الشيخ الداعية أحمد عبد العزيز القطان

sfgdfhs1020.jpg

( ١٩٤٦ - ٢٠٢٢م )

   هو الشيخ الداعية والخطيب المفوه أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن إبراهيم القطان التميمي من قبيلة الحيادر من نسل مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

  ينحدر نسب الشيخ أحمد القطان من قبيلة بني تميم في المملكة العربية السعودية.

مولد الشيخ: 

  ولد الشيخ من عائلة كريمة تلقب بآل القطان في الكويت (لاشتغالها بتجارة الأقمشة والقطن) ولد في منطقة المرقاب يوم الجمعة الموافق 12 محرم عام 1366 هجرية الموافق 6 ديسمبر 1946 ميلادية، في أسرة تضم خمسة أشقاء وثلاث شقيقات وهو أكبرهم.

الدراسة، والتكوين:

   تلقى تعليمه الأول في الكتاتيب على يد الملا مرشد ثم ملا فهد، ثم تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قتيبة، ثم التعليم المتوسط من مدرسة الشامية، ثم مدرسة الخليل بن أحمد.

حصل على دبلوم المعلمين من معهد المعلمين عام 1969.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل الشيخ مدرسًا للمواد العامة الأدبية لعدة سنوات

ثم وكيلاً للمدرسة حتى عام 1996م.

ثم تقاعد، وتفرغ تفرغًا كاملاً للعمل الدعوي والخطابة.

الشيوخ الذين تتلمذ الشيخ على يدهم:

  تتلمذ الشيخ على يد الشيخ محمد الشايجي في كيفان ثم الشيخ حسن أيوب (رحمهم الله)، والشيخ حسن طنون، والشيخ جاسم الرماح، والشيخ جاسم مهلهل الياسين، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، والشيخ عمر الأشقر.

مسيرة الشيخ الدعوية:

  بدأ الشيخ مسيرته الدعوية في مسجد الصبيح 1970 وذلك بإلقاء الدروس المحفوظة من أشرطة الشيخ حسن أيوب بعد العصر، ثم مع شباب جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى عام 1976م، ثم بدأ الخطابة في مسجد البسام في منطقة الجهراء عام 1976.

  تبنى قضية الدفاع عن المسجد الأقصى، فأسس منبر الدفاع عن الأقصى، وأعلن عنه عام 1979 في مسجد منطقة الدوحة في الكويت، ثم تنقل بين مساجد الكويت محاضرًا وخطيبًا كمسجد العلبان، ثم مسجد المزيني، ثم مسجد الكليب، ثم مسجد ضاحية جابر العلي، ثم مسجد جابر العلي في منطقة جنوب السرة وإلى يومنا هذا تحت شعار منبر الدفاع عن المسجد الأقصى، والتي كانت، ومازالت تطوعًا لله تعالى.

  انخرط الشيخ حفظه الله في تقديم الدروس والمحاضرات التطوعية والثابتة في مدارس الكويت الهادفة لإعداد الجيل والنشء المسلم وذلك منذ تقاعده عن العمل عام 1996 وإلى يومنا هذا.

  كما قدم العديد من الدروس الثابتة والسلاسل الكاملة في إذاعة القرآن الكريم بدولة الكويت كدرسه في برنامج مسيرة الخير وسلسلة الفاروق بعد الصديق وسلسلة ذي النورين والسبطين وكذلك سلسلته السمعية الرائعة (رياض الصالحين).

  كما أن للشيخ دروسًا في لجان العمل الاجتماعي والفضائيات والمؤتمرات ولجان العمل النسائي ومراكز القرآن.

إسهامات الشيخ:

  أثناء الغزو الغاشم: ساهم الشيخ أثناء الغزو الغاشم على دولة الكويت في توحيد الصفوف وطمأنة القلوب وكسب تأييد الشعوب عبر السفر إلى البلدان العربية والعالمية وشرح القضية الكويتية في لقاءات جماهيرية حاشدة كما حدث في الجزائر وفرنسا وبريطانيا وأمريكا حتى تم التحرير بفضل الله تعالى.

دعم الطلبة المغتربين: ساهم الشيخ في دعم أبناءنا الطلبة المغتربين كمستشار لهم منذ عام 1984 وذلك بمتابعتهم والمشاركة في مؤتمراتهم وملتقياتهم السنوية سواء في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أو رابطة الشباب العربي المسلم متبنيًا جميع قضايا المسلمين وحتى عام 1994، ثم بدأ التواصل معهم عن طريق الاتصالات المختلفة.

العمــل الخيــري: 

 عمل الشيخ مستشاراً في العديد من اللجان الخيرية التي تخدم المسلمين في العديد من القارات مثل دول إفريقيا والفلبين وباكستان من خلال الإشراف على إقامة المشاريع التنموية كالمدارس ودور الأيتام وغيرها. وكذلك العمل في لجنة التعريف بالإسلام الداعية إلى نشر وتعريف الدين الإسلامي لغير المسلمين.

