المهندس الداعية ملهم حسني الدروبي

clip_image002_23139.jpg

(1964م- معاصر)

    عضو الأمانة العامة في الائتلاف الوطني، وعضو القيادة السورية لجماعة الإخوان المسلمين، ومدير جامعة رشد، ينتمي إلى جيل الشباب المنفتح على الغرب وثقافاته، ما لم تعارض الأصالة الإسلامية، والتقاليد والأعراف الأصيلة.

المولد، والنشأة:

   ولد الأستاذ المهندس الداعية ملهم حسني الدروبي في مدينة حمص ١٤ شباط ١٩٦٤م في وسط سورية.

   ونشأ في كنف أسرة مسلمة محافظة، فوالده السيد (راتب حسني الدروبي) ( ١٩١٠-١٩٦٩ ) كان ملتزماً ومربياً فاضلاً.

    وأما أمه فهي السيدة الفاضلة (مرشدة سعيد الدروبي) ١٩٢٠-٢٠٠٧ م رحمهما الله.

دراسته، ومراحل تعليمه:

   درس السيد ملهم الدروبي في مدارس حمص حتى بداية الحادي عشر، وكان من المتفوقين على مستوى سورية كلها.

    ثم خرج في ١٩٨٠ إلى مصر، ومنها إلى السعودية، فدخل مدارسها، وتخرج من الثانوية العامة في السعودية ١٩٨٢م، وكان ترتيبه الثاني على مستوى المملكة العربية السعودية.

    ثم درس هندسة الحاسب الآلي في جامعة الشرق الأوسط التقنية METÜ، وتخرج فيها بدرجة الشرف العالية.

    ثم تابع دراساته العليا، فدرس الماجستير في جامعة ماغيل في مونتريال كندا، وتخرج بدرجة الشرف العالية عام ١٩٩١م.

مؤلفاته، وأبحاثه:

    نشر المهندس ملهم الدروبي عدداً من الأبحاث العلمية، منها في ناسا (وكالة الفضاء الأمريكية).

   وكانت رسالة الماجستير كانت في الذكاء الاصطناعي.

أعماله، ومسؤولياته:

    عمل السيد ملهم الدروبي في الخطوط الكندية، والخطوط السعودية، والبنك الاسلامي للتمنية، وتخصص في ادارة المشاريع، وأصبح من المدربين المتميزين بهذا المجال..

   أسس عدداً من الشركات التجارية في الصين وكندا وتركيا..

   أسس جامعة رشد الافتراضية في عام ٢٠١٢ ومولها وأدراها بشكل خيري لسد احتياجات الشعب السوري للتعليم الجامعي، ولازال حتى اللحظة يقوم بهذا الدور العلمي المشرف.

   وقد تخرج منها قرابة الألف طالب، ودرس فيها قرابة ٨ آلاف طالباً.

أحواله الاجتماعية، والأسرية:

    والأستاذ الفاضل ملهم الدروبي متزوج وعنده ( 4 ) أبناء أصبحوا رجالاً: فهم مهندسون، ومدراء شركات ..

    وله أربعة إخوة، وست أخوات.. بارك الله فيهم.

clip_image004_26daa.jpg

ثناء العلماء، والأدباء عليه:

أثنى كثير من العلماء والأدباء على أخلاقه وجهوده، وقد كتب الأخ الزميل د. حسام جزماتي، يقول تحت عنوان:  

ملهم الدروبي.. سيرة إصلاحي من الإخوان المسلمين:

القيادي في جماعة “الإخوان المسلمين” ملهم الدروبي:

حسام جزماتي  18 حزيران 2018م:

    على بعد 300 كم من إسطنبول توافدت مجموعة مدعوين إلى فندق متواضع في قرية اختيرت لاستقبال سياح غير مألوفين.

     كانوا قيادة الإخوان المسلمين السوريين، وكان مهماً أن يجري لقاؤهم بعيداً عن الإعلام وعن الأذرع المحتملة للمخابرات التي تلاحقهم رغم أن الجماعة كانت، في بلادها، جزءاً من ماض شبحي، ولا أنسب من أن يمثلها عجائز راحوا يبحثون عن الدفء الذي تحتفظ به البلدة رغم أننا في الأسابيع الأولى من 2011م.

