زوجي وأستاذي الدكتور جابر قميحة

زوجي وأستاذي الدكتور جابر قميحة

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

أم ياسر

حينما أعنون مقالي ب " زوجي وأستاذي " إنما أعبر عن حقيقة لا مجاز :

فهو زوجي ، كما أنني تلميذته فقد درس لي في مدرسة الإسماعيلية الثانوية النسوية . وتم الزواج يوم 21\11\1964 م .

 وما أكتبه الآن إنما هو تعبير عن معايشة حقيقية لزوجي وأستاذي . وما يتسم به ملامح إنسانية ، وخلق كريم .

وأول سمات زوجي وأستاذي : الصراحة والجرأة في الحق :

 وهي سمة لازمته من صغره في ظلال دعوة الإخوان المسلمين ، ومن يقرأ كتابه عن " ذكرياتي مع دعوة الإخوان في المنزلة دقهلية " ، سيرى من مواقفه وهو تلميذ في المرحلتين الابتدائية والثانوية ما يؤكد هذه الصفة التى ظلت تميزه في سنوات الجامعة ، وحتى الآن، ومذهبه هو " يارب : إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي "

 وعنه كتب الدكتور عبد الله طنطاوي ( الأردن ) دراسة طويلة نقتطف منها السطور الآتية:

 إذا رضي الآخرون بالعيش في الأودية والمستنقعات ، فإن جابراً وإخوانه الدعاة بصدق وإخلاص ، يحيون في الذُّرا ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يطأطئون هاماتهم إذا طأطأ الناس ، ممن كنا نظنهم كباراً ، وإذا هم صِغار في الصِّغار متوحّلون ، ولم ينافق جابر وإخوانه ، كما نافق وينافق الآخرون ..

أعجب منهم ولهم ، كيف لا يكونون كجابر في شجاعته ، وصلابته في ثباته على الدعوة ، والدعاة إلى الدنيا وزهراتها وزخرفها يقفون له ، كما وقفوا لهم بالمرصاد ، فاستجاب بعضهم ، ولم يستجب جابر إلا لدعوة إمام القرن الرابع عشر ..

 **********

وثاني سمات زوجي وأستاذي : الحرص الشديد على صلة الرحم ، وكان دائما يذكرني بما جاء في الأثر : من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : مكتوب على باب الجنة " لا يدخل الجنة قطاع " . وكان يقص علينا دائما قصة سفانة بنت حاتم الطائي ، مضرب المثل العربي في الكرم ، فقد أسرها المسلمون بعد غزوهم لبلاد طيء، في أجا وسلمى (حائل حالياً). ولما قدمت مع الأسرى إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قالت له:

"يا محمد ! إن رأيت أن تخلّي عنّي فلا تشمت بي أحياء العرب ؟! فإني ابنة سيّد قومي، وإن أبي كان يفكّ العاني، ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويفشي السلام ويُطعم الطعام، ولم يردّ طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي " .

فقال لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم: " يا جارية، هذه صفة المؤمن حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه . خلّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق ".

 وكانت سفانة سبباً في إسلام أخيها عدي بن حاتم، وكان مسيحياً، وهو رئيس قومه بعد وفاة ابيه حاتم، وحينما تم غزو قومه كان مسافراً لبلاد الشام، فلما علم بالغزو عاد إلى قومه ، وهناك عادت إليه سفانة ، وروت له ما حدث مع الرسول، فذهب إليه وأسلم.

 وكان زوجي وأستاذي دائما يذكرنا بأحاديث نبوية شريفة في صلة الرحم ، منها ما سبق ومنها . قوله صلى الله عليه وسلم :

 " أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله، ثم صلة الرحم ، ثم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر . و أبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ، ثم قطيعة الرحم " .

 ومنها قوله صلى الله عليه وسلم :

 " من أشراط الساعة الفحش والتفحش ، وقطيعة الرحم ، وتخوين الأمين ، وائتمان الخائن " .

 ومن حرص زوجي على صلة الرحم : أنه كان يتصل هاتفيا كل يوم من القاهرة إلى المنزلة بأقاربه، وخصوصا بالأرامل واليتامى وذوي الحاجات .