إصداراته المقروءة: 

صدر للشيخ العديد من الكتب مثل:

  1. الداعية الناجحة “الكتاب الثاني – الجزء الثالث”.
  1. للعبرة والتاريخ: مقالات دينية واجتماعية وسياسية.
  1. ذاتية المؤمن طريق النماء.
  1. شيخ الإسلام أحمد تقي الدين ابن تيمية.

منهج الشيخ في الدعوة إلى الله:

انتهج الشيخ منهج الوسطية والاعتدال في دعوته وتبنيه للقضايا الإسلامية وتربيته للأجيال المسلمة حتى اختير كأفضل أستاذ للجيل المسلم في جائزة أستاذ الجيل والمقدمة من ملك البحرين في عام 2009م.

تلاميذ الشيخ:

  تتلمذ على يد الشيخ ومن خلال أشرطته العديد من الشيوخ الكرام والدعاة داخل الكويت أمثال الشيخ يوسف السند والدكتور طارق السويدان والدكتور نجيب العامر والدكتور محمد العوضي والشيخ الدكتور نبيل العوضي والعديد من الخطباء والدكاترة والجامعات ونواب مجلس الأمة والمربين والمربيات في المدارس.

  كذلك تتلمذ على يديه العديد من الدعاة والشيوخ الكرام خارج الكويت أمثال الشيخ سعود بن الشريم والشيخ عبدالرحمن السديس إمامي الحرم المكي الشريف حفظهما الله ورعاهما والداعية الشيخ عائض القرني والشيخ عبد الوهاب الطريري والشيخ سعد البريك وهذا كله من فضل الله عليه وعلى الناس فلطالما ردد حفظه الله ورعاه: (فلا أنا بشئ ولا مني شئ ولا بي شئ، هذا فضل ربي علي، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)

(اللهم إنك أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي من الناس، اللهم اجعلني أحسن مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون ).

  أَسس منبر الدفاع عن الأقصى.. رحيل أحمد القطان أبرز الدعاة في الكويت والعالم الإسلامي

القطان حذر من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي :

الكويت ـ فقدت الكويت أمس الاثنين الداعية الشيخ أحمد القطان، الذي عُرف بخطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى، بعد وعكة صحية كان قد دخل على إثرها للمستشفى، عن عمر يناهز 76 عاما.

   ويعد الشيخ أحمد القطان، أحد أبرز الدعاة في الكويت والدعاة والخطباء المعروفين في العالم الإسلامي، وبدأ مسيرته الدعوية في بداية السبعينيات، منتهجا منهج الوسطية والاعتدال في دعوته وتبنيه للقضايا الإسلامية وتربيته للأجيال المسلمة.

  وكان خطيبا مدافعا عن الكويت في أثناء الغزو العراقي عام 1990، كما عُرف بمواقفه المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني، ومناهضا لدعوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

  ولد أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن إبراهيم القطان في منطقة المرقاب في السادس من ديسمبر/كانون الأول عام 1946، وتلقى تعليمه الأول في الكتاتيب، ثم تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قتيبة، ثم التعليم المتوسط في مدرسة الشامية، ثم مدرسة الخليل بن أحمد، وحصل على دبلوم المعلمين من معهد المعلمين عام 1969.

القطان كان ينتهج الوسطية والاعتدال في دعوته (الصحافة الكويتية).

حياته الدعوية:

بدأ الشيخ أحمد القطان مسيرته الدعوية في مسجد الصبيح عام 1970، عبر إلقاء الدروس المحفوظة من أشرطة الشيخ حسن أيوب بعد صلاة العصر، ثم مع شباب جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى عام 1976، ثم بدأ الخطابة في مسجد البسّام في منطقة الجهراء عام 1976.

وتبنى قضية الدفاع عن المسجد الأقصى، فأسس منبر الدفاع عن الأقصى وأعلن عنه عام 1979 في مسجد منطقة الدوحة، وتنقل القطان بين مساجد الكويت كمحاضر وخطيب في مسجد العلبان، ثم مسجد المزيني، ثم مسجد الكليب، ثم مسجد ضاحية جابر العلي، ثم مسجد جابر العلي في منطقة جنوب السرة.

وانخرط القطان في تقديم الدروس والمحاضرات التطوعية والثابتة في مدارس الكويت الهادفة لإعداد الجيل والنشء المسلم منذ تقاعده عن العمل عام 1996، وقدم العديد من الدروس الثابتة والسلاسل الكاملة في إذاعة القرآن الكريم في دولة الكويت، وله دروس كثيرة في لجان العمل الاجتماعي والفضائيات والمؤتمرات ولجان العمل النسائي ومراكز القرآن.

**فقط للاستخدام الداخلي*** مشاركة في تكريم حفظة القرآن الكريم (الصحافة الكويتية) القطان

مشاركة القطان في تكريم حفظة القرآن الكريم (الصحافة الكويتية).

إسهامات جليلة:

أسهم الشيخ أحمد القطان في أثناء الغزو العراقي لبلاده في توحيد الصفوف وطمأنة القلوب وكسب تأييد الشعوب من خلال السفر إلى البلدان العربية والعالمية وشرح القضية الكويتية في لقاءات جماهيرية حاشدة، كما حدث في الجزائر وفرنسا وبريطانيا وأميركا حتى تم التحرير.

