الفريق سعد الدين الشاذلي

محمد فاروق الإمام

محطم خط بارليف

محمد فاروق الإمام

[email protected]

ولد الفريق سعد الدين الشاذلي في قرية شبراتنا مركز بسيون في دلتا النيل في نيسان 1922م. يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973م.

بعد انضمامه إلى الأكاديمية العسكرية في القاهرة تمتّع بمهنة بارزة كجندي محترف. وقد كان هو مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر في (1954-1959م) ثم بعد ذلك عين كقائد أول قوات عربية موحدة في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة(1960-1961م)، ثم ملحق عسكري في لندن (1961-1963م)، قائد لواء المشاة (1965-1966م) ، قائد القوّات الخاصّة (الصاعقة) (1967-1969م)، ثم قائداً لمنطقة البحر الأحمر (1970-1971م) و في أيار عام 1971م عيّن رئيس هيئة أركان القوّات المسلّحة المصرية حتى عام 1973م، ثم أصبح سفير مصر إلى بريطانيا (1974-1975م) وبعد ذلك إلى البرتغال في 1975م، حتى 1978م بعد انتقاده لسياسات السادات.

حظي الشاذلي بشهرته لأول مره في عام 1941م عندما كانت القوات المصرية والبريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء العربية. وعندما صدرت الأوامر للقوات المصرية والبريطانية بالانسحاب. بقى الملازم الشاذلي ليدمر المعدات المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة.

أثبت الشاذلي نفسه مرة أخرى في عام 1967م عندما كان يقود وحدة من القوات المصرية الخاصة في مهمة لحراسة وسط سيناء، وسط أسوأ هزيمة شهدها الجيش المصري في العصر الحديث وانقطاع الاتصالات مع القيادة المصرية وكنتيجة لفقدان الاتصال بين الشاذلي وبين قيادة الجيش في سيناء، فقد اتخذ الشاذلي قراراً جريئاً فعبر بقواته الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 حزيران وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بحوالي خمسة كيلومترات وبقي هناك يومين إلى أن تم الاتصال بالقيادة العامة المصرية التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فوراً. فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 حزيران كان قد نجح في العودة بقواته غرب القناة.

نجح الشاذلي في تفادي النيران الإسرائيلية والعودة بقواته وجميع معداته إلى الجيش المصري سالماً. فكان الشاذلي آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء (المصدر برنامج شاهد على العصر قناة الجزيرة مع سعد الدين الشاذلي)، كان هو الرأس المدبر و المخطط الرئيسي للهجوم المصري على إسرائيل في حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973م.

في عام 1973م وفي قمة عمله العسكري بعد حرب أكتوبر 1973م تم تسريح الفريق الشاذلي من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيراً لمصر في إنجلترا ثم البرتغال وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر/تشرين الأول والتي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة كما ذكر هو بنفسه في كتابه مذكرات حرب أكتوبر/تشرين الأول.

في عام 1978م انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعل الرئيس السادات يأمر بنفيه من مصر حيث استضافته الجزائر.

في المنفى كتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب والتي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى وأد النصر العسكري والتسبب في الثغرة و تضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى و أنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابياً بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة.

عاد عام 1992 إلى مصر وقبض عليه فور وصوله إلى مطار القاهرة وأودع السجن لقضاء فترة العقوبة.

مؤلفاته

  • حرب أكتوبر

  • الخيار العسكري العربي

  • الحرب الصليبية الثامنة

  • أربع سنوات في سلك الدبلوماسية