من أساتذتي

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم ، القائل " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ  " (فاطر 35/28)والصلاة والسلام على من قال:" أدَّبني ربي فأحسن تأديبي "يعلمنا رد الفضل لأهله ،وان كان الحمد يليق بجلال الله وحده ويليق به الشكر أيضا " أن اشكر لي ولوالديك  إليَّ المصير" (لقمان 31/14)وبعد ، فقد عنَّ لي أن اذكر بعض ما وعته ذاكرتي عن مشايخي منذ نحو خمسين عاما سلفت، لفضلهم علي في تعليمي وتهذيبي خلال مراحل دراستي  العلمية من ابتدائية وإعدادية وثانوية وكلية مجتمع وأساتذة جامعيين في مراحل دراستي الثلاث البكالويوس  والماجستير والدكتوراة،  وذلك حرصا مني على رد الفضل لأهله ، وان كان الشاكر ليس كالمبادر ، على أني أتشبه بأهل الفضل من العلماء ممن ترجموا لأشياخهم من نحو السخاوي( شمس الدين محمد بن عبد الرحمن   المتوفى سنة   902هجرية )وعائشة الباعونية المتوفاة نحو سنة 923هجرية، رحمهما الله تعالى  وغيرهما ،وعلى الرغم من تيقني أنني لن أتمكن من ذكرهم كلهم لطول الفترة الزمنية  التي تفصل بيني وبينهم ، لكنني على أية حال اذكر بعضهم فهو خير لي من عدم ذكرهم ، مستغفرا لأشياخي ممن ذكرتهم وممن لم اذكرهم ، وعسى الله أن يلهم أهل العلم ـ إن كان مثل هذا العمل مقبولا ـ فينهضوا   بتدوين أسماء أهل الفضل عليهم والهتاف بعلمهم إكراما لأهل العلم والعلماء .، من وجدنا في تراثنا أن التلاميذ ظلال ممتدة لأشياخهم ، يخصونهم بالدعاء كما يدعون لأصحاب الفضل عليهم من آل وصحب ووالد وولد . 

أما من أساتذتي في المرحلتين الابتدائية والاعداية(من أعوام (1957ـ1964) فهم:

الأستاذ محمد احمد صالح اللافي الربابعة، أبو عمر ، أستاذنا في اللغة العربية  (دكتوراه اقتصاد إسلامي  اليوم) كان يقرا لنا بصوت الخطيب المتفاعل مع النص قصيدة حفرها في شاشات أدمغتنا يستنهض الهمم العربية لتكون في مصاف الدول العريقة  في العزة والحرية ، من قصيدة عمر أبي ريشة التي مطلعها :

أمتي هل لك بين الأمم      منبر للسيف أو للقلم؟

أتلقاك وطرفي مطرق    خجلا من امسك المنصرم

    ومن أساتذة اللغة العربية ادوارد توما عويس من مدينة عجلون ، كان مخلصا في عمله ، حاد البصيرة وان كان بصره لا يعينه ، دقيقا في عطائه ، قويا في إعرابه ،كان يحاسبنا بشدة ، يضربنا على ظهور أصابعنا بالمسطرة أو بمطرق رمان من وادي اجديتا ،يهديه إليه  بعض أهالينا، ليهذبنا به ، إن لم نكمل إعراب الجمل،إعرابا تاما ، وقد اكتشفنا عطاءه  المتميز عندما درسنا عند غيره ،من أساتيذ العربية،انه شاعر وأديب ، له ديوان شعر ،توفاه الله تعالى قيل نحو عقد من الزمان .

 ومن أساتذتنا في العربية والاجتماعيات والهندسة شفيق علي عجاج بني مفرج ، وهو اليوم  دكتور لغة عربية من اليرموك ، لغات تطبيقية ،كنيته أبو فراس ، شاعر وأديب ، جار لي في أيدون اربد ، له مسرحية "علاء الدين والفانوس السحري " منشورة ، كان دقيق العبارة ، وما يزال ، حسن الخط ، وهو ذو حافظة بفضل الله قوية ، تعينه سرعة بديهة على الارتجال ، هادئ الطبع ، صبور على عضات نوائب الدهر ، بليغ إذا كتب ، حليم إذا قدر ، كان وفيا لأمانة العلم في عطائه ، كان يعلمنا في الهندسة أن كتابة المفروض والمطلوب والعمل والبرهان هي  من أسباب تحصيلك نصف العلامة في امتحان الثالث الإعدادي في عهدنا ، وكان يوحي إلينا أن قراءة الجغرافيا تعتمد على تحديد المكان ،فنسافر من مراكش إلى الخليج العربي ،نذكر أهم الموانئ التي نمر بها ، مع تخيلنا للخريطة ، ورسمها، له ديوان شعر مخطوط ، آمل أن يرى النور في حياتنا معا  .

