الشيخ المجاهد الشهيد صالح محمد سليمان العاروري

dsgg1073.jpg

 (19 أغسطس 1966 - 2 يناير 2024) 

     هو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني، نائب سابق لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ساهم بتأسيس (كتائب القسام) الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية، يعد الرأس المدبر لتسليح كتائب القسام.

   أعتقل وقضى نحو 15 عاماً في سجون الاحتلال، ثم أبعد عن فلسطين. 

 أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار «صفقة شاليط».

  اغتيل مساء الثلاثاء 2 يناير 2024 اثر غارة جوية اسرائيلية استهدفت مكتبه في المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية.

النشأة، والتعليم:

   ولد في قرية عارورة قضاء رام الله عام 1966. 

   تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في فلسطين. 

  وحصل على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل.

الوظائف، والمسؤوليات:

إلتحق بالعمل الإسلامي في سن مبكرة في المدرسة ونشاط المساجد.

  ثم قاد العمل الطلابي الإسلامي (الكتلة الإسلامية) في الجامعة منذ عام 1985 حتى اعتقاله في عام 1992م.

تأسيس كتائب القسام:

   تعتبره إسرائيل أحد أهم مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية، واتهمته إسرائيل بأنه يقف خلف عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل، حيث أعقبت الاتهام بهدم منزله. 

  حيث قام بالبدء في تأسيس وتشكيل جهاز عسكري للحركة في الضفة الغربية عامي 1991-1992، مما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992م.

اعتقل لأكثر من 18 سنة في السجون الإسرائيلية، وعندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام 2010 تم ترحيله إلى سورياً لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم غادر إلى تركيا مع تفاقم الأزمة السورية، ويعتقد أنه لعب دوراً محورياً في اتمام صفقة شاليط.

في السجون الإسرائيلية:

اعتقل إداريا خلال السنوات 1990-1991-1992م حتى 2007 (15 سنة) بتهمة تشكيل الخلايا الأولى للكتائب القسامية في الضفة، ثم أعيد اعتقاله بعد ثلاثة شهور من الإفراج عنه، ولمدة ثلاث سنوات حتى سنة 2010م حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.

إبعاده:

  تم ترحيله إلى سوريا، واستقر بها لمدة ثلاث سنوات، ومع بداية الأزمة السورية غادرها إلى تركيا في شهر فبراير عام 2012، واستقر بها، ثم بعد سنوات غادر تركيا، وتنقل بين عدة دول من بينها قطر وماليزيا، واستقر أخيرًا في الضاحية الجنوبية في لبنان.

في القيادة السياسية:

اختير عضوا في المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية- حماس عام 2010م وحتى أكتوبر 2017

في التاسع من أكتوبر عام 2017 أعلنت حركة حماس عن انتخاب العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية خلال انعقاد مجلس شورى الحركة مؤخراً.

وكان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار «صفقة شاليط».

هدم منزله:

في 20 حزيران/يونيو 2014، بدأت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) فجر الجمعة، بهدم منزله في منطقة عارورة شمال غرب رام الله.

  وسلمت قوات الاحتلال في منتصف تلك الليلة عائلة العاروري قراراً بهدم منزله.

   وكانت قوات الاحتلال هددت منذ بداية الحملة باستهداف منازل قادة حركة حماس في الضفة رداً على اختفاء 3 مستوطنين في الضفة الغربية منذ سبعة أيام.

  في 1 نوفمبر 2023، قامت قوات الاحتلال مرة أخرى بهدم منزله الخالي من السكان في رام الله أثناء معركة طوفان الأقصى.

حوار مع صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (الأناضول)

6/9/2023

    تعيش الضفة الغربية الفترة الأكثر سخونة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، ويتزامن ذلك مع صعود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة تُجاهر بنيتها ضم الضفة وتوسيع الاستيطان وحسم الصراع.

    حول هذه الحالة حاورت الجزيرة نت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، الذي تتهمه إسرائيل بتفجير الأوضاع بالضفة الغربية. وسألته عن موقف الحركة من تصاعد الأحداث هناك، وعن سبب تركز أعمال المقاومة في شمال الضفة الغربية.

