معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

في عيون الفقهاء والمحدثين (2-3)

موسى بن سليمان السويداء / السعودية

[email protected]

تتمة كلام الحافظ الذهبي :

 (( ... ابن لهيعة عن يونس عن ابن شهاب : " قدم عمر الجابية فبقى على الشام أميرين أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان ثم توفي يزيد فنعاه عمر إلى أبي سفيان فقال : ومن أمرت مكانه قال : معاوية فقال : وصلتك يا أمير المؤمنين رحم " وقال خليفة(1) : " ثم جمع عمر الشام كلها لمعاوية وأقره عثمان " .

 قلت : حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم وهو ثغر فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضي الناس بسخائه وحلمه وإن كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك وإن كان غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً منه بكثير وأفضل وأصلح فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه وله هنات وأمور والله الموعد وكان محبباً إلى رعيته عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك .

 عن إسماعيل بن أمية : " أن عمر أفرد معاوية بالشام ورزقه في الشهر ثمانين دينار " والمحفوظ أن الذي أفرد معاوية بالشام عثمان . وعن رجل قال : " لما قدم عمر الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم وهيئة فلما دنا منه قال : أنت صاحب الموكب العظيم ؟ قال : نعم , قال : مع ما بلغني عنك من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك ؟ قال : نعم , قال : ولم تفعل ذلك ؟ قال : نحن بأرض جواسيس العدو بها كثير فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يرهبهم فإن نهيتني انتهيت , قال : يا معاوية ما أسألك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس لئن كان ما قلت حقاً إنه لرأي أريب وإن كان باطلاً فإنه لخدعة أديب , قال : فمرني , قال : لا آمرك ولا أنهاك فقيل : يا أمير المؤمنين ما أحسن ما صدر عما أوردته , قال : لحسن مصادره وموارده جشمناه ما جشمناه " ورويت بإسنادين عن العتبي نحوها .

 مسلم بن جندب عن أسلم مولى عمر قال : " قدم معاوية وهو أبض الناس وأجملهم فخرج مع عمر إلى الحج وكان عمر ينظر إليه فيعجب ويضع أصبعه على متنه ثم يرفعها عن مثل الشراك فيقول بخ بخ نحن إذاً خير الناس إن جمع لنا خير الدنيا والآخرة , قال : يا أمير المؤمنين سأحدثك إنا بأرض الحمامات والريف , قال عمر : سأحدثك ما بك إلا إلطافك نفسك بأطيب الطعام وتصبحك حتى تضرب الشمس متنيك وذوو الحاجات وراء الباب , قال : فلما جئنا ذا طوى(2) أخرج معاوية حلة فلبسها فوجد عمر منها طيباً فقال يعمد أحدكم يخرج حاجاً تفلاً حتى إذا جاء أعظم بلد لله حرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما , قال : إنما لبستهما لأدخل فيهما على عشيرتي والله لقد بلغني أذاك هنا وبالشام والله يعلم أني قد عرفت الحياء فيه ونزع معاوية الثوبين ولبس ثوبي إحرامه " . قال المدائني كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال : " هذا كسرى العرب " . ابن أبي ذئب عن المقبري قال عمر : " تعجبون من دهاء هرقل وكسرى وتدعون معاوية ؟! " . عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال : " دخل معاوية على عمر وعليه حلة خضراء فنظر إليها الصحابة , قال : فوثب إليه عمر بالدرة(3) وجعل يقول : الله الله يا أمير المؤمنين فيم ؟ فيم ؟ فلم يكلمه حتى رجع فقالوا : لم ضربته وما في قومك مثله ؟ قال : ما رأيت وما بلغني إلا خيراً ولكنه رأيته وأشار بيده فأحببت أن أضع منه " . قال أحمد بن حنبل : " فتحت قيسارية سنة تسع عشرة وأميرها معاوية . قال يزيد بن عبيدة : غزا معاوية قبرص سنة خمس وعشرين " . وقال الزهري : " نزع عثمان عمير بن سعد وجمع الشام لمعاوية " . وعن الزهري قال : " لم ينفرد معاوية بالشام حتى استخلف عثمان " . سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن قيس بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال : " ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا - يعني معاوية - " . وكيع عن الأعمش عن أبي صالح قال : " كان الحادي يحدو بعثمان :

إن الأمير بعده علي          وفي الزبير خلف رضي

فقال كعب : بل هو صاحب البغلة الشهباء - يعني معاوية - فبلغ ذلك معاوية فأتاه فقال : يا أبا إسحاق تقول هذا وها هنا علي والزبير وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أنت صاحبها " .

