شَيخِ المُنشِدينَ الإسلاميينَ ورائدِهم، أبو عبد الله, أحمد بَرْبُور الرِّيحَاوِيّ

شَذَرَات طيِّباتٌ مِن حياة

شَيخِ المُنشِدينَ الإسلاميينَ ورائدِهم، 

ومُجَدِّدِ النشيدِ الإسلامِيّ

وبعض ديوان أناشيده

أبو عبد الله, أحمد بَرْبُور الرِّيحَاوِيّ

(1347- 1423هـ = 1928- 2002م)

ssdhgdfgjdfh9791.jpg

*أول معرفتي بالشيخ أحمد البربور - الشريطان:

الأول - الشريط الأصفر في "الحَيَّة": أول ما عرفت الشيخ البربور وأنا طفل في نحو الحادية عشرة من عمري، في الصف الخامس الابتدائي على ما أظنُّ حوالي سنة 1979م وكان والدي شرطيا في "مخفر الحية الصغيرة" شرقي منبج، وكنا نسمع اسمها يومئذ هكذا: "كُجُكْ حَيَّة"، وكجك بالتركية كما هو معروف تعني "صغير".

ففي ذلك الزمان والمكان أذكر كان عندنا شريط حليبي "بيج" في 60 دقيقة عليه لاصق أصفر؛ ذلك الشريط كان للحاج أحمد البربور، ومن العجيب في تلك الآونة أنه كان عندنا بعض الأشرطة "الكاسيت" ولم يكن عندنا جهاز تسجيل "مُسَجِّلَة" فكان والدي يستعير مسجلة من أحد الأصدقاء أو المعارف ونستمع إلى تلك الأشرطة؟!

وفي يوم من الأيام حملتُ ذلك الشريط - وأنا طفل- ومضيت به إلى محطة البترول "الكازِيَّة" في قرية الحية الصغيرة جنوب غربي القرية، وقرب مخفر القرية الذي كان يعمل والدي فيه.

وصلت المحطة فأعطيت الشريط لصاحب المحطة وقلت له أريد أن أستمع إلى هذا الشريط –"وكان أهل القرية يعرفون والدي أبا السَيِّد الشرطيَّ النزيه الذي لا يَرْتَشِي"- فرحَّب الرجل وبدأت أستمع إلى ذلك الشريط، وأذكر مما كان فيه قصيدتان للأستاذ وليد الأعظمي:

*أولاهما:

شَبابَ الجِيلِ   لِلإسلامِ عُودُوا               فأنتُم رُوحُه ، و بِكُم   يَسُودُ

*ثانيتهما:

عَصَفَتْ بِوَجْهِ الكافِرِ المَسعُورِ       شَعْوَاءُ   تَرمِي بِاللَّظى المَسعُورِ

1

الثاني - الشريط "السانيو" الأخضر في قرية "أبو كهف":

ودارت الأيام دورتها لنحو سنتين فانتقل والدي رحمه الله إلى مخفر "أبي كهف جنوبي منبج بنحو 30 كِيلًا وكان ذلك قرابة 1981م، وكنت طالبا في "دار الأرقم بن أبي الأرقم الشرعية" بمنبج في الصف الأول الإعدادي.

في ذلك العام أتانا والدي بشريط أخضر "سانيو" أصلي - كما كنا نسميه- من خال أمي الرائد غازي شكيب الخطيب الذي كان يعمل رئيس "شُعبة تجنيد منبج"، وهو حي يُرزق الآن في ألمانيا، وقد نَيَّف على التسعين.

ذلك الشريط كان في 90 دقيقة، وهو أجمل وأفضل وأمتع ما سمعت للشيخ البربور، ولم أرَ فيما بعد مثله في حياتي، وبحثت في الإمارات لما ذهبت إليها جاهدًا عنه فلم أُفْلِح، وأظنه أفضل وأجمل وأبدع شريط للبربور.

وهنا - في أبي كهف- أصبح عندنا مسجلة فكان والدي يسمعه ويُسمِعُنا إياه فتطْرَبُ لما فيه أنفسنا وقلوبنا وعقولنا، ويُكرِّره علينا وعلى بعض إخوانه وأحبابه فننتعش وينتعشون أكثر فأكثر.

ولكثرة تكراره علينا حفظت أكثره عن ظهر قلب؛ لذا فإني سأذكر أغلب ما حفظته منه، من مطالع القصائد والأناشيد.

*مضمون هذا الشريط السندسي الأخضر الرائق الفائق:

2

1- "تعطيرة الفاتحة الشريفة":

لا أعرف صاحبها، وهي تعطيرة مولد نبوي تفسر سورة الفاتحة، رائعة رائقة فائقة - مع أنها نثرية- لم أسمع بمثلها في حياتي؟! في حلاوتها وطلاوتها وقوة تأثيرها مع صوت أبي عبد الله البربور الساحر طبعا.

وأنصح إخوتي الكرام أن يسمعوها من الشابكة ويروا روعتها وسِحْرَها؛ لذا فإني سأذكرها كاملة الآن، وهي:

(الحمد لله رب العالمين): الحمد لله الواحد الصمد المتصف بكمال صفات الربوبية، رب العالمين المنفرد بمشيئة الإيجاد والإعدام.

(الرحمن الرحيم): الذي وسعت رحمته كل ظاهرة وخفية.

(مالك يوم الدين): السموات مطويات بيمينه، والأرض قبضته يوم الزحام.

(إياك نعبد): يا من وجبت له على خلقه العبودية، عبادة نرجو بها العفو والعافية وحسن الختام.

(وإياك نستعين): لبلوغ الخيرات الدينية والدنيوية؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا بك يا ذا الجلال والإكرام!

(إهدنا الصراط المستقيم): المُوصِل إلى رحاب حضرتك القدسية.

(صراط الذين أنعمت عليهم): من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الكرام. (غير المغضوب عليهم): ممن بدلوا نصوص توراتك الكليمية.

(ولا الضالين): الذين ضلوا عن طريق الهداية والسلام.

*"آمين": آمينَ يا من وعد باستجابة الدعوات في الآيات القرآنية. ندعوك اللهم أن تنصرنا، ندعوك اللهم أن تحرسنا بعين عنايتك التي لا تنام.

متوسلين إليك، يا رب! بأشرف مبعوث إلى هذه البشرية؛ محمد الذي فتح الله بمعناه أبواب النشأة الوجودية، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

3

2- قصيدة "أمِن غَرَامِك" الشهيرة البديعة، ولا أعرف قائلها، مطلعها:

أمن غرامك بالبطحاء و الحرمِ         بَتَّ الليَالِيَ لم تهجع ، و لم تنم

أم من حنينٍ إلى رَضْوَى وجارَتِها         كادت تُقَوِّضُكَ الذِّكْرى من الألَمِ

دعني فـما أنت ذا قلبٍ يرِقُّ إلـى       قلبي ولا مسمعٍ يُصغي الى كلِمِي

وهمت بالخيف واشتاقَ الفؤادُ مِنًى       فأينَ مِنّي ليالي الخيف و الخِيمِ

أرْضٌ بهـا عرفـاتُ اللهِ يَعْـشَـقُها         قلبي ويشدو بها في العالمين فمي

إذا ترنَّمَ حـادي العـيسِ ذكَّـــرَني       رَكْبَ الحجيجِ بها في الأشهرِ الحُرمِ

طُوبَى لِمَن حجَّ بيتَ اللهِ مُعتمِرًا       و استقبل - الأسعَدَ المَيْمُونَ- بِاللَّثَمِ

و شاهدَ الكَعبةَ الغَرَّاءَ و ارتفعت       كَفُّ الدعاءِ و فاضت عَبْرَةُ النَّدَمِ

وجاءَ زمزَمَ و اشتَدَّ الزِّحَامُ بِها         حَتَّى ارْتَوَى بَلْسَمًا مِن مائها الشَّبِمِ

إذا كَـبِرتُ و لمْ أظْـفَـرْ بأُمنِيَةٍ         مِنَ الحياةِ ؛ فحَسْبيْ رُؤيةُ الحَرَمِ

وأنْ تُشاهدَ عيني بُقْعَةً شَــرُفَتْ         بالسيدِ المصطفى و الطاهرِ العلمِ

و أن أُهِيبَ بِنفسي وهي مُشرِقَةٌ       هذا نَبِيُّ الهُدَى يا نَفْسُ فاعتَصِمِي

و إنَّ قلبِيَ   ما جَدَّ   الهُيَامُ   بِهِ       في غَيرِ حُبِّكَ - بَعدَ اللهِ - لم يَهِمِ

و ما ظَنَنْتُ بِربِّي غَيرَ مَغفِرَةٍ       ما دامَ حُبُّكَ فِي رُوحِي وبَينَ دمِي

4

3- نشيد "وعلى اليرموك تراتيل" للأستاذ يوسف العظم رحمه الله، ومِنها:

و على اليرموك     تراتيلُ                   مِن آيِ الذِّكرِ ،   و تنزيلُ

و ابنُ  الجَرَّاح     يُعاوِنُه                     سَيفٌ   - لِلعِزَّةِ -   مَسْلُولُ

و اندَحَرَ الباطلُ   مُنهزِمًا                     و الرُّومُ   أسِيرٌ ، و قَتِيلُ

و الحق   تَعَالَتْ     رايَتُهُ                     مُذْ حَمَلَ   الرَّايَةَ   جِبريلُ

و حُصُونُ دِمَشْقَ يُزَلْزِلُهَا                     تَكبِيرُ   اللهِ   ،   و تَهْلِيلُ

4- قصيدة "قسما بمن خلق الحياة"، ولا أعرف قائلها، ومِنها:

قسمًا بمن خلق الحياةَ الفانيةْ             و مُعِيدِها ، إني سأروي ما بِيَهْ

أنا مسلم ، أنا لا أريد تسلطا             أنا لا أريد مُهاتراتِ الطاغية

أنا   لا أريد   مُصفقا لمهرجٍ             من أجل إشباع البطون الخاويةْ

فَلَرُبَّ مَقْتُولٍ   لِأجْلِ زُجَاجَةٍ             و لرب مقتولٍ   لأجلِ الغانِيَةْ

و لرب مقتول   لأجل   مُهَدِّمٍ               و البعض مقتول لأجل الزانِيَةْ

إني سأقتل   في سبيل عقيدة               تدنو لها   كلُّ الجِباهِ العاليةْ

حَسِبُوا الشريعَةَ قد مَضَتْ أيَّامُهَا             و هيَ التي في كل أمرٍ كافِيَةْ

الخَيرُ   باقٍ في شريعةِ أحمدٍ              و الشرُّ مَطرُودٌ لِأبعَدِ زاوِيَةْ

5- بعض أبيات البردة للبوصيري، ومنها:

بُشرى لنا معشر الإسلام أنا لنا               من العناية   ركنا غير مُنهدمِ

لما دعا الله   داعينا   لطاعته               بأكرم الرسل كنا أكرم الأممِ

5

6- نشيد "مسلمون مسلمون مسلمون" للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي:

مُسْلِمُونَ   مسلمون   مسلمونْ           حَيثُ كانَ الحَقُّ والعَدْلُ نَكُونْ

نَرتَضِي المَوتَ ونأبى أن نهون           في سبيل الله ما أحلى المَنُون!

