خير الخلف لخير السلف

إبراهيم خليل إبراهيم

إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

الأرض الطيبة نباتها طيب وهذا ماأكدته الحياة وصفحات التاريخ فالإذاعي القدير الأحمدي الظواهري هو حفيد فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم الأحمدي الظواهري أول شيخ قبيلة عربية يتقلد مشيخة الأزهر،والإذاعي الأحمدي الظواهري منذ طفولته لايعرف إلا التفوق والإخلاص في العمل،عشق الإذاعة منذ طفولته وعندما كان يقدم برامجه الإذاعية في البرنامج الإذاعي الشهير(شريط كاسيت)الذي كان يقدمه الإذاعي القدير عبد الله قاسم(رحمه الله)ثم الإذاعية القديرة نادية حلمي تفوق ونبغ الأحمدي الظواهري بصوته الحسن ولغته السليمة وثقافته العالية،وكنت أقدم برامجي في ذلك البرنامج أيضا مع نخبة من المبدعين،وفي يوم من الأيام كان الإذاعي القدير فاروق الجوهري يتابع البرنامج وبعد إذاعته عبر أثير إذاعة صوت العرب اتصل بالإذاعية القديرة نادية حلمي وقال:(بفريق العمل معك في هذا البرنامج أعمل محطة إذاعية) وهذه الشهادة تعد وساما لأنها صادرة من إذاعي قدير صاحب خبرة جديرة بالتقدير والاحترام،ومرت الأيام والسنوات وحصل الأحمدي الظواهري على الشهادة الجامعية وتقدم إلى اختبارات المذيعين الجدد،وبعد امتحانات متعددة نجح بتفوق،وهاهو ضمن مذيعي التنفيذ بالإذاعية التعليمية،جاء نجاحه بفضل توفيق الله تعالى ثم موهبته وقدراته وثقافته فلا مجاملة ولا وساطة ولا كوسة،أيضا يجيد الإذاعي القدير الأحمدي الظواهري فن الحوار الإذاعي مع ضيوف فتراته الإذاعية وكل من تعامل معه أشاد بموهبته وثقافته المتميزة،ومن لايعلم أذكر حرصه على اللغة العربية السليمة فالقاموس العربي لايفارقه،ومن يتابع الإذاعي الأحمدي الظواهري في فترات البث الإذاعي المباشر يتأكد لديه كلامي هذا فالميكرفون لايعرف المجاملات والمحسوبيات،وكلما استمعت للفترات المفتوحة والبرامج الإذاعية التي يقدمها الإذاعي الأحمدي الظواهري عبر أثير الإذاعة التعليمية أردد:(الأرض الطيبة نباتها طيب) فهو حفيد الشيخ محمد بن إبراهيم الأحمدي الظواهري المولود بكفر الظواهرى بمحافظة الشرقية عام 1887 م وكان أبوه من علماء الأزهر وعُنِيَ بتعليم ابنه وتعهده بنفسه،وتقدم الطالب للامتحان أمام الشيخ محمد عبده الذي ترأس اللجنة بدلاً من الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر وفتح الله على الطالب وأحسن في العرض مما جعل الإمام يُثني عليه ويقول له:(والله إنك لأعلم من أبيك،ولو كان عندي أرقى من الدرجة الأولى لأعطيتك إياها)وبعد حصول الشيخ الأحمدي على العالمية انتدبه شيخ الأزهر للتدريس في معهد طنطا أقدم المعاهد الأزهرية بالأقاليم،وفي شهر أغسطس عام 1907 توفي والده الذي كان يشغل مشيخة معهد طنطا التي تلي من الناحية الرسمية مشيخة الأزهر،وواصل الشيخ محمد بن إبراهيم الأحمدي الظواهري دروسه لطلاب العلم وفي شهر يناير عام 1914 شغل مشيخة معهد طنطا،وفي عهده افتتح المبنى الجديد للمعهد بحضور الخديوي،وقام بتطوير الدراسة وأنشأ عدة جمعيات للطلاب في الخطابة واللغة والتوحيد وأنشأ مجلة للمعهد وأسهم بماله في تكوينها،ولما تولّى الملك فؤاد عرش البلاد أصدر قراره بنقل الشيخ محمد بن إبراهيم الأحمدي الظواهري شيخًا لمعهد أسيوط ،وفي عام 1925 جاءت دعوة غريبة لجعل الأزهر تابعًا لوزارة المعارف ولكن الشيخ الظواهري ثار ورفض هذه الدعوة،في 10 أكتوبر عام 1929 تولى الشيخ الأحمدي الظواهري مشيخة الجامع الأزهر ونهض بالأزهر الشريف وظهرت الكليات الأزهرية، وفي عهد صدر قانون إصلاح الأزهر عام 1930م حيث جعل الدراسة بالأزهر4 سنوات للمرحلة الابتدائية و(5) للمرحلة الثانوية،وألغى القسم العالي واستبدل به 3 كليات هي:أصول الدين،والشريعة،واللغة العربية،ومدة الدراسة بها 4 سنوات،ويمنح الطالب بعدها شهادة العالمية،وأنشأ القانون نظامًا للتخصص بعد مرحلة الدراسة بالكليات،ونقل هذا القانون الطلاب من الدراسة بالمساجد إلى مبان متخصصة للتعليم،وكانت له أياد بيضاء حيث سعى إلى إصدار مجلة ثقافية تتحدث باسم الأزهر وأطلق عليها في أول الأمرنور الإسلام ثم تغير اسمها إلى مجلة الأزهر،وصدرت في 29 مايوعام 1930 الموافق غرة المحرم 1349هـ ،وفي 26 إبريل عام 1935م قدم الشيخ الجليل استقالته،وعرف عن الشيخ الظواهري علمه الغزير،وتواضعه،وزهده في الدنيا،وذات مرة  ناداه أحد العلماء بلقب الإمام الأكبر فقال له:(ما أنا إلا واحد من المشايخ،وما أنا إلا عبد الله محمد الظواهري،ولست أعتقد أن في مركزي هذا أكبر شيخ في الأزهر،بل أعتقد أن الأكبر هو من كان عند الله أكرم،مصداقًا لقوله تعالى:(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)،ولست أعد نفسي إلا خادمًا للأزهروأبنائه،لا رئيسًا له كبيرًا عليه، تحية إلى الإذاعي الموهوب الأحمدي الظواهري خير الخلف لخير السلف،ورحمة على روح الشيخ الجليل الشيخ محمد بن إبراهيم الأحمدي الظواهري ونعم..الأرض الطيبة نباتها طيب فالجذر لايميته التراب.