ومن أساتذتنا الأستاذ محمد اسعد محمد ملحم ، أبو سفيان رحمه الله تعالى توفاه الله تعالى نحو سنة 2004م؟ ودفن في بلدة اجديتا مسقط رأسه ،كان أستاذ علوم يحمل درجة دبلوم من معهد حواره في ستينيات القرن الماضي،كان مدير مدرسة اجديتا الإعدادية وفي عهده ترقت إلى الصف الثالث الإعدادي ،عام (1966م) ، سار على درب العلم الطويل ، فاحتصل على درجة الماجستير في التربية من جامعة اليرموك ،توفاه الله قبل خمس سنوات من اليوم رحمه الله رحمة واسعة واو رفه ظلال النعيم .

  ومن أساتذتنا الأستاذ "محمد علي" إسماعيل حسن  الربابعة اخو الدكتور غازي إسماعيل الربابعة ،كان يدرسنا علم  الرياضيات، كان فطنا فهما ، كان يجد المتعة في منزل شقيقته أم عبد القادر ، زوجة المرحوم الحاج  محمد عبد القادر محمد الربابعة رحمه الله ، الذي كان يعمل آذنا في المدرسة القديمة الأولى التي كانت بجانب المسجد الأول شرقي قبة الشيخ عبده الربابعة .

 ومن أساتذتنا في اللغة الانجليزية محمد سعيد زيود من بلدة أيدون اربد ،توفي بعد أن نال درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية ودفن في بلدته ، كان قوي الشخصية ، متمكنا من إيصال المعلومة رحمه الله تعالى، كان خريجا في معهد المعلمين في حواره نحو عام 1965م.

  ومن أساتذتنا في ثانوية دير أبي سعيد الأستاذ يوسف الحجات أستاذ لغة انجليزية ، من حملة درجة البكالوريوس ، كان مثال الخلق والعلم والأدب ، وكان أسلوبه رائقا شائقا يحبب الطلبة العلم.

  ومن الأساتذة فواز طيفور ، معلم العربية ، كان من خريجي الدفعة الأولى من الجامعة الأردنية ، غيورا على مصلحة الطالب والعلم معا . أمَّا من أساتذتي في معهد  حوارة ـ اربد فالأستاذ راضي الوقفي ، دكتور علم نفس لاحقا درَّسني في جامعة اليرموك عام 1980م ، ومنهم أستاذ اللغة الانجليزية شاهر الحسن الرشدان  ـ أستاذ دكتور في ما بعد ،ونائبا لرئيس مؤتة جامعة،  كان مثالا للنشاط وتحبيب طلبته بالعلم لعلمه وخلقه،وها أنا  ونجله الدكتور يشارالاستاذ المساعد  في كلية الآداب في جامعة مؤتة .

  أمَّا من أساتذتي في مرحلة البكالوريوس في جامعة اليرموك (1980ـ1984م)فالدكتور علي توفيق الحمد أستاذ النحو، والصرف وقد تتلمذت عليه في المساقين المذكورين ، كان على مرضه الذي ابرأه الله منه في ما بعد مثال الإخلاص في العطاء من أول دقيقة لنهايتها ، يدخل مبسملا ،ويدونها بخطه الحسن على اللوح ، لا ينظر إلى ساعته ، ولحسن محاضرته وخلقه وجودتهما،وأناقة خطه كنا نجدها متعة لا تعوض معه ،  فما كنت  أنظر إلى الساعة إلا ما يحوطنا من أمر إدراك وسائل النقل المسائية  ،من اربد إلى الزرقاء على نحو مسافة قصر الصلاة ، شمائله طيبة ، حلو الحديث ، له فضل علي بان قدم لي ديوان شعري الأول الموسوم ب" العملاق يتململ "عام 1984م، من ابرز كتبه " (المعجم الوافي في أدوات النحو العربي بالاشتراك )