    فضلاً عن الأعمال الروتينية كان على جدول الاجتماع بند طارئ؛ «الأوضاع في تونس ومصر».

    ففي البلد الأول أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس قبل أن يستوعب أحد ما حدث، ويتجمهر محتجو الثاني في ميدان التحرير.

   وكان على الحضور أن يجيبوا عن السؤال/الحلم: ماذا لو انطلقت الاحتجاجات في سورية؟!

     كان بينهم رجل أصغر سناً، نشيط ببنية متينة. اعتاد ملهم الدروبي موقع الشاب في الجماعة منذ أن تعرف إليها في مدينته حمص سنة 1980، في السادسة عشرة من عمره، وانتسب إليها بعد أشهر، لتطاله الملاحقة، ويضطر للمغادرة.

    بين أعوام 1982 و1987 درس هندسة الحاسبات في جامعة الشرق الأوسط التقنية بأنقرة، ثم انتقل إلى مونتريال حيث حاز الماجستير في الذكاء الاصطناعي من جامعة ماكغيل الشهيرة عام 1993م.

     اكتسب خبرة في شركات طيران كندية قبل أن يعمل في الخطوط الجوية السعودية بجدة.        أما تنظيمياً فصار عضو إدارة مونتريال، ثم قيادة كندا، ليصل إلى عضوية قيادة الجماعة إثر انتخابات 1996 التي أتت بالمراقب العام الشهير علي صدر الدين البيانوني.

   وسيلعب الدروبي دوراً مهماً في الدورات الثلاث لذلك العهد الذي وُصف بالإصلاحي. من موقعه كرئيس «لمكتب التخطيط والدراسات الإستراتيجي»، وسيشرف على أهم إنجازات المرحلة؛ «المشروع السياسي لسورية المستقبل».

     وهو ما يشبه كتاباً طرحت فيه الجماعة، عام 2004، برنامجاً متقدماً للمشاركة في بناء دولة مدنية بوسائل ديمقراطية، ولاقت به المعارضة العلمانية التي كانت تحاول العمل في الداخل، في ما عُرف بإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي.

    اعتاد ملهم الدروبي أن يلعب موقع الشاب في الجماعة منذ أن تعرف إليها في مدينته حمص سنة 1980 في السادسة عشرة، وانتسب إليها بعد أشهر

     ولم يكن هناك أنسب من الدروبي، إذاً، لهذه المهمة المستجدة. ولا سيما مع إحساس كثير من أعضاء القيادة بالتقادم عن مواكبة «ثورات الشباب العربي» التي انطلقت من فيسبوك.

    وبالفعل، سهر الرجل ليلته، وفي الصباح قدّم ورقة حدّد فيها، بتسع نقاط، كيف يمكن «إطلاق وإدارة» ما أسماه «مشروع ارحل بشار».

    والحال أن انجذاب الرجل إلى هذه المفردات عائد إلى ما يراه اختصاصه الثاني في «إدارة المشاريع»، الذي حاز فيه شهادات أوصلته إلى رتبة «مدرب عالمي معتمد».

     وإذا كان ورود كلمة «المشروع» في العنوان الأول «مشروعاً»، فيشفع لوجودها في الثاني أنها مجرد ورقة داخلية لإثارة «العصف الذهني» الذي نتج عنه، في نهاية الأمر، اعتماد القيادة أربع «إستراتيجيات» للثورة السورية، لو حصلت، وهي أن تكون سلمية؛ وطنية؛ تحافظ على وحدة البلاد؛ ترفض التدخل العسكري الخارجي.

    ولا تُعتبر القوات العربية أو الإسلامية أجنبية.

    على هذا انفضّ الجمع... ولم تمر أشهر إلا وقامت الثورة.

