المُنْشِدُ الشَّيخُ أحمد نِعْمَة رحمه الله

في"مركز الدراسات العلمية والفكرية"- صامصون

zfhgghmghmf9161.jpg

*هو أحمد ابن الحاج أحمد النعمة البابي, صاحب الصوت الساحر الآسر, والفصيح ذو المخارج الصوتية الواضحة الجلية, والذي يظهر الإخلاص من ثنايا صوته الشجي الندي البديع, وكأن قلبه هو الذي ينشد لا لسانه؟!

فسبحان من وهبه صوتا بديعا وحسا رفيعا:

والصَّوتُ مَوْهِبةُ السماءِ؛ فطائرٌ           يَشْدُو على فَنَنٍ , وآخَرُ يَنْعَبُ

*عُرِف بالشيخ أحمد نعمة, مع أنه ليس شيخَ علمٍ, لكن لاستقامته والتزامه.

*ولد في مدينة "الباب"- التابعة لمحافظة حلب- عام 1931م, وتوفي سنة 1980م, ودفن في "مقبرة الشيخ عقيل" بالجبل في الباب أيضا.

*نشأ وترعرع في مدينة الباب, ثم درس الابتدائية فيها ونال شهادتها, ثم الإعدادية في الباب أيضا وحاز شهادتها "الكفاءة".

*أجاد قراءة القرآن الكريم, وكان لديه إلمام بالمقامات الموسيقية.

*عمل لست سنوات ما بين (1965- 1970م)"معلما وكيلا" للغة العربية, ودرَّس طلاب مرحلتي الإعدادية والثانوية.

*ثم ترك التدريس, وتطوع في سلك"شرطة المكافحة"؛ فعمل فيها إلى آخر حياته, وكان فيها مثال الشرطي التقي, المعروف لدى زملائه بالاستقامة والنزاهة, والمحافظة على فرائضه الخمس وصلوات الجمعة, الملتزم, وحضور مجالس الذكر والإنشاد والإرشاد, ومرافقة الصالحين.

*عمل في شرطة المكافحة فخدم في"حارم" و"سلقين" و"معرتمصرين" و"جسر الشغور" من محافظة "إدلب", وفي ريف"حماة", وفي "الرقة".

كما خدم - وهو في شرطة المكافحة- في مدينة"جرابلس" أقل من سنتين, ومثلها في مدينة "منبج", وبقية خدمته في الباب حتى وفاته.

*كانت حياة الشيخ أحمد نعمة عامرة بالعلم والإيمان وحب الله ورسوله, ومجالس أهل العلم والذكر والإنشاد؛ فكان يحضر مجالس علامة الباب ورجلها الصالح الكبير الشيخ محمد المسعود الجد ت 1961م رحمه الله تعالى, ثم مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم صباح كل جمعة بصحبة ابنه الولي الكبير الشهير الشيخ محمد علي المسعود ت 1998م, رحمه الله تعالى, ومع ابنه مفتي الباب الشهير الشيخ محمد زكريا المسعود أمد الله في عمره, في "الجامع الصغير" بمدينة الباب.

*تعرف إلى الداعية والشهيد الشيخ محمد أديب بن بديع الكيلاني الحموي الشهير؛ الذي كان مدرسا للتربية الإسلامية في منبج خلال الستينيات, وكان له أثر كبير في هداية أهلها وصلاحهم؛ بل قلب كثيرا منهم رأسا على عقب, وما زالوا يلهجون بذكره بالخير, ولا ينسون أثره وفضله, وصلاحه ونُبلَه, وقد توفي شهيدا في أحداث مجازر حماة سنة 1982م, رحمه الله, على يد عصابة المجرم السفاح حافظ أسد.

*كما صحب المرشد النقشبندي المعروف الشيخ عبد الباسط بن الشيخ محمد أبي النصر ت 1982م, رحمه الله تعالى.