ومن أساتذتي في مرحلة البكالوريوس الدكتور علي  حسين العتوم ، أستاذ الأدب الجاهلي ،وهو أستاذ نحوي قدير  ،على خلق رفيع ، فاز في الانتخابات النيابة ، وحمل دعوة المنافحة عن القضية الفلسطينية ، خطيب  مفوه ، لغوي بارع ، له مؤلف في الأدب الجاهلي وله  مؤلفان عن حروب الردة أشرت إليهما في دراساتي "في أدب الحرب عند العرب " المنشور ، في  مكتبة رام ،مؤتة 2004م . من ابرز أنجاله الدكتور المهندس أيمن ، يشارك في كتابة المقالات في رابطة أدباء الشام وله ترجمة ذاتية فيها .ومن أساتذتي الأستاذ الدكتور يوسف حسين بكار ، أستاذ الأدب والنقد القديم ، والأدب المقارن ، يتقن الفارسية ، مؤلفاته متعددة منها"بناء القصيدة العربية " و"في العروض والقافية " وكتب أخرى يمكن أن تطلع عليها في سيرته ، أستاذي في مادة "العروض "كانت بعض مؤلفاته مراجع لي في كتابي "عائشة الباعونية شاعرة " المنشور بدعم من وزارة الثقافة الأردنية ، عام 1997م . ومن أساتذتي الأستاذ الدكتور كمال أبو ديب ، ذائع الصيت ، أستاذ الأدب والنقد ، الشاعر الفذ ، الناقد القدير ، كان أستاذي في مرحلتي البكالوريوس والماجستير ، وهو ذو التواليف المتعددة ، من أبرزها "الرؤى المقنعة ـ نحو منهج بنيوي في دراسة الشعر الجاهلي " وجدلية الخفاء والتجلي "و"في الشعرية" كان من مراجعي في كتابي المعنون ب"الصورة الفنية في شعر البحتري " المنشورة من المركز القومي للنشر ، اربد ، عام 2000م ، والأستاذ كمال بنيوي ، كان يعتز بالجرجاني عبد القاهر ، ورسالته عنه في احدي الجامعات البريطانية ،أظنها كامبردج ، بحوثه ودراساته إبداعية ، تفتح المدارك ، لكنه كان يثير المشاعر في بعض محاضراته أكثر مما يثيرها في مؤلفاته ، باحث مجتهد ، مكنته لغته الانجليزية من الإطلالة على الأدب الغربي ونهله وتمثله ، أديب ناقد رافض لا يعجبه العجب أحيانا ولا الصوم في رجب ، ولعل لمنهجه هذا فوائد منها حثه على فحص التراث وتنخيله واقتناص ما فيه من إبداع بدليل رسالته عن تراث الجرجاني ومعنى المعنى الذي تنبه له الجرجاني قبل نقاد الغرب المعاصرين ، فقنصه أبو ديب ، غادر اليرموك عام 1985م واستضيف بدلا منه زائرا أستاذنا المرحوم شكري عياد ، صاحب الأسلوبية و" وموسيقا الشعر العربي  " تتلمذنا عليه بديلا من الأستاذ أبي ديب ، والأستاذ شكري علم قل من يباريه في البحث والتنقير،درسنا عليه النقد الحديث في العام المذكور ، كان لطيف العشرة ، رءوفا بطلبته ، باحثا رصينا ، كان في نحو السبعين من عمره ،توفي رحمه الله من نحو عشر سنوات خلت. (2008م). ومن أساتذتي في مرحلة البكالوريوس الأستاذ الدكتور حسني محمود رحمه الله، إذ درست عليه النقد الحديث ، مؤلفاته تميل إلى أدب المقاومة الفلسطينية وكنت  أدرك  أن من حقه كصاحب قلم أن يوظفه في دراساته ونقد ه ، ومن يعرفه على حقيقته يوقره ، طلبت منه شهادة بحقي فسره ذلك وأنجز ما وعد بمحبة وتقدير رحمه الله رحمة واسعة وغفر له ذنبه .ومن أساتذتي الأستاذ الدكتور قاسم احمد رجا المومني أبو المنتصر،أستاذي في مرحلتي البكالوريوس والماجستير ، درست عليه النقد في العباسي في العصر العباسي ، له كتاب في موضوعه ، كتابته مكثفة ، وعباراته جزلة ممتلئة ، له كتاب مشترك مع الزعبي عنوانه "شعراء عاشوا في قلعة عجلون " نشرته وزارة الثقافة ،اشرف على رسالتي الماجستير الموسومة ب" عائشة الباعونية شاعرة "من عام 1987الى 1989م ، وزودني  ـ وكان آنذاك رئيس قسم اللغة العربيةـ بكتاب إلى دار الكتب المصرية لاستحضار بعض مخطوطاتها ، من القاهرة عام 1988م ، فيسر الله تعالى على يديه وببركة الصالحين من آبائنا  بعض مبتغاي. ناقشت رسالة الماجستير بإشرافه وعضوية أستاذيَّ الفاضلين الأستاذ الدكتور حسين خريوش ، أستاذي في الأدب الأندلسي وأستاذي عبد الفتاح صالح  نافع أستاذي في الأدب العباسي عن الشعر العذري   وهو صاحب "لغة الحب في شعر المتنبي "كان ذلك بتاريخ 15ايار عام 1988م ، قبل خُمس قرن من اليوم .ومن أساتذتي في مرحلتي البكالوريوس والماجستير  الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين، إذ درست عليه الرواية وهو مختص "بالرواية في بلاد الشام"و ودرست عليه أيضا مادتي" البحث العلمي" و"نصوصا قرآنية" ، وهو أستاذ ذكي وقدير ، يبدو لهدوء أعصابه كالمتناوم ، ولكنه يقظ عند الخطل والخطأ ، نقل إلى الجامعة الأردنية في ما بعد  .أنجزت في عهده وباستشارته بحثا معنونا ب" دراسة في مسرحيات صلاح عبد الصبور الخمس "فنالت إعجابه ولم أتمها وظلت مخطوطة عندي لمدة عشر سنين ثم فقدتها لكثرة حلي وترحالي والحمد لله على كل حال. ومن أساتذتي في النقد الحديث الأستاذ الدكتور احمد الزعبي ، القاص الروائي  :صاحب الإيقاع الروائي ،" والبطيخة " ووراء الضبع "كان ثر العطاء،  تعينه اللغة الانجليزية التي يتقنها في كتاباته ، ونقده ، أستاذ حلوق وطيب المعشر ، ولا يستغرب الفوح الطيب من سنخه.