    ومن موقعه في قيادة الجماعة انتزع الدروبي تكليفاً بالمشاركة في مؤتمر أنطاليا الشهير، في أواخر أيار 2011م، وعندها عرفه السوريون لأول مرة يدعو إلى قيام «دولة مدنية ونظام سيادي نيابي متعدد، وتحت سيادة دستور يتساوى في ظله الجميع، يحافظ على حقوق الإنسان أياً كان، ويضمن حرية الاعتقاد، وحرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل السلمية»، فيحظى بتصفيق حاد من المجتمعين بهدف تأسيس كيان سياسي، مما سيتمخض، بعد أشهر، عن ولادة «المجلس الوطني» الذي لعب الدروبي دوراً مركزياً في كواليس تشكيله، والتفاوض على حصة الجماعة فيه.

    ومنذ ذلك الوقت صار أحد أبرز وجوه المعارضة كما صار ضيفاً ثابتاً على وسائل الإعلام، مع ما يعنيه ذلك من تسليط الضوء على مواقفه وتناقضاته... وشطحاته.

    فمن التشديد على وحدة سورية إلى التصريح بأن التقسيم بات الحل الوحيد في ظل عدم قدرة أي من الطرفين حسم المعركة.

    ومن التأكيد على سلمية الثورة إلى الإعلان عن تشكيل كتائب مسلحة تابعة للإخوان.    ومن المطالبة بدولة يتساوى مواطنوها، بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس، إلى ضرورة «نقل المعركة لمدن وقرى النصيرية».

    مع ما تخلل ذلك من طرائف وغرائب تليها توضيحات؛ كقوله إن الخلفاء الراشدين لو كانوا بيننا لكانوا مع الإخوان (كتب بعدها يسأل المعترضين عن الجماعة التي يعتقدون أن الصحابة سيتبعونها)، وتعزيته بوفاة مصطفى طلاس (كتب بعدها أن صفحته كانت مقرصنة)، وتهنئته بانتخاب رئيس «مجلس الشعب» السوري (قال بعدها إنه كان يسخر، ولكن الاتصال مع قناة «الميادين» صوتي غابت عنه «لغة الجسد»)، وقوله إنه لولا الإخوان لما كانت هناك ثورة (نشر بعدها أن غياب أي مكوّن لها كان سيؤدي إلى عدم اندلاعها)، وأخيراً سؤاله عن ما قدمه العلمانيون للثورة (لم يوضح بعد).

    من موقعه في قيادة الجماعة انتزع الدروبي تكليفاً بالمشاركة في مؤتمر أنطاليا الشهير، في أواخر أيار 2011 وعندها عرفه السوريون لأول مرة يدعو إلى قيام «دولة مدنية ونظام سيادي نيابي متعدد وتحت سيادة دستور يتساوى في ظله الجميع

    والحق أنه من الجور النظر إلى هذه التصريحات بمعيار واحد، فمنها ما فرضه تغيّر الظروف.

    كما أنه من الظلم تحميل الإخوان مسؤولية كل أقوال الرجل، رغم أنه عندما ارتكب معظمها كان يحتل مناصب حساسة في الجماعة، كالمتحدث الرسمي.

     فقد أثار داخلها العديد من الخلافات التي تسرب صداها إلى خارجها، حتى طلب إعفاءه من مهامه، مع استمرار عضويته، في حزيران 2016م.

    وبعد الاستقالة التفت الدروبي إلى المؤسسة التي كان قد أنشأها عام 2012، ويسميها «جامعة رشد الافتراضية».

     غير أن تعدد الفهوم سيلاحق مهندس الحاسبات الذي لم يحسب أن غوغل يوثق مقالاته دون اعتبار لمقاماتها.

    ومن ذلك أن رئيس «الجامعة» يشرح اسمها، مرة، بأنه اختصار «رأي، شراكة، دعم»، بوصفها «مؤسسة علمية استشارية وبحثية».

    وفي ثانية يقول إن «رشد» مشروع خيري وقفي أسسه على نية والدته المرحومة «مرشدة» واشتق من اسمها.

    وفي ثالثة يصرّح أنها «شركة تجارية متخصصة في التعليم والأبحاث»، تعتمد «الجودة العالية في المناهج المعتمدة والفريق الأكاديمي».

