وفاة الوزير والأديب والمفكر محمد عبده يماني

الصلاة عليه بالمسجد الحرام ظهر اليوم

اليوم  الدمام

انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء امس معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الثقافة والإعلام الأسبق , ويصلى عليه بعد ظهر اليوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة حيث سيدفن في مقابر المعلاة . وكان معالي الدكتور محمد عبده يماني (رحمه الله) قد تعرض امس الأول لوعكة صحية خلال حضوره لمجلس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة , وعلى إثرها تم نقله إلى المستشفى السعودي الألماني في جدة حيث دخل في غيبوبة تامة, وشهد المستشفى طوال اليومين الماضيين توافد أعداد كبيرة من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي وكبار المسئولين بالمملكة وانهالت الاتصالات على أسرته بهدف الاطمئنان على صحته , قبل أن يعلن نبأ وفاته حيث تناقلت كافة القنوات الإخبارية والمواقع الإلكترونية خبر الوفاة في وقت متأخر من مساء أمس .

ويعد معالي الدكتور محمد عبده يماني (رحمه الله) أنموذجا مميزا للمثقف والمفكر العربي والإسلامي فهو صاحب الإسهامات والإنجازات الكبيرة على صعيد الإعلام وأصعدة أخرى سواء على المستوى الثقافي أو الاجتماعي أو الرياضي وغيرها من المستويات الحياتية حيث يعتبر من أبرز وزراء الإعلام السعوديين بعد أن تولى وزارة الإعلام في عهد الملك خالد لأكثر من ثمانية أعوام خلال الفترة من 1976 حتى العام 1983 , وقد كسب خلال سنوات عمله التقدير والاحترام في المشهد الفكري والثقافي العربي في ظل ارتباط معظم مؤلفاته بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وآل بيته والصحابة وغيرها من الموضوعات الإسلامية ومن أهمها كتابه الشهير " علموا أولادكم محبة رسول الله " حيث اعتمد رحمه الله على العقلانية والحكمة والموعظة الحسنة في التعامل مع الجمهور متخذا نظريته الوسطية في كافة تعاملاته مما جعله في مقدمة المثقفين والمفكرين في العالم العربي والإسلامي .

وامتلك معالي الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله الصفات الحميدة والمزايا الإنسانية النبيلة التي خلقت منه " داعية إسلامية " طاف الكثير من الدول في مختلف بقاع العالم في سبيل الدعوة والإرشاد والتوجيه والنصح ونشر الدين الإسلامي فكان المحصول الذي جناه دخول المئات من الرجال والنساء إلى دين الإسلام حيث أصبح سفيرا في الدعوة إلى الله سفيرا بصفاته الحميدة ومزاياه النبيلة الإسلامية لا بمنصبه الرسمي .

سيرة عطرة

معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الثقافة والإعلام الأسبق ولد بمكة المكرمة عام 1359 ه الموافق 1940 م , حيث تلقى تعليمه الأول في الحرم المكي الشريف ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس الفلاح وتخرج منها عام 1383 ه , فيما حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم تخصص جيولوجيا من جامعة الرياض (الملك سعود حاليا) عام 1387 ه وحصل على شهادة الماجستير من جامعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية وشهادة الدكتوراة جيولوجيا من ذات الجامعة عام 1390 ه , ونال دبلوما عاليا في إدارة الجامعات من جامعة ويس تكنسين بالولايات المتحدة الأمريكية .

ومن أهم مناصبه كان معيدا في كلية العلوم جامعة الرياض عام 1387 ه ثم محاضرا ثم أستاذا مساعدا ثم أستاذا , ووكيلا لوزارة المعارف للشؤون الفنية عام 1392 ه ,ووكيلاً لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة من 4-8-1392ه إلى 28-7- 1393ه. ومديراً لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة 28- 7-1393ه إلى 20-9- 1395ه , وزيراً للإعلام خلال الفترة 20-9-1395ه إلى 11-7-1403ه , نائباً لرئيس مجموعة دلة البركة , رئيس مجلس إدارة اثنتي عشرة مؤسسة وشركة تُعنى بمجالات الثقافة والنشر والصحة والعلوم والتعليم والتنمية والاستثمار، بعضها محلية وأكثرها عربية وعالمية , عضو في مجالس إدارات عشر مؤسسات عربية وبنكية وأدبية وخيرية وعضو مؤسس لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة .

ومن مؤلفاته والأوسمة التي حصل عليها أن له خمسا وثلاثين مؤلفاً بعضها باللغة الإنجليزية تناول من خلالها مواضيع علمية ودينية وثقافية مختلفة , ونال وشاح الملك عبد العزيز , والميدالية التقديرية من حكومة أبوظبي ,والميدالية التقديرية من حكومة قطر, وبراءة وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى من جلالة الملك حسين ,وبراءة وسام الاستحقاق الوطني درجة ضابط أكبر من رئيس جمهورية فرنسا , ووسام إيزابيل لاكوتولييكا الكبير مع براءته من جلالة ملك اسبانيا , ووسام (مهابوترا أوبيروانا) مع براءته من جمهورية إندونيسيا , ووسام برتبة قائد (كوماندوز) من جمهورية موريتانيا .