كما أسهم في دعم الطلبة المغتربين كمستشار لهم منذ عام 1984، عبر متابعتهم والمشاركة في مؤتمراتهم وملتقياتهم السنوية سواء في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أو رابطة الشباب العربي المسلم، متبنيا جميع قضايا المسلمين وحتى عام 1994، ثم بدأ التواصل معهم عن طريق الاتصالات المختلفة.

كما عمل القطان كمستشار في العديد من اللجان الخيرية التي تخدم المسلمين في دول أفريقية والفلبين وباكستان من خلال الإشراف على إقامة المشاريع التنموية كالمدارس ودور الأيتام وغيرها، وكذلك العمل في "لجنة التعريف بالإسلام" الداعية إلى نشر وتعريف الدين الإسلامي لغير المسلمين، كما تتلمذ على يديه ومن خلال أشرطته العديد من الشيوخ والدعاة داخل وخارج الكويت.

وله مؤلفات كثيرة منها: 

 سلسلة اللمسات المؤمنة للأسرة المسلمة، وسلسلة تربية الأولاد في الإسلام، وسلسلة خواطر داعية، وسلسلة العفن الفني، وسلسلة قراءة لكتاب رياض الصالحين، وسلسلة ثورة الشعب الفلسطيني، وسلسلة السيادة لله، وسلسلة إعداد الفاتحين، وسلسلة مفاتيح الجنة، وسلسلة مع الشباب.

ضد التطبيع:

وحذر القطان من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وله قول مأثور في ندوة "لا للتطبيع"، مذكرا بأنه أمر خطير، قائلا "القدس والأقصى وفلسطين عندنا قرآن يُتلى"، مشيرا إلى ذكرى الإسراء والمعراج وصلاة الرسول الكريم بالأنبياء في تلك الليلة، مشددا على أن كل "مشاريع السلام والاستسلام" فاشلة طالما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

  يذكر أن مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي، أطلق من خلال جمعية "نماء الخيرية"، وقفية الشيخ أحمد القطان لعموم الخير ودعم المسجد الأقصى، وذلك وفاء لمن نذر حياته للدفاع عن المسجد الأقصى وتعبيرا عن محبته الصادقة في قلوب إخوانه ومحبيه.

وفاته:

  توفي الداعية الكويتي الشيخ أحمد القطان الإثنين 23 مايو/أيار 2022، بعد وعكة صحية كان قد دخل على إثرها المستشفى، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

  كان الراحل الشيخ أحمد القطان من أبرز وأشهر خطباء المنابر في الثمانينات وأول التسعينات، كما أنه عُرف بخطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى.

  نشأ الشيخ الداعية أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن إبراهيم بن صقر بن فواز القطان التميمي في مدينة الكويت.

 ودرس التربية الإسلامية ثمانية عشر عاماً، حتى تخرج في معهد المعلمين سنة 1969.

قصة توبة الشيخ أحمد القطان:

  الشيخ أحمد القطان اختلط في بداية حياته بالشيوعيين في الكويت، ثم تعرف على الحركة الإسلامية فصار من كبار خطباء الصحوة الإسلامية.

  الشيخ أحمد القطان يروي قصة توبته، فيقول: "إن في الحياة تجارب وعبراً ودروساً، لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلّبة حائرة، لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية- ثمانية عشر عاماً، وتخرجت بلا دين".

  مما جاء في قصة توبته التي تناقلتها تقارير كويتية: 

 "أخذت ألتفت يميناً وشمالاً : أين الطريق؟ هل خلقت هكذا في الحياة عبثاً؟.. أحس فراغاً في نفسي وظلاماً وكآبةً.. أفر إلى البر.. وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء، ولكن أعود حزيناً كئيباً".

  الداعية الكويتي قال: "تخرجت في معهد المعلمين 1969م وفي هذه السنة والتي قبلها حدث في حياتي حدث غريب، تراكمت فيه الظلمات والغموم، إذ قام الحزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم وجرائدهم".

  أضاف قائلاً: "أخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلى بعض حتى نفخوا فيّ نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر؟ وما قلت كلمة إلا وطبّلوا وزمّروا حولها".

رسالة من الداعية لمحمد بن زايد

  كان الداعية الكويتي الشيخ أحمد القطان، وجَّه رسالة نارية إلى ولي عهد أبوظبي (آنذاك) محمد بن زايد، عقب الإعلان عن اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

  ظهر القطان بفيديو نشره موقع "المجلس" الكويتي، بدأه بأبيات من قصيدته قائلًا: "لا صلح لا تفويض لا تفريط في أرض الجدود، لا للدويلة رشوةً ثمناً لآهات الشهيد.. كل السيوف تكسرت، لم يبق إلا ابن الوليد، طوبى لمن طلب الشهادة في مقارعة اليهود".