نَحْنُ بِالإيمانِ أحيينا القُلوبْ           نحن بالإسلام حرَّرنا الشُّعوبْ

نحن  بالقرآنِ قوَّمْنا العُيُوب           و انطلقنا في الشَّمال و الجَنوب

نَنْشُرُ النُّورَ و نَمْحُو كُلَّ هُونْ

يا أخا الإسلامِ في كل مكانْ!           قُمْ نَفُكَّ القيدَ ، قد آنَ الأوانْ

واصْعَدِ الرَّبْوةَ واهتِف بالأذانْ        وارفَعِ المُصحفَ دُستُورَ الزمانْ

و امْلَأِ   الآفاقَ   إنَّا مُسلمون

قُم نُعِدْ عدلَ الهُداةِ الراشدينْ           قم نَصِلْ مَجْدَ الأُبَاةِ الفاتحين

شَقِيَ الناسُ بدنيا دُونَ دِين           فَلنُعِدْها   رَحمَةً     لِلعالَمِين

لا تَقُلْ كَيفَ ؟ فانَّا مُسلِمُونْ

7- قصيدة "يا شباب الإسلام في كل مِصرٍ"، ولا أدري قائلها، ومنها:

يا شبابِ الإسلامِ في كلِّ مَصْرٍ           أصَحِيحٌ - فيكُمْ- يكونُ الشِّقَاقُ

كلنا يعشقُ الرسولَ ، و يهوى            فلماذا   لا   يلتقي   العُشَّاقُ؟!

للطواغيت   ننحني ؟ ألفُ كَلَّا             فهيَ   - للهِ -   تنحني الأعناق

طلقوا الخوف و الخنوع ثلاثا             إنه - اليوم-   قد أبيح الطلاق

6

8- قصيدة"نور الشهادة؛ عصفت بوجه الكافر المسعور" للأستاذ وليد الأعظمي، ومِنها:

عصفت   بوجه الكافر المسعور         شعواء ترمي باللظى المسعور

عزمُ الشبابِ وَقودُها ، و لهيبها           يُودِي   بكل   مُكابرٍ   مَغْرورِ

هَدَّت صُروحُ الظالِمين وقَوَّضَت           رُكْنَ الفَسَادِ ؛ بِمنهَجٍ مَبْرُورِ

و هُدَى الرسالةِ يستثيرُ حَمَاسَها           بِالآيَةِ   الكُبْرَى ،   و بِالمَأثُورِ

و تَهُزُّها   سُوَرُ الكِتَابِ عَنِيفَةً             إنَّ العَقيدةَ   شُعْلَةٌ ؛ مِن نُورِ

عَجَبًا يَعَافُ الناسُ هَدْيَ نَبِيِّهم             و يُغَالِطُونَ   بِمبْدَأٍ   مِن زُورِ

دَعْوَى التَّدَيُّنِ عِندَهم قد أصبَحَتْ           رَجْعِيَّةً ؛   لم تَحْظَ   بِالتَّقْدِيرِ

يا فِتيةَ الإسلامِ ! مِنكُم نَرْتَجي           عَزْمَ الأبِيِّ   المُؤمِنِ   الشِّمِّيرِ

حَبْلُ الخِدَاعِ وإن تَمَدَّدَ أذْرُعًا             لَكِنَّهُ   - يا قَوْمُ - جِدُّ قَصِيرِ

أنتُم   جُنودُ مُحمَّدٍ ،   و دُعَاتُهُ             فَتقدَّمُوا   - لِلحقِّ -   بِالتبشيرِ

صُونُوا حِمَى الإسلامِ مِن أعدائه           السالِكِينَ     مَناهِجَ   التزويرِ

مِن جانِبِ المِحْرَابِ يبدأ سَيرُنا             لِلمَجْد ، لا من جانب الماخورِ

أمنتُ   بِالإسلام   نَهجًا   عادِلًا             ما فِيه مِن عِوَجٍ و لا تَقْصِيرِ

أمنت أنَّ النَّصْرَ مَضْمُونٌ بِه             مِن غَيرِ تَطْبِيلٍ ، و لا تَزْمِير

7

9- قصيدة "فوق المنابر يا بلابل غردي" للأستاذ الأعظمي، ومِنها:

فوق البلابل - يا بلبل- غردي           في مولد الذكرى وذكرى المولد

و ترنَّمي بين الرياض   بنغمة           تُنسي تلاحينَ "الغَرِيضِ، ومَعْبَدِ

يا ليلة الذكرى بهاؤك ساطعٌ           وأريجك الفوّاح يعبق في الندي

يحيي النفوس ويبعث استيناسها           و يُحيلها  ؛   توّاقة   للسؤدد

من مولد المختار أشرقت المُنى             و تقشّعت سُحُبُ الأذى المتلبَدِ

واهتزّت الدنيا سروراً وانتشت            بالمُرشد الهادي لأعذب موردِ

ماذا أقول وأنت ملء جوانحي             و مشاعري أملٌ ونورٌ سيدي

يا هذه الدنيا أصيخي و اشهدي             إنّا  - بغير محمد - لا نقتدي

لا نستعيض عن الشريعة منهجا            وضعته فكرة مُستغل مُلحد

أبكل يوم    فكرةٌ ،   و عقيدةٌ            تغزو الحمى من تاجرٍ مستورد

يُغري بها البُسطاء من أبنائنا             بِالمُوبِقات ، و بالحسان الخُرَّد

و يَصُدُّهُم - عن دينهم- بخديعة             ما  شابهتها   حيلةُ المُتَصيِّدِ

وَسَطًا نَعِيشُ   كَمَا يُريدُ إلَهُنا             لا نَستَعِيرُ مَبادِئًا ، لا نَجْتَدِي

قرآنُ ربك   - يا محمد - عِزُنا               و نظامنا الداعي لعيش أرغد

8

الناس فيه على السواء جميعهم               لا فضل فيهِ لأبيضٍ أو أسودِ

إلاّ بتقـوى الله و هي كرامـة              للنـاس ، لم تُحصر ولم تَتَحدَّدِ

ما حِيلَةُ الأنْوَارِ شَعَّ سَنَاؤُها               إن لم تَرَ الأنوارَ عَينُ الأرْمَدِ

اللهُ   أكرَمَنا     بِنُورِ   محمدٍ               فَعَنِ البَصَائرِ - يا ظلَامُ - تَبَدَّدِ

10- قصيدة "فجرانِ فجرُ سنا وفجر ضياء" للأستاذ بديع المعلم، مطلعها:

فجران فجر سنًا ، و فجرُ ضِيَاءِ           سَطَعَا بِقلبِ سَكِينَة الصحراءِ

سرت النبوة وهي شمس سعادة             و هداية ، من شرفة العلياء

و انشق أفق الوحي عن آياته             فزها بنور الوحي غار حراء

و سكينة الصحراء   إلا أحمدا             مغمورة   ،   بمآثم   و شقاء

زهراءُ مِن عبَقِ الخُلودِ شريعةٌ             أعلَيْتَ   رايَتَها   أبا الزَّهْرَاءِ!

11- قصيدة وأنشودة "شبابَ الجِيل" للأستاذ الأعظمي البديعة، ومنها:

شبابَ الجيلِ لِلإسلامِ عُودُوا                فأنتم روحه ، و بكم يَسُودُ

و أنتم   سر نهضته   قديما                 و أنتم فجرُهُ الزَّاهِي الجَديدُ

عَلَيكُم   بِالعَقِيدةِ ؛ فهيَ دِرْعٌ                 - نَصُونُ بِه كَرامَتَنا - حَدِيدُ

رسُولَ الحَقِّ! والإسلامُ   حَقٌّ                  ويعلو الحق إن صَدَقَ الجُنُودُ

جمعتَ الدينَ و الدنيا   بنهجٍ                 له   كُتبَ   التَّفَوُّقُ و الخُلودُ

به ازدهرت   حضارةُ أوَّلِينا                 و رفرفت الكرامَةُ و السُّعُودُ

9

ونحن على هدى الإسلام سِرْنَا                ولوغضب الزَّعَانِفُ والقُرُودُ

فلسنا   نرتضي   عنه   بَديلًا                 و فينا   هِمَّةٌ ، و لَنا وُجُودُ

شبابَ الجيل   يا أملًا   تَغَنَّى                 به الأيامُ   نَشْوَى ، تَستَعِيدُ

و تَطْرَبُ كُلَّما وَجَدت شبابًا                  أبِيًّا   ؛   لا تُذَلِّلُهُ     القُيُودُ

12- بعض أبيات من قصيدة "ولست أبالي حين أقتل مسلما" لسيدنا خبيب بن عدي الأنصاري الشهيد رضي الله عنه التي قالها قبيل استشهاده صبرا بمكة بعد"يوم الرجيع"سنة 4 هـ:

لقد جَمَّعَ الأعداءُ حولي وألَّبُوا            قبائلهم ، واستجمعوا كل مجمع

إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي   وما أرصد الأحزاب لي عند مضجعي

ولست أبالي حين أقتل مسلما         على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ           يبارك على أوصال شلو ممزع

و لست   بمبد   للعدو   تخشعا           و لا جزعا إني إلى الله مرجعي

13- بيتان مشهوران للشاعر الإسلامي الشهير الأستاذ محمد منلا غزيل

رحمه من آخر قصيدته الشهيرة"على أسوار دمشق" هما:

لاحَ السنا يا جاهلية فاركعي             للنور يسطع ، و اسجدي لأذان

الله   أكبر!   يا هداية   أطفئي             نارَ المَجُوسِ وزُخرُفَ الرُّومانِ

10

14- قصيدة "ملكنا هذا الدنيا قرونا" الرائعة المرقصة المطربة المُسكِرَة، للأستاذ الشاعر الساحر الشهيد شابًّا هاشم الرفاعي المصري ت 1959م:

مَلَكْنَا   - هَذِهِ   الدُّنيَا -   قُرُونَا              و أخْضَعَها   جُدُودٌ   خالِدُونَا

وسَطَّرْنَا صَحَائِفَ   مِن ضِيَاءٍ               فَمَا نَسِيَ   الزَّمَانُ و لا نَسِينا

حملناها   سُيُوفًا     لامِعَاتٍ               غَدَاةَ الرَّوْعِ   تأبَى  أن تَلِينا

إذا خرجت من الأغماد يوما               رأيتَ الهَولَ ، و الفتحَ المُبينا

و كُنَّا حِينَ   يَرمِينا أناسٌ               نُؤدِّبُهم    - أبَاةً -     قادِرِينا

و كُنَّا   حِينَ يأخذُنا   وَلِيٌّ               بِطُغْيانٍ ؛ نَدُوسُ لهُ الجَبِينا

تفيضُ قلوبنا - بالهدي- بأسا               فما نُغضي عن الظلم الجُفونا

وما فتِئ الزمانُ يدور حَتَّـى               مضى - بالمجد- قومٌ آخَرُونا

وأصبحَ لا يُرى في الركب قومِي           و قد عاشُوا - أئِمَّتَهُ - سِنينا

و آلمَني ،   و أَلمَ   كُلَّ   حُرٍّ               سُؤالُ الدهرِ   أينَ المُسلِمُونَا؟

تُرَى؟ هل يَرجِعُ الماضِي فأنِّي               أذُوبُ - لِذلِكَ الماضي- حَنِينَا

بنينا حِقبةً  في الأرض مُلكًا               يُدَعِّمُه   شَبابٌ     طامِحُونا

شبابٌ   ذَلَّلُوا   سُبُلَ المَعالي             وما عَرفُوا سِوَى الإسلامِ دِينا

تَعَهَّدَهُم ؛ فأنبتَهُم       نَباتًا               كريمًا طابَ في الدنيا غُصُونا

11

هُمُو وَرَدُوا الحِيَاضَ مُبَارَكاتٍ               فسالت - عندهم - ماءً  مَعينا

إذا شَهِدُوا الوَغَى كانُوا كُمَاةً               يَدُكُّونَ المَعَاقِلَ ، و الحُصُونا

وإنْ جَنَّ المَسَاءُ فلا تَرَاهم               - مِنَ الإشْفاقِ - إلا ساجِدينا

شبابٌ لم تُحَطِّمْهُ   الليَالِي               ولم يُسْلِم - إلى الخَصْمِ- العَرِينا

و لم تَشهدهم الأقداحُ يَومًا               و قد  مَلَؤُوا  نواديَهم مُجونا

و ما عرفوا الأغَانيَ مائِعاتٍ               و لكنَّ  العُلا صِيغَت لُحُونا

و قد دانُوا بِأعظمِهم نِضالًا               و عِلمًا ، لا بِأجْرَئِهم عُيُونا!