 ***********

 والسمة الثالثة لزوجي وأستاذي : حبه الشديد لأحفاده ، وبلغ من شدة حبه أن الواحد منهم إذا مرض ظل حزينا لمرضه إلى أن يشفيه الله . وكان دائما يقول " اقتلني ، ولا ترني حفيدا يبكي " . وفي اليوم الذي يجتمع فيه الأبناء والبنات والأحفاد في المواسم يكون في سعادة غامرة ، ويقول " إننا كوًّنا شعبا مستقلا " . ويدعو لهم بالخير . ويذكرنا دائما بقصة النبي صلى الله عليه وسلم والأقرع بن حابس : فقد استدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليوليه أموال تميم ، ( ومهمته كمهمة وزير المالية الآن ) . فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن وهو صبي صغير ، استهجن ذلك ، وقال يارسول الله إن لي عشرة من الأبناء يهابونني ، وإذا حضرت تركوا لي المكان خوفا مني ، فقال عليه الصلاة والسلام : لا تلي لنا أمرا ، من لا يرحم لا يرحم .

 ***********

 أما السمة الرابعة فهي : عشقه القراءة والكتابة والكتاب ، فمكتبته تضم عشرات الآلاف من الكتب والدوريات حتى أصبحت مكتبته تشغل نصف مساحة الشقة التى نقيم فيها ، وزحفت الكتب إلى حجرة النوم ، وإلى حجرة الصالون . وكان دائما يقول أنا لو فارقت الدنيا إلى العالم الآخر فلن أحزن إلا على كتبي التى لم أترك في أبنائي من يحسن قراءتها ، لأن ولديّ : ياسر وسامح ، وكذلك بناتي لمياء وحنان وعبير لهم جميعا كل تخصصاتهم علمية بعيدة عن نوعية ما أقرأ .

 وله قدرة عجيبة على حفظ أماكن الكتب ، وعلى سبيل المثال يطلب مني أو من أحد أصدقائه كتابا معينا ، قائلا " أحضر لي من الرف العلوي كتاب كذا وهو رقم 3 في هذا الرف " . أي أنه يرسم في ذهنه خريطة لآلاف الكتب وأماكنها .

 وهناك يوم يسميه يوم الحزن الأكبر ، وخلاصته أن الشغالة التي كانت تقوم بتنظيف المكتبة ورفوفها أخلت بنظام الكتب ، وكان كل همها أن تشغل الفراغات ، وزادت الطين بلة بوضعها الكتب ووجوهها إلينا ، أما كعوبها ففي الداخل . وما زلت أعاني من هذه الجريمة حتى الآن .

. ويقول :في بيتنا بالمنزلة (مسقط رأسي) خصصت حجرة لمكتبتي التي ضمت عددًا كبيرًا من الكتب في الأدب والشعر والفكر الإسلامي.

 وفي يوم من منتصف الخمسينيات - من القرن الماضي - عدت من القاهرة إلي المنزلة لقضاء عطلة الصيف بعد أن أديت امتحاني في السنة الثانية من كلية دار العلوم. وشعرت بصدمة عنيفة, وأنا أري رفوف مكتبتي لا تحمل كتابًا واحدًا... ورأيت في عيون أبي وأمي, وأفراد الأسرة نظرات فيها انكسار وإشفاق» فهم يعلمون مدي اعتزازي بكل ورقة من كتاب.... وصرخت هائجًا بصوت مرتعش:

- أين كتبي؟... أين كتبي..؟

وبدأ أبي يهدئ من ثائرتي:

- معلهش كل شيء.. يتعوض إن شاء الله..

- يتعوض؟؟!!... يتعوض يعني إيه؟

- يا ولدي انت عارف أنهم يقبضون علي الإخوان... ودول ناس «جبارين»... لا يعرفون الرحمة, فاضطررنا إلي....

ولم أتبين بقية كلمات أبي... فقد دارت بي الدنيا, واستنتجت ما حدث.. - وهو ما تأكد لي فيما بعد- فقد نقلوا الكتب علي دفعات... وحرقوها دفعة دفعة في «فرن» بلدي, ببيت أحد أقاربي المجاورين.

 ولا أستطيع أن أصور عمق حزني آنذاك.. إنه كحزن من فقد أبناءه جميعًا في محرقة لم تبقِ منهم حتي الرماد .

