الشيخ الداعية مصطفى الأعسر

(1350- 1388ه)/(1932- 1968م)

هو الشيخ الداعية الإسلامي مصطفى الأعسر الذي يعدّ رائداً من رواد الحركة الإسلامية المعاصرة في الساحل السوري، ترك أثراً حسناً في بلدته وفي أبناء جيله.

ولادته، ونشأته:

ولد في بانياس سنة 1350ه/ 1932م ونشأ في أسرة مسلمة برعاية رجل محب للإسلام ذي عاطفة طيبة هو والد الفقيد.

نال الشهادة الثانوية في بلده، ثم انتقل إلى انتقل إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق، وهناك التقى بالداعية الكبير القائد الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي -رحمه الله تعالى-، وتتلمذ على يديه، وأحبه وأخلص له، واقتفى أثره ونهج نهجه في الدعوة.

أعماله، ومسؤولياته:

عين مدرساً للتربية الإسلامية في اللاذقية عام 1959م، ثم نقل منها إلى بانياس بلده، وبقي فيها حتى وفاته، رحمه الله تعالى.

إخلاصه، وجده:

ولقد اشتهر الفقيد بالإخلاص والجد في تدريسه، خدم مهنته، وقام بها خير قيام، وكان حريصاً على تربية تلاميذه التربية الإسلامية الصحيحة ليكونوا بحق عماد هذه الأمة وحماة الوطن.

خطبه، وجرأته:

ظهرت عليه منذ صغره موهبة الخطابة، وقد مارسها في المساجد وغيرها يدعو إلى الله عز وجل، لتحقيق منهجه في الحياة، وقد كان خطبه حماسية صادقة اللهجة، تتميز بالصراحة، وذلك لتميز صاحبها بالشجاعة والجرأة الأدبية وقول الحق مهما كانت النتائج.

وفاته، وتشييعه:

وقد وافته منيته بسبب حادث سيارة على طريق حماة السلمية، إذ كان قد قام بزيارة لإخوان له ومحبين في بلدة السلمية، فنقل على أثرها إلى مستشفى سلمية، ثم حماة، ثم المواساة في دمشق، حيث كانت وفاته الساعة العاشرة إلا ربعاً من صباح الأربعاء الواقع في 27 جمادى الأولى 1388ه، الموافق 17 / 8 / 1968م.

ولقد شيعه الكثير من إخوانه إلى بلدة بانياس، خرجوا معه من دمشق وغيرها من المدن السورية.. ؛ ووصلوا مع غياب الشمس إلى بلده؛ ليجدوا بانياس وما حولها قد خرجت لاستقباله والاشتراك في تشييعه، حملت جنازته، وطاف المشيعون شوارع البلدة، ثم واروه مقره الأخير، رحمه الله تعالى.

لقد شهدت بانياس يوم تشييعه من الجموع المحتشدة الحزينة الباكية على ولدها البار مصطفى الأعسر ما لم تشهده في يوم من أيامها السابقات.

أحواله الاجتماعية، والأسرية:

ترك الفقيد وراءه أسرة مؤلفة من سبعة أولاد، وزوجة صابرة حامل بالثامن.

كان لها الزوج الصادق الوفي، والمربي الناصح، فقد رباها على الإسلام، وعلى تحمل الخطوب والكوارث، وقد كان حريصاً على تربية وانتقى لكل واحد منهم اسم قائد أو عظيم من علماء المسلمين وكان يدربهم على الخطابة وقول الحق ..

ترك وراءه أيضاً أبوين مفجوعين مكلومي الفؤاد لفقده، فأمه ليس لها ولد ذكر سواه، وأبوه رجل كبير صابر محتسب عند الله أجره في صبره على فقد ولده.

ولقد ظهر منه من الصبر والتجلد ما لا يظهر إلا من الرجال العظماء ألهمهم الله جميعاً الصبر والسلوان.

وترك الفقيد وراءه جيلاً مسلماً في بلدته عمل على تربيته وإرشاده إلى الطريق السوي ..طريق الإسلام العظيم ..الذي سار عليه الأنبياء والمرسلون وقادة هذه الأمة المخلصون الصادقون.

صفاته، وخصائصه:

لقد اشتهر – رحمه الله تعالى – بالصلابة في العقيدة ووضوحها ومتانتها، والثبات على الحق والجرأة في قوله ..وحرصه على المسلمين وكرامتهم وعزتهم، وشدة اهتمامه بمصالحهم، وإرشادهم إلى إسلامهم الذي منه عزتهم ومجدهم، وفي الابتعاد عنه والانحراف عنه هلاكهم وشقوتهم وذلهم واستعبادهم.

ولقد عرف عنه إلى جانب هذا كله البر بالوالدين، والمعاملة الحسنة للزوجة، والرحمة والرأفة بالأولاد.

كان عماد أسرته، وجيل بلده، ورجلاً من رجال الدعوة.

لقد عرفه الكثير وأحبوه واحترموه، ولكنهم فقدوه حيث هم في أشد الحاجة إليه.

وفاته:

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.

لقد توفي الشيخ مصطفى الأعسر عام 1388ه/ الموافق 1968م بعد عمر قضاه في البذل والعطاء، والدعوة إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة.

رحم الله أبا نواب، وجعله من الذين أنعم الله عليهم مع النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

مصادر الترجمة:

1-حضارة الإسلام، العدد العاشر، السنة التاسعة، ( 1388ه، 1969م).

2-رجال فقدناهم: 1 / 185.

وسوم: العدد 855