فيتَّحِدُونَ ؛ أخْلاقًا     عِذابًا               و يَأتلِفُون ؛ مُجتَمَعًا رَزِينا

فما عَرَفَ الخَلاعَةَ في بَناتٍ               ولا عرف التَّخَنُّثَ في بَنينا

و لم   يَتَشَدَّقُوا   بِقُشُورِ عِلمٍ               و لم  يَتَقَلَّبُوا   في   المُلْحِدِينا

و لم يَتَبَجَّحُوا  في كُلِّ أمرٍ                 خَطِيرٍ ؛ كي يُقالَ مُثَقَّفُونا

كذلكَ أخرجَ الإسلامُ قومي                 شَبابًا مُخلِصًا حُرًّا أمِينا

و علَّمَهُ الكَرَامَةَ كيفَ تُبْنَى                 فيأبى أن يُقيَّد ،   أو يَهُونا

دَعُونِي  مِن أمَانٍ كاذباتٍ                 فلم أجِدِ المُنَى إلَّا ظُنُونَا

وهاتُوا لِي مِن الإيمان نُورًا                 و قَوُّوا - بَينَ جَنبَيَّ - اليَقِينا

أمُدُّ يَدِي ؛ فأنتزعُ الرَّواسِي                 و أبْنِي المَجْدَ مُؤتَلِقًا مَكِينا

12

15- أبيات من قصيدة الأستاذ يوسف العظم رحمه الله "مهلًا يا رَفيق" والتي قالها في الخمسينات ردا على "نيكيتا خروتشوف" الذي زار مصر حينها وصرح فيها بأن "دعمه لمصر ليس للوحدة العربية؛ ولكن لأجل المبادئ اللينينية العظيمة؟؟!!" فرد عليه العظمُ بتلك القصيدة، ومنها:

نحن لن نرضى بغير المصطفى           أو نرى - فينا إمامًا - غَيرَ طَهَ

فلقد   أشرقَ - فِينا -   شِرعَةً           مِن سَنا القُرآنِ لن نرضى سِواهَا

يا لترتيلة   بر ،   و هدى ؟!             ملأت   مِنّا   قُلُوبًا ، و شِفَاها

نحن   - منا -   بأكاليل العلى             توج المجد رؤوسا ، و جباها

و لَئنْ   دهمنا   خطب   فلن             نهجُرَ القُرْآن ، أو ننسى الإلها

و إذا الظلمة   طافت   بالدنا            أشرق الفجرُ - علينا - فَطواها

16- ثلاثة أبيات من قصيدة للأستاذ يوسف العظم عنوانها: "في محراب الأقصى"، وتلك الأبيات هي:

أنا من همت   في محبة طه             لا تلومي أو تُكْثِري مِن عِتابي

أنا إن لم تذُبْ حياتي كِفَاحًا             و نضالا   يدك   شُمَّ الصِّعابِ

وشبابي إن ضاع لغوا وهدرا             لا جهادا . . فيا ضياعَ الشبابِ

13

17- آخر "ملحمة الابتلاء؛ الملحمة النونية" للشيخ د. يوسف القرضاوي، والتي نظمها في السجن الحربي الرهيب بمصر سنة 1955م واصفا سجنه وتعذيبه - مع إخوانه- الممتد 20 شهرا ومطلعها:

ثارَ القَرِيضُ بِخَاطِري فَدَعُونِي           أُفْضِي لَكُمْ بِفَجَائعِي و شُجُونِي

وهي الملحمة النونية البديعة لشيخنا العلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي التي يصف فيها سجنه ومحنته الرهيبين- مع إخوانه- في سجن مصر الحربي وصفا مُرعِبًا مقززا تشيب لهوله الولدان - وهي التي حفظها بعض السجناء، ومنهم الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله- وذلك أيام حكم المقبور "القبيح العبد الخاسر؛ جمال عبد الناصر" لا رحمه الله، وأقول: "لا رحمه الله" اقتداء بذلك العالم المصري الرباني الذي قال عنه: "لو كان مسلما لترحَّمنا عليه"؛ فهو سبب ويلاتنا ونكباتنا الأول، وبه اقتدى ويقتدي فراعنة العرب النافقين والحاليين.  

 

تا للهِ ما الدَّعَوَاتُ تُهزَمُ بِالأذَى         أبَدًا ، وفي التاريخِ بَرُّ يَمِينِي(1)

ضَعْ في يديَّ القيدَ ألهِبْ أضلُعِي           بالسوط ضع عُنقي على السِّكّينِ

لن تستطيعَ حِصارَ فِكريَ ساعَةً           أو نَزْعَ إيماني ، و نُورَ يَقِيني

فالنورُ في قلبي ، وقلبي في يَدَيْ         ربّي ، وربّي حافِظِي(2) ومُعِيني

سَأعِيشُ مُعتصِمًا بِحَبلِ عَقيدتِي           و أمُوتُ مُبتَسِمًا ؛ لِيحْيَا دِيني

------------------------------------------------------------------

(1): هذه صيغة البربور؛ أما الأصل للقرضاوي فهو هكذا:

تالله ما الطغيان   يهزم دعوةً             أبدا ، و في التاريخ   بر يميني

(2) رواية الديوان: ناصِري.

14

18- قصيدة "إنا لنهتف والرسول زعيمنا" للأستاذ وليد الأعظمي، ومنها:

إنَّا لَنَهتِفُ و الرَّسُولُ زَعِيمُنا              و كِتابُ ربِّكَ عِندَنا دُستُورُ

و اللهِ   لو عُدْنا   إلى قُرآننا              لم يَبْقَ فينا عاطل ، و فقيرُ

مِن حَيثُ لا ظلمٌ ولا بَغْيٌ ولا              خمرٌ ؛ فكيف يُعَرْبِدُ السِّكيرُ

أنعِمْ   بِدُستورِ السماءِ و حُكْمِه              إذ إنَّه - للمُعْدِمِينَ - نَصِيرُ

قالوا: أفي الدين الحنيفِ سِياسةٌ               فالدينُ حقٌّ ، و السياسةُ زُورُ

فأجبتُهم بِصراحةٍ ما ضرَّ لو              ساسَ الأنامَ مُهَذَّبٌ وغَيُورُ

19- قصيدة "شريعة الله للإصلاح عنوان" للأستاذ الأعظمي، زمنها:

شَريعةُ اللهِ - لِلإصلاحِ - عُنوانُ         وكُلُّ شَيءٍ سِوَى الإسلامِ خُسْرَانُ

لمَّا تركنا الهدى حلت بنا محن         وهاج - للظلم والإفساد - طوفانُ

لا تبعثوها  لنا رجعية فتُرى -       باسم الحضارة والتاريخ - أوثانُ

تاريخنا من رسول الله مبدؤه           و ما عداه فلا عز، و لا شانُ

محمد   أنقذ   - الدنيا -   بدعوته           ومن هُداه - لنا- رَوحٌ وريحان

لولاه ظل أبو جهل يضللنا          و تستبيح  الدما عبس و ذبيان

لا خير في العيش إن كانت مواطننا      نهبا بأيدي الأعادي أينما كانوا

لا خير في العيش إن كانت حضارتنا     في كل يوم لها  تنهدُّ أركان

15

لا خير في العيش إن كانت عقيدتنـا       أضحى يزاحمها كفر و عصيان

لا خير في العيش إن كانت مبادؤنا        جادت علينا - بها - للكفر أذهان

ها قد تداعى علينا الكفر أجمعه      كما تداعى على الأغنام ذؤبان

و المسلمون جماعات   مفرقة      في كل ناحية ملك و سلطان

مثل السوائم قد سارت بغير هدى      تَقُودُها - لِلمَهاوِي السُّودِ- رِعيانُ

في كل أفق على الإسلام دائرة        ينهد من هولها رضوى وثهلان

لسنا عبيدا ولا كنا ذوي ضعة         و ليس يُرهبنا   قيد و سجَّانُ

نبْنِي الحياة بوحي  من عقيدتنا        وعندنا - للهدى و الحق- مِيزانُ

قرآننا مشعل يهدي إلى سبل          من حاد عن نهجها لا شك خسران

هو السعادة   فلنأخذ   بشرعته          و ما عداه فتضليل ، و بهتان

قد ارتضيناهُ  حُكما لا نُبَدِّلُهُ          ما دام ينبض فينا مِنه شِريانُ

20- قصيدة "يا سَيِّدِي يا رسُولَ الله؛ قِفْ بِالحَطِيم"، للشاعر محمد بديع المعلم، ت 2002م رحمه الله، صاحب ديوان "تحت ظلال الوحي"، منها:

قِفْ بِالحَطيمِ تَنَشَّقْ طِيبَ رَيَّاهُ       واذكُر بِه المُصطفَى طُوبَى لِذِكراهُ

و اخشع هنالك  مَزْهُوًّا بكعبته       فالدهر  شاخصة   - للنور- عيناهُ

تمضي العصور وذكر المصطفى أبدا   في مسمع الخلد لحن كيف ينساهُ؟

16

فتنثني  - مُهَجُ اﻷسحارِ- قائِلةً:       ما أعذبَ الوحيَ في قلبي وأشهاه!

يا سيد الرسل لم نتبع هُداك وفي         أعمالنا - تلك - مما أنت   تأباهُ

مشى التفرنج فينا في سفاسفه         و الغرب قوض - فينا- ما بنيناه

مشى بنا الداء مخفيا على مهل         والداء أقتله - في الجسم - أخفاه

وأصبح الدين ضيفا لا مقام له         كأنه - اليوم - لفظ مات معناه

الغربُ جَرَّدَنا من خُلقنا   أسَفًا         لكنَّما   نحن - بالأيدي - طويناه

حتى النِّساءُ لقد عُرِّينَ من خجَلٍ         وَيْلاهُ مما صنعنا - نحن- ويلاه

وهل يُصان من الأخلاق مكرُمة         إذا الحياءُ - و واحُزني - فقدناه

يا سيِّدي يا رسول الله! معذرةً         لهاتِفٍ خَطَّتِ - اﻵﻻمُ - شكواه

ماذا أقول و ملء النفس ﻻعجة         هذا سبيلك ضِعنا ، مُذ أضعناه

وقد خبت جذوة اﻹيمان وانطفأت       في المسلمين ، وألقى الخطب بلواه

كُنَّا قديمًا ، وعين الشُّهْب تَحْسُدُنا       و قد رثى اليوم من كنا رَثَيناهُ

أيام كنا، و تاجُ الكون في يدنا         شَبَّابَةُ المَجد كم غنَّت بمغناه؟

يا ليتَ شِعري، فما أقسى فجيعتنا!     بكى علينا الذي - كنا - بَكَيناه

فَهَاجَمَتْنا  ذِئابُ الغربِ فاغِرَةً        و ما حَمانا الذي - كنا - حَمَيناهُ

يا أحْمَدَ الخَيْرِ طُوبَى مَن يُكحِّلُ مِن     هُداكَ جفْنيه - بِاﻷنوارِ- طُوبَاهُ

17

شريط ثالث: اقتنيته في الإمارات بعدما رحلت إليها عام 1992م، ومما أذكره من مضمونه: أ- قصيدة الأستاذ وليد الأعظمي "إلى الشباب" ومنها:

كُن رابِطَ الجَأشِ وارفَعْ رايَةَ الأمَلِ         و سر إلى الله في جِدٍّ بِلا هَزَلِ

