أسعد بيوض التميمي

أسعد بيوض التميمي

رائد الجهاد الإسلامي في فلسطين

(1343 ـ 1419 هـ)

(1924 ـ 1998 م)

عمر محمد العبسو

الإمام الشيخ أسعد بن أحمد بيوض التميمي علم من أعلام الجهاد الإسلامي في فلسطين . ومجاهد من الطراز الأول ، وخطيب مفوّه مصقع قلّ نظيره ، وسياسي ، ونائب في البرلمان، وأحد مؤسسي حزب التحرير وحركة الجهاد الإسلامي – بيت المقدس  في فلسطين .

ولادته ونشأته :

ولد الإمام المجاهد أسعد بن أحمد بيوض التميمي في مدينة الخليل في فلسطين المحتلة عام 1925 م ، حيث نشأ ، وترعرع من أب لم يمنعه عمله في التجارة من ممارسة النضال السياسي والجهاد الوطني ، مما جعله أن يكون في عداد المقربين من الحاج أمين الحسيني زعيم فلسطين .

وهكذا نشأ المجاهد أسعد بيوض التميمي في بيت تربطه بالسياسة روابط جهاد تاريخي عريق .

دراسته :

ولما بلغ الثامنة من عمره ذهب مع والده إلى القاهرة، والتحق بالأزهر الشريف لمدة اثنى عشر عاماً ، وحصل على الشهادة العالية من كلية الشريعة سنة 1947 م ، و تخصص بعدها خلال عامين حصل فيهما على الشهادة العالمية مع الإجازة في القضاء الشرعي في الأزهر سنة 1949 م .

عودته إلى فلسطين :

وبعد تخرجه عاد في عام 1950 م إلى موطنه في مدينة الخليل في فلسطين حيث كانت النكبة الأولى قد حلت ونتج عنها تشرد أهل فلسطين ، وهناك عين مدرساً في وزارة التربية والتعليم .

المشاركة في تأسيس حزب التحرير الإسلامي في فلسطين :

والشيخ أسعد بيوض التميمي عالم مفكر ومجاهد ، اشتغل بالسياسة منذ نضوجه الفكري المبكر، فكان أحد المؤسسين الأوائل لحزب التحرير الإسلامي في فلسطين عام 1952م ، وقد أصابه صنوف من الأذى بسبب أفكاره .

وفي نهاية سنة 1954 م قدّم استقالته من وزارة التربية والتعليم ، وتفرغ للعمل السياسي والحزبي ، وترشح لعضوية مجلس النواب عن حزب التحرير ثلاث مرات .

اعتقاله :

واعتقل في سجن الجفر سنة 1955م لمدة تسعة أشهر .

انفصاله عن حزب التحرير :

وفي سنة 1958 م سكن مدينة القدس، وفي هذه الأثناء انفصل عن حزب التحرير ، وعاد إلى سلك الوظيفة ، فعين مديراً لأوقاف القدس ، ثم نقل مديراً لدار الأيتام الإسلامية الصناعية ، واستمر في هذه الوظيفة حتى تسليم القدس ، وقد كان في الوقت نفسه مدرساً المسجد الأقصى ، وله درس مشهور بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع حيث يحذر فيه من تسليم بقية فلسطين والقدس .ثم ما لبثت أن وقعت الخيانة والنكبة حيث أنه كان قد غادر قبل الخيانة بيوم في الرابع من حزيران 1967 م إلى بيروت لشراء كمية من الورق لمطبعة دار الأيتام .

 ولم يتمكن من العودة إلى القدس .

وبدأت مؤامرة التسليم يوم الخامس من حزيران ، فتوجه إلى عمان ، وأقام فيها ، حيث عمل موظفاً في وزارة الأوقاف ، وكان يخطب الجمعة في المساجد ، ويشرح ، ويبين كيف تمت الخيانة والتآمر مهاجماً الأوضاع السياسية في المنطقة ، وكلفه هذا الأمر أن منع من الخطابة عدة مرات .

 وبقي موظفاً في وزارة الأوقاف حتى سنة 1980 م حيث أحيل على التقاعد بعد خطبة عنيفة له كانت بحضور بعض الوزراء والمسؤولين الكبار في الدولة.

