كلمة شيخنا د. محمد أديب صالح عن أخيه الشيخ محمود شاكر

أيمن بن أحمد ذو الغنى

كلمة شيخنا د. محمد أديب صالح

عن أخيه الشيخ محمود شاكر

أيمن بن أحمد ذو الغنى

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

سألتُ شيخنا د. محمَّد أديب صالح في مجلسنا الأسبوعيِّ مساء أمس السبت 7 من صفر عن أخيه شيخنا الجغرافيِّ المؤرِّخ محمود شاكر (الحرستاني) رحمه الله الذي وافته المنيَّة في الأسبوع الماضي غُرَّة صفر 1436ه

فأجاب حفظه الله وبارك في عمره:

إن وفاة أخي أبي أسامة الشيخ محمود شاكر رحمه الله خسارةٌ كبيرة للعالم الإسلاميِّ ولأهل العلم ولإخوانه وأحبابه، وإني لأعزِّي به أسرته خاصَّة والأمَّة الإسلاميَّة عامَّة، رحمه الله وغفر لنا وله وأحسن ختامنا.

وإن صلتي بالشيخ محمود شاكر قديمةٌ من أيام عمله معلِّمًا لمادَّة الجغرافيا في بلدتي قطنا، وكنت يومئذ أدرِّس التربية الإسلاميَّة في دمشق، فكنَّا نلتقي بين حين وآخر في قطنا..

ثم توثَّقَت صلتي به، وصرت أزوره في بلدته حرستا ثم نمضي معًا إلى بلدة دوما المجاورة لحرستا لزيارة فقيهها ومفتي الحنابلة فيها الشيخ أحمد الشامي رحمه الله، والد أخينا الفاضل الشيخ صالح الشامي.

ولم يفتأ بعد ذلك يتردَّد إليَّ في مكتب مجلَّة (حضارة الإسلام) ونشرنا له فيها بعض المقالات، ولم يبخل علينا بالرأي والنصح جزاه الله خيرًا.

وكان له في بلدته حرستا نشاط دعويٌّ وتربويٌّ وتعليميٌّ متميِّز، كسب به قلوب العامَّة والخاصَّة من أهل الفضل، ونال ثقتهم ومحبَّتهم.

وبعد تغرُّبه عن بلده واستقراره في الرياض واصل رسالته التعليمية والدعوية والتأليفية، ونفع الله به في المملكة كما نفع به من قبل في الشام، واستمرَّت صلتي به في الرياض، وكان نعم الأخُ الصالح المفضال.

وإذا أردتُّ أن ألخِّصَ رأيي فيه بعد طول معرفة فإني أقول:

إن الشيخ محمود شاكر عالم في تخصُّصه، موهوب في عمله، موفَّق في مصنَّفاته. وهو يجمع إلى العلم مكارمَ الأخلاق، وما يجب أن يكونَ عليه العلماء من استقامة وثبات على الحقِّ من غير مداهنة ولا مماراة. وهو رجلٌ متواضع سَمح يُؤنس إخوانه بلطفه، مع غَيرة صادقة على الإسلام، وحرص على المسلمين.

رحم الله أخانا أبا أسامة، وجمعَنا به في جنَّات النعيم.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

من اليمين: الشيخ د. محمد أديب صالح، والشيخ زهير الشاويش،

والشيخ محمود شاكر، في مطلع السبعينيَّات الميلادية

من اليمين: أيمن بن أحمد ذوالغنى، وولده أحمد، ود. عبد الكريم بكَّار،

والشيخ محمود شاكر، في عام 1427ه

صورة للشيخ في أواخر حياته بعد إصابته بمرض (الزهايمر) رحمه الله
من اليمين: الشيخ صالح بن أحمد الشامي، والشيخ محمود شاكر،

وأ. سليم البرادعي، وأيمن بن أحمد ذوالغنى

نموذج من خط الشيخ محمود شاكر من رسالة منه إلى أخيه شيخنا زهير الشاويش

قبل أكثر من أربعين سنة، رحمهما الله تعالى

(زوَّدني بها مشكورًا أخونا الأستاذ بلال الشاويش)