و إنْ شَعَرتَ بِنقصٍ فيكَ تعرفه         فغذِّ رُوحَكَ بالقرآنِ ، و اكتَمِلِ

واعلم بأنّك ذو حقٍّ  فكن يقظا           من كلّ مغتَصِبٍ من سائرِ المِلَل

لا بدّ للحقِّ من جيشٍ يسانده           لم يَعْلُ حقٌ بقولٍ دونما عَمَل

وأحمقُ الناس من قد بات معتقدا       أنْ قد خَلَت ساحة الإسلام من بَطل

نحن الشبابُ و دين الله عمدتُه         على الشبيبة عند الحادث الجَلَلِ

فإنَّ سعدًا ، وعمّارًا ، وعكرمةً         وحمزةً ، و أميرَ المؤمنين علي

وخالدا ، و زُبيرًا ، و ابن حارثةٍ           كانوا شباباً وهم أرسى من الجَبَل

يا قوم مهلاً، فماذا بات يزعجكم         من دينكم هل به شيءٌ من الخَلل؟

هل في الفضائل شيءٌ لا يروق لكم       أم في المكارم والأخلاق و النُّبُل

نعمْ فلا شكّ ريحُ المسك ينكرها         مَن قد تعوَّدَ شمَّ الثوم و البَصَل

و إنَّ دعوتَنا يا قوم سافرة       كالشمس والشمس ما احتاجت إلى جَدَلِ

الله  غايتُنا ، في كلّ مسألة           مِن المسائل ، في حِلٍّ و مُرتَحَل

واعلمْ بأنّ رسولَ الله قُدوَتُنا           و ما لنا غيرُه - والله - من بَدَلِ

فسوف نرجع للإسلام دولته           حتى تكونَ بنا من أعظم الدُّولِ

18

أمَّا السبيلُ إلى تحقيق غايتنا           فهو الجهادُ لدينا أفضلُ السُّبُلِ

وإنْ تَعالَى صُراخ المُبْطِلِينَ فلنْ         تخشى الأسودُ صهيلَ الخَيلِ والإبلِ

كم من أبي لهبٍ قد مات مُندَحِرًا!         - أمامَ دعوتنا- كم من أبي جَهَلِ!

        

(والحَقُّ يَعلو ولا يُعلى عليه) كما         قد صَحَّ ذلك عن أجدادنا الأُوَلِ

ب- قصيدة الأعظمي كذلك "شريعة الله للإصلاح عنوان" المتقدمة قريبا.

ج- كلمة للعلامة الشيخ عبد الله علوان رحمه الله.

*أشهر من أنشد لهم البربور:

1- الشاعر العراقي وليد الأعظمي. 2- الشاعر الأردني يوسف العظم.

3- الشاعر الإدلبي بديع المعلم.     4- العلامة د. يوسف القرضاوي.

5- الشيخ شرف الدين البوصيري صاحب البردة.

6- الشاعر المفلق الشيخ محمد مهدي بن علي آل خزام الصيادي؛ بهاء الدين الرواس، أنشد له "خذوني إلى أرض المدينة":

خُذوني  إلى أرضِ المدينةِ إنَّني         جَعلْتُ إليها غُدْوَتي و رَواحي

وإنْ قُلْتُمو وفَّى الرِّكابُ فإنَّني         أطيرُ على وجهي ، بغيرِ جَناحِ

وروحي رَواحي للضَّواحي بِطَيبةٍ         أُرَدِّدُ فيها بُكرتي و صَباحي

وتَذْكارُ تلكَ الأرضِ راحي وراحتي       و بُغيةُ قلبي ، و انْبِلاجُ نَجاحي

7- الشاعر المبدع الشهيد هاشم الرفاعي ت 1959م: "ملكنا هذه الدنيا".

8- سيدنا خبيب بن عدي الأنصاري الشهيد ت 4 هـ، وقد تقدمت أبياته.

19

9- الشاعر الرباني المبدع والمدهش في الإلهيات والنبويات الشيخ عبد الرحيم بن أحمد البُرَعِي ت 803 هـ؛ فقد أنشد له بعض قصيدته الرائقة: "أراني ما ذكرت لك الفراقا"، ومنها:

أراني ما ذكرتُ لكَ الفراقا               و دمعكَ واقفٌ ، إلا هراقا

بلحظكَ لا هجرتَ وأيِّ لحظٍ               أراقَ دمي ، و أيِّ دمٍ أراقا

لقدْ طالَ المطالُ عليَّ لولا            خيالكَ زارَ مضجعيَ استراقا

و ما شيءٌ بأعظمَ منْ جُسومٍ              مُفرَّقةٍ   ، و أرواحٍ تَلاقى

فكمْ سمحَ الهوى بدمي ودمعي               و كلفني - بكمْ وَلَهًا - و شاقا

وأمرضني وأضرمَ نارَ وجدي               و ذلكَ مَذهَبُ الحُبِّ اتِّفاقا

و لوْ كانَ الهَوى العذريُّ عَدلًا               لحمَّلَ   - كلَّ قلبٍ - ما أطاقا

إذا هبَّ الصبا النجديُّ وَهْنًا              بريحِ الرَّنْدِ أطربَني انتِشاقا

و لمْ أهوَ  الكثيبَ و ساكنيهِ                ولا مصرَ الخصيبَ ولا العِراقا

و لا شوقي لكاظمةٍ ، و لكنْ                إلى مَنْ سادَ - أمتهُ - و فاقا

محمدٍ المُخصَّصِ باسمِ أحمدْ              مِنَ المحمودِ ؛ كانَ لهُ اشتقاقا

فلا برحَ الغمامُ يجودُ أرضا               نرى - لضياءِ قبتها - ائتلاقا

و أنظرُ قُبَّةً مُلئتْ جمالا              و أشبعُ - منْ جوانبها - عِناقا

فكُنْ ظِلِّي غدًا و شفيعَ ذنبي                وحَوضَكَ فاسقني منهُ دِهاقا

20

و كيفَ يخافُ لفحَ النارِ مِثلي              وجارُ حِماكَ لمْ يخفِ احتِراقا

عليكَ صلاة ُ رَبِّكَ ما تَبارَتْ                رياحُ الجَوِّ ؛ تستبقُ استِباقا

*كما أنشد له 4 أبيات من قصيدته الشهيرة:

فُؤادي - بِرَبْعِ الظاعِنِينَ- أسِيرُ             يُقِيمُ على آثارِهِم ، و أسِيرُ

وستأتي في "آخر ما أنشده البربور" بعون الله تعالى.

10- الأستاذ محمد منلا غزيل: ت 2016م أنشد له بيتين "لاح السنا" تقَدَّمَا.

*ومما أنشده البربور للأستاذ وليد الأعظمي ولم يذكر آنفا:

أ- قصيدة "من مشرق الدنيا لأقصى المغرب"، ومنها:

مِن مَشرِقِ الدنيا لأقصَى المَغرِبِ         رُوحٌ   يَحِنُّ إلى تَعاليمِ النبِي

يُوحي  بآيات البطولة و الفدى         للسائرين إلى العُلى في مَوكِبِ

للسالكين    طريق كل كرامة         للصابرين -على الأذى- بِتَصَلُّبِ

ما جاء خالدُ للعراق مُحَرِّرًا       يطوي الصحارى سَبْسَبًا في سَبْسَبِ

يَدْوِي كما تدوي الرعود بليلة       ليلاءَ يزحف بالخميس المُرعِبِ

إلا  لتسمو    فيه    راية عزنا         خفاقة ، فوق السهى و الكوكب

الله    أكبر عزنا ،   و ملاذنا         و شعارنا الداوي ، بأفق أرحبِ

21

أنا مسلمٌ ، لا أرتضيها عيشةً         نكراءَ ، بين مُشرّق و مُغرّب

أنا مسلم ، أبغي الحياة كريمة          غنَّاء    ترفل بالنعيمِ الطيّب

في ظل دستور يصون كرامتي           و كرامةُ الإنسان أولُ مطلبِ

أنا مسلم ، لا أدعيها فكرة           أوحَى إليَّ بها دماغُ الأجنبي

أنا  مسلم ، آمنتُ أن محمدًا         قد جاء بالشرع الحنيف الأصوب

بالدين قام على المودَّة و الإخا          والحُبِّ و الإيثار، دُونَ تَعَصُّبِ

ب- قصيدة "شكوى وأنين" للأستاذ الأعظمي، وهي غير موجودة - مع الأسف- في تسجيلات الشيخ البربورعلى الشابكة الآن، مع أني سمعتها منه في بعض أشرطته قديما، ومنها:

عَجِبتُ مِنَ الزَّعانِفِ يَدّعُونَا               بأنَّ  الدينَ  يمنعُ  أن نكُونَا

نعيشُ كما الشعوب قد استقلّت               و نحيا  - سادةً - مترفهينا

و رُحتُ أسائلُ التاريخ  شيئًا               عن الإسلام ، أعرفه  يقينا

و قُلتُ له: هل الإسلامُ  حقّا               يريد الظلمَ  و الجهلَ المُشينا

و هل يدعو ذويه إلى جمودٍ               إلى رجعيةٍ   تُعمي العُيونا

هلِ الإسلامُ جاء بمثل هذا               كما قد يَدَّعي المتفرنجونا؟

ألم يعش الصحابة  في هناءٍ               بدين الله   ،   ثم   التابعونا

22

أشِدّاءً  على الكفار ،   لكنْ               تراهم - بينهم -   مُتَراحمينا

فلا خمرٌ هناك و لا فسوقٌ               و لا ظلمٌ ، و لا مُستَهتِرُونا

فقد خَضَعَتْ لهم غرباً فرنسا               و شرقًا حرَّروا هندا و صينا

وعاشوا سادةً في كل أرض               و عشنا    عالةً ،   أو لاجئينا

و إنْ ذَهَبَ الحَيا فبِأيّ خيرٍ               تُطالِبُ   ذلك    البَدَنَ البَدينا

وإنْ مات الضميرُ فلا سلامٌ               هُناك   ، و لا هُدَىً للعالَمينا

عَتَبْتُ  و لا عتابَ العاتبينا               على شُبّاننا ،     المُتأمْرِكِينا

على رُوّاد أوكار البغايا               بِحُجَّة     أنَّهم       متقدّمونا

ألا ليتَ   التقدّمَ   كان حقًّا               فنحنُ   - له - مِن المُتَحَمِّسينا

و نحن دُعاته ، بينَ البرايا               و نحن جنوده ، و الناصرونا

و لكنَّ  التقدُّمَ  عند قومي               مع الأسف الشديدِ غدا مُجُونا

و صارَ الرَّقصُ عندهمُ رُقِيًّا               و الِاستِهتارُ - عندهمُ -   فنونا

و ليس لهم على رأيٍ حفاظٌ               غَدَوا - مِثلَ القُرُودِ - يُقَلِّدونا

23

11- شعراء آخرون مجهولون: ومن قصائدهم وأناشيدهم:

أ- "بربك يا مطوقة اصدقينا":

بِرَبِّكِ   يا مُطوَّقَةُ   اصدُقِينَا                 عَلَامَ النَّوحُ ؟! مَهْلًا خَبِّرِينَا

أبا الزهراء ! لا تعتِب علينا                  فإنا - بالمعاصي - قد بُلـيـنا

حبيــــب الله للرحمن نَشكو                فإن  الله  خيــــر المُنقذيـــنا

أفاعي المكر من زُرْقٍ وحُمرٍ               أقــامت في عُقول الناشئينا

تركنا شرعك السامي فضِعنا                  وسلمنا المواقع والحُصــونا

تركنا نبعك الصــافي فصِرنا                  بأقذار المبادئ     والِغيـنا

ب- "لا شرقية لا غربية":

لا شَرقيَّةْ   ،   لا غَربِيَّةْ                       إسلامِيَّةْ   . .   إسلاميةْ

أفَلَا   يأتي     يَومٌ     نَحْيَا                       فيهِ     حَياةً     إسلامِيَّةْ

يَهْتِفُ   كُلُّ   الكَونِ   يُغَنِّي                      لا شرقية   ،   لا غربية

سأقول و في نفســي ألمٌ                        يكويــني ، يقلق جـفـنَـيَّا

في الشرق يعربد من جحدوا                       حتى   بالذات   القُدسـية

في الشرق دمــاءٌ و حديــدٌ                       تحميـه وُحُوشٌ شُــوعِيَّـة

في الغربِ فســادُ و فُجُــورٌ                     و ثَعـــابينٌ   أمرِيــكِـيـَّـــة

24

والإســـــــلام يئن جريـــحا                     يُـومـِــي إلـيَّ  إلـيَّ  إلـيَّا

أفلا يوجدُ فيـــكم   شَهمٌ                      أو مـا فـي الوجدان بقـيــة

أفلا يُوجدُ  فيـــكم عمـــرٌ                      يملأ سمعَ الكــونِ دويـَّــا

و الإســــلام يئن جـريـحًا                    يومــــي إلـيَّ إلـيَّ إلـيَّا

أنتم   أبنــــائي وا أسَـــفِي                    ألـقَـى مِنكم كلَّ بـلِـيَّـةْ!

