الشاعر الداعية الدكتور أحمد عثمان التويجري

dfgdg1077.jpg

(١٩٥٢م _ معاصر)

     هو مفكر وأديب وشاعر وأكاديمي ومحام سعودي عمل أستاذاً في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية وعميداً لكلية التربية لسنوات طويلة، كما كان عضواً في مجلس الشورى السعودي لدورتين متتاليتين، وأستاذاً زائراً في جامعة محمد الخامس في المملكة المغربية. 

     يعد من الوجوه الإصلاحية في المملكة العربية السعودية ومن دعاة الحرية والشورى والمدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة، كما يعد من رموز الدعوة إلي التجديد في الفقه الإسلامي، وله بحوث ومحاضرات ومقالات في هذا الشأن. متفرغ منذ سنوات للعمل في منظمات دولية غير ربحية في أوروبا. 

     تولى عام 1990م صياغة أهم وثيقة إصلاحية للمطالبة بإصلاحات شاملة في المملكة العربية السعودية أيدها ووقع عليها مئات العلماء والقضاة والأكاديميين والدعاة والمثقفين السعوديين كان من بينهم المفتي العام للمملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة، وعرفت تلك الوثيقة واشتهرت في ذلك الحين باسم «خطاب النصيحة».

المولد، والنشأة:

   ولد الشاعر د. أحمد بن عثمان التويجري سنة 1952 (العمر 71–72 سنة).

     يتولى حالياً رئاسة منظمة العدالة الدولية، وهي منظمة غير ربحية متخصصة في قضايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وقضايا حقوق الإنسان الكبرى، كما يتولى رئاسة منتدى السلام العالمي الذي مقره مدينة ديفون لو بان في فرنسا، وهو منتدىً عالمي غير ربحي معنيّ بنشر ثقافة السلام وترسيخ قيم التعايش السلمي بين الشعوب والثقافات، إلى جانب التعريف بدور السلام وأهميته في حماية المستقبل الإنساني.

  وهو عضو الهيئة الإستشارية لمشروع كتاب في جريدة.

الدراسة، والتكوين:

    نال شهادة دار التوحيد في العلوم الشرعية والعربية سنة 1969م.

    وحصل على شهادة بكالوريوس في اللغة الإنجليزية والتاريخ - كلية الآداب والتربية من جامعة الملك سعود 1394هـ/1974م 

     ونال شهادة الماجستير في علم اللسانيات النظري من جامعة أوريجون الأمريكية في سنة 1979م.

   وحصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة من جامعة أوريجون الأمريكية 1399هـ/1983م.

الحياة العملية:

    وهو عضو مجلس الشورى السعودي ابتداءً من 3/3/1418هـ لمدة ثماني سنوات.

  وشغل منصب عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود 1406 - 1412هـ.

  ورئيس قسم التربية بكلية التربية بجامعة الملك سعود 1405 - 1406هـ.

  وأستاذ مساعد بقسم التربية بكلية التربية بجامعة الملك سعود 1405 - 1412هـ.

  ورئيس مجلس إدارة مركز البحوث التربوية بجامعة الملك سعود 1406 - 1412هـ.

  وصار مستشار الشؤون التعليمية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية 1403 - 1411هـ.

  ومستشار قانوني ومدير مكتب مدينة الرياض شركة وايت آند كيس للمحاماة الأمريكية 1413 - 1414هـ

  ومدير عام مكتب التويجري للمحاماة والاستشارات القضائية 1413 - حتى الآن.

  ومدير عام بالدار العالمية للاستشارات التربوية 1413 - حتى الآن.

مدير عام الدار العالمية للترجمة 1413ه حتى الآن

رئيس منتدى السلام العالمي، ديفون لو بان، فرنسا

رئيس منظمة العدالة الدولية، ديفون لو بان، فرنسا

عضوية مجالس ولجان:

عضو المجلس العلمي - كليات البنات - الرئاسة العامة لتعليم البنات 1409 - 1412ه

عضو المجلس الأعلى لكلية الملك فهد الأمنية عام 1408ه - 1410

عضو لجنة مراقبة البرامج الإذاعية والتلفزيونية - وزراة الإعلام 1408 - وحتى الآن.