 ومن أساتذتي الأستاذ الدكتور نبيل حداد" أبو وليم " أستاذ الرواية والسبق الصحفي ، الذي درست عليه مادة لغة عربية (2)، عام 1980م ، يومها كان حديث التعيين ، طيب المعشر ، حلو الشمائل ، تزاملنا في جامعة مؤتة عام2001م.

ومن أساتذتي الأستاذ المشارك الدكتور عمر محمد اسعد في مادة نحو ، وقد أدرجت اسمه في ديواني "العملاق يتململ " وأهديته نسخة منه .ومنهم الأستاذ الدكتور محيي الدين رمضان ، الشيخ الفاضل ، درست عليه لمدة شهر مادة أدوات النحو ثم سحبتها لظرف عسكري أظلني ، وهو صاحب كتاب "في صوتيات العربية "وهي نسخة مهداة إليَّ منه ربما ردا على إهدائه ديواني "العملاق يتململ"وان كنتُ أحسنُ الظن به لإهدائه لي على أية حال ، دقيق العبارة ، يقول في إهدائه كتابه إلي نصا " تقدمة إلى الرائد المكرم السيد حسن محمد الربابعة،رجاء أن يتابع رحلته مع الحرف المؤمن ، منافحا عنه،ومن مثله في مجالات ، من أخيه "تاريخ 23تموز 1984م .(موقع)

ومن أساتذتي في مرحلة البكالوريوس الأستاذ الدكتور يوسف حسين درويش غوانمة ، صاحب التواليف في مجالات تاريخ الأردن في العصر المملوكي منها "التاريخ الحضاري لشرقي الأردن في العصر المملوكي" و"التاريخ السياسي لشرقي الأردن في العصر المملوكي "و"تاريخ نيابة بيت المقدس في العصر المملوكي " و" علماء وفقهاء محافظة اربد في العصر الإسلامي " ومنهم الأستاذ الدكتور محمود شتيوي أستاذ  الأدب والنقد  المسرحي الشكسبيري  في جامعة اليرموك ،وهو رجل مواقف كبيرة كانت لي معه حادثة أنقذنا الله بفضله من حادث سيارة كنت أقودها سنة 1987معى طريق المطار، .فلطف بنا وبابن عمه اشتيوي فالح اشتيوي ، فحيا الله أهل النخوة من رجال المواقف من قبائل بني صخر التي ينتمون إليها . ومنهم أستاذنا خلف  الناطور الذي درسنا عليه مادة لغة انجليزية (101)وكنا معشر الضباط في دراسات مسائية بمعيته ، يستقبلنا ببشاشة دون أن نفقد من وقت المحاضرة رونقها وبهاءها ، وإخلاصه في ميدانه لا يعلى عليه ، ومنهم الدكتور محمد علي الشبول أستاذ التاريخ له فضل علي ،إذ كان يعرق جبينه  لجده وعطائه ، وقد برزت في محاضراته لهجة مصرية لتخرجه من جامعاتها لفظة "السكندري " فجزاه الله خيرا عنا.