أشتَـمُ  جَورًا دُون حيَـاءٍ                   أصلى نـارَ الهجر صِـلِـيَّـا

يكـفـيـكم رفعُ شِـعاراتٍ                      رســمتها الأيدي الفنيــة

أفــلا يأتي يـــومٌ  فيــــه                     نخلـع ثوب الذل قـصِـيَّــا

ج- "أخي في الله نحن المسلمينا"

أخي في الله   نحنُ   المُسلمينا               تآخَينا   . .   بِرَبِّ   العالمينا

د- "قَسَمًا بِمَن خَلقَ الحَيَاةَ الفانِيَةْ": وقد تقَدَّمَتْ أبياتها.

هـ- "يا غنيا" عن عذابي":

يا غَنِيًّا   عن عذابي                             أنا محتاج   إليك

فتلطف   في حسابي                             قد  توكلت عليك

إن يكن - عدلا- عقابي                           إنني    ملك   يديك

أو ترد عفوا   ثوابي                             فهو مأمولي لديك

25

و- قصيدة "يوم يَحِقُّ به لِكل مُطالِبٍ"، ومنها:

يوم    يحقُّ بِه   لكل مطالب          بالعدل والإنصاف أن يستبشرا

فكأنما بالناس يهتف هاتف      من جانب الغيب انهضوا طال الكرى

اليوم تاريخ الضلالة  ينتهي            و يجيء تاريخ الهداية مسفرا

لا ملك يرجى لا سيادة بعدها            لِمُتوَّجٍ أو كاهنٍ ، دع قيصرا

قد آن محو الشرك يا من أشركوا         قد آن للوثني   أن يتبصَّرا

قد آنَ أنْ تذروا عبادة مُحدَثٍ            إن العبادة للذي خلق الورى

ز- قصيدة "فاروقنا عمر بيوم مجاعة":

نُورٌ أضَاءَ الخافِقَينِ فأبْشِرِي           يا بَلدَةَ الصَّحْرَا ؛ بِصُبْحٍ أنْوَرِ

ليلُ الضلالة قد توارى نجمه           لما بدت في الأفق شمس الطاهرِ

شرف أتاك  من الإله بأحمد        فازهَي على كسرى وقيصر وافخرِي

وارمي طقوس اللات و العزّى فما     أشقى الورى بعبادة المتحجّر!

قولي لطاغوت الضلالة أحمقٍ      كُفَّ اللسانَ عن الحماقة و احْجُرِ

وسَلوا وُلاةَ المسلمون جميعَهم      هل عاشَ واحِدُهم بِقَصْرٍ فاخِرِ؟

26

أم أرعبُوا أقوامهم ومضوا يَمُصـْ      ـصُونَ الدماءَ ؛ كعنكبوت ماكرِ؟

فارُوقُنا  عُمَرٌ  بِيَومِ مَجَاعَةٍ       صَرَخَتْ حَشَاهُ بِجَوفِ بَطنٍ خائِرِ

همسَ الأمير بأذن بطنه قائلا         يا بطن! اُصرُخْ ما تشاءُ و قَرقرِ

السمنُ    ما ذاقته  أمةُ أحمدٍ           أأذوقه ؟!  كلا ؛ فلستُ بغادر

وهو الذي نادى بأعلى صوته         بِالمُؤمنين ؛ يقول فوق المنبر

ما قولكم بصراحة لو ملتُ لِلدُّ             دُنْيَا برأسي هكذا يا معشري!

فأجابه  رجل بسيط    مسلم             لأجبت رأسك هكذا ؛ بالباتر؟!

فأجابه عمر ،   بوجه باسمٍ              طيبتَ – والله- بقولك خاطري

ما قال عنه مُجرم أو خائن             أو أنه  مُتعامِلٌ     مع كافر

كلا و لا أمر الجُنودَ بِسَوقه             حتى يُحَاكِمه القضاءُ العسكري

حتى ولا أمر القضاء بسجنه             عشرين عاما في صحارى تدمر

بل قال : حمدا  للإله    فإنه             في أمتي من يحرسون خواطري

ح- قِطعة "يا صاحب الوجه المُضِيءِ بِلِحْيَةٍ":

يا صاحبَ الوجه المُضيء بلحيةٍ           ما بال وجهك في السنا يتشعشعُ

هي سنة ، لا بل حرام حلقها            عنــد الأئمة كلهم ؛ قد أجمعوا

وهي الدليل على فؤاد صالح            وعــزيمة شمـــاء لا تتزعزعُ

هي قلعة تحمي الشباب بحصنها          من اِنحِرافٍ في السُّلوك وتمنعُ

هي مدفع  طلقاته أشعـــارها            تفري فؤاد الكفر لمَّا تسطعُ

مَهما تَمادَوا  بِالعَدَا فوُجُوهُنَا            سَتظلُّ دومًا بِاللِّحَى تَتَرَصَّعُ

27

ط- "اللهُ أكبرُ يا مَآذِنُ رَدِّدِي":

اللهُ أكبرُ !   يا مَآذِنُ   رَدِّدِي              إنَّ السَّعَادَةَ فِي شريعَةِ أحْمَدِ

هذا  هو القرآن   يا فِتيانَنا                الحق يعلو بالتزام المسجدِ

يا مسجد الحي الصغير تحيّة                هلّا قبِلتَ براعماً لم تفســد

يا مسجدي ربيتني و مجاهـداً              دربتني كيلا أهادن ملحــدي

يا مسجدي ربيتني متعلمــاً              خرَّجتَني كي لا أُضَيّعَ في غدِ

بيت  لرب يستضيف عباده              فيه الفقير مع الامير الســـيد

هذا  هو القرآن  يا فَتَياتِنا !               سِرْنَ افتخاراً بالحجاب الأسودِ

من عتمة الغار الرحيم حجابها              من سُمرة الجبّ السعادة ترتدي

فالجُبُّ يشمخ لاستضافة يوسـف            و الغار يفخر بالرسول محمدِ

فالمسلمات الطاهرات من الخنا              جِلبابُهُنَّ اليوسُفِيُّ الأحمَدِيّْ

فالوجهُ صُبحٌ والحجاب مساؤه          والعرض محفوظ فتيهي واسعدي

ودعي البغايا في الطريق سوافرا        يركضنَ خلفَ شبابِهنَّ المُلحِدِ

فالوجه ليل والصباغ صباحه           والكَعبُ عالٍ والكرامَةُ في الثَّدِي

تبًّا لبنتٍ بالخلاعة ضيّعــت            أسبابَ عفتها و راحت تجتدي

يا أختُ أنتِ الأمُّ في أخلاقِنا           أمُّ الفضِيلةِ ،   مَعْهَدٌ  لِلسُّـؤدُدِ

28

ي- قصيدة "أيا يوم ميلاد يفو يفوح بذكره": وهي التي أنشدها في "جامع معرة النعمان":

 

أيَا يَومَ  مِيلادٍ ! يَفُوحُ بِذِكرِهِ     عَلَى جَنَبَاتِ الكَونِ مِن عِطرِه عِطْرُ

يُذكِّرُنا عصرًا - لياليه - نُوِّرت       بمولد من جاء الهدى فيه والطهرُ

أيا مولداً في الأرض شرفتها على       سماءٍ سمت فيها كواكِبُهَا الزهرُ

إذا لم يكن ذكراك عيدا مُجددا          فلا كان عيد في البلاد ولا بِشْرُ

و إن لم ير الراؤون نُورَ محمدٍ       فلا بزغت شمسٌ ولا طلع البدر

أيا مولد المختار ذكراك عيدُنا      وما العيد في الإسلام طبلٌ ولا زمر

ولكنها ذكرى بها الرشد والهدى      بها الفضل والتقوى بها الخير والبر

يتيمَ قريشٍ يا أبا الناس دعوةً        إلى الله ، لا تأس ففي كفك النصر

وما اليُتْمُ إلا بعضُ ما أنت ظافِرٌ      بأنعُمه ، و اليتم  يعرفه الدُّرُّ

فلا دمعت عينا يتيمٍ مِن الأسى       لِيَهنَ اليتامى فالرسولُ لهم فَخرُ

تعاليت رب العرش أرسلت أحمدا     بما فيه للناس السعادة و الخير

أخي! ديننا الإسلام ، والله ربنا       و دستورنا نهيٌ من الله أو أمر

و هذا كتابُ الله آياتُهُ الضحى       إذا اسودَّت الأحداث أوحلك الدهر

و قبلتُنا  البيتُ الحرام و فجرُنا        رِسالةُ عِلمٍ   ، لا يُداخِله   شَرُّ

رسالةُ أمنٍ ، لا رسالةُ سَطوةٍ        و بعثٌ إلى الإيمان بالله، لا كفرُ

سياستُنا التوحيدُ و العدلُ حُكمُنا        و تاريخنا أفقٌ ، به أنجمٌ زُهرُ

29

ك- قصيدة "الحمد لله ما ليل الأسى أبد": وهي:

الحَمدُ لِلَّهِ ما لَيلُ الأسَى أبدٌ             كَلَّا ولا الصُّبحُ مَهمَا غابَ مُنعَدِمُ

الله أكبرُ ما ليل الأسى أبد             كلا ولا الصبح مهما غاب منعدمُ

فهاهم الفتية الأطهار قد نهضوا             ونُصرَةُ الحق في أعماقهم ذِمَمُ

دعاهم الحق أن يفنَوا به ففنُوا   واسترخصوا الروح في الهيجاء واقتحموا

ومَن يَسِلْ جُرحُه فالخُلدُ مَوعِدُه           ففي الجراح تلاقى الصبر والألم

وحين قام دعيّ الكفر مُنتفِشًا             ثارُوا عليه - بحق الله- وانتقموا

ففي قلوبهمُ القرآن   يغمره             و في أكُفِّهِمُ المُستَوحِشُ النَّهِمُ

ترى الكرامةَ تزهو إن رأيتَهمُ           ففي عروقهمو -عز جرى- و دم

اللهُ  أكبرُ   قالُوها   ؛ مُدَوِّيَةً           فليَخرَسِ الظلمُ إن الظلمَ مُنهزِمُ

ولتزدهي رايةُ الإسلام شامخة           و في ذُرانا رسولُ الله يبتسمُ

متى ستَروُون للتاريخ قِصَّتَكم           فيرتوي الشرفُ الظمآنُ و القِيَمُ

متى نرى سعدَ والمقدادَ إذْ هتفا           بأرض بدرٍ ونارُ الحربِ تضطرمُ

سِر لِلجِهادِ رَسُولَ الله والقَ بِنا           إَّنَّا لَقَومٌ - غَداةَ البأس - نقتَحِمُ

ومُصعبُ الخيرهل فيكم خليفته             فإنه الفارِسُ - المقدام - و العلم

يا مَن رآهُ شَهيدًا في رُبَى أحُدٍ           زالت جِبَاهٌ و ما زالت به قدَمُ

بهؤلاء يَخُوضُ - الحقُّ- جَولتَه           و اللهُ ينصُرُ  مَن بالله يَعْتصِمُ

وكيف ينزل نصر الله في أمم           عافُوا هداه وعمت في الورى الظلم

باسم العروبة والتحرير قد هتفوا         فارتجت الأرضُ و اهتزت الأمم

فهذه الوحدةُ الكبرى قد انطلقت           الله أكبرُ !   أبدِعْ   أيُّها  القلمُ !