   وتطرق الحوار، الذي سينشر كاملا ظهيرة اليوم، إلى تطور سلاح المقاومة في الضفة مثل الصواريخ المحلية الصنع والعبوات الناسفة، والرسائل التي تحملها هذه الأسلحة.

   وأجاب العاروري عن الأسئلة المتداولة حول علاقة حركة حماس بكتائب المقاومة في جنين ونابلس وغيرهما، هل هي علاقة مباشرة ومؤثرة أم علاقة تنسيق ومباركة؟

   وتناول الحوار مع العاروري إستراتيجية حركة حماس في ظل تعدد جبهات المواجهة، أو ما يسمى (وحدة الساحات)، وعن علاقاتها الإقليمية، إضافة لتأثيرات الوضع الدولي على الساحة الفلسطينية.

   وعن الوضع الإسرائيلي الداخلي تناول الحوار رؤية حماس لصعود اليمين الديني الإسرائيلي إلى سدة الحكم، ومستقبل الصراع مع الاحتلال في ظل تصاعد هجمات المتدينين والمستوطنين على المواطنين الفلسطينيين.

   وكان لا بد من تناول قضية الأسرى التي تشكل واحدة من أبرز هموم القضية الفلسطينية، وبرنامج حركة حماس لإنهاء هذا الملف ودعم صمود الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الاغتيال:

    اغتيل صالح العاروري في مساء يوم 20 جمادى الآخرة 1445هـ الموافق 2 كانون الثاني/يناير 2024، عن عمر ناهز السابعة والخمسين بعد 88 يوماً على بدء معركة طوفان الأقصى، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مكتبًا لحركة حماس في المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية، وأسفرت عن مقتله مع اثنين من قادة القسام وثلاثة آخرين على الأقل كانوا في نفس المكان. 

  إضافة إلى جرح 10 من السكان والمارة في المنطقة.

رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

بسم الله الرحمن الرحيم  

*بيان نعي الشهداء للشعب والأمة* 

{مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا} 

   بكلّ معاني الفخر والاعتزاز، وبمزيدٍ من الإيمان والإصرار على مواصلة درب الشهداء، ننعى إلى شعبنا الفلسطيني في كلّ ساحات الوطن وخارجه، وأمَّتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، القائد المجاهد، والقامة الوطنية الكبيرة: 

   الشهيد الشيخ صالح العاروري (أبو محمَّد) نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قائد الحركة في الضفة الغربية. 

وإخوانه القادة/ 

القائد القسامي سمير فندي - أبو عامر 

القائد القسامي عزام الأقرع - أبو عمار 

وعدد من إخوانهم من كوادر وأبناء الحركة، وهم: 

الأخ الشهيد محمود زكي شاهين 

الأخ الشهيد محمد بشاشة.

الأخ الشهيد محمد الريس.

الأخ الشهيد احمد حمود 

   الذين ارتقوا إلى ربهم شهداء، مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة اللبنانية بيروت، إثر عملية اغتيال جبانة، نفذها العدو الصهيوني، في عدوان همجي وجريمة نكراء تثبت مجدّداً دمويته التي يمارسها على شعبنا في غزة والضفة والخارج وفي كل مكان. 

أبناء شعبنا المجاهد: 

    نؤكّد أنَّ اغتيال الاحتلال الصهيوني للأخ القائد الوطني الكبير المجاهد الشيخ صالح العاروري، وإخوانه من قادة الحركة وكوادرها ، على الأراضي اللبنانية هو عمل إرهابي، مكتمل الأركان وانتهاك لسيادة لبنان، وتوسيع لدائرة عدوانه على شعبنا وأمتنا. ويتحمّل مسؤولية تداعياته الاحتلال الصهيوني النازي، ولن يُفلحح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى شعبنا ومقاومته الباسلة. 

