الشاعر الإسلامي المعاصر محمد-عدنان صادق قيطاز

dfhfgffgg1039.jpg

(1936 - 2022م)

هو كاتب وباحث وشاعر إسلامي ومؤرخ سوري.

عضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو اتحاد كتاب سورية.

المولد، والنشأة:

ولد محمد عدنان بن صادق قيطاز سنة 1355 هـ/ 1936 م في حي الجعابرة بمدينة حماة، ونشأ بها.

الدراسة، والتكوين:

تلقى علومه الأولية في مدارس حماة، ثم انتسب إلى جامعة دمشق، وحصل على إجازة في قسم التاريخ في عام 1971.

الوظائف، والمسؤوليات:

بدأ حياته المهنية صحفياً في مطلع الخمسينات، ثم عمل في حقل التعليم، مدرّساً في ثانويات حلب وحماة، مثل ثانوية المأمون، عبد المنعم رياض، ثم عاد إلى مدينته حماة ليتابع تدريسه في ثانوية ابن رشد وابن خلدون، ثم عين بعدها مديراً لمدرسة ابن خلدون.

أصبح مشرفاً على المكتبات المدرسية في محافظة حماة، ورئيساً لدائرة تقنيات التعليم فيها، واستقال من الوظيفة وأحيل إلى التقاعد بناءً على طلبه ليتفرغ للبحث في 1990.

   وفي مطلع الستينيات أعير للتعليم في دولة قطر حيث مكث فيها مدة ثلاث سنوات، إبان الحماية البريطانية على قطر، وخلال فترة إقامته قامت حركة وطنية فيها، واتهم بالمشاركة بها.

هو عضو باتحاد الكتاب العرب بسوريا فرع حماة.

ونشر قصائده وأبحاثه في الأدب والتاريخ في الدوريات السورية والعربية.

وقد شارك في العديد من المهرجانات الأدبية‌ الوطنية والقومية.

جوائزه, وتكريمه:

وقد قامت بتكريمه:

معارف قطر بوصفه واحداً من رواد التعليم فيها.

كما قامت بتكريمه شبيبة الثورة بحماة.

واتحاد الكتاب العرب.

وفي عام 2008م: كرمته جمعية العاديات في حماة.

وكذلك كرم من قبل مجلس محافظة حماة، وقدّم له وشاح الوفاء لحماة

وكرمته نقابة المعلمين.

واتحاد طلبة سوريا (جامعة حماة).

مؤلفاته:

شارك في إعداد المعجم الجغرافي السوري وفي كتابة الموسوعة الإسلامية الميسرة.

ومن دواوينه وكتبه:

اللهب الأخضر، شعر 1978

ديوان وحيد عبود، جمع ودراسة، 1986

في ملكوت الحب، شعر 1994

أسامة بن منقذ والجديد من آثاره وأشعاره، 1998

أسفار ابن أيوب الحموي، شعر 1998

«وجهك المستبد» شعر 1999

شرح الصدور بشرح زوائد الشذور، تحقيق

أوراق من تاريخ حماة، 2019

«أدبيات من حماة في القرن العشرين» 2019

دراسات نقدية: الشعر والنقد عند العرب 2019

مقامات أبي فراس الحموي شعر 2019

من أعلام حماة 2019

«شعراء عرفتهم في حياتي» 2019

«حماة في عيون الرحالة والجغرافيين» 2019م.

«الشيخ محمد الهلالي شاعر حماة في القرن التاسع عشر» 2019م.

«الفائت من آثار الشاعر وجيه البارودي» 2020

«معارج الروح» شعر 2020

«أنا والشعر» شعر 2020

«قرأت وكتبت» 2020

«حماة في محراب الأدب» 2020

«وطن وشجن» شعر 2020

حماة في العهد الأيوبي 2021

شعراء منسيّون ومغمورون 2021

شعراء في الظل 2021

سلاف وقطاف من كروم البيان 2021

من كل سماء غيمة حب 2022م.

شعر محمد عدنان قيطاز:

وهو شاعر محافظ ولكنه صرّح بأنه مع الحداثة الشعرية «حيث قال أنا لست ضدها، ولكني نشأت مع تيار ما يسمى الكلاسيكية وهذا لا يعني أني لم أحاول التجديد، بل إن لي قصائد كتبتها على نظام التفعيلة ولعل أبرزها قصيدة وجهك المستبد، أنا متمسك بالتراث العربي لكني أحاول التجديد عبر قنوات بلاغية جديدة نتيجة تأثري بالثقافة القديمة التي تنعكس على شعري أدباً مبيناً».