وهاهي القدسُ قد عادت مُحررة           و تلك حيفا عليها يخفق العلم

أما اليهودْ فسلوا الأسماك تخبركم       في البحر كم أكلوا منهم كم ألتقموا

يا ربِّ غطَّتْ بكهف الذل أمتُنا         فصُمَّ خلقٌ ، و خلقٌ آخرون عموا

فارحم قلوبًا على الإسلام قد درجت       إلى شريعتك - الغرَّاءِ - تحْتَكِمُ

على يَدَيهم سيأتِي النصرُ ثانِيَةً         إن شاءَ ربِّي ويزهو البيت والحرم

ل- قصيدة "مؤامرة تدور على الشباب"، وهي مشهورة جدا ورائعة، ولكني لم أعرف قائلها، ومنها:

مُؤامَرَةٌ    تَدُورُ على الشبابِ             ليُعرِضَ عن مُعانقة الحِرابِ

مؤامرةٌ    تدور  بكل بيتٍ           لتجعله  - رُكامًا -  من تُرَابِ

مؤامرةٌ تقول - لهم - تعالوا             إلى الشهوات في ظل الشرابِ

مؤامرةٌ    مراميها   عِظامٌ                لنزع الحق  من نُور الكتاب

شُيُوعُيُّونَ    جذرهمُ   يهود               صليبيون ، أهلٌ   للخراب

تفرق   شملهم   إلا علينا                لقتل  محمدٍ ،   تحتَ القِبَابِ

عهِدتُ بلادنا حِصنًا منيعا               فكيف دخولهم من كل باب

31

أرى البواب صار يدا و قلبا                صديقا للكلاب ، و للذئاب

له وجهٌ    يقول  بأن   فيه               ضميرًا مثل أجنحة الغراب

ألا مِن صارِمٍ يأتيه صُبحًا               فيَقلَعَ كلَّ خَوَّانٍ ، مُرَابي

فإن بلادنا أضحت مكانًا               لتكديس القُمامَة ، و الذُّبَابِ

أجابت و هي في ألمٍ شديد               أرى الإسلام مَجروحَ الإهاب

*آخر ما أنشده الشيخ البربور رحمه الله:

كان ذلك بعد خروجه من السجن وقبل وفاته - رحمه الله- نحو عام 1995م بعدما خرج من سجن تدمر المُرعِب الذي قضى فيه نحو 16 سنة، فأنشد في "جامع أريحا الكبير":

هوّن  اللهُ  و عُدنا ؛ فالتقينا             فتذكرنا    الليالي   ؛   فبكينا

يوم  كنا  في بساتين الصبا            من ثمار الحبّ نجني ما اشتهينا

فجلسنا في حمى صفصافةٍ أغـ             ـصانها قد خيّمتْ عطفًا علينا

وَهَنَت مثلي و لكن لم يزَل              في حواشي العمر ما يحلو لدينا

قلتُ : هذي روضَةٌ هيّا بنَا              نتصابى ؛   فمَشينَاها الهُوَينَا

*كما أنشد للشيخ عبد الرحيم البرعي ت 803هـ رحمه بعضا يسيرا من

قصيدته الرائعة الشهيرة "فؤادي بربع الظاعنين يسير"؛ أنشد منها:

وقد أثقلت ظهري الذنوب وإنما          رجائي - لغفار الذنوب - كبيرُ

وجاهُ رسول الله أحمدَ نُصرتي       إذا لم يكن لي في الخطوب نصير

و مدحُ رسول الله فألُ سعادتي       أفوزُ به    يومَ السماءُ تَمُورُ

نبيٌّ ؛ تقيٌّ ، أريحيٌّ ، مهذّبٌ          بشيرٌ   - لكلّ العالمين - نذيرُ

32

*موضوعات إنشاده:

لقد طرق الشيخ أحمد بربور رحمه الله مواضيع كثيرة يجمعها كلها "مبادئ الإسلام"، من أبرزها:

1- العمل بالقرآن الكريم، والتمسك بحبله المتين. 2- التحصن بمبادئ

العقيدة الإسلامية الصحيحة.   3- تنمية حب الله ورسوله في القلوب.

4- الدعوة إلى الإخوة الإسلامية، والتوحيد بين المسلمين، ونبذ الفرقة.

5- الأخذ بالشريعة الإسلامية لا القوانين الوضعية الجاهلية، والاعتزاز بالإسلام لا بسواه من المبادئ الأخرى الهدامة.

6- الدعوة إلى الجهاد والثورة على الفساد والظلم والمحسوبية والقمع والسجن والفقر والبطالة.

7- تمجيد الشهادة في سبيل الله والشجاعة والبطولة والرجولة، وأصحابها عبر التاريخ قديما وحديثا.

8- مخاطبة شباب الإسلام وشاباته، والتعويل عليهم في نصرته وتحكيمه.

9- الافتخار بصفحات التاريخ الإسلامي الناصع والمجيد، وعظمائه.

10- الدعوة إلى المثل والأخلاق الحسنة، ونبذ الميوعة والانحلال والمجون. 11- الرد على العلمانيين والملحدين و"رسالة" البعث الفاجر.

12- الحج والتغني بالأماكن المقدسة: "أمن غرامك بالبطحاء والحرم".

13- بعض المناسبات الإسلامية: "المولد"، "ليلة القدر".

14- الإحسان إلى اليتيم، وكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرَ اليتامى.

15- الواقعية: "القضاء العسكري"، "سجن تدمر" في صحرائها.

16- الشكل والمظهر الإسلاميان: "الحجاب للمسلمة"، و"اللحية للمسلم".

33

17- الدعوة إلى الرجولة والبطولة، وذكر بعض الرجال الأبطال كسعد وعمار وصهيب وعلي وخالد وابن الجراح ... .

18- التغني ببعض المعارك الإسلامية الظافرة: كـ "وعلى اليرموك تراتيل".   19- الدعوة إلى الأمل والتركيز عليه، لكونه من أسس الهدى.

*حفلاته الدينية وحفلات نظام البعث "الدينية":

لقد كان الحاج أحمد البربور يُقيم حفلاته الدينية وغيرها كالأعراس في المساجد الكبيرة أو بعض البيوت الكبيرة فيحضر حفلة برغبة وتوق وشوق المئات وربما الآلاف فيُحيي القلوب والنفوس والأرواح، وتُسجَّل وتنتشر وفي الوقت نفسه كان نظام البعث يقيم حفلات "دينية" رسمية باهتة مُتَكَلَّفة، تفوح منها ريح النفاق والتكلف الممجوجين؛ فيكون نصف الحفل أو أقل عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونصفه الآخر عن رئيس النظام الفاجر السابق المقبور حافظ أسد والتسبيح بحمده، وسماع العبارات الكبيرة والمبالغ فيها والتي لا تنطبق إلا على نبي مُرسَل؟! والإشادة بـ "إنجازاته ومزاياه"؟ّ!!

هذا ولقد اضطررت وأنا طالب في الجامعة بدمشق على حضور أحد هذه الاحتفالات الباهتة المُنافقة في "الجامع الأموي" بحضور النافق حافظ، وكان من برنامج الحفل قصيدة لشاعر كبير هو "حامد حسن"؛ فألقى قصيدة جزلة قوية دالِيَّة مكسورة من بحر الكامل، بدأها بقوله:

مَلَأ الصباحَ صًبَاحَ يَومِكَ والغَدِ             أمَلٌ يَجِيءُ بِهِ   صَبَاحُ المَوْلِدِ

ثم ذكر أبيات قليلة في مدح سيدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، ثم أتى أتى على مدح حافظ أسد فمدحه بأبيات كثيرة، منها هذا البيت الرائع الذي لا ينطبق إلى على حبيبنا وقائدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! وهو:

لَكَ في الضَّمَائرِ ألْفُ ألْفِ قَصِيدَةٍ       سَكِرَتْ بِهَا الدُّنْيَا وإنْ لمْ تُنْشَدِ

فانظروا يا رعاكم الله إلى هذا النفاق المقيت والمُبالغة المَمْجُوجة التي لا يتسع لها ميزان ولا يقبلها "قَبَّان"؟!!          

34

*عدم نيله ما يستحقه من الذكر والشهرة والتكريم:

في الحقيقة لم ينل الشيخ البربور ما يستحقه من شُهرة وتكريم كبقية المنشدين الإسلاميين الآخرين؟! ولعل من أسباب ذلك:

1- سجنه الطويل، وتقييد حريته بعد إطلاق سراحه، وخوف الناس من نظام البعث الفاجر إن خالطوه واحتَكُّوا به!!

2- كونه عاش في سورية وسورية مغلقة على أهلها، كما يقول شيخنا د. يوسف القرضاوي عنها: "الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود؟!".

3- عدم وجود جماعة أو جهة إعلامية تتبنَّاه وتدعو إلى فنِّه ونشيده.

4- رُبَّما لكونه من أهل الريف والقرى، لم يَهتَمُّوا به كغيره؟!

*من كلماته ومواقفه، وتعليقاته اللطيفة الطريفة المُنِيفة:

أ- قال معلقا على بيت الأستاذ وليد الأعظمي:

آمنت بالإسلام سرا خالدًا             جَلَّت   معانيه عن التعبير

قال: "الإسلام خالد، خالد، لا خلود لغيره، الرسالة الخالدة هي رسالة القرآن، لا رسالة خالدة غير رسالة الإسلام، كله كذب وتدجيل": يقصد شعار حزب البعث البائس عندنا: "أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة".

ب- وقال لجمهوره بعد إنشاده البيت السابق نفسه: "قولوا آمنا"، فقال بعضهم: يقول: آمنَّا إن شاء الله؛ فقال: "ليس إن شاء الله، بل آمنا".

وهذا يدل على معرفته بعلم العقيدة: من أن المسلم لا يجوز أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله؛ بل عليه أن يجزم، كما قال العلماء.

35

ج- كان يقول لمن يتكلمون – حين إنشاده- مع بعضهم مُداعبًا لهم: "أما يكفيكم مُؤامَرات؟"، يقولها بالعامية: "ما بِكَفِّيكُنْ مُؤامرات؟".

د- قال بعد إنشاده قول وليد الأعظمي:

فوق المنابر يا بلابل غردي           في مولد الذكر و ذكرى المولد

قال مُعَقِّبًا عليه: "فوق المنابر؛ لا أمام المذياع، فالمحراب يُخَرِّجُ أبطالًا، أما المِذْياع فيُخرِّج خَنَافِس": والمذياع هو اللاقط "الميكرفون"، والخنافس الشباب المائعون ذوو الشعور والأصداغ الطويلة، والسراويل الضيقة من الأعلى، الواسعة من الأمام، وكان هؤلاء الشباب "المسلمون" الضائعون يقلدون بذلك بعض المغنين المشاهير كعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش وغيرهم؛ فكان البربور يُعَرِّضُ بِهم.

ح- كان رحمه الله ماهرا في صناعة الشاي، فكان يسقي ضيوفه وزواره في دُكَّانه بأريحا شايا لذيذا جدا، فيسأله بعضهم: كيف صنعتم هذا الشاي الرائع؟ فيجيب: "هذا سِرُّ الشيخ"!

ط- ويوم اعتقاله سأله ضابط المخابرات العسكرية في "إدلب"ومديرها الجِلْواز الفظّ، سأله قائلًا: مَن هِيَ أسْرَتُك؟ - يقصد الأسرة التنظيمية- فأجابه: "أسرتي: أمُّ عبد الله، وعبدُ الله ...، وأخَذَ يُعَدِّد أسماء أبنائه؟! فغضب الخبيث وزاد في تعذيبه، ثم ساقه إلى "سجن دمر"؛ ليقضي في غياهبه بضع عشرة سنة.