    لقد امتزجت الدماء الطاهرة للقائد الشهيد الشيخ صالح العاروري وإخوانه مع دماء عشرات الآلاف من شهداء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج ودماء شهداء الأمة في معركة طوفان الأقصى من أجل فلسطين والأقصى. 

    لقد مضى القائد الشيخ صالح العاروري، وإخوانه إلى ربّهم شهداء، بعد حياة حافلة بالتضحية والجهاد والمقاومة والعمل من أجل فلسطين، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ونالوا أسمى أمانيهم على درب ذات الشوكة، وتركوا من خلفهم رجالاً أشدّاء يحملون الرّاية من بعدهم، ويكملون المسيرة، دفاعاً عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا حتى التحرير والعودة بإذن الله. 

    وإن حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبداً وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين، هذا هو تاريخ المقاومة والحركة بعد اغتيال قادتها أنها تكون أشد قوة وإصراراً. 

   تقبل الله القائد الشهيد الشيخ أبو محمّد وإخوانه ورفاقه وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة. 

وإنّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد 

حركة المقاومة الإسلامية حماس 

الثلاثاء: 20 جمادى الآخرة 1445هـ 

الموافق: 02 يناير/ كانون الثاني 2024م 

سنوات السجن وآخر اتصال.. والدة صالح العاروري تتحدث عن ابنها الشهيد

الأربعاء 3 يناير 2024

والدة صالح العاروري تتحدث لـ "العربي" عن ابنها الشهيد بعد اغتياله في بيروت

في حديث خاص مع "العربي"، كشفت والدة الشهيد صالح العاروري أنها لم تره منذ أكثر من 20 عامًا متحدثةً عن السنوات التي قضاها ابنها بسجون الاحتلال قبل أن يستشهد أمس في العاصمة اللبنانية.

فقد اغتال الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء، القيادي في "حماس" صالح العاروري، بضربة صاروخية بواسطة مسيّرة استهدفت مكتبًا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت. 

ويبلغ العاروري من العمر 57 عامًا، ويشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ويعدّ أول قيادي بارز في الحركة يتم اغتياله في الخارج منذ بداية العدوان على القطاع.

حرمت من ابنها منذ سنوات

وتكشف والدة العاروري لمراسلنا أن ابنها الشهيد مكث معها لمدة 3 أشهر فقط عقب خروجه من السجن، قبل أن يضيّق عليه الاحتلال ويجبره على الابتعاد عن أرضه مغادرًا إلى سوريا.

ومن تركيا انتقل العاروري إلى قطر وقضى أيامه في السفر من دولة إلى أخرى في إطار عمله القيادي بحركة "حماس" بحسب والدته، التي تؤكد أن الشيخ صالح "تعب كثيرًا في حياته، وكان دائمًا مشتتًا".

اغتيال صالح العاروري في بيروت.. إسرائيل تتأهب وحزب الله يتوعد بالرد

وتضيف والدة الشهيد: "حتى عياله دشرهم.. رحمة الله عليه". 

وعن الاتصال الأخير بينها وبين صالح تروي السيدة الفلسطينية أنه كان حريصًا على معرفة ما إذا كان ينقصها شيء، وألح عليها لمعرفة إذا كانت ترغب بأي أمر.

 فردّت الوالدة على ابنها حينها أنها لا ينقصها شيء سوى مشاهدته وأطفاله عندها بحسب ما تروي لـ"العربي"، مضيفةً أن جوابه كان: "انشالله يا أمي.. ربنا كريم".

سنوات سجن صالح العاروري

  أما عن السنوات التي أمضاها صالح في سجون الاحتلال، فتقول والدته إنه قضى 15 عامًا في السجن قبل أن يطلق سراحه ليعود الاحتلال ويسجنه 3 سنوات أخرى.

وتردف والدة الشهيد: "18 عامًا، لم أترك سجنًا إلا وقصدته".

  يذكر أن العاروري يعتبر من مؤسسي كتائب "القسام"، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية، وتتهمه إسرائيل بالإشراف عليها وتوجيهها لسنوات.

