الشيخ الداعية الخطيب عبد الرؤوف أبو طوق

sdffds1065.png

(1332 - 1418 هـ / 1914 - 1998م)

هو الشَّيخ الداعية عَبد الرؤوف أبو طوق ذلك الخطيب والداعية السوري من دمشق، انتُخب نائبًا في البرلمان السُّوري عن الغوطتين، مُمثلًا عن جماعة الإخوان المُسلمين في سنة 1954م، وكان عُضواً في مجلس الأُمَّة زمن الجمهورية العربية المتحدة لغاية 1961م، وقد شارك في تأسيس رابطة العلماء بدمشق.

أسرته، ونسبه:

هو عبد الرَّؤوف بن محمَّد بن رسلان أبو طوق، يعود أصلهُ إلى الشَّيخ محمَّد سعيد المشهور بأبي طوق (جد الأسرة في دمشق وحماة)، بن جمال الدين بن محمد بن عثمان بن علي بن محمد بن علي البراقي بن نصر الله البراقي بن منصور بن عبد القادر الرفاعي بن أحمد شهاب الدين بن أحمد عامر بن محمد قراجا بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر زين الدين الخميرة بن حسين بن محمد جمعة جمعة بن أحمد ركاب (الجد الجامع لآل المجذوب، والركابي، والنفاخ، وأبو طوق) بن عبد الله بن راجح بن إسماعيل الكيال ابن أبي الحسن علي الحريري (الجد الجامع للسادة الحريرية) بن علي عبد المحسن بن عبد الرحيم بن سيف الدين عثمان بن حسن بن محمد عسلة بن أبي الفوارس الحازم بن أحمد المرتضى بن علي أبي الفضائل بن الحسن الأصغر رفاعة الهاشمي، بن أبي رفاعة المهدي بن محمد بن الحسن الأكبر بن الحسين عبد الرحمن الرضي بن أحمد الصالح بن موسى الثاني أبي سبحة بن الأمير إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشِمي القُرشيّ رضي الله عنهم.

وأما والدته فهي من عائلة مسلمة ملتزمة من بلدة الكسوة.

طفولته، وتعليمه المبكر:

ولد الشيخ عبد الرؤوف أبو طوق في مدينة الكسوة، مسقط رأس أمه لعائلة مُتديَّنة عام 1914م، ويُقال 1912م، وهو سليل أسرة من مدينة حماة، تعود أصولها إلى الإمام أحمد الرفاعي الحسيني، مؤسس الطريقة الرفاعية.

الدراسة، والتكوين:

لقد ملأ طلب العلم حياة الشّيخ عبد الرؤوف أبو طوق نصف عمره المبارك، وأخذت الدّعوة إلى الله تعالى والعمل السّياسيّ نصفه الآخر.

فقد تلقَّى تعليمه الشرعي في جامع الكسوة الكبير على يد الشيخ المُربي محمد الغنيمي، ثم حينما كبر، درس في مدارس الجمعية الغرَّاء تحت إشراف وتعليم الشيخ علي الدقر في دمشق، إضافة إلى دروسه العامة والخاصة في مساجد دمشق.

وأخذ العلوم الشرعية ولاسيما علم الحديث عن المُحدَّث الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله.

ويقول الشيخ أبو طوق: “لا زلت أذكر الشيخ بدر الدين في جامع حران العواميد، وهو ينظر إلىّ مبتسماً، وأنا أرقى المنبر لأول مرة، وأشعر بإمداده الروحي والقلبي.”

الوظائف، والمسؤوليات:

درَّسَ سنين عدّة في مدارس الجمعيّة الغرّاء، وتخرج على يديه عدد من الأجيال.

شارك الشيخ عبد الرؤوف أبو طوق في سنة 1954م في تأسيس رابطة العلماء مع الشيخ أبي الخير الميداني، واختير أميناً للسّر برابطة العلماء.

انتخب رئيساً لجمعيّة أرباب الشّعائر الدّينيّة.

تولّى الخطابة أكثر من خمسين سنة حيث تولّى الخطابة في جامع الصحابة رضي الله عنهم، ثم في جامع باب مصلّى في الميدان، ثم جامع تنكز وأخيراً في جامع الثريا لغاية عام 1966.

توقف عن الخطابة بسبب سفره، وعاد إليها في منتصف الثمانينيات في مسجد علي بن أبي طالب، ثم في جامع الأكرم في منطقة المزة.

الحياة السياسية:

انتسب الشيخ عبد الرؤوف في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين، وانتخب نائباً عن الغوطتين في أول مجلس نيابي منتخب بعد سقوط حكم أديب الشيشكلي سنة 1954م.