ي- سمعت من والدي رحمه الله: أن المخابرات حينما كانوا يعتقلون البربور يسألونه: لماذا تذهب إلى هذه الحفلات وتُقيمُها؟!

فيجيبهم بقوله: "أنا رجلٌ (غالية عليَّ بطني)، أي: أحِبُّ بَطني، وأحب الولائم والطعام كثيرا؛ فأذهب إليها كي آكل"؟!

36

ssdhgdfgjdfh9792.jpg

المنشد الكبير المغمور

الشيخ أحمد البربور؛ أبو عبد الله

شيخ المنشدين الإسلاميين ورائدهم،

ومُجدد النشيد الإسلامي

نُبْذَة عن حياته:                       بقلم: سيد أحمد بن محمد السيد

*اسمه ونسبه: هو أحمد بن عمر بربور، أبو عبد الله الريحاوي الإدلبي؛ المنشد الإسلامي ذو الصوت الشجي الساحر المؤثر الذي يهزك هزا.

*ولادته: ولد في بلدة أريحا التابعة الآن لمُحافظة إدلب، والتابعة يومئذ لحلب في جبل الزاوية، ونشأ وترعرع لدى أسرة مسلمة فقيرة، في ظل الاحتلال الفرنسي الغاشم الذي أناخ بكلكله الثقيل على البلاد السورية منذ 8 سنوات حينها.   *تعليمه: تعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب والقرآن والتجويد على بعض مُعَلِّمي أريحا في أحد كُتَّابها.

*وفاة والده: توفي والده "عمر" وكان لأحمد من العمر 13 سنة، فتابعت أمه تربيته؛ فربَّتْهُ على الرجولة والأمانة.

37

*أهم شيوخه وأصحابه: 1- الشيخ نجيب أحمد سالم: فقد لازمه الحاج أحمد مُدَّة طويلة استفاد فيها كثيرا من علمه وفضله، وتوجيهاته ونُبلِه.

2- الشيخ محمد عوض بربور: كما لازم عمه الشيخ "الفَرَّاء" محمد عوض بربور وتعلم منه الفقه وحرفة صناعة الفِراء.

3- العلامة الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين الحلبي.

4- العلامة المُحدِّث الشيخ عبد الله سراج الدين الحُسيني.

5- العلامة الشيخ عبد الله ناصح علوان: الذي صحبه الحاج أحمد كثيرا، واستفاد منه كثيرا، وأثنى الشيخ عبد الله على الحاج أحمد ونوَّه بصوته وتأثيره - كما سيأتي- وحضر بعض حفلاته في جامعه "جامع عمر بن عبد العزيز" بحلب، وغيره. 6- العلامة المفكر ش. د. عبد الكريم عثمان.

7- الشيخ المجاهد الشهيد محمد خير زيتوني الحلبي.

*ثقافته الإسلامية من العلماء ومناهج جماعة الإخوان:

يقول ولده وبكره الشيخ الشهيد عبد الله بربور رحمه الله عن ثقافة والده: "تعلم القرآن على يد عمه محمد عوض بربور عندما كان يعمل معه في صناعة الفراء، وكان عالما جليلا، ولما مات والده ووالدي شاب تكونت ثقافته الدينية من مجالس العلماء، ومناهج الإخوان المسلمين".

*عمله وحِرفته: كان للحاج أحمد دكان في "سوق أريحا" لصنع الفِراء؛ فقد كان فَرَّاءً "فريواتي"، يصنع الفراء من جلود بعض الحيوانات ويبيعها، فقد كان يأكل من كسب يده، ولم يكن يتقاضى أجرا على حفلاته وإنشاده.

*كما كان يعمل مؤذنا قبل سجنه في "جامع الشيباني" بأريحا.

*محنته وسجنه 16 سنة: اعتقل سنة 1979م لا بجناية أو تهمة أو ذنب سوى أنه منشد إسلامي يدعو إلى الإسلام بصوته ونشيده؛ فاقتيد إلى صحراء تدمر"سجن تدمر" سيئ السمعة والصيت، ليقضي فيه ستة عشر عاما، فأفرج عنه عام 1995م.

*عمل عقب خروجه من السجن مؤذنا في "جامع اريحا الكبير"حتى وفاته.

*وفاته: لاقي الشيخ أحمد وجه ربه يوم 28/12/2002م.

*أسرته: أنجب الشيخ أحمد من زوجه "أم عبد الله" ستة أبناء هم:

1- عبد الله: (1960- 2013م) وهو عالم وداعية وقاض شرعي، درس في "معهد الإمام النووي" بالمعرة، ثم أتمَّ دراسته في "الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم عمل داعية في "مركز الدعوة والإرشاد" وإماما في "فلج المُعَلَّا" في"أم القيوين" من الإمارات المتحدة لبضع عشرة سنة، ثم عاد إلى سورية بعد ثورتها عام 2011م فعمل قاضيا شرعيا في "سراقب"، حتى استشهد سنة 2013م بقذيفة من نظام البعث الفاجر. هذا وقد التقيته في الإمارات أول ذهابي إليه في شهر 5/1992م، رحمه الله.

2- فضل الرحمن. 3- محمد نبيل. 4- عبد الرحمن. 5- أنس. 6- الشاب ياسر: الذي قضى شهيدا أيام أحداث سورية الدامية في الثمانينات.

*أخلاقه وصفاته وحليته: كان الحاج أحمد معروفا بحسن خلقه واستقامته وتقواه، كما عُرف بِرقة قلبه، وعذوبة لسانه وفصاحته، ونكتته الحاضرة.

*وكان رحمه الله ذا خلق رفيع، وابتسامة مشرقة دائمة، وكان طليق الوجه، ذا همة عالية، ونشاط دائم.

*كما كان رحمه طويل القامة، أبيض الوجه والبشرة، ذا لحية بيضاء خفيفة، وكان فصيح اللسان والمنطق.

*ذكاؤه الوَقَّاد وذاكرته القويَّة: لقد حُبِي الشيخ أحمد ذكاء وقادا، وذاكرة فذة جعلته يحفظ كثيرا من القصائد والأشعار.

*كان مُولَعًا بشعر الشاعر الإسلامي العراقي الكبير الأستاذ وليد الأعظمي؛ فقد كاد يحفظ بعض دواوينه عن ظهر قلب؟! ولا سيما "الشعاع"، و"الزوابع"، و"أغاني المعركة" التي أنشد كثيرا منها، كما سبق.

39

*تراثه وإنتاجه الإنشادي: للحاج أحمد بربور 3 أشرطة "كاسيت" مشهورة ومتداولة بين الناس.

هذا وقد جُمع كثير من أناشيده وقصائده في 10 أقراص مَرِنَةٍ " يدي".

*كما غَنَّى وأنشد ما يُنِيف على 4000 بيت من الشعر الإسلامي الرائع والهادف، للشاعر وليد الأعظمي، والشاعر يوسف العظم، والشاعر بديع المعلم، والعلامة الشيخ والشاعر د. يوسف القرضاوي، وغيرهم.

*صوته الساحر الشجي وجولاته في القطر السوري: كان الشيخ أحمد ذا قدرة صوتية عالية، ومعرفة بالألحان والمقامات، وكان ذا صوت شجي ساحر فائق رائق مُميَّز ومؤثر جدا يُطرب سامعيه أحيانا ويهزهم من

الأعماق، فيشعرهم بالعزة الإسلامية والحمية الإيمانية، ويُبكيهم أحيانا حسرة على الماضي الذهبي الآفل المجيد، وأسفا وأسى على وضع المسلمين الحاضر المُزري المتردي البائس الحالك المُهين.

وقد سخَّر كل موهبته الصوتية تلك التي حباه الله للدعوة إلى دينه الحنيف.

وكان ذا نشاط جم وهمة عالية؛ فقد طاف في كثير من المدن والبلدات السورية من إدلب إلى حلب فحماة فحمص فدمشق، وأريافها.

فقد عمل حفلات في "جسر الشغور"، و"معرة النعمان"، و"مسجد أريحا الكبير"، و"جامع الشيباني" بأريحا، و"جامع جب القبة" بحلب، و"جامع عمر بن عبد العزيز" بحلب الذي كان يخطب فيه الشيخ عبد الله علوان. و"مسجد الصدّيق" بمدينة الباب، وفي "تل منين" بريف دمشق، وفي "دوما" من ريف دمشق أيضا، وفي منبج حفلة عُرس نحو 1975م.

*أثره في الناس: كان أثر أناشيد البربور في الناس من مستمعيه عميقا وعميقا جدا؛ لقد كان يفعل فيهم فعل السحر في المسحورين؟! كان صدى صوته بالغ التأثير في كل مستمعيه ولا سيما الشباب منهم، وكثير من الأشعار والقصائد التي كان يؤديها تخاطب الشباب وتتوجه إليهم.

40

*أما سبب تأثيره العميق ذاك في الناس فهو شدة إخلاصه وصدقه، حتى إنك حينما تسمعه تُحسُّ أنه يتكلم بقلبه لا بلسانه؟!

ومما يدلك على شدة إخلاصه وتأثيره عدم أخذه ولا قرشا واحدا على حفلاته تلك التي يقيمها وينشد فيها؟!

*كان ينشد بصوته الآسر الأخاذ الأناشيد والقصائد الهادفة والعميقة والمؤثرة، والمنتقاة بعناية فائقة والتي تتحدث عن الواقع وتُلامس الوَتَرَ الحَسَّاس، كما يقال.

*لقد كان البربور رحمه الله يُحَمِّسُ بأناشيده تلك الرائقة والفائقة المؤثرة سامعيه من الشباب والكهول والشيوخ والنساء وحتى الأطفال، ويبعث فيهم العزة الإسلامية، والحمية الإيمانية، ويبث فيهم روح الجهاد والثورة على الفساد والظلم والمحسوبية والميوعة والخلاعة والانحلال.

كان البربور يُعمِّق في مستمعيه جذور الهوية الإسلامية، والثبات على هذا الدين الحنيف العظيم، والاعتزاز به، والتضحية من أجله بالغالي والنفيس.

*كما كان يُذكي في سامعيه ويزيد فيهم محبة الله ورسوله، ويُصَبِّرهم ويثبتهم على ملاقاة الشدائد والأهوال في سبيل هذا الدين العزيز، بذكر ما لاقى الصحابة والتابعون الكرام وغيرهم في سبيل الله وصبروا على الابتلاءات والمحن، وما ضعفوا ولا استكانوا؛ كصهيب وعمار وخباب ...

*وكان يُحسن اختيار القصائد والأناشيد التي تعالج القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة.

*جمهوره وفرقته: أما جمهوره وفرقته الإنشادية فكانوا كل من يحضر عنده ويستمع إليه في المسجد، ولم تكن له فرقة خاصة؟!

41

*أما شهرته: فقد علت وذاع صيته وارتفع نجمه في أواخر الستينات وعقد السبعينات الميلادية من "القرن العشرين المنصرم".

ثم بعد ذلك عن طريق الأشرطة والأقراص، فسارت بأناشيده الركبان، وكان تأثيرها أبلغ وأعمق من مئات الخطباء.  

*أهم مزايا إنشاده وغنائه هي: 1- شدة صدقه وإخلاصه وتقواه مع تمسكه بإسلامه واعتزازه به "رَبَّانِيَّتُه": وهذا يظهر جليا واضحا في التأثر البالغ لمستمعي أناشيده، وحاضري حفلاته، بل حتى لسامعيها من الأشرطة والأقراص بعد وفاته؟!     2- كونه باللغة العربية الفصيحة العليا: وعدم انجراره إلى العامية الدنيا، وهذا مما زاد في شعبيته وتأثيره الواسعين.