   كما ذكَّر الشيخ أحمد القطان ولي عهد أبوظبي برد فعل السلطان عبد الحميد الثاني، عندما طلبوا منه التنازل عن فلسطين مقابل بقائه في الملك، فقال لهم: "لا أوقع ولو قيد شبر، لأن أرض فلسطين، وقف إلى يوم القيامة، فقالوا إذاً نزيل ملكك، قال افعلوا ما شئتم".

   في رسالة مُبطنة إلى محمد بن زايد وحلفائه قال القطان: "ولا يضرنكم ولا يهولنكم ما يحدث للأمة اليوم، أنَّ التفت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه، نرقع دنيانا بتمزيق ديننا، فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع، والحذر كل الحذر من المتآمرين وهم أشد عداوة من بني إسرائيل، وهم يهود العرب".

ختم القطان حديثه قائلاً: "أسد علينا وفي الحروب نعامة.

أصداء الرحيل:

  كتبت مجلة المجتمع عدة مقالات عن الشيخ الراحل منها:

فارس لا يترجل.. أحمد عبد العزيز القطان

   تقاس شخصيات الناجحين والأفذاذ بالأثر الذي تركوه، ثم بالمنهج الذي حملوه، وإن أضفنا اعتباراً ثالثاً فسيكون بحجم الأتباع والمحبين والمريدين.

   ولا شك أن فقيدنا الشيخ الداعية أو -كما كان يحب أن يوصف- «خطيب منبر الدفاع عن الأقصى» الشيخ أحمد القطان، يرحمه الله تعالى، كان بحقٍّ مدرسة في هذه الثلاثة؛ بل كان علامة فارقة على مرحلة من مراحل الأمة الإسلامية ماجَتْ بالأفكار والتيارات والأحداث العظام.

  عند الحديث عن رحيل شيخي وقدوتي أبي عبدالله أحمد القطان؛ فكأنما رحلت قطعة من ذكريات طفولتي الجميلة ومشاعر عزيزة من قلبي؛ فقد كان الشيخ جاراً ومن رواد مسجدنا أبي سنان الأسدي في منطقة بيان، ولطالما تربينا على خواطره العفوية الرائعة التي يفسر فيها ارتجالاً ما يقرؤه الإمام في الصلاة، وما أجمل افتتاحياته عندما يقول: «إني أحبكم الله»؛ فتجده قد تغلغل إلى قلبك قبل أي حديث وموعظة.

  هنا كان الملمح الأول للشيخ في ذاكرتي وهو «الدعوة إلى الله»، متمثلاً قول الحق: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت: 33)، ويكأني أراه رأي العين ماثلاً أمامنا يهدر بفصيح اللسان وصادق الجنان.

  ملمح آخر لا يغيب عن مخيلتي وهو حضوره في ديوان والدي حرصاً منه على الصلة وتلبية الدعوة والإسهام بنشر الفكر الإسلامي المستمد من كتاب الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.

ملامح كثيرة وملامح..

عندما كبرت قليلاً بدأت أتفرس مدرسة دعوية اسمها أحمد القطان..

عرفت منبر أحمد القطان والدفاع عن الأقصى..

عرفت همة أحمد القطان في الدعوة وحب الخير..

عرفت مهارة أحمد القطان الخطيب المرتجل المصقع..

  عرفت أخلاق أحمد القطان المتواضع البسام، المرحب بالأشعار والأسمار.. وبالدين يسمو المرء بالعلياءِ..

  عرفت حامل المسك أحمد القطان الذي كلما سلمت عليه يطيبك من نصف التولة التي يحملها دوماً معه، وما أطيبها وما أطيب نفسه.. وكنت عندما أعرفه بنفسي وأذكره بوالدي يقول: «أهلاً بالطيب ابن الطيب»..

كأني أسمعه يرحب بالحضور قائلاً:

قد علمنا مجيئكم ففرشنا مهجة القلب مع سواد العيون

  ما زلت أذكر تلك الأيام حينما كان ينتشر خبر لحدث في الأمة نتسارع صباح الجمعة إلى مسجده منبر الدفاع عن الأقصى وعن الأمة؛ فنسمعه يجلجل ويقصف بصوت الحق، مستشهداً بغرر الآيات ولآلئ الهدي النبوي، ذلك اليوم الذي مات فيه أحد الظلمة فإذ بافتتاحيته الشهيرة: «الحمد لله قاصم الجبابرة، ومحطم عروش القياصرة»، وكان له أسلوبه العجيب في الترميز والتلميح دون التصريح خصوصاً حين بدأت التضييقات في الخطب؛ فكان تلميحه أقوى من كل تصريح، ودونكم خطبته عن جنازة بن سلول، أو ارجع فاستمع «تباً جدار الصامتين»، وردد معه حين يقول: «لا مؤتمر لا مؤتمر.. أنا لا أريد سوى عمر».

   كان يطوف بنا في خطبه وخواطره ودروسه ما بين عجائب التفسير وأحاديث رياض الصالحين للنووي، وأظنه كان يحفظه لشواهد رأيتها منه رأي العين، ثم يطوف بـ«مدارج السالكين» لابن القيم وقد شرحه، وأشعار الصالحين والمجاهدين، ثم بلطائف شعر الأصمعي وكأني أسمع صوته وهو يروي: «صوت صفير البلبل»، كما لا أنسى في مسجدنا حين يشرح غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ومشاهد السيرة النبوية.