  عضو مجلس الأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي - الرياض - 1406 - 1412ه

  عضو مجلس أمناءالوكالة الإسلامية للإغاثة - الخرطوم - جمهورية السودان.

رئيس منتدى قرطبة لحوار - قرطبة - أسبانيا.

المؤتمرات، والندوات:

١_ الحرية العلمية في الإسلام والفكر الغربي اللبرالي - باللغة الإنجليزية.

٢_ نحو تجديد أصيل للفكر الإسلامي المعاصر.

٣_ فقه الاختلاف.

٤_ التربية الإسلامية وأثرها في مواجهة الاستعمار في شمال أفريقيا.

٥_ شعر الأطفال وآثاره التربوية.

٦_ المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات التنمية في دول مجلس الخليج - دراسة واسعة

٧_ نحو فقه رشيد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

٨_ الشرعية السياسية بين الأمر بالمعروف والخروج

الأوسمة، والجوائز:

- وسام الدولة التونسية من الرئيس الحبيب بورقيبة 1988م.

  - الجائزة التقديرية السنوية من منظمة محامون من أجل حقوق الإنسان (Lawyers' Committee For Human Rights) نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية 1993م.

- جائزة خدمة العلم، جمعية أم المؤمنين النسائية، إمارة عجمان 2003م. 

قصائده:

سلطان الخير... مشاهد ومواقف

- مجزرة اسطول الحرية

-رسالة شوق إلى الشيخ عبد العزيز بن باز

-إذا شَعبُ مِصرَ أرادَ الحياةَ.

-مرثية في الدكتور عبد المحسن بن عبد الله التويجري

-دروس الزلزال التونسي - مقالة

-يَا شَامُ يَا شَامُ والتاريخُ مُشتَعِلٌ.

- مرثية في الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري

-يا أمة الحق - دم المصلين في المحراب ينهمر.

-اخلع حذاءك ايها البطل.

- هل انتفض التاريخ؟

شعر د. أحمد عثمان التويجري: دراسة موضوعية، وفنية:

    تناول التويجري في شعره عدة أغراض سياسية ودينية، ورثى العديد من العلماء على رأسهم المفتي ابن باز ...

قصيدة للدكتور أحمد التويجري (صيحة الجامع الكبير)

الاثنين 28 ربيع الآخر 1412هـ 

     وأمامي عدة قصائد، تعبر عن مواقف التويجري من خلال هذا الحدث الكبير، هذه قصيدة للدكتور أحمد بن عثمان التويجري.

مداخلة: وهي عن هذا الحدث الضخم الذي تعيشه أمتنا، والذي تبتلى به في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخها، وقبل أن ألقي القصيدة أود أن أبين ثلاثة أمور لا بد من تبيانها في مثل هذا المقام:

أولاً: لا أعتقد أننا نختلف في أن كل من يظن أن إسرائيل، ومن ورائها الصهيونية العالمية تفكر ولو بمقدار واحد في المليون في الدخول في سلام مع العرب والمسلمين، وكل من يظن أن هذا ممكن فهو إنسان أولاً يجهل حقيقة الصهيونية، وثانياً لا يتابع الأحداث، وثالثًا إنسان أعمى الله بصيرته، فهو منعزل عن مسيرة التاريخ؛ لأنه لو تابع مسيرة اليهود عبر التاريخ لعرف من شأنهم غير ذلك، والأمر الثاني: إنني أحزن كلما رأيت هذه الأمة تعالج هذه القضية خارج إطارها الحقيقي. إن معركتنا مع إسرائيل والصهيونية -أيها الأحباب- ليست معركة على حدود، وليست معركة على إقليم، وليست معركة على قرارات سياسية، سواء في الأمم المتحدة وغيرها.