  وفي أغسطس/ آب المنصرم قال صالح العاروري: "أنتظر الشهادة وأشعر أنني طولت"، في إشارة إلى التهديدات الإسرائيلية بالقضاء على قادة "حماس" سواء في قطاع غزة أو في الخارج.

شقيقة العاروري للأناضول: اغتياله لن يوقف النضال والمقاومة (مقابلة)

** عائلة القيادي بـ"حماس" صالح العاروري الذي اغتيل في بيروت: - شقيقته دلال: عائلتنا أوعزت بفتح بيوت تهنئة باستشهاده ودمه ليس أغلى من دماء أهل غزة، الأمر جلل، لكنه نال أمنيته

03.01.2024 

رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

** عائلة القيادي بـ"حماس" صالح العاروري الذي اغتيل في بيروت:

- شقيقته دلال: عائلتنا أوعزت بفتح بيوت تهنئة باستشهاده ودمه ليس أغلى من دماء أهل غزة، الأمر جلل، لكنه نال أمنيته.

- والدته عائشة: كان دوما يتواصل معنا ويطمئن علينا، ويسأل عن الجميع، كان محبوبا عند الله والناس.

"اغتيال صالح لن يثني شعبنا عن نضاله ولن يكسر المقاومة"، هذا ما قالته شقيقة القيادي الفلسطيني صالح العاروري بعد اغتياله بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقرا لحركة "حماس" في ضاحية بيروت الجنوبية وأسفرت عن 6 شهداء آخرين وإصابة 11 شخصا، وفقا للحركة.

   مراسل الأناضول، زار الأربعاء الشقيقة دلال العاروري (60 عاما) والأم عائشة العاروري (81 عاما) في بيت الأخيرة بقرية عارورة شمال غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، والذي تحول إلى محط اهتمام شعبي ووسائل إعلام عربية ودولية.

    شقيقة الراحل صالح قالت للأناضول، إن "اغتياله لن يكسر المقاومة، وهذا دليل فشل الاحتلال".

   وتذكر العاروري أنها تواصلت آخر مرة معه يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (بدء الحرب على غزة)، ثم انقطع الاتصال حفاظا على أمنه.

    وتضيف: "لكل شيء حكمة، اغتيال صالح لن يثني الشعب الفلسطيني عن نضاله ولن يكسر المقاومة، ستخرج قيادات جديدة".

   ومضت قائلة: "أنظر! إسرائيل أجرمت في 2002 في مخيم جنين، خرج جيل أقوى من السابق، ما بالك بالجيل الحالي الذي يشاهد هذه الحرب".

   وفي 2002 شن الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على مخيم جنين استمر عدة أيام أسفر عن مقتل 52 فلسطينيا، وخلف دمارا هائلا في البيوت والبنية التحتية.

   وأردفت العاروري: "نحمد الله، شهادة وفخر لفلسطين والأمة، ودمه (صالح) كما بقية الشهداء ليس أغلى من دماء أهل غزة، رغم أن الأمر جلل، ولكن هذه أمنيته وقد نالها".

   وتابعت: "صالح تحققت أمنيته" في إشارة إلى أمنياته بالموت شهيدا.

    وأشارت إلى أنها التقت بشقيقها خلال موسم الحج الأخير في السعودية (أواخر يونيو/ حزيران) وعقب عودتها إلى الضفة الغربية حقق معها ضابط مخابرات إسرائيلي على الحدود الفلسطينية الأردنية.

   وعن ذلك تقول: "سألني الضابط عن الشيخ (صالح)، وقالت له بحمد الله قوي، فأخبرني أنه بقي القليل لاغتياله".

   وكان ردها عليه وفق قولها: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، صالح يتمنى الشهادة أكثر مما تتمنون قتله".

   وأردفت شقيقة القيادي أن "عائلتها أوعزت بفتح بيوت تهنئة (في الضفة الغربية وخارجها) باستشهاد شقيقها".

وعن أخيها تقول: "كان مثالا للأخ والأب منذ الصغر، كان طفلا يشتري لنا من مصروفه الشخصي لكي يدخل البسمة لقلوبنا، كبر وهو كذلك".