وكن في الطريق عفيف الخطا شريف السماع كريم النظر

وكن رجلاً إن أتوا بعدَه يقولون مرّ وهذا الأثر

  في الحقيقة قد نسرد عن مآثره الكثير، وغيري قد رافقه وصادقه أكثر، لكننا هنا أمام مدرسة حري بنا اقتفاء آثارها، نعم لم يكن معصوماً لكنه كان رجلاً ربانياً موفقاً مباركاً، كما نحسبه والله حسيبه.

  بقي أن أنوه بخصلة شهدتها منه شخصياً عدة مرات؛ فبحكم سكني قرب بيت الشيخ، ثم بحكم نشاطنا الدعوي؛ كان الشباب أحياناً يطلبون مني تنسيق درس مع الشيخ أو خاطرة، فأشهد أنه لم يردنا مرة، إلا أن يكون له موعد مسبق، سواء كان هذا الموعد في المسجد القريب أم في البراري التي يعشقها، وكان له معها شأن، نعم حرصه لتبليغ الدعوة كان أهم خصائصه التي لو أردت أن أختصر شخص الشيخ لقلت: إنه «الداعية» (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (يوسف: 108).

اللقاء الأخير:

  في صباح يوم الأربعاء 18 مايو، قبيل وفاته بأيام، كنت في جمعية الإصلاح الاجتماعي، وكانت آخر مشاركة وحضور للشيخ في استضافة بين إخوانه في ديوان رواد الخير بجمعية الإصلاح؛ حيث دخل كعادته مرحباً مبتسماً، حدثنا عن الدين والأمة وفلسطين وتأثر كثيراً، ثم أحس بتعب واستأذن أحبابه وتم نقله ليرتاح، ثم سمعنا خبر دخوله المستشفى، فيا لله ما هذا الرجل الذي احتلت محبة أمته ودينه وقدسه ودعوته كل ذرة من كيانه حتى رافقته لآخر لحظات لحياته.

قلبك المطمئن قبضة نور منحت أعين السماء مداها

أرضنا هذه لطهرك تهفو أنت برهانها وأنت هُداها

  نحبك في الله يا شيخنا الحبيب أحمد القطان، ودعواتنا تترا بأن يمطر الله عليك من شآبيب رحمته، وسحائب عفوه ومغفرته، وأن يملأ جنبات قبرك بالضياء والنور، وأن يجمعنا بك تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله.. آمين.

“الشيخ أحمد القطان”.. 

   كتب الشاعر: سلطان إبراهيم المهدي في رثاء الشيخ يقول فيها:

كنت الخطيب الحق يا “قطَّانُ” يا ناصحا لم تنسهِ الأوطانُ

ما زال صوتك في الربوع مثـبّـتا قلب الأباةِ يحبه الشجعانُ

 يهدي الشباب لصحوةٍ ميمونةٍ فتدفّقوا وكأنهم طوفانُ

لك في قلوبِ الصادقين خمائلٌ من فيض صدقك ينبتُ الإيمانُ

بالحق تصدعُ لا تهادنُ باغيا ومتى نطقتَ تزلزلَ الطغيانُ

ما كنتَ في دين الإلهِ مجاملًا أو يستميل لسانه الإحسانُ

ما كنتَ هيَّابا ولا مترددا وعلى المنابر يرتقي الفرسانُ

كم أوقفوك عن الخطابةِ مرةً فإذا حديثك في الورى الفيضانُ

لم تستكن يوما وعشت منافحًا وعلى جهادك يشهدُ الميدانُ

للقدس تعشقُ تستثير حماتها حِممًا تصبُّ على الأُلى قد خانوا

أيقظت حسًّا في جوانح أمةٍ وأتى البيانُ كأنه الفرقانُ

ياطيّب الأخلاقِ عشتَ مربيا للنشء تحفظ فضلك البلدانُ

والآن يأتيك الندا فتجيبه أبشر فربك واهبٌ مَنَّانُ

فعساك تسكن في الجنان مرافقا للمصطفى ونصيبك الرضوانُ

هذا دعاءٌ للدموع مصاحبٌ لهَجَت به الأرواحُ يا حنّانُ

فاجعل لـ”أحمد” في جنانكَ منزلًا واجمعه بالأبرارِ يا رحمنُ

يا أحمد القطان:

وكتب الشاعر الإسلامي الكبير مصطفى عكرمة

يا أحمدَ القطان تبقى الأحمدا

وبما فعلتًَ تظلُّ نبراسَ الهدى

الله شاءك للهدايةِ والتقى

فمضيتَ بالتوحيدِ لا تخشى الردى

والناس جلُّ النَّاسِ ضلَّ عن الهدى

وبحب دنياهُ تراهُ تعبّدا

أرضيتَ ربَّكَ بالذي أوتيتَه

وسوى رضاه لم نجدْ لك مقصدا

يا مخلصاً لله في أعماله 

ومقالِ صدقٍ كانَ فيه الأرشدا

يا أيها الداعي لعزةِّ دينه

بكمال أخلاقٍ أرقَّ من النِّدى

ما حدتَ يومًا ساعةً عن نشرهِ

كلا, ولم ترِدِ المناصب موردا

ما كانَ اعظمَ ما نهدتَ لحملهِ

ومضيتَ تسعى ما عرفتَ تردُّدا

في كل ساحٍ للجهادِ وعزِّهِ

قد كنت ما بين الدُّعاة السيدا

الله أسكن في فؤادكَ حبَّهُ

فغدوتَ كاسْمكَ في المحافل أحمدا

ورضاء ربِّكَ كلُّ ما تسعى لهُ

وعظيمُ صدقكَ صرت فيه مخلَّدا

ولدى المواقفِ كنتَ تقوى هِمَّةً

وعلى صلاحِ الدينِ عشتَ مؤكَّدا

فكمال دين الله يبقى صالحاً

وله المدى مهما به امتد المدى

ما ضرَّ بأسكَ ما صبرتَ لفعلهِ

لم تثن سعيكَ كل أبواقِ العدى

فبنيتَ للإسلام من قد أقسموا

أن لا يروْا في أمتي من أفسدا

والقوم باللقوم كم ذا ضُلِّلوا

ومن المناصب لم نشاهدْ مرشدًا

والكون ياللكون ساءَ لبغيهم

وبياضُ كلِّ الأمر أصبح أسودا

والكونُ تحسبُ أنه قد هُوِّدا

والشر كلُّ الشر ممَّنْ هُوِّدا

فاق اليهود ضلالةً وخطورةً

من في تهوده يقومُ تهَجُّدا

فإذا الذئابُ الجائعاتُ رعاتُنا

وإذا الأذلُّ من الحمير استأسدا

ومضيتَ للطاغوتِ تفضحُ أمرهُ

وتريه أنَّا لن نكون الأعبدا

مهما كبونا فالنهوضُ سبيلُنا

والكونُ تحسبهُ بنا ولنا غدا

مهما الظلام اسود تلقى فجرنا

في عينِ كلِّ مجاهدٍ حرٍ بدا

يا طيب ما أبقيتَهُ في أمَّتي

من باقياتٍ في الزَّمانِ لها صدى

ودعاكَ للفردوسِ ربُّكَ راضيًا

منكَ الجهادَ وما رآكَ لهُ فِدى

فاهنأ بقرب الله تلقى الموعدا

فالله لم يخلفْ لحرٍّ موعِدا

وسوم: العدد 983

   في رثاء الشيخ أحمد القطَّان الذي أفنى عمره مدافعا عن المسجد الاقصى، وحلق بي الخيال أن الفاتحين سيدخلون المسجد من باب ” القطَّانين” أحد أبواب المسجد الاقصى المبارك

رحَلَ الغَضَنْفَرُ فَالْمَنابِرُ تَزْارُ حُزْناً علىٰ صَوْتِ الهَصُورِ يُزَمْجِرُ

القدْسُ تبكي والقِبابُ حزينةٌ والسَّهلُ في حِطِّينَ باتَ يُصَفًِرُ

والبحرُ في حَيْفا عَلَتْ أمْواجُهُ والموجُ في عَكَّا يَئِنُّ ويَزْفُرُ

تبْكيكَ صَخْرتُنا ومِعْراجُ النَّبِي والكُلُّ يبكي والشَّوارِعُ تَذْكُرُ

والمَسْجِدُ المَأْسورُ يَنْدُبُ حَظَّهُ اينَ الذي بالأَمسِ كانَ يُزمْجِرُ ؟!

أيْنَ الذي ما انْفَكَّ يَذْكُرُ سُورَةً سُبحانَ مَنْ أسْرىٰ تَظَلُّ تُذَكِّرُ

قَدْ كُنْتَ قائدَ بِانْتِفاضَتِنا نَرىٰ الصَّوتُ صَوْتُكَ والعزيمةَ تَنْثُرُ

فَعَلىٰ الدَّوامِ دُعاءُنا يا شَيْخَنا أنْ تَدْخلَ الفِرْدَوْسَ فيها الأَنْهُرُ

وهناكَ “رِضْوانٌ” يَصُفُّ بِنُخْبَةٍ ويقولُ أَهْلاً يا لَنِعْمَ الزٌَائِر ُ

نَمْ مُسْتَريحاً مُطْمَئِنًّا هٰكَذا قَدْ أقْسَمَ الآسادُ نَحْنُ سَنَثْأَرُ

ويَعودُ مسْرانا لِسابِقِ عِزَّةٍ وتَزولُ “إسْرائيلُ”سَوْفَ تُجَرْجَرُ

مِنْ بَابِكُمْ يا سَيِّدي “ولِيَدْخُلُوا” ويُدَمِّرُوا بُنْيانَهُمْ و يُتَبِّرُوا

شعر : محمود طعمه

"هيئة علماء فلسطين": الشيخ القطان علم بارز في الدفاع عن مسرى رسول الله

  نعت "هيئة علماء فلسطين" الشيخ أحمد القطان الذي وافته المنية، أمس الإثنين، بعد حياة حافلة قضاها في رحاب الدعوة الإسلامية.