نشيد الشهداء

نحن للحق وللإيمان جند مسلمون:

   وقد كتب محمد عدنان قيطاز هذه الأنشودة الجميلة في عام 1954م عندما أعدم السفاح جمال عبد الناصر شهداء الحركة الإسلامية الستة القاضي الشهيد عبد القادر عودة، والشيخ محمد فرعلي، والمحامي إبراهيم الطيب، وأمين دويدار، ومحمود عبد اللطيف، ويوسف طلعت...

نَحْنُ   للحَقِّ   وللإيمانِ   جُنْدٌ   مُسلمونْ

نَحْنُ لا نَخْشَى أذَى الظُّلمِ ولا رَيْبَ المَنونْ

عِزَّةُ الإسلامِ في الأنفُسِ تأبى أن تَهونْ

وَتَرى   أنّ   المعالي   للميامينِ   تكونْ

فابتَسِمْ يا موتُ للأبطالِ وابكي يا سُجونْ

 

هلّل               الفتحُ               المبينْ

يا               جُنودَ               المسلمينْ

رَغْمَ               أَنْفِ               الظَّالمينْ

رَدِّدوا:               اللهُ               أكْبَرْ

 

نَحْنُ إن نُسْجَنْ وإن نُعْدَمْ فَجَنَّاتُ النعيمْ

هِيَ مَأوانا، وأهْلُ البغْيِ في نَارِ السَّمومْ

فَامْلؤُوا الأرْضَ لهيبًا يا طواغِيتَ الجَحِيمْ

واسْتَعينوا بالمنايا.. (مَرْتَعُ الظُّلمِ وَخِيمْ)

حَسْبُنا أَنَّا   عَلى   شَرْع   النبيِّ   المستقيمْ

 

هلّل               الفتحُ               المبينْ

يا               جُنودَ             المسلمينْ

رَغْمَ               أَنْفِ               الظَّالمينْ

رَدِّدوا:               اللهُ               أكْبَرْ

 

سِتَّةٌ نَحْنُ مَهَرْنا المجْدَ لا   نَبْكي   الحيَاةْ

وارْتَضَيْنا الموتَ في ظِلِّ الأمانِي النَّاضِراتْ

فارْتَقِي يا دَوْلَة الظُّلْمِ وَعِيشي سَنَواتْ

إنّ   أمْرَ   اللهِ   آتيكِ   مَعَ   الهُونِ   بَياتْ

وارْقُبِي   إنَّ   دِمانا   لعْنَةٌ   فَوْقَ   الطُّغاةْ

هلّل               الفتحُ               المبينْ

يا               جُنودَ               المسلمينْ

رَغْمَ              أَنْفِ               الظَّالمينْ

رَدِّدوا:               اللهُ               أكْبَرْ

قراءة في ديوان (من كل سماء غيمة حب):

دراسات أدبية للشاعر الراحل محمد عدنان قيطاز

كتب أ. د. الياس خلف يقول:

   بادئ ذي بدء، أود التأكيد أن لعنوان هذه الدراسات الأدبية العميقة أهميته السيميائية؛ فكلمة (سماء) توحي بالعالمية، لأن السماء لا حدود جغرافية تفصل بينها، وهذا يدل على أن الشاعر الناقد محمد عدنان قيطاز يقتطف من كل سماء أو بلد (غيمة حب). ولا ريب في أن مفردة (غيمة) لها دلالاتها السيميائية؛ فالغيمة توحي بالمطر، والمطر هو الخير والعطاء، ولولاه لما استمرت الحياة على وجه المعمورة. وكم جميل أن نجد أن تلك الغيمة ما هي إلا غيمة حب ووئام وسلام. إذن فشاعرنا الكبير ينتقي مقطوعات أدبية تنطوي على فضيلة الحب السامي الصرف، الذي من شأنه إعادة البشرية إلى عالمها الذهبي في الأساطير الإغريقية والرومانية التليدة حين نعم بنو البشر بحياة هانئة تقوم على التوادد ونبذ العداء؛ فعم السلام والخير ورضي عنهم آلهتهم في هاتيك الأيام السعيدة.