 وأصبح القلم هوسلاحه الحاسم الذي ينتصر به للحق والكلمة الحرة في مقالاته وشعره وكتبه . وكثيرا ما كان يتمثل بالتراثيات في تجذير أفكاره وتأكيدها ، كقول ابن المعتز في حديث له عن القلم : " القلم مجهِّز لجيوش الكلام , يخدم الإرادة ولا يمل استزادة , يسكت واقفا , وينطق سائرا , على أرضٍ بياضها مُظْلم , وسوادها مضيء ... "

 ويقصد ابن المعتز بالأرض ذات البياض المظلم : الصفحات البيضاء التي تخلو من علم يخطُّه القلم , فلا تحمل بياضها إلا ظلام الجهل , أما السواد المضيء , فهو سواد الحبر , تصوغه الأقلام على بياض الصفحات علوما وحقائق , تنير الطريق , وتغذي العقول والأرواح , وتنهض بالأفراد والأمم .

 ومن عجب أن يأتي المفكر الغربي الشهير : ول . ديورانت فيردد فكرة ابن المعتز فيقول " إن شمس الحضارة لا تشرق إلا من سواد الأوراق,

 وقال الشاعر أبو الفتح البستي :

إذا أقسم الأبطال يوما بسيفهم          وعدوه مما يكسب المجد والكرمْ

كفى  قلمَ  الكتاب  عزا ورفعة          مدى الدهر أن الله أقسمَ بالقلم

 ***********

 أما السمة الخامسة فهي : تقديس العمل وإتقانه والنظر إليه كعبادة .

 وكان يسمعنا دائما كثيرا من الآيات التى تتحدث عن إتقان العمل وإحسانه . ومنها :

 (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105

 ومنها :

( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) " الكهف (7)

ومنها :

 ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ) الكهف (30)

 ومنها :

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " الملك (2)

 وكان يذكرنا بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى ، مثل قوله : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه .

 وقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء " .

 وما روي عن عائشة رضي الله عنها: إن الله لا يقبل عمل امرئ حتى يتقنه، قالوا: يا رسول الله، وما إتقانه؟ قال: يخلصه من الرياء والبدعة.

 ومن أعجب ما يروى عنه أنه وقد تملكه الحزن والبكاء بعد أن دفن ابنه الوحيد إبراهيم وأغلق عليه القبر رأى ثلمة ( ثقبا ) في القبر ، فأمر المسلمين بأن يسدوها ، فنفذ المسلمون أمره ، ولكن ظهر على وجوههم التعجب كأنما يقولون بلسان الحال : إن النبي صلى الله عليه وسلم من المفروض أن يُشغل بحزنه عن مثل هذه الأشياء الصغيرة ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حزنه الشديد قال " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " .

 وكان زوجي في حصصه مدرسا بوزارة التربية والتعليم ، ومدرسا في كلية الألسن نموذجا لإتقان العمل . قال لي : إنني بحمد قد أدرس بكلية الألسن سبع محاضرات في يوم واحد ، والمحاضرة السابعة أبذل فيها من الجهد والإخلاص ما لا يقل عن المحاضرة الأولى ، بعكس بعضهم الذي لم يكن يدرس من المحاضرة إلا عشر دقائق . ودار بيني وبين أحدهم ذات يوم الحوار الأتي :

 إنك بالجهد الذي تبذله تنتحر ... تكتب على نفسك الموت ...

 بل أكتب لنفسي الحياة .

 لا تنس أننا نتقاضى من الدولة راتبا شهريا هزيلا .

 إنني لا أعمل للدولة ، ولكني أعمل لله .

 *********** حام خرة، ففي الدنيا تزيد العمر

 أما السمة السادسة فهي الحرص على تحصيل العلم ، وتكوين المعرفة الموسوعية .

 فقد قضى سنين عمره في التحصيل المتنوع : فدرس الأدب والشريعة في دار العلوم بجامعة القاهرة ، وحصل على ليسانس القانون من كلية الحقوق بجامعة القاهرة ، وحصل على دبلوم في الشريعة من كلية الحقوق ، وحصل على ماجيستير في الأدب والنقد ، وكذلك الدكتوراة في الأدب والنقد . فلا قيمة للزمن عنده إلا بقدر ما فيه من علم نافع للدين والوطن والقيم الخلقية . والحمد لله كان دائما متقدما في هذه الدراسات .