لم ينجح من قوائم للإخوان المسلمين في تلك الانتخابات إلا نائبين فقط وهما الشّيخ أبو طويق، ومحمد المبارك.

اتخذ من مقعده النيابي منبراً لمحاربة التحرر في المجتمع الدمشقي، وأيد الوحدة السورية المصرية عند قيامها سنة 1958.

وفي زمن الجمهورية العربية المتحدة انتخب نائباً عن دمشق في مجلس الأمة لغاية وقوع انقلاب الانفصال يوم 28 أيلول 1961.

وبعد تقدّمه في السّنِّ كان الشّيخ لا ينقطع عن المشاركة في تشجيع طلبة العلم.

صفاته، وأخلاقه:

عُرف الشّيخ بمحبّته للجميع وخدمته للنّاس، وإكرامه لضيفه، وتعاونه مع سائر العاملين في الدَّعوة، وكان ممثلاً لجماعة الإخوان في المجلس النيابي، وكان يدعو إلى وحدة الأمّة، ويكره الفرقة والخصام، وكان يحبّ طلّابه، ويدفعهم إلى العمل والإقدام، ومنهم طالبهُ الشيخ هِشام عِزَّ الدّين من مضايا، فقد كان مُحبًا لقضاء عطلة الصيف فيها، وكان يسعى في حوائج الناس ومصالحهم، لا يغضب إلّا لله عزّ وجلّ، وكان زاهداً، متواضعاً لا يحب الشهرة، طيب القلب، لطيف المعشر.

ممّا أكرمه الله تعالى به:

كان الشّيخ رحمه الله تعالى يكثر من الصّلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولقد ذكر قصّة ليدلّ الحاضرين على فضل الصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: كنت أصلّي على النّبي صلّى الله عليه وسلّم بالصّيغة التّالية: اللهمّ صلّ على عبدك ونبيّك ورسولك النّبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلّم، وبعد فترة من الزّمن قلت في نفسي: لو أنّي أضفت إلى هذه الصّيغة (وحبيبك) فصرت أقولها: اللّهم صلّ على عبدك ونبيّك ورسولك وحبيبك النّبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلّم، وبعد ثلاثة أيام ودون أن أخبر أحداً جاءني (فلان) أحد أصحاب المصانع النّسيجيّة في حلب، وقال لي: لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النّوم، فقلت له: يا رسول الله، علّمني صيغة أصلّي بها عليك؟ فقال: اذهب إلى الشّيخ عبد الرّؤوف وقل له يعلّمك.

زهده:

بقي المال طيلة حياة الشّيخ في يده لا في قلبه، سُئل مرّة هل مدَّ الشّيخ عبد الرؤوف يده يوماً لأحد، أو قبل أعطيات أحد؟ فقال -متحدّثاً بنعمة الله تعالى-: على العكس تماماً، فقد كان كثير من أصحاب الأعمال والتّجارات ينتفعون منّي في بعض صفقاتهم، ولم يعوزني الله لأحد من خلقه، حتّى أولادي الّذين فتح الله عليهم خيراً وافراً، ما احتجتُ يوماً أن أمدَّ لهم يدي بالأخذ أو مجرّد الطّلب، بل لم تعرف يداي إلّا الدّفع والعطاء للجميع.

   وفي آخر عمره كان إذا سأله أحد عن حاله؟ يقول: (إيش ما يريد الله نحن حاضرين).

وفاته:

   توفي الشيخ الداعية عبد الرؤوف أبو طوق في مسجد الشّيخ أرسلان الدّمشقي، في يوم الجمعة، يوم 16 شوال 1418 هـ. الموافق لـ 13 مارس 1998م، وبعد أن أكمل الخطيب الخطبة، وهتف المؤذن للصّلاة: الله أكبر، قال الشّيخ عبد الرؤوف: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمّداً رسول الله. ثمّ لحق بالرفيق الأعلى، وصُلِّيَ عليه في اليوم التّالي بعد صلاة العصر، ودُفن في مقبرة البوابة بالميدان، وذلك عن عمر ناهز 84 عامًا.

وصُلِّيَ عليه في اليوم التّالي بعد صلاة العصر، ودفن في مقبرة البوابة بالميدان رحمه الله تعالى.

وقد قضى حياته ببذل المال، والعلم، والجاه، والجهاد السياسي، ومناهضة الظلم والفساد والاستبداد، والإصلاح بين الناس.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

مراجع:

١_ الموسوعة التاريخية الحرة.

2-رابطة العلماء السوريين.

3- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1065