تترسخ مرامي شاعرنا قيطاز التوجيهية حين نقرأ على غلاف هذا السفر النقدي أبياتاً تنطوي على شرح مفصل لمضمونات هذا الكتاب وأهدافه المتوخاة، وهنا لا بد من التأكيد أن غلاف الكتاب يندرج ضمن النصوص الموازية التي تحدث عنها الناقد الفرنسي الكبير جيرار جينيت في كتابه الشهير: (النصوص الموازية)، وهي على نحو مجمل تعين القارئ على تلقي النص على النحو الأمثل.

من كل سماء غيمة حب     تهدى للصحب والأحبابْ

يا صاح ألا فاقرأ كلماتي     كلمات جاءت عبر كتـابْ

وتأمل ماضينـا واعجـبْ     أبداً أبداً حسبي الإعجـابْ

تشير دعوة الشاعر الناقد قيطاز إلى تأمل (ماضينا) إلى أنه يدعونا إلى النظر في ماضي الإنسانية المشرف الناصع، فكلمة (سماء)، كما رأينا آنفاً، تدل على سماء الطبيعة التي لا تعرف الحدود الجغرافية.

   تتجلى أولى غيوم الحب في صورة الملك كليب التغلبي الذي يبدو مثال القائد البطل؛ فهو حامي الحمى والعشيرة، والأب الذي يرعى أبناءه، كما يبكيه أخوه الزير سالم، أبو ليلى المهلهل، ويرثيه (بدموع مستمرة وقلب مكلوم قرصه الأسى وأذبله العويل):

أكليب إن النـار بعدك أخمدت     ونسيت بعدك طيبـات المجلـس

أكليب من يحمي العشيرة كلها     أو من يكر على الخميس الأشوس

من للأرامل واليتامى والحمى     والسـيف والرمح الدقيق الأملــس   (ص 15)

   إن الفقيد الملك كليب جدير بهذه المرثاة الممجدة لصنائعه النبيلة؛ فهو القائد الاستثناء الذي لا يشغله شاغل سوى واجبه تجاه بلاده ورعيته، وهذا هاجسه الذي يحثه على الاضطلاع بمسؤولياته العامة، فهو لوطنه وبني وطنه الأعزاء.

ومن نافلة القول هنا إننا لا نقدر على رصد غيمات الحب جميعها في هذه العجالة لأن هذا التتبع يتطلب صفحات عديدة؛ لذا آثرنا أن نتخيّر بعض المحطات الأدبية ذات الطابع الإنساني المحض.

يصطفي شاعرنا الناقد محمد عدنان قيطاز الشاعر واروجان، صاحب (أنشودة الخبز) من الأدب الأرمني. يقول شاعرنا قيطاز في معرض دراسته للشاعر واروجان:

نظم واروجان الشعر وهو طالب على مقعد الدراسة، وتأثر في رحلته إلى إيطاليا وغيرها من دول أوربا بكبار الكتاب والشعراء القدماء والمعاصرين أمثال جان جاك روسو وفيكتور هيجو وشيكسبير وتولستوي… إلى جانب عدد من أدباء الأرمن. (ص 96)

ههنا تتبدى فطرية موهبة واروجان لأنها جبلية تلقائية، عززتها اطلاعاته على رؤى أولئك الأدباء الإنسانيي النزاعات والمضمونات الذين سطروا ملاحم تخطت الحدود الجغرافية والزمنية والإثنية. يمضي شاعرنا الناقد في ترجمته لواروجان فيضيف قائلاً:

   بدأ رحلة الإبداع في عالم جديد. وكانت قصائده تحظى باهتمام معاصريه لأنه كان ابن بيئته يشعر بشعور الآخرين ويتحسس آلامهم ويغني طموحاتهم وتطلعاتهم.

   وللشاعر الفرنسي لامرتين نصيبه في هذه الدراسات الأدبية، إذ يعنون شاعرنا الناقد قيطاز دراسة بـ: صفحة مطوية من حياة لامرتين السياسية؛ شاعر من فرنسا. (ص 117)

يعرض شاعرنا الناقد قيطاز مسيرة لامرتين السياسية، التي تجلت في كتابه (تاريخ الجيرونديين) الذين كانوا يؤمنون بالحرية الشخصية… ويحلمون برؤية فرنسا وقد استقر بها الحال إلى حياة باهرة خالية من الشوائب.