تأسيس حركة الجهاد الإسلامي :

تفرغ بعدها للعمل الفكري والسياسي ، وأكمل مسيرته السياسية والجهادية، فأسس حركة الجهاد الإسلامي- بيت المقدس في سنة 1980م ، وصار أميراً لها . ولما بدأ الاجتياح اليهودي للبنان، ألقى الكثير من الخطب التي يحث فيها على التطوع والجهاد، فكانت النتيجة أن أودع السجن حيث تعرض للضرب، ثم قدم للمحكمة التي أمرت بالإفراج عنه .  
وبعد مجزرتيّ صبرا وشاتيلا التي قامت بها القوات اللبنانية بالتعاون مع جيش العدو الإسرائيلي والتي ذهب ضحيتها المئات من النساء والأطفال والرجال ، ألقى خطبة مشهورة ، لا تزال تسجل ، وتوزع حتى الآن ، هاجم فيها الحكام بأسمائهم في يوم عيد الأضحى المبارك في جمع قدر بخمسين ألفاً ، وقدم على إثرها للمحكمة العسكرية مع ابنه الدكتور نادر بتهمة إلقائه خطباً عنيفة، وقد حكم على الأب بالسجن لمدة ستة أشهر ، وعلى الابن لمدة سنة .
حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية في عمان في مكان سكنه ، ومنع من الخروج منها إلا بإذن السلطات المختصة .

وقد قامت حركته بعدة عمليات في القدس وسائر أنحاء فلسطين، واندمت مع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بقيادة الشهيد فتحي الشقاقي .

غزو العراق :

له مقاطع فيديو يؤيد فيها الشهيد صدام حسين، ويعلن عن رغبته في التطوع لدى الجيش العراقي لغزو السعودية وباقي دول الخليج، ويصفهم بالفساد والخونة .

لقاءات مع ياسر عرفات :

وكانت له عدة لقاءات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ينصح له فيها، ويوجه وينتقد ، وكان الرئيس يجله، ويحترمه، ويقدر آراءه .

مؤلفاته :
له عدة مؤلفات منها :

 كتاب " زوال إسرائيل حتمية قرآنية " ، وقد ترجم إلى الفارسية والتركية 1-

2- "أضواء كاشفة " :  قام بتأليف هذا الكتاب قبل عام 1967م عنوانه ( أضواء كاشفة ) تنبأ فيه بنكبة عام 1967م بعد أن تعرض بالنقد للأفكار العلمانية السائدة في المنطقة على اختلاف مذاهبها وتياراتها ، وقد ختم هذا الكتاب بنداء للأمة يحذرها من الذي وقع ، وقد أتاح له الله سبحانه وتعـالى الفرصـة أن يلقي هذا النـداء من الإذاعة في المسجد الأقصى في يوم الجمعة .

3- " الحقيقة كما عشتها " وهو عبارة عن مذكرات تسلط الضوء على الصراع الفكري والسياسي في المنطقة .

4-" الغيب في المعركة والتغيير الكوني .

وللمؤلف الكثير من الخطب التي لا تعرف الخطوط الحمراء، والأحاديث المسجلة ، والتي تتداول في كثير من المناطق ، وكان جريئاً لا يخشى في الله لومة لائم ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) ، فكانت النتيجة أن أودع السجن مرات عديدة ، وقدم للمحاكم العسكرية عدة مرات ، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في عمان مكان سكنه لمدة تزيد عن 10 سنوات ومنع من الخروج منها إلا بإذن السلطات المختصة .

وفاته :
استشهد الشيخ مبطوناً في عمان يوم السبت الموافق 21/3/1998م .

حياته الخاصة :

متزوج وله أولاد أكبرهم الشيخ محمد نادر التميمي مفتي جيش التحرير الفلسطيني

المراجع :

(1)   كتاب " حركة الجهاد الإسلامي ـ بيت المقدس " صادر عن حركة الجهاد سنة 1980 م .

(2)   مقابلة مع الدكتور نادر أسعد التميمي في عمان بتاريخ 5 / 10 / 2000 م .

(3) الموسوعة التاريخية .

(4) أسعد بيوض التميمي – مقالة مختصرة حسني أدهم جرار .