 وكان كثيرا ما يردد قوله تعالى " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " التوبة (122)

 وكذلك قوله تعالى : " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) أل عمران (7)

 وهو في دراساته يجمع بين التراث والمعاصرة . وأسلوبه في الكتابة يعتمد على تجنيد كثير من المعارف في سياق أعطياته الأدبية واسياسية من مقالات وشعر وكتب .

***********

 أما السمة السابعة : أنه معلم بالطبيعة .

 إذا قيل إن فلانا رياضي بالطبيعة ، وإن فلانا ولد صفراويا أو سوداويا .... فإن جابر قميحة ولد ليكون معلما : فهو حتى في حديثه العادي يتحدث بمنهج تعليمي توجيهي ، ويجد متعته الكبرى في أن يعلم ، وكان يقول إن سعادتي الكبرى أشعر بها وأنا بين تلاميذي ، وتزداد سعادتي حينما يتزاحم الطلاب على محاضرتي حتى يجلس بعضهم على البلاط خارج المدرج . في الوقت الذي كان " فلان " وهو ذو حيثية في الكلية لا يجتمع له من الطلاب إلا قرابة عشرة .

 وكان زوجي يذكرنا دائما بقصيدة شوقي المشهورة :

 قم للمعلم وفيه التبجيلا          كاد المعلم أن يكون رسولا

 ولايستطيع واحد منا – أيا كانت مكانته ورتبته – أن ينكر فضل معلمه عليه فى أية مرحلة من مراحل التعليم . فليس منا إلا من جلس فى فصل من صغره يتلقى عن معلمه ما ينمى عقله ، ويشحذ فكره ، ويسمو بروحه ، ويرسي فى أعماقه محاسن الإخلاق .

وطبيعة الرسالة التى يؤديها المعلم يصورها أحد المفكرين الحكماء بقوله ( إذا كان لكل واحد منا فى يده خمس أصابع ، فإن للمعلم فى يده اليمنى ست أصابع ، والإصبع السادسة هى أصبع الطباشير يضيء المعلم ببياضها سواد السبورة ، ويهتك بها ظلام العقول ) .

ورسالة المعلم لها وجهان كوجهي العملة الواحدة لايمكن الفصل بينهما : الوجه الأول هو الوجه التعليمى التثقيفى . أما الوجه الثانى فهو الوجه التربوي الذى يهتم بإرساء القيم الخلقية والنفسية والروحية فى نفوس التلاميذ .

 والمعلم الناجح هو الذى يخلص لهذه الرسالة بمفهومها الشامل ، ويحرص على خلق التوازن السوي بين هذه الجوانب المختلفة حتى تؤتى هذه الرسالة ثمارها المرجوة المنشودة .

وكان الشاعر على حق حين خاطب المعلم قائلا :

قرأت  كتاب  الكون  سطرا تلا سطرا              معلم :  عد   فاكتبه  أجمل مايقرا

اصابعك استولت على العقل فازدهى              تباشره    نثرا ،   فتتركه     شعرا

وتلتفت  الدنيا ،  وقد  علقت  علي :             فم لك قال السحر أو أبطل السحرا

***********

 هذه بعض السمات التى اتسم بها زوجي وأستاذي الدكتور جابر قميحة انطلاقا مما عهدته في معايشتي له ، ولا شك أن هناك غيرها ، ولكن ما قدمته قد يكون فيه الكفاية في رسم ملامح شخصية ، لها أثر كبير في رحاب الدعوة الإسلامية ، وفي الأدب والنقد والتوجيه ، وكلها متكاملة تصنع نسيج شخصية لها قيمتها الكبرى في وقتنا الحاضر .

 أم ياسر

* الكاتبة " أم ياسر " هي السيدة آمال محمد عاشور ، وهي من مواليد مدينة الإسماعيلية ، وقد تزواجت من الدكتور جابر قميحة يوم 21\11\1964 م . ولهما من الأولاد : الدكتورة لمياء ( صيدلانية ) ومهندس الكمبيوتر ياسر ، ومهندس الكمبيوتر سامح ، و الأستاذة حنان خريجة كلية التربية ، وعبير خريجة كلية الأداب قسم اجتماع.