تسير وفق دستور جمهوري، ونددوا بالمجازر الوحشية التي خيمت على فرنسا في عهد الإرهاب ويخلص شاعرنا قيطاز إلى رؤيته للامرتين شاعراً وسياسياً فيقول:

وإذا كان لامرتين الشاعر يستمد مصادر وحيه من نوازع القلب وجمال الطبيعة وحماسة الإيمان، فإن لامرتين السياسي يعتمد في نضاله على إيمانه بمبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام العالمي. (ص 121-122)

يشير النظر الفاحص إلى أن نضال لامرتين في سبيل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام العالمي ماهو إلا لبنة الأساس في مشروع الأدباء الذي يرمي إلى إرساء عالم الإنسانية المثالي القائم على أسس الخير والحق والسلام.

هذا هو هدف شاعرنا الناقد قيطاز الأدبي في كتابه هذا، إنه انتصار (للحق والفضيلة) (ص 7)؛ وهذه هي رسالة الأدب الجليلة، إنها التزام المثل الفاضلة: الخير والعدالة والسلام، فهذه المثل تضمن سيادة الإنسانية ودحرها للوحشية والأثرة اللتين تقضان مضجع بني البشر. وتحية لشاعرنا الناقد محمد عدنان قيطاز الذي أدلى بدلوه في موضوع مسيرة الأدب السياسي نحو حياة هانئة تقوم على القيم المثالية.

وفاته:

توفي الشاعر محمد عدنان قيطاز يوم الأربعاء في 23 فبراير 2022م عن عمر ناهز 86 عامًا.

أصداء الرحيل:

   وكتب الشاعر د. خالد حسن هنداوي قصيدة أهداها إلى أديبنا الكبير، وشاعر حماة الراحل المرحوم محمد عدنان قيطاز رَوَّحَ الله رُوحه، ونَوَّر ضريحه وهي تحت عنوان ( غداً نلقاك ), يقول فيها:

بنفسي قد فَدَيتُ أبا فِراسِ     عظيمَ القدرِ في قلبٍ وراسِ

وكنتُ أراه لي طَيْفاً ورُوحاً لروحي في العَلاءِ بِلا التِباس

إذا طَلَعَ الصَباحُ شَهِدْتُ شَمْساً على قمرٍ أنار دُجى الأماسِي

’’حماة‘‘ نعتك شَاعِرَها المُجَلّي وشامَةَ شامِها الآسي المواسي

وكنتَ لنا مؤرخنا تَلِيْداً     وتُطْرِفُ في المَبَاهِجِ والمآسي

قضيتَ العمرَ في الجُلّى مَدِيْداً على صَبْرٍ بِدهرٍ فيك قاس

قوياً قاهراً هولَ الرزايا.     وإن آدتْ بِبَلْوى وانتكاس

وقد رَبَّيْتَ آساداً كراماً. وطيبُ الغرسِ مِنْ طيبِ الأساس

رجَوْتَ الله في الدنيا وكيلاً. فأبشر بالوفا من دون ياس

لك الوطن المفدّى كهف حبٍ. فعنه دفعت بالغُررِ الشِّماس

أديبَ الجيلِ فَقْدُك فَقْدُ نفسٍ    لها الأنفاسُ شُدّت باحتباس

حبيبَ الكل إما غِبْتَ عنا.    فإنك راسخٌ مثلُ الرواسي

إلى قدر الإله لنا قلوبٌ        تُسَلِّمُ إذ مَلِيْكُكَ خير آس

جوارُك للحبيب أعَزُّ شأناً     وتَشْرَبَ مِنْ يَدَيْهِ ألذَّ كاس

غداً نَلْقاك يا قُطْبَ القوافي   وتُنْشِدُ في النعيمِ خيارَناس

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

المراجع:

١_الموسوعة التاريخية الحرة.

٢_ صفحة د. خالد هنداوي.

٣_ وقد نشرت أنشودة الشهداء بمجلة الشهاب السورية عدد11.

ونشرها حسني أدهم جرار وأحمد الجدع في أناشيد الدعوة الإسلامية: ج4، ص 5

4-مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1039