الشهيد شادي ملاح ذكراك بالقلب

الشهيد شادي ملاح ذكراك بالقلب

ثامر سباعنة

سجن مجدو -  فلسطين

[email protected]

أردتَ أم لم ترد، قدركَ أنْ تشتعل...كالشمعة اشتعل، ثم أَنِرْ حواشي الليل، وأمواج الدجى، وهذا العالم المنكوس في قيعان الظلام، أقِمْه من جديد... واغسلْ الهموم، وأطفئ لظى القلوب

ولد الشهيد شادي حسين علي ملاح ( 25 عاما) في قرية بيت قاد شرقي جنين وعاش في أسرته المتواضعة والمحافظة حياته، درس في مدرستي بيت قاد وفقوعة المجاورة إلى أن أنهى الثانوية 

العامة، تزوج وأنجب طفله(أمين) الذي لم يبلغ الأربعة شهور فقط يوم استشهاد والده، له شقيقان وثلاث شقيقات وهو الابن البكر لوالديه.

التحق شادي بكلية الزراعه في جامعة النجاح الوطنية لمواصلة مشواره العلمي، فحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الزراعية بتفوق، وهناك في كلية الزراعه بدأ شادي عمله التنظيمي والحركي فإنظم الى صفوف الكتلة الاسلاميه في الكليه ونشط في صفوفها ولم يكن يترك عملا الا وقام به، عرفه الجميع بأخلاقه وسلوكياته النابعة من تعاليم ديننا الحنيف ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، كما عرف بزهده المنقطع في الحياة الدنيا وعبارته التي كان يكررها دائما اليوم أنا أعيش وغدا ربنا بيسر، وهناك في الجامعه وبعد بداية انتفاضة الاقصى علم 2000، ارتقى العديد من اصدقاء شادي شهداء وكان اولهم الشهيد زكريا الكيلاني الذي ارتقى شهيدا في ثاني يوم من ايام الانتفاضه، فكان شادي مع كل شهيد يودعه واسير يفقتده يزرع حب الشهاده في قلبه والعمل من اجل قضيته ودعوته.

حياة الشهيد الجهادية بدأت منذ صغره وبالتحديد في سنوات الانتفاضة الأولى،فكان رغم صغر سنه إلا انه كان لا يهدأ في ولا يكل أثناء المواجهات التي كانت تجري بين أطفال الحجارة وقوات الاحتلال، لكن عمله في صفوف كتائب القسام فاجأ الجميع، فلم يقل شادي لاي انسان عن عمله وانضمامه للقسام وعمله مع رفيقه في الدراسه الشهيد عنان دراغمه الذي كان مسؤولا عن حركة الشبيبه الطلابية بالكليه، حيث كان شديد الكتمان وله قدرة بالغة على التمويه.

وقد نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام شادي وعنان دراغمة ومالك ياسين وقالت الكتائب في بيانها : " تتواصل مسيرة الجهاد والعطاء، ويتقدم أبناء القسام الصفوف في كل الميادين، لا يعرفون النكوص ولا التراجع، يجودون بدمائهم ويحملون أرواحهم على أكفهم رخيصة في سبيل الله، ثم دفاعاً عن الوطن المغتصب ليكونوا في طليعة الأمة يدافعون عن كرامتها ويقدمون الثمن الغالي فداءً لدينهم ووطنهم.

ارتقوا إلى العلا صباح الجمعة 24 رجب 1427هـ الموافق 18/08/2006م أثناء تأديتهم مهمة جهادية بالقرب من جنين في تمام الساعة الرابعة من فجرا "... حسب تعبير البيان، وقد أشارت مصادر محلية إلى أن الشهداء قضوا وهم يجهزون حزاما ناسفا شديد الانفجار كان يحضر لتنفيذ عملية استشهادية كبيرة، وأن استخدام مواد ذات حساسية عالية للانفجار كان السبب في الانفجار الذي أودى بحياة المجاهدين الثلاثة.

شادي... تتقدمون بأجسادكم الطاهره نحو النور واثقين بيوم النصر... وان كانتم سترونه بأعين اخوانكم، تتقدمون بنفوسكم النقيه....لتزلزلوا كيان جيش قيل عنه لا يقهر !!! ولتبعثروا أمنهم المزعوم.

تتقدمون لتخطوا رسالة عشق للدين والوطن... ولتعزفوا انشودة النصر بصيحة الله اكبر.. بأجسادكم اعدتم الفرحة للأمهات الثكلى وزرعتم الأمل في عيون اطفالنا....بايمانكم وشجاعتكم كسرتم مقولة ان الكف لا تقاوم المخرز....

شادي... تستعجلون الفجر الجميل باجسدكم...فتودعون الدنيا بما فيها بابتسامة حيرت الاعداء..... لتستقبلوا بها الحياة من جديد... عند رب العالمين.... ولتكتبوا تاريخ عزتنا ولتشعلوا من اجسادكم شموع درب الحريه والخلاص.

شادي... حملتم جرح امتكم في صدوركم.... وسرتم واثقين بنصر الله... تدوسون الشوك... لتزرعوا الورود الجميله... لتنشر عبق رائحتها في الدنيا.... تمضون بصمت... تتركون خلفكم الذكرى الجميله والامل والحب... تحديتم ضعفنا وبذرتم الأمل في قلوبنا....

أنتم ايها الشهداء....... انتم الأمل