إن معركتنا معركة حضارية تشمل كل جنبات الوجود، والذين يظنون أن معركتنا مع اليهود ستنتهي؛ بجلاء من إسرائيل من فلسطين أيضاً - لا يدركون حقيقة هذا الصراع. إن من ساحات قتالنا وصراعنا مع اليهود، الساحات التي ملؤها بإفسادهم في كل مكان من العالم، لقد أفسدوا النظم السياسية، وأفسدوا النظم الاقتصادية، وأفسدوا الآداب والفنون، وأفسدوا حتى العلوم، فلهم في إفسادها أيادٍ كثيرة وطويلة، ومعركتنا معهم تمتد إلى كل هذه الساحات الحضارية، فلا يجب أن يهدأ للمسلمين بال حتى يطهروا الفكر الإنساني كله من هذا الخبث ومن هذا التدليس في كل ساحات الوجود، هذه هي معركة أمة الإسلام وليس معركة أمتار في فلسطين أو في غيرها.

الأمر الأخير: إن هذا الوطن هو قلب الأمة الإسلامية، وهو مهد حضارتها، وهو قبلتها، ويضم ويحتضن رفاة رسول البشرية كلها عليه الصلاة والسلام، ولا يملك هذا الوطن إلا أن يتخذ الموقف الذي يليق بهذا المقام، لا يملك إلا أن يعرف أنه المستهدف الأول من مخططات إسرائيل والصهيونية. إن مكة والمدينة، وهذا القلب النابض في هذه الأمة هو الهدف البعيد للمخططات الصهيونية، هو ما ترمي إليه العقول التي تسهر في تل أبيب وفي نيويورك وفي غيرها من الأماكن، وهي تريد له أن يتمزق وأن يموت؛ لأن بتمزقه وموته تمزق وموت لأمة الإسلام.

    كان الجامع الكبير في قرطبة معقلاً من معاقل الإسلام العظيمة، وصرحاً من صروح الحضارة، قلَّ أن شهد له التاريخ مثيلاً، في محرابه صلى الفاتحون، وفي ساحاته درس الأئمة الأعلام، من أمثال: علي بن حزم، وابن رشد، والشاطبي، وابن النفيس، والزهراوي، منذ خمسة قرون وهو يطل كل صباح ومساء؛ عبر الوادي الكبير الذي يشق قرطبة، يسأل الطير والنسيم والأنجم والأفلاك عن أحبابه الذين هجروه، وبالأمس خُبِّر أن جماعةً من الأعراب في طريقها إلى مدريد؛ فاشرأب عنقه، وهاجت أشجانه، وجاء بقصيدة مع الاعتذار الشديد للصالحين والمغلوبين على أمرهم من أعضاء الوفود، فليسوا مقصودين بذواتهم:

أرقٌ وليلي مذ فجعت طويلُ أَيُلام في حمل الهوى متبول

مازلت أرقب في شذاك أحبتي فمتى سيشفى يا نسيم غليل

أشقاني المحراب يسأل عنهم مذ فارقوا والمنبر المثكول

والمصحف المطوي يسأل عنهم قد شاقه الترتيل والتأويل

من هؤلاء القادمون أعقبة المجد فوق ركابه محمول

أم طارق تشكو القوارب بأسه الفتح في عزماته موصول

من هؤلاء القادمون؟ جلودهم سمر ولكن في القلوب شهول

لم يستقلوا الصافنات وإنما ركبوا بغالاً سعيهن ثقيل

وتجردوا من كل أبيض صارم للمجد فيه تلألؤ وصليل

جاءوا إلى مدريد بئس مجيئهم لا السعي محمود ولا مأمول

جاءوا إلى مدريد كل عتادهم قول يفوح مهانة وطبول

جاءوا إلى مدريد في أعناقهم شرف العروبة ويحهم مقتول

ويناجي الشاعر المسجد الأقصى المبارك، فيقول:

ياأيها الأقصى الأبي وقد علا فوق المآذن غاصب ودخيل

يا أيها الأقصى الأبي وقد جرى خلف الأعادي خائن وعميل

ويعيب الشاعر على العرب المطبعين مع العدو ...

