهم إنه قد وفد عليك بعد طول سرى، وصبر فيك، ومصابرة، فاجعل قراه منك اليوم الجنة

والعزاء الخالص لأسرة الفقيد أنجاله وبناته وأصهاره.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

٢٣/ ربيع الأول / ١٤٤١ه

وكتب المحامي الداعية علي صدر الدين البيانوني يقول:

عظّم الله أجرنا وأجركم.. ورحم الله أخانا الحبيب غسان بنفسلي.. فقد كان أنموذجاً يحتذى في الدعوة إلى الله، بالحكمة والموعظة الحسنة،  وفِي الصبر والثبات والوفاء.. وله فضل كبير عليّ إذ كان أحد الإخوة الذين كانوا سبباً في انتسابي لهذه الدعوة المباركة في أوائل خمسينيات القرن الماضي.

كان - رحمه الله - واحداً من مجموعة في حيّ الجبيلة الذي كنا نقيم فيه، وكنت يومها في المرحلة الإعدادية، وكانوا هم في المرحلة الثانوية في نفس المدرسة (ثانوية سيف الدولة)، وكانوا يتردّدون على جامع أبي ذر الذي كنا نسكن بجانبه، وكانت تجري بيننا حوارات ومناقشات.. وجدت فيهم أنمودجاً لما ينبغي أن يكون عليه الشابّ المسلم: صدقاً، ووعياً، وخلُقاً، وفهماً صحيحاً للإسلام.. وإيماناً بالإسلام كله، والتزاماً بما يؤمنون به، والدعوة إليه على بصيرة، بالحكمة والموعظة الحسنة..، وكان هذا مكملاً ومنسجماً مع ما نشأت عليه في أسرتي.

كنا نمارس الألعاب الرياضية معاً، ونقوم برحلات مختلفة..، ونناقش بعض الكتب الإسلامية التي نقرؤها.. كلّ ذلك زادنا ألفة ومحبة وانسجاماً..

الأخ غسان بنقسلي -رحمه الله-، درس التاريخ في جامعة دمشق، ثم عمل في التدريس في المدارس الإعدادية والثانوية في حلب..، وكان يعمل في الجماعة في صفوف الطلاب...

أسأل الله عز وجل أن يجزيَه عني، وعن إخوانه ودعوته خير الجزاء.. وأن يتغمّده بواسع رحمته..، وأن يسكنه فسيح جناته..، وأن يجمعنا به في مستقرّ رحمته.. تحت ظلّ عرشه يوم لا ظلّ ظلّه.. مع الأنبياء، والصدّيقين، والشهداء، والصالحين.. وحسُنَ أولئك رفيقاً.. وأن يلهمنا وأسرته الكريمة، وزوجته، وأولاده الصبر، والرضى، وحسن العزاء..).

-وكتب الأستاذ مؤمن كويفاتية في نعيه: ( في غمرة الزحام يفتقد البدر واليوم الخميس ٢١/١١/٢٠١٩ نفتقد المناضل المجاهد المصابر الأستاذ محمد غسان بنقسلي أبو عمار الذي انتقل إلى رحمة الله في عمان "الأردن" عن عمر ناهز ال ٨٣ عاماً.

والذي أخرج من بلده وداره منذ أوائل الثمانينيات، وكان من أشد معارضي الأسد الأب المجرم حافظ منذ وصوله إلى السلطة، والابن ذيل الكلب، والأسرة الكريهة عليهم لعائن الله

ولاقى في غربته وأسرته من المآسي ما لاقى.

رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان ولشعبنا السوري وأهل حلب بفقد هذه الهامة الكبيرة الذي قضى معظم حياته في مقارعة الظلم والظلام في سورية.

نسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يسكنه الفردوس الأعلى، ويجمعنا به في مستقر رحمته، وأن يتقبله في الشهداء اللهم آمين.

إلى روح المربي الفاضل محمد غسان بنقسلي (أستاذ والدي):

ورثاه الشاعر الداعية (محمد الخليلي)، فقال:

يا موتُ إنَّا لا نهابُكَ إنَّما                   نزدادُ إلفاً بالرِّباطِ تذمُّمَا

ما ماتَ من تركَ الغداةَ أشاوساً        أشبالَ عزٍ إنَّ فيهم ضيغما

هذا (البراءُ) نتاجُ بيتٍ بالهدى        قد صاغَهُ، وسَقَاهُ منهُ أنعُمَا

بيتٌ على التقوى تأَسَّسَ بِنيَةً        فأخوهُ الاخرُ في العرينِ تعلَّمَا

يا آل بنقسلي تسامواْ مَحْتِدَاً      فنِجَارُكُم في النَّاسِ أضحى مَعْلَمَا

ما ماتَ من قد كان يزرعُ عمرَهُ      في النَّاسِ حبَّاً للمكارمِ وانتِمَا

ما زالَ حياً- لم يمت- بنوالِهِ         (فمحمَّدٌ) كان الغداةَ معلِّما

رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته، مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

مصادر الترجمة:

1-معلومات من أبنائه وأسرته بتاريخ 27 / 11 / 2019م .

2-معلومات من الأستاذ علي صدر الدين البيانوني الذي يعدّ من إخوانه المقربين لديه.

3-مركز الشرق العربي - معلومات من الأستاذ زهير سالم الذي يعرفه قبل الهجرة وبعدها.

4-كلمات في رثائه - مؤمن كويفاتية.

5- قصيدة محمد الخليلي - رابطة أدباء الشام - وسوم: العدد 852 .

6-موقع إخوان سورية.

وسوم: العدد 853