*كان يحضر مجالس الذكر والإنشاد والمدائح النبوية في "الباب" و"منبج" و"الغندورة" وغيرها, مع شيخنا الشيخ عبد الرحمن بكور الريحاوي أحيانا, وبدونه أيضا.

*سهرة "جامع العلائي" الخاصة والمميزة:

كما كان الشيخ أحمد يخف إلى "جامع العلائي" بمنبج بعد دوامه في المكافحة؛ فيتعنى عناء السفر مع بعض إخوانه من الثانوية الشرعية بالباب فيجيئون إلى منبج أسبوعيا كل أحد؛ ليحيوا حفلة الذكر والإنشاد والإرشاد الرائعة الماتعة بصحبة الشيخ جمعة أبي زلام مفتي منبج يومها, رحمه الله, وحضور العالم والشاعر الشيخ كامل بدر الحسيني رحمه الله الذي كان مدرسا دينيا وإماما وخطيبا في منبج آنذاك, وأحيانا كان يأتي إلى الجلسة الشيخ محمد أديب الكيلاني الحموي, رحمه الله.

*كما كان الشيخ أحمد ينشد أحيانا ويُقَصِّدُ برفقة شيخنا الشيخ عبد الرحمن بكور, كما حدث في"جلسة وحفلة الغندورة" الرائعة النادرة الشهيرة, لدى الأستاذ محمد عيد شيخ حسين, حفظه الله.

*من القصائد المشهورة التي أنشدها:

1- قصيدة: "حبيب الله للكون ابتداء" للشيخ عيسى اليانوني, رحمه الله.

2- قصيدة بديعة للشاعر عطاء الله المُدَرِّس الحلبي ت 1913م, مطلعها:

سَلَّتْ لِحاظًا أسودُ الغابِ تخشاها         فأرْخَصَتْ مُهَجًا ما كانَ أغْلَاهَا

3- قصيدة الشيخ بهاء الدين الرواس: "أرح فؤادك من هم الوجودات".

4- قصيدة رائعة لشيخ الأزهر الشيخ عبد الله الشبراوي ت 1171هـ- 1758م, رحمه الله, مطلعها:

إنَّ شَوقي كُلَّ يومٍ في ازدِيَادْ           و الهَوَى يَأتِي على غَيرِ المُرَادْ

5- قصيدة جميلة جدا مطلعها:

يا مَن مَلَكتُمْ مُهْجَتي بِهَواكُمُ           باللهِ   رِفْقًا   اِرْحَمُوا   خَفَقَانِي

6- "عاهدوا الربع ولوعا وغراما" للشيخ عبد الرحيم البرعي ت 803هـ, مع الحضرة ولازمة: "الصلاة على المظلل بالغمامة".

7- قصيدة"سعد إن جئت ثنيات اللوي"للسيدة عائشة بنت يوسف الباعونية ت بدمشق 924هـ, رحمها الله.

*قال عنه ابنه المنشد المعروف الأستاذ محمود نعمة:"كان والدي محبا صادقا يبحث بنفسه - أي عن القصائد والأناشيد- ويكتبها ويحفظها.

وهكذا كانت حياة والدي الايمانيه مملوءة بالحب والايمان والشوق لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن آثار ذلك الحب أن نَشَّأنا - نحن أولادَه- على حب الصالحين ومجالسهم؛ فكنا طلاب علم والحمد لله سرنا على هذا الطريق, عاش

والدي على هذا, ومات عليه وهو يقول:(رب أمضيت حياتي مادحا خير الانام؛ فاجعل اللهم مدحي حجة لي في الختام), ونسأل الله أن يحشرنا مع الحبيب وان يختم لنا بهذا الحب".

*ملاحظة مهمة:

أمَدَّني بمعلومات الترجمة ولداه الفاضلان الأخوان: الأستاذ المنشد المعروف محمود بنعمة, والأستاذ منير نعمة, جزاهما الله خيرا, وأحسن إليهما, وتغمد والدهما الشيخ أحمد بواسع رحمته, آمين.

zfhgghmghmf9162.jpg

وسوم: العدد 916