ومن أساتذتي في علم الحاسوب دكتور بولندي نسيت اسمه ، ومنهم الدكتور احمد العودات ، كان يومها يحمل درجة الماجستير في التاريخ يدرس في كلية حوارة وهو أستاذ نبيل ،لطيف الشميلة ،ومن أساتذتي الأستاذ الدكتور خليل العمايرة في مساق لغة عربية (2)إذ كان الأستاذ قويا في مادته ، ينماز بالحياء والإيمان ، مؤلف مبدع في مجالات النحو ، قضى نحبه قيل عقد سنين فوجب عليَّ الاستغفار له ،

 ومن أساتذتي الأستاذ الدكتور عفيف عبد الرحمن أستاذ الأدب القديم الذي تتلمذت عليه في مادة "منهج بحث " كان كريما في شمائله فتح لنا خزائن مكتبته ، لنقرأ فيها ما شئنا وهي سمة تسجل له، له مؤلفات متعددة في مجالات النقد والتراجم . ومن أساتذتي في مرحلتي البكالوريوس والماجستير في جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور عبد القادر احمد عبد القادر الرباعي أستاذ الأدب العباسي ونقده ،درست عليه البلاغة والنقد ،كان محبوبا لطلبته لخلقه وعلمه وطيب شمائله ، فنال ثناء عليه  من ابرز النقاد في القاعات غير مرة من الأستاذ أبي ديب الذي اثني على كتابها"الصورة الفنية عند أبي تمام " ، وللأستاذ الرباعي مؤلفات متعددة أهداني منها :"جماليات المعنى الشعري "و" وتحولات النقد الثقافي "و "عرار :الرؤيا والفن "والصورة الفنية في شعر زهير بن أبي سلمى "و" الطير في الشعر الجاهلي "وله غيرها وهو رئيس جامعة جدارا حاليا (2008م )، وفي صفحة الرئاسة ومضة عن سيرته منها تواليفه ستة عشر مؤلفا منها تقديمه كتابا للأستاذ الدكتور خالد الكركي عن المتنبي " ، و كان قد خطّ لي مشروع رسالتي الدكتوراة عام 1990م ، وكان احد أعضاء لجنة مناقشة رسالتي الدكتوراة في الجامعة الأردنية الموسومة ب" الصورة الفنية  في شعر البحتري " في اليوم السادس عشر من آذار عام 1994م ، مع كل من أساتذتي  الأستاذ الدكتور عبد الكريم خليفة مشرفا ورئيسا والأستاذ الدكتور محمود السمرة والأستاذ الدكتور محمد بركات أبو علي ، إما أساتذتي في مرحلة الدكتوراه في الجامعة الأردنية (1989ـ1994م) فالذي ذكرتهم الأستاذ عبد الكريم خليفة أستاذي في الأدب الأندلسي ، ، إذ كنا نعجب بخلقه وعلمه ، كريم شهم ، يحترم طالبه ويأخذ بيده إلى الصواب بأدبه الجم  إذا شت أو شذ عن منهجه ، ويقال مثله عن الأستاذ محمود السمرة الناقد المطلع على الثقافات الأوروبية ، كان يومها رئيسا للجامعة الأردنية يكرمنا في مكتبه ، ونتبادل النقد بحضرته ويهدينا إلى الصواب بدماثة خلق وبالا شارت المقنعة إلى أمات المصادر ، يحترم رأي الطالب ويصوبه ،لين العريكة مع طلبته ،حلو الشميلة ،  بعض دراساته نقدية عن علي الجرجاني ، سيرته الذاتية تنبئ عن جهوده العلمية دراساته ، ومنهم أستاذ البلاغة محمد بركات أبو علي رحمه الله ، كان يعاملنا كأولاده ويكثر للتحبب من قوله "ولكم يا أولاد " لعله متأثر ببعض ما كان بعامله الأساتذة المصريون يوم كان يعكف على التحصيل العلمي في أكنافهم مؤلفاته في مجالات البلاغية اتباعية ، سهل المعشر ، طيب المظهر والمخبر.ومن أساتذتنا  الأستاذان الياغيان، هاشم أستاذنا في الأدب الجاهلي، وعبد الرحمن ، أستاذ النقد والرواية ، مثقفان بارعان ، لديهما إلمام بالإنجليزية ، رفع من سوية محاضراتهما ،ومن أساتذتنا الأستاذ الدكتور يوسف هليس الذي تعلمنا عليه علم الصوتيات ومخارجها وكان قد طبق نظرية مخارج الأصوات على حنجرته كما ابلغنا وقدم لأطباء الصين انموذجات من صوتيات ابن سيناء الطبيب فعجب الأطباء من نباهة ابن سيناء وسبقه العلمي ،كما أعلمنا شفاها