من هؤلاء القادمون قلوبهم شتى تكاد من النفاق تزول

جاءوا وخلفهم الكرامة تشتكي وبكل نادٍ وحشة وذهول

جاءوا وخلفهم العروبة قطعت مزقاً وجنب المسلمين ذليل

جاءوا يسوقهم الأعادي عنوة فهمُ لهم بين الأنام ذيول

جاءوا ويا بئس المجيء كأنهم حمر تساق إلى الردى وعجول

إني لأنكر هؤلاء فما هموا قومي وما أنا منهم منسول

أنا من كرام العالمين صحائفي بيض ومجدي في الأنام أثيل

أنا من كرام العالمين وإن جثا فوقي الصليب ومنبري مكبول

قومي هم التاريخ في أعتابهم صنع الفخار وكوّن التبجيل

ركبوا المنايا يوم عزت أنفسٌ فجرت بهم نوق لها وخيول

وتقاسموا الدنيا فتوح شهادة وفتوح هدي ساحهن عقول

لم يهتكوا عرضاً ولا أزرى بهم دنس يشين فعالهم وغلول

كانوا الفضيلة في ذرى عليائها كانوا المكارم والزمان بخيل

كانوا العدالة شرعة مهدية كانوا التقى مذ أُحكم التنـزيل

كانوا الهداية للأنام فكلهم للعالمين مبلغ ورسول

أنا من أولئك يازمان وإن غدت بيني وبينهمُ رُبى وسهول

أنا منهمُ مهما تطاول بعدنا وبدا لنا بعد الرحيل رحيل

أنا منهمُ ولسوف يجمع شملنا حبٌ تجذر في القلوب أصيل

حبٌّ تكفكف وجده غرناطة وتذوب من لوعاته إشبيل

حبٌّ على الإيمان شيد بناؤه جذلٌ بكل المكرمات نبيل

أنا منهم ولسوف يأتي طارق ولسوف تدحر للعداة فلول

ولسوف تعلو في المآذن صيحة ويجلجل التكبير والتهليل

قضية الشام:

    وكتب د.أحمد التويجري قصيدة عن سورية يقول فيها ( يَا شَامُ يَا شَامُ والتاريخُ مُشتَعِلٌ ):

    ولقد مهد لقصيدته بقوله: لم يبلغ نظام سياسيٌ من الخِسَّةِ والدَّناءَةِ والحقارة ما بَلَغَهُ نظامُ البعثِ في سوريا خلال مواجهته الهمجية لثورة الشعب السوري العظيم خلال الأشهر الستة الماضية، وفي المقابل لم يصمد شعب من الشعوب العربية في وجه الطغيان والهمجية وآلة الدمار في ربيع العرب مثلما صمد الشعب السوري، فإلى الأحرار والأبطال الذين قدموا أنفسهم وأولادهم وكل ما يملكون ثمناً لحريتهم وكرامتهم وعزتهم أهدي هذه الأبيات.