  وقالت الهيئة، في بيان تلقت "المجتمع" نسخة منه: ننعى إلى أمتنا الإسلامية جمعاء وإلى أهل العلم والدعوة في كل مكانٍ ببالغ الصبر والاحتساب الدّاعية المربي خطيب منبر الدّفاع عن الأقصى فضيلة الشيخ أحمد القطان، أحد أبرز رموز الخطابة والدّعوة والتربية في الكويت الشّقيقة وعلى مستوى الأمة الإسلاميّة.

  وأضافت الهيئة أن الشيخ رحل عقب حياة حافلة بالدّعوة إلى الله تعالى وتربية الأجيال والعمل الإسلامي الدؤوب ونصرة قضايا الأمة كلها وفي الصّدر منها قضيّة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك.

  وأشارت إلى أن الشيخ الراحل أسّس منبر الدّفاع عن الأقصى الذي صار عَلمًا بارزاً في الأمة للدّفاع عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقضيّة فلسطين.

  وفي مجلة المجتمع نشر سعد النشوان مقالة تحت عنوان 

(الشيخ أحمد القطان.. دروس بعد الوفاة):

    تابعت حالة الشيخ أحمد القطان، يرحمه الله تعالى، منذ دخوله للمستشفى من بعض الإخوة، وعندما أخبرني أحدهم أن حالته الصحية قد ساءت؛ دعوت الله عز وجل أن يلطف به، ولكنَّ أجَلَ الله إذا جاء لا يُؤخَّر، وذلك نهاية كل إنسان.

  ولكن اللافت في وفاة الشيخ القطان أن الله تعالى يريد أن نتعلم من الشيخ الراحل، رحمه الله، دروساً حتى بعد وفاته، فقد نُقل لي أن الشيخ وهو في آخر لحظات حياته عند احتضاره ظل يذكر الله تعالى، ويقول: «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، وهناك طبيبة تبكي الشيخَ فيخاطبها طبيب زميل لها: «على مَنْ تبكين؟! الرجل يذكر الله وهو في وفاته»، وفي تشييع جنازته، اجتمع خلق كثير ممن يقيم على أرض الكويت جاؤوا لصلاة الجنازة وسط زحام شديد.

  لقد هزت وفاة الشيخ القطان القلوب، ولكن كانت درساً عظيماً في الأخوة ورد الجميل؛ فوحَّد، رحمه الله، الناس كلهم على كلمة واحدة «رحم الله الشيخ أحمد القطان».

  جلست مع أحد المقربين للشيخ القطان ورفيق دربه الشيخ مساعد مندني، وذكر لي أن الشيخ القطان كان رجلاً ربانياً خيِّراً، يرعى الكثير من المحتاجين، وكان يتواصل مع إخوانه يومياً، وهو محب لكل الناس، ولم يعهد عن الشيخ أي كلمة سوء، وكان يتمنى بل وسعى إلى جمع جميع التيارات الإسلامية على كلمة واحدة لنصرة الإسلام.

  وتقول ابنته د. حنان القطان: إن والدي، رحمه الله، كان باراً بوالديه، ولم أرَه يدخل على جدتي إلا وهو يحبو حبواً إليها؛ رحمة بها وبراً.

  لقد كان لوفاة الشيخ القطان صدى كبير ليس في الكويت فحسب، وإنما في العالم الإسلامي أجمع، وخاصة في القدس والمسجد الأقصى الذي سكن قلب الشيخ، وخصص منبره للدفاع عنه.

  وخلَّف الشيخ الراحل دروساً عظيمة، منها «أن البرَّ لا يبلى»، فبرّ الشيخ بوالديه أنار له الطريق إلى الله تعالى، ورزقه الله أولاداً بارين به، وكذلك التعلق ببيوت الله دائماً ما يوصلك إلى الإيمان والقرب من الله تعالى، فما بالك بالتعلق بالمسجد الأقصى المبارك؟! ومن حمل همَّ المسلمين رزقه الله سبحانه حبه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب المسلمين.

  نعم، إن رحيل الشيخ القطان أدمى قلوبنا، ولكنَّ عزاءنا خاتمته الطيبة التي ختم الله له بها، ومشهد جنازته المهيب.

  وأود أن أشكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية والوزير عيسى الكندري على تسمية مسجد الدوحة باسم الشيخ أحمد القطان، وهو إشارة إلى اهتمام الدولة بالعلماء، وكذلك قيام «تلفزيون الكويت» بإنتاج فيلم تسجيلي عن الشيخ الراحل فيه تقدير ولفتة كريمة يُشكرون عليها.

  رحم الله الشيخ أحمد القطان، وروح وريحان وجنة الرحمن، وتقبله الله .

