يوسف حاج حرسان في ذمة الخلود

(1918 – 2010)

جوزيف سالم

انتقل إلى جوار ربه في تمام الساعة العاشرة من يوم الثلاثاء/ 24/ 8 / 2010 الشخصية الوطنية والسياسية والثقافية " يوسف حاج حرسان " والد دارا وهمبر وكسرى وهيفين وشرين والناشطة في مجال حقوق الإنسان نوفين وذلك عن عمر ناهز اثنان وتسعين عاما. و تعرض الفقيد في شبابه الى الملاحقة المستمرة من قبل السلطات السورية وسجن وعذب أكثر من مرة نتيجة لمواقفه السياسية والوطنية.كما عرف عن المرحوم اكتراثه بالجانب الثقافي وله مقالات نشر معظمها في الصحافة الكوردية في عام  1932 .

* لمحة سريعة عن حياة الفقيد

ولد يوسف بن حج حرسان في عام  1918 قرية  ( سيمتكي نواف ) التابعة لمدينة عامودا, من أبوين كورديين انحدرا من منطقة داري - كوردستان الشمالية .

أدرك يوسف حرسان في وقت مبكر واجبه الوطني المملي عليه الخوض في غمار العمل السياسي والوطني لذا دخل معترك النشاط السياسي حيث انتسب إلى جمعية  خويبون التي تأسست في يوم 28 تشرين الثاني عام 1927 مع المناضلين الكورد أمثال : اوصمان صبري- قدري بك وأكرم بك أبناء جميل باشا الديار بكري- حسن ديركي – رشيد كرد وجكرخوين و سيداي تيريز وآخرون والتي كان يترأسها آنذاك الدكتور احمد نافذ بك  شقيق نورالدين زازا .

في عام 1935 وإلى جانب خوضه في معترك السياسة كتب في مجلة هوار وروناهي عدة مقالات تهم الشأن الكوردستاني في عموم أجزائه واللتان كانتا يصدرهما الأمير جلادت بدرخان عام 1932 في دمشق. في مقالة له والتي عنونها بـ يا ترى هل عزرائيل هو عدو للأكراد  تحدث فيها بإسهاب عن عذابات الكورد في عموم كوردستان وواصل الكتابة أيضا في مجلتين روجا نو وستير اللتان كانتا يصدرهما الأمير كاميران بدرخان في العاصمة اللبنانية بيروت , وخاصة في زواياهما السياسية وباسمه الصريح : يوسف حج حرسان. رغم أن الكتابة في ذلك الوقت وبالاسم الصريح كانت تكلف كثيرا ربما قد تأخذه إلى هلاك غير متوقع .استمر في الكتابة حتى  أواخر عام 1940  إلى جانب نخبة من الكتاب والسياسيين الكورد أمثال :ملا حسن هشيار و قدري جميل باشا وأكرم جميل باشا وعبد الرحمن على يونس و د . احمد بك نافذ و عارف عباس بك و الشاعر ملا احمدي نامي- الذي دون حريق سينما عامودا في عام 1961 , والشاعر جكرخوين , ورشيد كرد وواصمان صبري  حيث الأخير كان  يعمل في مطبعة هوار .

خاض يوسف حرسان العمل السياسي والثقافي حينما تأسس الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا عام 1957 فانتسب إليه بسبب تأثره الكبير بتصاعد حركة التحرر الوطني الكوردستاني في أجزاء كوردستان الشرقية والجنوبية وقد تركت ذكرى قائد جمهورية مهاباد  قاضي محمد  أثرا بالغا في نفسه– كما صرح بها هو نفسه في العمل ضمن صفوف الحزب المذكور كعضو فاعل ونشيط , لذلك وبسبب نضاله  الجماهيري تعرض  للملاحقة و السجن و التعذيب كغيره ولمرات عديدة ..  

المجد والخلود للفقيد لأسرته ولذويه الصبر والسلوان

إنا لله وان إليه راجعون ...