آليتُ كُلُّ الذي أهواهُ والولدُ

فِداكِ يا شامُ بلْ روحي وما أجِدُ

تَزَاحَمَ الشِّعرُ في صَدري فَمَزّقّهُ

وأشعلَ الوَجدَ حتّى ذَابتِ الكَبِدُ

فَلا تَلومي إذا التاعَ القَصِيدُ جَوىً

إن الشُّجُونَ بِقَلبي اليومَ تَتَّقِدُ

يا شَامُ يا زَهرةَ الدُّنيا وَبَهجَتَهَا

أنتِ السَّناءُ الذي بِالمَجدِ يَنفَرِدُ

أنتِ الضِّياءُ الذي في كلِّ بَارِقَةٍ

وأنتِ قَطْرُ النَّدى والغَيثُ والبَرَدُ

خَابَ الطُّغاةُ وخابت كلُّ زُمرَتِهِمْ

وخابَ ما زَرَعُوا بَغْياً وما حَصَدوا

السَّافِلونَ كِلابُ البعثِ مَنْ نَكَثُوا

كُلَّ العُهُودِ لَكَمْ خانُوا وكم فّسّدُوا

الأرذَلونَ الأولى بالعارِ قد غَرِقوا

المَارِقونَ على الإلحادِ هم مَرَدوا

هَيْهاتَ هَيْهاتَ تَعلوا اليومَ رايتُهُمْ

هَيْهاتَ يَرقى لَهُمْ شأنٌ وإنْ جَهِدوا

هَيْهاتَ يَبقآ لهم صَرحٌ وَقَدْ وَثَبَتْ

كُلُّ الشَآمِ وثَارَ السَّهلُ والنُّجُدُ

يا شامُ يا شامُ والتاريخُ مُشتعِلٌ

كُلُّ البُطُولَةِ في بُرديكِ تَحتَشِدُ

نَهرُ الشَّهادةِ أنتِ اليومَ مَنبَعُهُ

وفي ثّراكِ سَواقي المَجدِ تَتّحِدُ

في رِيفِ دَرعا أغارَ العِزُّ مؤتَلِقاً

وَمن حَماةَ أتاهُ الِّرِّفدُ والمَدَدُ

وفي رُبى حِمصَ قَامَ المَجدُ مُنتَفِضاً

يُخزي الفَسادَ وَيَجلو كُلَّ مَنْ جَحَدوا

وفي حَمى الدَّيرِ دَير الزّورِ مَلحَمَةٌ

مِنَ الفِداءِ تُحيّي كُلَّ مَنْ صَمَدوا

يا شَامُ أنتِ رَبيعُ الأرضِ أجمعَهُ

وأنتِ أنتِ الهَوَى والحُسْنُ والغَيَدُ

وأنتِ مَفخَرَةُ الأوطانِ قَاطِبَةً

وفي بَنيكِ لِواءُ العِزِّ مُنعَقِدُ

يَا شَامُ يَكفيكِ إيمانٌ صَدَعْتِ بِهِ

لَهُ الطّواغيتُ في الآفاقِ تَرتَعِدُ

يا شَامُ لَنْ يُدركَ البَاغُونَ غايتَهُم

أو يَبلُغُوا رَغمَ طُولِ المَكرِ ما قَصَدُوا

وَلَنْ يَنالوا وإنْ خَسَّتْ مَكائدُهُمْ

مِنْ بَأسِ صِيدٍ لِغَيرِ اللهِ ما سَجَدُوا

شعر . يا أهل غزة!:

     وكتب د. أحمد بن عثمان التويجري قصيدة إلى أهلنا المدافعين عن كرامة الأمة، إلى كل مجاهد ومجاهدة وشيخ وطفل في غزة الصامدة، مع الدعاء لهم بالثبات والتأييد والنصر القريب:

سَئِمَ النَّدِيُّ تَجَمُّعَاً مَصْدُوعَا

وَتَكَلُّفَاً نَزَعَ الحَـيَاءَ خَلِيعَا

لمْ تَبْقَ فِيهِ مِنَ الكَرَامَةِ شَعْرَةٌ

حَتَّى غَدَى وَيْحَ الهَـوَانِ صَلِيعَا

يَا أَهْلَ غَزَّةَ وَالزَّمَانُ مُجَلجِلٌ

لَوْ كَانَ يَلقَى في الدِّيارِ سَمِيعَا

كُسِرَتْ سُيُوفُ العُرْبِ إلا سَيْفُكُمْ

مَا زَالَ يَا أُسْدَ الوَغَى مَرفُوعَا

مَا زَالَ رَغمَ القَاعِدِينَ مُجَاهِدَا

مَا زَالَ رَغْمَ النَّائِبَاتِ صَدُوعَا

وندد الشاعر بالخونة الذين حاصروا غزة بل وقف بعضهم إلى جانب إسرائيل في عدوانها ...