    أما الحساب المصرفي لرشد، كما يظهره موقعها على الإنترنت، فيحيل على أنها شركة مسجّلة باسم ملهم راتب الدروبي في غرفة تجارة إسطنبول باختصاص «الاستشارات الطبية وتجارة مواد الإعمار والأغذية».

     مهما يكن من أمر، يبدو أن المدرب وجد أخيراً «المشروع» الذي سيتابع رعايته في سورية المستقبل.

     إنها «الجامعة» التي تحتفل صفحتها على فيسبوك بيوم تأسيسها الموافق لمولد المؤسس، وتحوي قناتها في يوتيوب على أربعة فيديوهات، أحدها مقطع احتفالي لولادة الملهم!.

ومن يعمل لابد له من أن يخطئ ، فالسيد رغم خبرته الدبلوماسية، ودماثة أخلاقه وطيب قلبه ولطافة معشره، كانت له تصريحات اعتذر عنها عندما هدأ روعه ورجعت إليه الطمانينة، وقد وجه له بعض الإخوة انتقاداً، حول بعض التصريحات منها:

التعزية بوزير الدفاع السوري مصطفى طلاس، ..

     وقد أثار المعارض السوري ملهم الدروبي جدلاً واسعاً، بتغريدة له اعتبرها سوريون تحاملاً على اللاجئين منهم في تركيا، فقد صور بعض السوريين بالضيف الثقيل الذي لا تنتهي طلباته.

   وصرح العضو بالمجلس الوطني المعارض ( ملهم الدروبي) بقوله: (نبارك انتخاب الصباغ وندعوه لخدمة الشعب السوري).

    وقد صرح عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري ملهم الدروبي لقناة الميادين بأنه: يبارك بانتخاب حمودة الصباغ رئيساً لمجلس الشعب السوري داعياً إياه إلى خدمة "جميع الشعب السوري".

clip_image006_35cf3.jpg

    جاء في مقال نشرته مجلة (فورين بوليسي)، للكاتب حسن حسن، أن الجماعة استحوذت ولاء العقيد رياض الأسعد قائد الجيش الحر الذي حل محل لواء الضباط الأحرار من ذي الميول العلمانية، لتظهر بعدها كتائب جديدة تتخذ لنفسها أسماءً دينية بدلاً من أسماء الشخصيات الوطنية أو المناطق التي تعمل بها.

    في الوقت ذاته، واصلت الجماعة تركيز جهودها ومواردها في بناء نفوذها داخل قوات الثوار، ليشمل دعمها لواء التوحيد بإشراف البيانوني ورمضان، بعض العناصر القوية في كتائب الفاروق، هيئة حماية المدنيين بقيادة نذير الحكيم وإدارة هيثم رحمة، هذه تعتبر الجناح العسكري غير المُعلن للإخوان، يمتد نفوذ الجماعة إلى أنصار الإسلام في دمشق وريفها.

    كمال اللبواني عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، اتهم الجماعة صراحة بإقامة دولة إخوانية متكاملة داخل سوريا، أوضح لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن هيئة حماية المدنيين عبارة عن دولة، تشتري ولاءات الناس بالأموال والخدمات، تتخطى الصعيد العسكري إلى الاقتصادي والاجتماعي والإغاثي، كاشفاً عن تخزينها السلاح تمهيداً لمرحلة ما بعد سقوط النظام، مرجحاً أن يكون العنف أحد خياراتها بسبب فقدانها للحاضنة الشعبية على حد زعمه.

    ملهم الدروبي القيادي في الإخوان، كان اعترف للصحيفة ذاتها في 5 آب 2012، بتشكيل الجماعة لكتائب مسلحة في الداخل السوري، منتشرة في معظم المناطق والمحافظات خاصة الملتهبة منها، مهمتها الدفاع عن النفس وتأمين الحماية للمظلومين.

   وما يزال الأستاذ ملهم الدروبي يعطي، ويتفجر حيوية ونشاطاً ...أطال الله في عمره، وبارك في جهوده، ونفع به أبناء أمتنا.

مصادر الترجمة:

1-رسالة من الأستاذ ملهم الدروبي بتاريخ 7 نيسان 2020م.

2-مقالة حسام جزماتي منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسوم: العدد 872