الرحيل ورجع الصدى

إبراهيم خليل إبراهيم

إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

بعد صدور العدد رقم 29 من جريدتنا الغراء زهرة التحرير يوم الخميس 3 يناير 2013 والذي ضم مقالي الأسبوعي وعنوانه ( الرحيل ) وفيه تحدثت عن رحيل أحد أبطال مصر الذين حاربوا وكافحوا بشرف وبسالة خلال معارك الاستنزاف التي بدأت بعد أقل من شهر لنكسة يونيو عام 1967 واستمرت حتى  تم وقف إطلاق النار في أغسطس عام 1970 وأيضا شارك في معارك أكتوبر 1973 وهو البطل السيد داود الذي رحل إلى الدار الأخرة في التاسع من شهر ديسمبر 2012 تلقيت اتصالات هاتفية من نخبة متميزة من القراء ومحبي زهرة التحرير منهم الأستاذ السعيد كمال أحمد محمد كشك الشهير بأشرف كمال حيث أشاد بمقالي والجريدة وطالب بضرورة توزيع الجريدة في مركز ديرب نجم وكل مراكز محافظة الشرقية نظرا لحصوله عليها من الموزع الرئيسي للصحف بمدينة الزقازيق .

السعيد كمال أحمد محمد كشك الشهير بأشرف كمال يقدر من يعطي لمصر ويحرص على التواصل مع الأبطال ويتميز بالنشاط وعشق التاريخ والقراءة المفيدة فبعد أن نشرت جريدة الجمهورية  فى عددها الصادر يوم الأربعاء العاشر من شهر ديسمبر لعام 2008  الموافق للثانى عشر من شهر ذى الحجة 1429 هـ ما كتبه الصحفى القدير فهمى عنبه عن كتابي ( وطني حبيبي ) وكتبي الأخرى فى الصفحة التى يقدمها بعنوان ( ناس بتحب مصر ) فوجئت باتصال هاتفى من المحب لمصر وأبطالها الأستاذ السعيد كمال أحمد محمد كشك الشهير بأشرف كمال بعد اتصاله بقريبى وصديقى الأعز الأستاذ محمد عبد المنعم صالح المحامى المقيم بمحافظة الشرقية وأخذ منه رقم هاتفي ثم أخبرنى بما نشرته جريدة الجمهورية وذكر أن قريبه السيد داود أحد أبطال الصاعقة وحقق بطولات عظيمة .. وكان اللقاء والتواصل مع الأستاذ أشرف كمال وفى العشرين من شهر مايو عام 2009 ذهبت بصحبة الشاعر والناقد  رفعت المرصفى والأديب الواعد حامد إبراهيم إلى مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية وشاركنا فى فعاليات مؤتمر اليوم الواحد الأدبى وتكريم الشاعرة الكبيرة وفاء وجدى ثم قصدنا مدينة الزقازيق  حيث الموعد مع البطل الأسطورة القادم من مدينة (أبو صوير) عبد الجواد محمد مسعد سويلم وبعد أن التقينا ذهبنا إلى  قبطان مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية حيث قريبى وصديقى الأستاذ محمد عبد المنعم صالح المحامى والأستاذ سعيد على أحمد والمهندس أحمد عبد المنعم وفى صباح يوم الخميس الموافق للحادى والعشرين من شهر مايو 2009 ذهبت بصحبة البطل الأسطورة عبد الجواد محمد مسعد والشاعر رفعت المرصفى والصديق أشرف كمال إلى مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية حيث البطل السيد داود وكان اللقاء وتسجيل بطولاته وتقديمها للتاريخ والأجيال من خلال كتابي ( بطل من بلادي ) .