يَا أهلَ غّزَّةَ والخِيانَةُ حّـوْلَكُم

شَوْهَاءُ تَسحَبُ ذَيْلَهَا المَقطُوعَا

لِلـَّهِ دَرُّكُمُ وَدَرُّ أَبيـكُمُ

يَا نَاسِـــجِينَ مِنَ الدِّمَاءِ دُرُوعَا

يَا وَاهِبينَ إلى الفِدَى أروَاَحكُمْ

يَا رَاكِضِينَ إلى الجِنَاِن جَمِيعَا

يَا رَافِعِينَ بِصـِــــدقِكُم هَامَاتِنَا

وَمُزَلزِلينَ مِنَ الطُّغَاةِ جُذُوعًا

يَا أَهْلَ غَزَّةَ والشُّجُونُ لَوَاهِبٌ

تَشـْــــوي قُلُوبَاً حُرَّةً وَضُلُوعَا

خَسِيءَ الأَرَاذِلُ كُلُّهُم وَنِفَاقُهُمْ

مَنْ أَصبَحُوا لِلغَاصِبينَ تَبِيـــعَا

مَنْ دَنَّسُوا الزَّيْتُونَ في أَغصَانِهِ

مَنْ أَخـــــبَتُوا للمُعتدينَ خُنًوعَا

مَنْ ضَيّعُوا الأَقصَى وفي سَاحَاتِهِ

نّصّبُوا لِواءً للهَوانِ شَـــــــنِيعَا

لقد أحاط بهم الموت من كل جانب من البر والبحر ولكن بقوا صامدين ...

يَا أَهلَ غَزَّةَ والرَّدَى أَنيَـــــــابُهُ

حُمْرٌ تُجَندِلُ فَارِسَـــًا وَرَضِيعَا

مَنْ عَلَّمَ الأَطفَالَ فِي طُرُقَـــاتِكُمْ

أَنَّ الشَّــــهَادَةَ لا تُحِبُّ جَزُوعَا ؟

مَنْ عَلَّمَ الخَفِراتِ أَنَّ مَصُـــونَةً

تُرْدِي بِأَسْيَافِ الإبَاءِ جُمُـوعَا ؟

مَنْ عَلَّمَ الثَّكْلَى بِأنَّ صُـــمُودَهَا

نَهْرٌ يَرّوِّي لِلجِـــــهَادِ زُرُوعَا ؟

يَا أَهلَ غَزَّةَ وَالزَّمَانُ كِتَــــــابُهُ

بِكِمُ يَمُدُّ إلى السَّـــــمَاءِ فُرُوعَا

مَنْ عَلَّمَ الأَحجَارَ فِي قَبَضَـاتِكُمْ

أَنْ تَستَحِيلَ خَنَاجِرَاً وَشُــمُوعَا ؟

مَنْ عَلَّمَ السَّجَـــدَاتِ أّنَّ دُعَاءَكُمْ

قَدَرٌ يُغِيرُ عَلَى الطُّــغَاةِ مُرِيعَا ؟

مَنْ عَلَّمَ الأكفَانَ أنَّ دِمَــــــاءَكُمْ

غَيْثٌ يُجَدِّدُ في الحَــــيَاةِ رَبِيعَا ؟

يَا أَهـْـلَ غَزَّةَ لَنْ تَذِلُّوا وَالَّذِي

بَعَثَ النَّبَيَّ مُبَشِّـــــرَاً وَشَــفِيعَا

لَنْ يَفرَحَ الأَعدَاءُ مَهْمَا اسْتَوحَشُوا

لَن يُدرِكُوا فِي الصَّامِدِينَ خُضُوعَا

لَنْ تُهزَمُوا وَالحَقُّ فِي رَايَاتِكُمْ

يَختَالُ مَرفُوعَ الجَنَابِ مَنِيعَا

إلى الفلوجة الزهراء:

     وقد وقف الشاعر د.أحمد بن عثمان التويجري إلى جانب الأبطال الصامدين من أبناء العراق.. إلى المجاهدين الصادقين الذين لم يلوّثوا أيديهم بدماء الأبرياء.. إلى الشرفاء الذين يقاومون الاحتلال دفاعاً عن دينهم وأنفسهم وأعراضهم وكرامتهم.. إلى الشعب العراقي الأبي..وكتب قصيدة يؤازر فيها إخوانه هناك يقول فيها:

تَصَدَّ لَهُمْ فَمِثْلُكَ مَنْ تَصَدَّى

وقَاوِمْهُمْ بما أوتيت جهداً

وجَاهِدْهُمْ بإِيِمانٍ وصَبْرٍ

وشَتِّتْ شَملَهُمْ نفياً وطَرْدَا

أيا شَعْبَ العِراقِ وأيُّ شَعْبٍ

لَهُ مَجْدٌ كَما أُوتِيتَ مَجْدا

لَئِنْ رَضِيَ الخَوالِفُ بالدَّنايا

فَإنَّكَ باِلجِهادِ الحَقِّ أَهْدَى

أَعِدْ فَتْحَ المَدَائِنِ مِن جَدِيدٍ

وأَعْلِ لِفَيْلَقِ اليَرْمُوكِ بَنْدا

وجاهد كُلَّ عَادٍ مُسْتَبِدً

ودافعْ كيده وارْدُده رَدَا

فَلا عِزٌّ بِغيرِ دَمٍ مُرَاقٍ

ولا مَجدٌ بِغَيرِ الرُّوحِ يُفْدَى

سَلامٌ ملؤهُ الأشواقُ يندَى

إلى الفَلُّوجَةِ الزَّهرَاءِ يُهْدَى

لكُلِّ مُجَاهِدٍ حُرً أَبِيً

لكُلِّ مُجَدِّدٍ للهِ عَهْدا

لكُلِّ مَصُونَةٍ وهَبَتْ سِوَاراً

وباعَتْ في سَبِيلِ اللهِ عِقْدا

لأحْرارٍ أَبوْا عَيشَاً ذليلاً

فَخاضُوا ساحَةَ الأهْوالِ قَصْدا

ألا هانَ العداةُ بِكُلِّ فَجً

وهانَ كيانُهم عُدداً وعدّا

سَلامٌ مِلؤه الأشواقُ يَنْدَى

وَيَعْبُقُ عَنْبَراً ويَضُوعُ نَدَّا

إلى الأحْرارِ من أحْفادِ سَعْدٍ

إلى الأبْطالِ عُرْباناً وكُرْدا

إلى من أبْطَلوا كَيْدَ الأعادي

وهَدُّوا زُمْرَةَ الطُّغْيانِ هَدَّا

بِكُمْ يا سادَةَ الأوْطانِ نَحْيا

بِكُمْ واللهِ لِلْعَلْياءِ نُهْدَى

بِكُمْ نَزْهو ونردع كُلَّ باغٍ

بِكُمْ نَبْنِي مِنَ الأَمْجادِ طَوْدا

بِكُمْ نَحْمي العَرِينَ إذا ابْتُلينا

بِكُمْ نَلْقى مِنَ الرَّحمنِ وعْدا

أيا شَعْبَ العِراقِ ولَيْتَ شِعْرِي

لَقَدْ نَاديْتُ أبْطالاً وأُسْدا

أعيدوا لِلْفُراتِ المَاءَ عَذْباً

ورَوّوا نَخْلَهُ عِزّاً ومَجْدا

وسَقُّّوا حَوْلَ دِجْلَةَ كُلَّ كَرْمٍ

بِماءٍ لِلشَّهادِة صارَ شَهْدا

ولايَحْزُنْكُمُ باغٍ دَخيلٌ

يُرَوِّعُ أَمْنَكُمْ ظُلْماً وحِقْدا

يُقَتِّلُ أهْلَهُ فِي كُلِّ دَرْبٍ

ويَزْرَعُ لِلْعُداةِ الأَرْضَ وَرْدا

فَإِنَّ الصُّبْحَ رَغْمَ اللّيْلِ آتٍ

وفجر النَّصْر هاهُوَ قَدْ تَبدَّى

29 رمضان 1425هـ