مجلة المجتمع

سعد العتيبي

الشيخ القطان والعمل الخيري

  حينما قامت الحروب الصليبية باحتلال فلسطين والمسجد الأقصى في القرن السادس من الهجرة، قام نور الدين زنكي بالسعي لتحرير فلسطين، واتخذ من المنبر الذي قام ببنائه أيقونة لهذا النصر حتى يتذكر دائماً المهمة التي عاش من أجلها، واستكمل المشوار صلاح الدين الأيوبي لتتحقق بذلك الرؤية التي قام عليها نور الدين زنكي ليتم تحرير فلسطين، ونقل المنبر صلاح الدين الأيوبي إلى القدس والمسجد الأقصى؛ فكان للمنبر رمزية النصر وعودة فلسطين والمسجد الأقصى لهذه الأمة المباركة.

  ليس من باب المصادفة أن يقوم الشيخ أحمد القطان بإطلاق «منبر الدفاع عن المسجد الأقصى» كأيقونة جديدة لنصر مأمول ووعد من الله سبحانه وتعالى لتحرير هذه الأرض المباركة؛ فكان الشيخ القطان، رحمه الله، يعبر بهذه الرمزية عن هدف الأمة لتحرير أرضهم من الاحتلال الصهيوني، ودور المنبر اليوم لم يعد فقط في شكله المادي، وإنما أصبح وسيلة لشحذ الهمم والاستمرار في رفع القضية ذات الأولوية لدى الأمة الإسلامية حتى تتوحد نحو هدفها الأسمى وهو تحرير المسجد الأقصى المبارك.

  بدأ الشيخ القطان باعتلاء هذا المنبر في أواخر السبعينيات يقوم بدور التوعية والدفاع والذود عن حريات هذه الأمة، وكان للشيخ القطان العديد من الخطب والمحاضرات التي جعلت من فلسطين اتجاهاً دائماً لكل المسلمين؛ فأصبح لخطبه الدور الكبير الذي وصل آفاقه إلى العالم كله، بل أصبحت أشرطته تتناقلها كل الأيادي حتى يسمع من يريد إيصاله.

  ساهم الشيخ القطان في توعية الشباب، وقام بدور كبير في التوجه نحو الشباب، فكانت خطبه ومحاضراته وسفره إلى الشباب أينما كانوا سواء طلبة خارج الكويت أو مع الشباب في مساجدهم ومنتدياتهم، فقد كان لصيقاً بهم لدرجة أنه لا تكاد تسمع عن مكان يمكن أن يقدم فيه علمه إلا وكان، رحمه الله، حريصاً للوصول إليهم والحديث معهم بحبه لهم؛ فكان دائماً يقول: «إني أحبكم في الله»، وكأنها رمزية لهذا الإنسان الذي يرجو الخير للجميع، ويريد أن يكون تحت مظلة هذا الإسلام الواسع.

  الشيخ القطان أثبت أن الحياة في سبيل الله لها ثمن وليس فقط الموت في سبيل الله؛ فأن تعيش لقضية وتموت عليها يحتاج إلى همة عالية وثبات على الحق والدين, فليس من السهولة أن تتجاوز هذه الفتن الدنيوية وأنت صاحب كلمة مسموعة وتأثير عال.

وقفية القطان:

  وكان للشيخ، رحمه الله، باع في العمل الخيري والإنساني؛ حيث عمل مستشاراً في العديد من اللجان الخيرية التي تخدم المسلمين في العديد من القارات، مثل دول أفريقيا والفلبين وباكستان، من خلال الإشراف على إقامة المشاريع التنموية كالمدارس ودور الأيتام وغيرها.

  وتميز الشيخ القطان، رحمه الله، بحبه للخير، وهذا الحب الذي ترجم من خلال ترؤسه لأهم عنصر من عناصر العمل الخيري وهو العمل الوقفي، فكان يرأس العديد من المشاريع الوقفية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، وكان متفاعلاً بشكل كبير حول تنمية العمل الوقفي وإدراكه لأهمية الوقف في دعم المشاريع الخيرية واستمرار الخير في مساعدة الناس، وتقديم هذا الخير للناس بطريقة متميزة، فالشيخ له بعد إستراتيجي في اهتمامه بالوقف الخيري.

  وتفاعلاً مع ما يحمله الشيخ القطان من معان سامية وقيم عالية وأهداف نبيلة؛ اتخذ مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي أن يكون لما مات من أجله الشيخ القطان حياة مستمرة بإطلاق وقفية خاصة للشيخ أحمد القطان لعموم الخير والدفاع عن المسجد الأقصى لترسيخ هذه القيم والمعاني الجميلة التي يحملها، رحمه الله، لتستمر هذه المسيرة ولا تنقطع بوفاته، واليوم نقوم بتجهيز وقفية كبيرة للشيخ بحوالي مليوني دينار كويتي، سيصرف من ريعها على القيم التي حملها الشيخ القطان في قلبه نحو الشباب والدعوة إلى الله تعالى والمسجد الأقصى المبارك.

مصادر الترجمة:

١- الموسوعة التاريخية الحرة. 

٢- الموقع الرسمي للشيخ أحمد القطان.

٣- موقع الجزيرة نت .

٤- موقع جماعة الإخوان المسلمين في مصر. 

٥- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1020