لقد آليت على نفسي البحث في محافظات مصر عن الأبطال وقصص الشهداء وتسجيل بطولاتهم وتقديمها في كتب مطبوعة للحفاظ على الذاكرة الوطنية كما طالبت مرارا وتكرارا بضرورة تسجيل بطولات الأبطال الذين مازالوا على قيد الحياة قبل رحيلهم وأيضا التسجيل مع اسرهم وذلك في برامج مصورة أو أفلام تسجيلية ولكن لاحياة لمن تنادي وهاهو قد رحل إلى الدار الأخرة البطل محمد عبد العاطي فى التاسع من شهر ديسمبر عام 2001 بعد معاناة مع الام الكبد ودوالى المرىء وتوارى جثمانه بين ثرى بلدته ( شيبة قش .. مركز منيا القمح شرقية ) وقد حضر جنازته اكثر من 10000 مواطن .. لقد التقيت البطل محمد عبد العاطي أكثر من مرة وإجريت معه محاورات صحفية كثيرة كما كتبت عنه في كتابي ( ملامح مصرية ) وأيضا كتابي ( من سجلات الشرف ) وبعد النشر اتصل بي ( رحمه الله ) وذكر أن ماكتبته أفضل ماكتب عنه والبطل محمد عبد العاطي تمكن خلال معارك أكتوبر من تدمير 23 دبابة إسرائيلية كما كتبت عن البطل القناص سمير عبد الرحمن طه أحد أبطال الفرقة 19 بالجيش الثالث الميداني التي قاتلت ببسالة وشرف في معارك أكتوبر 1973 وسجلت بطولاته في كتابي ( يوميات مقاتل ) وأيضا رفيق البطل سمير عبد المنصف قاسم وحيد الأسرة وبرغم ذلك تطوع في الخدمة العسكرية بعد نكسة يونيو 1967 لتحرير سيناء الحبيبة وأيضا سجلت بطولاته في كتابي  ( حكاية بطل ) والشهيد محمد حسين مسعد أول شهداء مصر من الجنود يوم العبور العظيم حيث تقابلت مع شقيقه أحمد الذي أنتقل إلى الدار الأخرة بعد سنوات من لقائي معه بسنديون قليوبية وبفضل الله شرفت بقصب السبق في الكتابة عن الكثيرين من الأبطال منهم البطل محمد العباسي أول من رفع العلم المصري على أول نقطة تم تحريرها أثناء معارك أكتوبر 1973 وهى مدينة القنطرة شرق والبطل محمد المصري صاحب الرقم القياسي العالمي في تدمير الدبابات حيث تمكن من تدمير 27 دبابة إسرائيلية بـ 30 صاروخ  منها دبابة عساف ياجوري وسجلت بطولاته في كتابي ( قاهر الدبابات ) وفي الآونة الأخيرة كتب مذكراته وأختصني بها لنشرها في كتاب ورقي ومن الأبطال الذين كتبت عنهم أيضا البطل عبد المعطي عبد الله عيسى صاحب الرقم العالمي الثاني حيث دمر 26 دبابة والبطل الأسطورة عبد الجواد محمد مسعد سويلم الذي اشترك فى 18 عملية عبو داخل وخلف خطوط القوات الإسرائيلية وتمكن من تدمير 16 دبابة و (11) مدرعة و(2 ) بلدوزر و (2) عربة جيب وأتوبيسا كل هذا بمفرده كما شارك رفاقه الابطال فى تدمير 6 طائرات إسرائيلية خلال هجومهم على مطار المليز وأصيب بطلنا عبد الجواد محمد مسعد سويلم بصاروخ إسرائيلى ونتج عن إصابته بتر ساقيه اليمنى واليسرى وساعده الأيمن كما فقد عينه اليمنى بالإضافة لجرح كبير غائر بالظهر وبعد تركيب الأطراف الصناعية رفض الرفت من الخدمة العسكرية وواصل كفاحه وشارك فى معارك أكتوبر 1973 ويعد الجندى المصرى الوحيد الذى نال شرف التكريم من رؤساء جمهورية مصر العربية وأيضا الجندى الوحيد على المستوى العالمى الذى قاتل وهو مصاب بنسبة عجز 100 %  وسجلت بطولاته في كتابي ( البطل الأسطورة ) هذا بالإضافة إلى نخبة من الأبطال والشهداء الذين عزفوا اروع لحن سمعته مصر في العصر الحديث وقد كانت لكتاباتي وكتبي الوطنية رجع الصدى الطيب عند المخلصين بالإذاعة والتليفزيون والشعب .. ومن هنا أجدد دعوتي للإعلام المصري بصفة عامة والتليفزيون المصري بصفة خاصة والمتمثلة في تسجيل حكايات الأبطال والشهداء وأسرهم في أفلام تسجيلية حفاظا على ذاكرة مصر الوطنية والأمانة التاريخية لأن البطولة لاتولد من فراغ .. وقبل أن نفترق أهديكم قصيدتي هذه والتي ضمها ديواني إحكي وقول ياورق :                     

 إحكى وقول يا ورق .. عن خيرة الأجناد

فــ أكتوبر الميمون .. كانوا رجال أوتاد

بيسجلوا قصتك .. يا مصر بالأمجاد

لما عبرنا القنال .. وارتاحت الأجداد

بارليف كمان اتحرق .. والنصر بيّهم عاد

وسينا رجعت لنا .. من تانى بالأعياد

احكى وقول يا ورق .. وفرّح الأولاد

ألفين سلام يا جدع .. لمحمد المصرى

ألفين سلام يا جدع .. لمحمد عبد العاطى

ألفين سلام يا جدع .. للأسطورة عبد الجواد .