يا أمة الحـق:

     وكتب د.أحمد عثمان التويحري يقول تحت عنوان يا أمة الحق...يدافع فيها عن قضية القدس العادلة...

دم المصلين في المحراب يـنهـمر ..... والمستغيثون لا رجع ولا أثـر

والقدس في قيدها حسناء قد سلبت..... عيونها في عذاب الصمت تنتظر

ويفضح الشاعر جرائم اليهود في فلسطين ولبنان وفي كل مكان...

سلوا الملايين من أبناء أمـتـنـا..... كم ذبحوا أو بأيدي خائن نحروا

سلوا بلادي سلوا لبنان ما برحت .....دمائنا في ثراها بعد تسـتعر

تسائل الليل والأفلاك ما فعلـت ..... جحافل الحق لما جـاءها الـخـبـر

هل جهزت في حياض النيل ألوية ؟..... هل في العراق ونجد جلجل الـغير ؟

  ويحرض الشاعر الداعية شباب المسلمين للقيام بنصرة فلسطين، فيقول:

هل قام مليون مهدي لنصرتـها ؟..... هل صامت الناس هل أودى بها الضجر

هل أجهشت في بيوت الله عـاكفة ..... كل القـبائـل والأحـياء والأسر

تسائل القدس هذا الليل حائرة..... ونحن بالـقـولة النكراء نـعتـذر

ياأمـة الحـق إن الجـرح متسع ..... فهـل ترى من نزيف الجـرح نعـتبر

   ويعيب الشاعر على دعاة القومية العربية الذين خذلوا إخوانهم، وأضاعوا الأرض والعرض ...

قوميـة كم نبحنـا في مقاطنهـا..... قد انتكست فاشتكت من قيحها مضر

شعبية كم نقمنا بـاسمها زمـنـا ..... بهـا اقـتتـلنا فمـا نبـقي وما نذر

غريبـة كم سـقينا من مشاربهـا... سما زعافـا به الطـغيان ينـتـحـر

شـرقية كم جـرحنا من مصائبها.... وجـه قبيـح لـلإسـتعمار مسـتتر

يـا أمة الحق ماذا بعد ؟ قد نفدت.....كل الدعـاوي وكلت دونها الفكر

مـاذا سوى عودة لـلـه صادقة ...عسـى تغـير هـذي الحـال والصور

عسى يعود لنا ماض به ازدهرت....كل الدنى واهتدى من نوره البشر

       وهكذا نرى أن الشاعر الداعية د. أحمد عثمان التويجري قد حمل بين جوانحه وجوارحه رسالة الشعر، فعبر عن هموم أمته المسلمة، وفضح جرائم اليهود وطواغيت العرب، ويكفيه فخراً أن أعداءه يلقبونه حواري القرضاوي.

      حفظ الله الشيخ د. أحمد عثمان التويجري، ونفع بعلمه وعمله الأمة، وفرج عنه وعن إخوانه وأحبابه في كل مكان وزمان.

مصادر الترجمة:

١_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٢_ موقع جريدة الجزيرة السعودية.

٣_موقع الاثنينية: عبد المقصود خوجة .

٤_ موقع دنيا الراي.

٥_مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1077