ومن أساتذتي الأستاذ الدكتور حسين عطوان أستاذ الأدب الأموي ونقده ، كان عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية  عام 1989م ، باحث دقيق ، يتعنَّى التحصيل العلمي بدأب ومشقة ، تكاد أصابعه تنبري لكثرة كتابته وجودتها  ، من دراساته "الشورى "و"البحر في الشعر العربي "وقد أفدت منه وكان من احد  مراحعي  في كتابي "حرب الأساطيل عند البحتري " في مدحته احمد بن دينار عام 227هـ التي دمَّر سفن الروم بالنار الإسلامية في  جزر ايش اده في البحر الرومي

ومن أساتذتنا الأستاذ الدكتورنهاد الموسى أستاذ النحو والصرف ، مهندس الصوت المعماري المكثر من واوااوواواااا، ليركب الكلم في مواضعه بإحكام ، أستاذ مبدع ، تعينه اللغة الانجليزية على إبداعه ، له مؤلف مشترك مع الأستاذ السمرة في مجال تعليم كليات المجتمع في دول الخليج ، وله "اللغة العربية وأبناؤها " والعديد من المؤلفات شان أستاذنا السمرة . إما ختامهم فالأستاذ الدكتور صاحب التواليف المكثر في فنون المعرفة والأدب والنقد ، المحقق المدقق، احد ابرز علماء القرن بلا ريب ، شيخ الشيوخ أستاذنا إحسان عباس رحمه الله واسكنه جناته الفساح ، درسنا عليه نقد النص الأدبي ، واختار أبا العلاء وبعض نصوص من شعره ، كان ذا ذاكرة بفضل الله قوية وهو في منتصف العقد الثامن ممن عمره ، نسأله عن أرقام المخطوطات أحيانا فيعتقد أنها برقم كذا ومكانها لعله في المكان كذا وهو صحيح عند المراجعة ، كان مكتبة متحركة ، في حديثه انس العلم ، وعمق الفكر ، تعلوهما ابتسامته ، فلا ندري أيشرق العلم مكتبته آم مما يحفظه فؤاده ، له تصانيف لا تكاد تحصى فقد تنوف عن مائة وخمسين بين كتاب وبحث ومقالات ، و"غربة الراعي "كأنها ترجمته فيها صراحته ووضوحه وخذلانه ونصره ـ لا يتوارى من هزيمة حلت به في باب الاعتراف ، ومن كتبه التي بتداولها العلماء وأساتيذ الجامعات "تاريخ النقد عند العرب " من الأصمعي إلى ابن خلدون "الذي مكث في تأليفه خمسة عشر عاما ، وقد أجاد به تأليفا وإعداد ا ، أمَّا تحقيقاته الكثر فشاهدة على طول باعه تملا زوايا المكتبات ، عمر خمسي الثمانين ، وظلت أواخر نبضات قلبه توصي بتحقيق التراث ، رحمك الله أيها الشيخ الجليل ، وغفر لك ، فقد أخلصت لتراثك ، وكتبت في مجالات العلم المتنوعة بأمانة وصدق تحكم العقل والحقيقة على العواطف والانفعالات ، أبدلك الله تعالى عيونا ترى مخطوطاتك وآثارك وأذانا تصيخ إلى ما يقال فيك  بعد وفاتك  من تحقيق تراثك وجزاك الله عن آمتيك العربية والإسلامية بل عن تراث العالم قاطبة كل طيب من  جزاء.