3- اختياره الدقيق لقصائده وأناشيده الرائعة والبديعة المؤثرة لكبار الشعراء البلغاء، وكثير منهم من الإسلاميين، ورُبَّما كان يُختار له بعضها.

4- واقعيَّته وطرقه لموضوعات تَمَسُّ الواقِع المَعِيش، ولأهمية ذلك عنده فقد كان يختار قصائد وأناشيد عادية وبسيطة بل لشعراء مجهولين أحيانا، وتكون أقل مستوى من أناشيده الأخرى الجزلة القوية، لكنها معبرة ونابضة بإحساس الناس وآلامهم وآمالهم وتطلعاتهم.

*ممن ذكره وأثنى عليه:

1- الشيخ عبد الله علوان: ذكره مع ثلة منشدين في تقدمته لكتاب "نشيدنا" لأبي الجود محمد منذر سرميني وسليم زنجير ص 4 فقال: "وأريد في هذه المناسبة أن أتعرض لموضوع: حكم الإسلام في الغناء والدف، ثم أعرِّج إلى الإنشاد الذي ينتهجه الأخ منذر، والحاج أحمد بربو، والأخ أبو مازن ...، وأثره في نفوس الملايين م المؤمنين، الذين أصبحوا يتطلعون بلهفة إلى هذه النوعية المحببة من الغناء المباح، والنشاد المؤثر الهادف".

42

*ثم قال في ص 21- 22 عنه وعنهم: "وفي تقديري وتقدير أصحاب البصائر النيِّرة أن هذا الإنشاد الذي انتهجه الأخ منذ, والأخ البربور، والأخ أبو مازن .. ومن سار سيرهم، ومشى على دربهم، ليس من قبيل التسلية المباحة، والترفيه الحلال .. وإنما هو أسلوب جديد من أساليب الدعوة لى الله عزوجل، يحرر المسلم من العبودية لغير الله عزوجل، ويربطه بالأمجاد والتاريخ، ويدفعه إلى الجهاد الدائم، والعمل المتواصل لبناء العزة الإيمانية في أرض الإسلام ... هذا عدا عن إخراس الأغاني الخليعة التي تبثها أمواج الأثير في البيت المسلم لوجود البديل الجيد الذي

تبثه حناجر منذر والبربور وأبي مازن .. بما يُخرجونه للناس من إنشاد هادف، ووصلات دعوية مؤثرة".

2- توأم روحه الشاعر الإسلامي الكبير وليد الأعظمي: الذي قال فيه فيما نُقِل عنه: "لولا المُنْشِدُ الحاجّ أحمد بربور لَمَا انْتَشَرَ شِعرِي واشتُهِر".

3- المُنشِد الإسلامي الكبير ذو الصوت الشجي الفائق الأستاذ محمد منذر سرميني، أبو الجود حفظه الله، قال عن الشيخ البربور:

"الأستاذ أحمد بربور أُمَّةٌ وَحْدَهُ، ومُتَمَكِّنٌ في أدَاءِ قصيدتِه وتَفَاعُلِه مَعَهَا".

4- الأستاذ المنشد والشاعر سليم زنجير: قال عن البربور في الكتاب المذكور قريبا عينه ص 27: "منذر أو (أبو الجود) ... منشد أصيل، ذو صوت جميل، لا أمله مهما سمعته، ... أحببته بغير معرفة وثيقة ... .

ثم سمعت للبربور فأعجبني، وتغيَّر موقفي من النشيد ...".

*كما عدَّه من أعلام المنشدين المجددين من الرعيل الأول؛ فقال رحمه الله: "أما المنشدون المُجدِّدون فأبرزهم: الشيخ أحمد بربور، وأبو مازن، وأبو الجود، والترمذي، وصبري مدلل، ثم أبو دجانة، وهؤلاء هم الرعيل الأول...". *النشيد الإسلامي المعاصر. د. علي بن حمزة العمري - خلَّصه ورفاقه العلماء الصادقين من سجنهم الجائر والتعسفي الرهيب في بلاد الحرمين- موقع "مزامير آل داوود" على الشابكة.

43

5- الشاعر المعروف الأستاذ يحيى بشير حاج يحيى، ومما قال عنه في(رابطة أدباء الشام):

"في أدبنا القديم، وحتى الحديث كان لعدد كبير من الشعراء رواة يذيعون بين الناس شعرهم ويؤدونه في الغالب كما سمعوه من أفواه الشعراء! فكان بذلك يكتب للشعر الذيوع والانتشار ولا سيما في وقت لم تكن فيه الكتابة والطباعة ووسائل النشر كما هي عليه اليوم.

كما قُدِّر لعدد من القصائد من ينشدها، أو يغنيها، وقد فطن الشاعر القديم إلى ذلك فقال:

تَغَنَّ بِالشِّعر إمَّا أنتَ قائلُه              إن الغناءَ لِهذا الشعرِ مِضمارُ

*وأذكر هنا أن الشيخ أحمد بربور المنشد ذا الصوت المؤثر، والفن الراقي كان يحفظ كثيرا من قصائد الشاعر وليد الأعظمي؟! بل إن كثيرا من هذه القصائد ذاع في بلاد الشام عندما أنشدها الشيخ أحمد، قبل أن نقرأها في ديوان؟!

*ففي أواخر الستينيات، وعامة سنوات السبعينيات من القرن الفائت كانت مجالس الإنشاد تزخر بتلك القصائد الجميلة، و كان لاختيار الشيخ بربور، وذوقه الفني، مع جمال صوته، وحسن أدائه الأثر الكبير في ذيوع قصائد الأعظمي، وهي في الحقيقة - جديرة بالانتشار لكونها من جميل الشعر الملتزم، مع قوة في المعنى، ووضوح في الأسلوب، وسمو في الغرض !!

*وإن أنس لا أنس قصائد الأعظمي بصوت أحمد بربور وهو يترنم بها مع فرقة من المبدعين في مساجد حلب وحماة وحمص وجسر الشغور وأريحا ومعرة النعمان، ومجالس أنسها.

*من ذلك:

يا فتية الإسلام   سوُّوا صفكم           و بغير دين الله  لا تتدرَّعُوا

صونوا كما صان الحمى أجدادكم           سيروا على آثارهم ، و تتبَّعوا

و ليعلم الأعداءُ    أنّا   أمة             بعواصف التهديد لا تتزعزعُ

44

*ومنها:

   إنا لنهتف ، و الرسول زعيمنا         و كتاب ربك عندنا دستور

   يا قوم !   لو عدنا إلى إسلامنا         لم يبق فينا عاطل  و فقيرُ

*ولعل أكثرها جمهورا، و أشدها تأثيرا في السامعين : 

شباب الجيل للإسلام عودوا                 فأنتم  روحه ، و بكم يسود

و أنتم    سر نهضته قديما                 و أنتم فجره الزاهي الجديدُ

*ومنها:

شهد  العدو  بعزتي وتمنعي         لا أرهب الدنيا و قرآني معي

هذي مشاعر كل قلب مؤمن           و خواطر تنداح بين الأضلع

يا ليلة القرآن ! ردينا  إلى         هدي الرسول، ووحدينا واجمعي

*وإذا كان ما قاله الأعظمي جميلا، وما أنشده البربور بديعا فأنت في حديقة غناء تفتَّحت أزاهيرها، وشدت الأطيار فيها!

*ولعمري ما ذكرت مطالع هذه القصائد إلا وجدتُني أترنم بها، وأهتزُّ للحنها رحم الله الشاعر وليد الأعظمي [ابن الأعظمية الأصيلة في العراق] و رحم الله المنشد أحمد بربور [ابن أريحا الوادعة في سورية] وجعل ملتقاهما في جنان الخلد!".

45

المراجع

*أولا: الكتب: 1- ديوان وليد الأعظمي: الأعمال الشعرية الكاملة. ط3، دار القلم - دمشق، أيار 2004م.

2- الأعمال الشعرية الكاملة. للشاعر يوسف العظم ت 2008م، ط1، النادي الشبابي "شباب"، دار الضياء - عمان، 1424- 2003م.

3- تحت ظلال الوحي. ديوان شعر للأستاذ بديع المعلم، ط دار السلام -حلب، مكتبة الفتح - إدلب، د. ت.

4- ديوان نشيدنا. للمنشد الكبير الأستاذ محمد منذر سرميني، أبو الجود وفرقته، وأ. سليم عبد القادر زنجير، ط 5، دار السلام- القاهرة، د. ت.

5- أناشيد إسلامية. اختيار وتقديم الأستاذ مروان كجك، ط 3، دار الأرقم - الكويت، 1408هـ - 1987م.

6- الروض الأُنُف في شرح السيرة النبوية لابن هشام ت 218هـ. للإمام المُحَدِّث عبد الرحمن السُّهيلي ت 581هـ، تح و تع أ عبد الرحمن الوكيل، ط1، دار الكتب الإسلامية - القاهرة، 1387هـ - 1967م.

7- الرحيق المختوم؛ بحث في السيرة النبوية. لصفي الرحمن المباركفوري، ط 10، دار المعرفة بيروت، 1429هـ - 2008م.

8- تهذيب سير أعلام النبلاء للذهبي ت 748هـ. لأحمد فايز الحمصي، ط1، مؤسسة الرسالة بيروت، 1412هـ - 1991م.

9- ديوان هاشم الرفاعي. للشاعر هاشم الرفاعي ت 1959م، جمع وتحقيق أ محمد حسن بريغش، ط2، مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن، 1405هـ - 1985م.

10- ديوان الإمام البرعي. للشاعر الشيخ عبد الرحيم بن أحمد البُرَعِيّ اليمني ت 803هـ، باعتناء عبد الرحمن المصطاوي، ط 1، دار المعرفة بيروت، 1428هـ- 2007م.

11- ديوان مِشكاة اليقين ومَحَجَّة المُتَّقين. للشيخ الرباني محمد مهدي بن علي الصيادي الرفاعي الحسيني؛ بهاء الدين الرواس ت 1287هـ، توزيع دار الفكر- دمشق، 1995م.

12- ديوان "نفحات ولفحات". للعلامة الشاعر الشيخ د. يوسف بن عبد الله القرضاوي، ط1، النادي الشبابي - شباب، شركة الأمل للتجهيزات الفنية - القاهرة، 1422هـ - 2001م.

13- ديوان: "الأعمال الشعرية الكاملة". للشاعر الإسلامي المعروف محمد منلا غزيل ت 2016م، ط2، دار عمَّار - عَمَّان، 1403هـ - 1983م.

*ثانيا: المقالات:

1- المنشد الإسلامي الكبير الحاج أحمد عمر البربور. للأستاذ عمر العبسو، مقالة ضافية في "رابطة أدباء الشام"، أفدت منها كثيرا.

2- شاعر ومنشد: وليد الأعظمي وأحمد بربور. مقالة للأستاذ يحيى بشير حاج يحيى في "رابطة أدباء الشام".

3- المنشد الإسلامي الكبير الحاج أحمد بربور أبو عبد الله. مقالة عنه في "رابطة العلماء السوريين".

4- صفحة المنشد أحمد البربور على موقع "الفايس بوك".

5- النشيد الإسلامي المعاصر. بحث للدكتور علي بن حمزة العمري فرَّج الله سجنه، على "منتديات مزامير آل داود" على الشابكة.

6- شخصيات من مدينة أريحا. على "الفايس بوك".

7- حوار مع المنشد الكبير أبي الجود محمد منذر سرميني، أجراه الأستاذ فيَّاض العبسو عام 2010م، موقع "أحباب الكلتاوية"، على الشابكة.

8- صفحة الشاعر محمد بديع المعلم ت 2002م رحمه الله "الفايس بوك".

9- معلوماتي الشخصية.

ssdhgdfgjdfh9793.jpg

الشيخ البربور وهو يمارس حرفته في صناعة الفِرَاء، رحمه الله

ssdhgdfgjdfh9794.jpg

وسوم: العدد 979