مع الأستاذ نعمون

معمر حبار

[email protected]

كتبت عن أساتذتي، الذين كان لي شرف التعلم على أيديهم في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعة، ومازلت أكتب كلما سمحت الذاكرة والظرف بذلك، وأفردت لهم مقالات عدة، وأنا كلي فرح وسرور. وفي هذا المقال سأكتب عن أحد أساتذة أبنائي وأبناء الحي، ومن هم الآن أطباء ومهندسون وأساتذة جامعيون، وقضاة.

ولد الأستاذ نعمون بتاريخ 30 أوت 1959، بأولا عبد الله، الشلف. دخل التعليم مذ سنة 1980، يقول عن نفسه " لاأعرف الفشل مع تلاميذي وكانت النتائج دوما 100% خلال إمتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي".

إذا رأيته خيّل لك أنه حديث عهد بالتدريس، فمازال يشع حيوية ونشاطا، وباستطاعته أن يقوم بمهمة التعليم لأمد بعيدا.

ومن خلال المرحلة التي عرفته أستاذا، كانت نتائج تلامذته دائما الأولى في المعدل، والأحسن في الترتيب، والأكثر من ناحية نسبة النجاح، وكانوا المتفوقين في المسابقات التي تجري بين الابتدائيات.

إبنته كانت تدرس في نفس القسم الذي يدّرس فيه تلامذة الابتدائي ، فكان يعاملها بنفس المعاملة التي يعامل بها جميع الطلبة دون إستثناء، وكانت تتحصل على النقطة الضعيفة حين يكون أداءها ضعيفا، وتوبّخ من طرف الأستاذ الأب، حين تقوم بما يستوجب العقاب والتوبيخ. وهذا العدل والتوازن في معاملة البنت التلميذة، هو الذي كان من وراء إقدام التلاميذ على الحرص والمراجعة والمثابرة، لأنهم يدركون مسبقا، أن النجاح لمن يملك أدواته، حتى ولو لم يكن إبن الاستاذ نعمون.

إن الذي دفعني للكتابة عن الأستاذ محمد نعمون، هو تمكنّه الواضح البيّن في اللغة العربية، ماجعل تلامذته يتلقون على يديه قاعدة متينة في اللغة. ويكفي الإشارة إلى أن مستواهم اللغوي الذي تلقوه فيما بعد في المتوسط والثانوي، لايختلف في شيىء عن المستوى الذي تلقوه في المرحلة الابتدائية، لذلك كان تفوقهم واضحا، وتميزهم بينا، بفضل أستاذهم نعمون.

جمع الأستاذ بين الشدة مع تلامذته حين يستلزم المقام، والحنان والرقة والعطف حين يتطلب الأمر ذلك، فأحبه الأهل والتلاميذ، فهو الأب الحنون، والمعلم الصارم ، وهذه من الخصال التي مازالت لحد الآن، ترفعه وتميزه، بثناء الخلق عليه، ونتائجه الحسنة التي تظل تذكره في المجالس العلمية والعامة من الناس.

إن الأستاذ محمد نعمون، بقي على نفس النشاط، بل زاد عليه حين أمسى مديرا للابتدائية علي عزاز بحي بن سونة بالشلف، حيث يفتح أبواب المدرسة على الساعة السادسة والنصف صباحا كل يوم، قبل دخول الحارس، وقبل أي أستاذ أو ولي أمر.

وأختم المقال، بقوله "منذ إنخراطي في التعليم لم أتحصل على أي عطلة مرضية والملف يشهد بذلك".