   ولفتت إلى أن القيادي صالح كان يهتم بعائلتها وأطفالها وهو معتقل كونها فقدت زوجها قبل سنوات.

   وتضيف "الشيخ (صالح) كان مثالا لرجل الإصلاح في بلدته عارورة، لديه شخصية محبوبة لدى الجميع بما فيهم أبناء الفصائل الأخرى".

   وأشارت في حديثها إلى المسيرات التي خرجت بعد نبأ اغتياله، وتقول: "رغم ما يفعله الاحتلال هبت الضفة غضبا لاغتيال الشيخ صالح، وهذه رسالة للاحتلال إنه فشل في كل شيء".

وختمت حديثها قائلة: "الاحتلال هدم بيت صالح، لا نفكر بالحجر ولا يهمنا ولم يهتم له صالح".

   وفي 31 أكتوبر، وبعد مرور أقل من شهر على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، فجر الجيش الإسرائيلي منزل صالح العاروري، في بلدة عارورة.

وقبلها بنحو عشرة أيام قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه خلال عملية واسعة النطاق ضد نشطاء "حماس" في عارورة، قام الجنود باستجواب واعتقال عشرات من نشطاء الحركة وتم خلال العملية اتخاذ منزل العاروري مقرا لقوات الشاباك والجيش.

ونشرت صفحات على فيسبوك يشتبه بأن المخابرات الإسرائيلية تديرها صورا للاستيلاء على المنزل وتعليق لافتة كتب عليها "هذا كان بيت صالح محمد سليمان العاروري، وأصبح مقر المخابرات الإسرائيلية".

أما والدة العاروري، فتتوسط بناتها ونساء أخريات، وتستقبل العزاء بوفاة ابنها الذي لم تره منذ 20 عاما، تبكي وتحمد الله، فيما تواسيها بناتها.

وبصعوبة تقول الأم للأناضول إنها لم تشاهد ابنها صالح منذ 20 عاما، حيث اعتقلته السلطات الإسرائيلية وبعد الإفراج عنه بثلاثة أشهر أُبعد إلى خارج الضفة الغربية.

وأوضحت: "بعد أن أفرج عنه زوجناه وبعد 3 أشهر أُبعد".

وتقول إن الشيخ صالح كان يتواصل معهم دوما ويطمئن عليهم، ويسأل عن الجميع، وإن "الجميع كان يحبه، محبوب عند الله والناس".

وزُينت شوارع قرية عارورة برايات حركة "حماس"، ونصبت رايات في محيط منزل عائلة صالح، وفق مراسل الأناضول.

وتقول إسرائيل إن صالح العاروري هو المسؤول عن تصاعد الهجمات ضد الجيش والمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية.

​​​​​​​ومساء الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، بأن إسرائيل اغتالت العاروري في هجوم بصواريخ أطلقتها طائرة مسيرة بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، لتعلن في وقت لاحق ارتفاع حصيلة قتلى العملية إلى 7، بالإضافة إلى 11 جريحا.

وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1990 ـ 1992، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إداريا (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه بحركة "حماس".

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، وبدأ في الفترة الممتدة بين عامي 1991 ـ 1992 بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة بالضفة الغربية.

وفي 28 أغسطس/ آب الماضي حذر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، من أنّ "أيّ اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيا أو فلسطينيا أو سوريا أو إيرانيا أو غيرهم، سيكون له رد فعل قوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات".

ولإسرائيل تاريخ طويل في اغتيال قادة للفصائل الفلسطينية خارج الأراضي المحتلة، وهي عادة لا تتبنى هذه العمليات.

وتوعد مسؤولون إسرائيليون باغتيال قادة "حماس" في دول بينها لبنان وقطر، عقب هجوم الحركة على قواعد عسكرية ومستوطنات بغلاف غزة في 7 أكتوبر؛ ردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى".

ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 22 ألفا و313 شهيدا و57 ألفا و296 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

العاروري شهيداً

كم ذا أودّع إخوتي وبدوري

ويكيدني دهري بكل مُضِير

جلّ المصابُ لفقدكم يا إخوتا 

لا تعجبوا إِنْ خانني تعبيري

جلّ المصابُ لفقدكم ولهوله

حُزني أَقضّ مكامنَ التفكير

يا أيها العارور فقدُك موجعٌ

لم يُبقِ فينا موضعاً لسرور

أتركتنا للعاديات تسومنا 

عسفاً من البلوى بذا الديجور

في ضفة العياش كنت

 مقدماً

ولفتيةالقسام خير أمير

عشتَ الحياة مجاهداً ومقاوماً

ترنو ليومِ النصر والتحرير

وحماس رحت تقودها في إخوة

حملوا لواء الحق والتغيير

لم يثنِ عزمَك ما لقيتَ من العنا

في السجن والإبعاد والتهجير

ونسيتَ ما يعروك من ألم الجرا        

ح ومن ضنى ورضيت بالمقدور

بل كنتَ للأعداء شوكاً بل شجى

وقضضتَ مضجعهم بيوم نفير

وثأرت للأقصى وحق له الفدى

في يوم طوفان أتى بنمير

ولقيتَ ربك مقبلاً لم تنثني

فحباك ما ترجو ليوم نشور

وعزاؤنا أن صار غصنك مورقاً

وستقطف الأجيالُ كلَّ نضير

ويحرر الأقصى وترفع راية

بالحق تخفق والهدى والنور

وتؤول أحلام اليهود إلى هبا

لن يحصد الأنذال شرو نقير

أدعو الإله لك القبول بفضله

أن يروي تربك وابل من نور

يا رب فاقبل جهده وجهاده

وارحم بفضلك صالح العاروري

           عبد الرحمن حياني

   وكتب الشاعر الإسلامي المعاصر مصطفى عكرمة قطعة شعرية مهد لها بالقول:

   *هذا هو قدْرُ قادةِ الجهادِ الحقِّ، لم يتردَّدْ قائدٌ من هؤلاء العِظامِ في أن يتردَّدَ في دفعِ حقِّ الإيمانِ والعِزَّةِ والجهادِ، فها هو القائد الكبير صالح العاروري قد أتبَعَهُ منذ قليلٍ من أحبَّهُ بلقاءِ من أحبَّهمْ واختارَهم إليه، حقَّقَ اللهُ لهذه الفئة المجاهدة نصرَهُ المبين*

قائدٌ إثرَ قائدٍ يتقدّمْ. لا يبالونَ فالشَّهادةُ مَغنمْ

هكذا أثبتَتْ حماسُ لدى الجُلَّى بعهدٍ مع المهيمنِ مُبرمْ

شاءها الله للشَّهادة لـمَّـا ألفُ جيشٍ عن الشهادةِ أحجمْ

كلما ربُّنا أحبَّ لقاءً. بشهيدٍ رأيتَ ألفًا تقدَّمْ

     وكتب الشاعر السوري (أحمد البكري) قصيدة أهداها *لروح الشهيد البطل* *صالح العاروري* يقول فيها:

يا صالحُ العاروري. عَبرتَ دربَ بالنُّورِ

دربُ الشَّهيدِ ضِياءٌ. في رِحلةِ التَّحريرِ

في صُحبةِ المختارِ. وَلِجنَّةِ الأبرارِ

يا عابراً بِفَخارِ. للّهِ خيرَ عُبورِ

نالَ المُنى وأتاهُ. بالموتِ ما يرضاهُ

يخطو وتلكَ خطاهُ. في دربِها للحُورِ

قد فُزتَ بالجنَّاتِ. من بعدِ طولِ ثَباتِ

لتُحقِّقَ الآياتِ دُنيا مَتاعُ غُرورِ

رحم الله شهداء غزة وأبطالها، ونصرهم على من عاداهم ومن خذلهم .

مراجع:

١_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٢_ موقع الجزيرة نت .

٣_ وكالات الأنباء العالمية.

٤_ قصيدة أحمد البكري منشورة في اتحاد الكتاب في سورية .

٥_الموقع الرسمي لحركة حماس.

٦_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1074