 قال الواقدي : " لما قتل عثمان بعثت نائلة بنت الفرافصة امرأته إلى معاوية كتاباً بما جرى وبعثت بقميصه بالدم فقرأ معاوية الكتاب وطيف بالقميص في أجناد الشام وحرضهم على الطلب بدمه , فقال ابن عباس لعلي : اكتب إلى معاوية فأقره على الشام وأطمعه يكفك نفسه وناحيته فإذا بايع لك الناس أقررته أو عزلته , قال : إنه لا يرضى حتى أعطيه عهد الله وميثاقه أن لا أعزله وبلغ معاوية , فقال : والله لا ألي له شيئا ولا أبايعه وأظهر بالشام أن الزبير قادم عليكم ونبايعه فلما بلغه مقتله ترحم عليه وبعث علي جريراً إلى معاوية فكلمه وعظم علياً فأبى أن يبايع فرد جرير وأجمع على المسير إلى صفين فبعث معاوية أبا مسلم الخولاني إلى علي بأشياء يطلبها منه وأن يدفع إليه قتلة عثمان فأبى ورجع أبو مسلم وجرت بينهما رسائل وقصد كل منهما الآخر فالتقوا لسبع بقين من المحرم سنة سبع وفي أول صفر شبت الحرب وقتل خلق وضجروا فرفع أهل الشام المصاحف وقالوا ندعوكم إلى كتاب الله والحكم بما فيه وكان ذلك مكيدة من عمرو بن العاص فاصطلحوا وكتبوا بينهم كتاباً على أن يوافوا أذرح(4) ويحكموا حكمين , قال : فلم يقع اتفاق ورجع علي إلى الكوفة بالدغل من أصحابه والاختلاف فخرج منهم الخوارج وأنكروا تحكيمه وقالوا : لا حكم إلا لله . ورجع معاوية بالألفة والاجتماع وبايعه أهل الشام بالخلافة في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين فكان يبعث الغارات فيقتلون من كان في طاعة علي أو من أعان على قتل عثمان وبعث بسر بن أبي أرطاة إلى الحجاز واليمن يستعرض الناس فقبل باليمن عبد الرحمن وقثماً ولدي عبيد الله بن عباس ثم استشهد علي في رمضان سنة أربعين وصالح الحسن بن علي معاوية وبايعه وسمي عام الجماعة فاستعمل معاوية على الكوفة المغيرة بن شعبة وعلى البصرة عبد الله بن عامر بن كريز وعلى المدينة أخاه عتبة ثم مروان وعلى مصر عمرو بن العاص وحج بالناس سنة خميسن وكان على قضائه بالشام فضالة بن عبيد ثم اعتمر سنة ست وخمسين في رجب وكان بينه وبين الحسين وابن عمر وابن الزبير وابن أبي بكر كلام في بيعة العهد ليزيد , ثم قال : إني متكلم بكلام فلا تردوا علي أقتلكم , فخطب وأظهر أنهم قد بايعوا وسكتوا ولم ينكروا ورحل على هذا وادعى زياداً أنه أخوه فولاه الكوفة بعد المغيرة فكتب إليه في حجر بن عدي وأصحابه وحملهم إليه فقتلهم بمرج عذراء ثم ضم الكوفة والبصرة إلى زياد فمات فولاهما ابنه عبيد الله بن زياد " .

 عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : " استعملني عثمان على الحج ثم قدمت وقد بويع لعلي فقال لي : سر إلى الشام فقد وليتكها , قلت : ما هذا برأي ؛ معاوية أموي وهو ابن عم عثمان وعامله على الشام ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان أو أدنى ما هو صانع أن يحبسني , قال علي : ولم قلت لقرابة ما بيني وبينك وأن كل من حمل عليك حمل علي ولكن اكتب إليه فمنه وعده , فأبى علي وقال لا والله لا كان هذا أبدا " . مجالد عن الشعبي قال : " أرسلت أم حبيبة إلى أهل عثمان أرسلوا إلي بثياب عثمان التي قتل فيها فبعثوا بقميصه بالدم وبالخصلة التي نتفت من لحيته ودعت النعمان بن بشير فبعثت به إلى معاوية فصعد معاوية المنبر ونشر القميص وجمع الناس ودعا إلى الطلب بدمه فقام أهل الشام وقالوا هو ابن عمك وأنت وليه ونحن الطالبون معك بدمه " . ابن شوذب عن مطر الوراق عن زهدم الجرمي , قال : " كنا في سمر ابن عباس فقال : لما كان من أمر هذا الرجل ما كان - يعني عثمان - قلت لعلي : اعتزل الناس فلو كنت في جحر لطلبت حتى تستخرج فعصاني وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية وذلك أن الله يقول : { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا } .

 يونس عن ابن شهاب قال : " لما بلغ معاوية هزيمة يوم الجمل وظهور علي دعا أهل الشام للقتال معه على الشورى والطلب بدم عثمان فبايعوه على ذلك أميراً غير خليفة " . وفي كتاب صفين ليحيى بن سليمان الجعفي بإسناد له : " أن معاوية قال لجرير البجلي لما قدم عليه رسولاً بعد محاورة طويلة : اكتب إلى علي أن يجعل لي الشام وأنا أبايع له ما عاش فكتب بذلك إلى علي ففشا كتابه فكتب إليه الوليد بن عقبة :

معاوي إن الشام شامك فاعتصم          بشامك  لا  تدخل عليك الأفاعيا

وحام   عليها    بالقنابل  والقنا          ولا تك مخشوش الذراعين وانيا

فإن   عليا   ناظر   ما   تجيبه          فأهد له  حربا  بشيب  النواصيا

ثم قال الجعفي حدثنا يعلى بن عبيد عن أبيه قال : جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية وقالوا أنت تنازع علياً أم أنت مثله ؟ فقال : لا والله إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً وأنا ابن عمه والطالب بدمه فائتوه فقولوا له فليدفع إلي قتلة عثمان وأسلم له فأتوا عليا فكلموه فلم يدفعهم إليه " . عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الشعبي أو أبي جعفر قال : " لما ظهر أمر معاوية دعا علي رجلاً وأمره أن يسير إلى دمشق فيعقل راحلته على باب المسجد ويدخل بهيئة السفر ففعل وكان وصاه فسأله أهل الشام فقال : من العراق قالوا : وما وراءك ؟ قال : تركت علياً قد حشد إليكم ونهد في أهل العراق فبلغ معاوية فبعث أبا الأعور يحقق أمره فأتاه فأخبره فنودي الصلاة جامعة وامتلأ المسجد فصعد معاوية وتشهد ثم قال : إن عليا قد نهد إليكم فما الرأي فضرب الناس بأذقانهم على صدورهم ولم يرفع أحد إليه طرفه فقام ذو الكلاع الحميري فقال : عليك الرأي وعلينا أم فعال - يعني الفعال - فنزل معاوية ونودي من تخلف عن معسكره بعد ثلاث أحل بنفسه فرد رسول علي حتى وافاه فأخبره فأمر فنودي الصلاة جامعة واجتمع الناس فصعد المنبر وقال : إن رسولي قد قدم وأخبرني أن معاوية قد نهد إليكم فما الرأي فأضب أهل المسجد يقولون : الرأي كذا الرأي كذا فلم يفهم علي من كثرة من تكلم فنزل وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب بها ابن أكالة الأكباد " .

 الأعمش عمن رأى علياً يوم صفين يصفق بيديه ويعض عليها ويقول : " يا عجباً أعصى ويطاع معاوية " .أبو حاتم السجستاتي عن أبي عبيدة قال : " قال معاوية لقد وضعت رجلي في الركاب وهممت يوم صفين بالهزيمة فما منعني إلا قول ابن الإطنابة :

 أبت لي عفتي  وأبى بلائي          وأخذي الحمد بالثمن الربيح

وإكراهي على المكروه نفسي          وضربي هامة البطل المشيح

وقولي كلما جشأت  وجاشت          مكانك تحمدي أو تستريحي "

قال الأوزاعي سأل رجل الحسن البصري عن علي وعثمان فقال : " كانت لهذا سابقة ولهذا سابقة ولهذا قرابة ولهذا قرابة وابتلي هذا وعوفي هذا , فسأله عن علي ومعاوية فقال : كان لهذا قرابة ولهذا قرابة ولهذا سابقة وليس لهذا سابقة وابتليا جميعاً .

 قلت : قتل بين الفريقين نحو من ستين ألفا وقيل سبعون ألفا وقتل عمار مع علي وتبين للناس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تقتله الفئة الباغية ) .

 الفسوي حدثنا حجاج بن أبي منيع حدثنا جدي عن الزهري عن أنس قال : " تعاهد ثلاثة من أهل العراق على قتل معاوية وعمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة وأقبلوا يعد بيعة معاوية بالخلافة حتى قدموا إيلياء فصلوا من السحر في المسجد فلما خرج معاوية لصلاة الفجر كبر فلما سجد انبطح أحدهم على ظهر الحرسي الساجد بينه وبين معاوية حتى طعن معاوية في مأكمته(5) فانصرف معاوية وقال : أتموا صلاتكم وأمسك الرجل فقال الطبيب إن لم يكن الخنجر مسموما فلا بأس عليك فأعد الطبيب عقاقيره ثم لحس الخنجر فلم يجده مسموماً فكبر وكبر من عنده وقيل ليس بأمير المؤمنين بأس " .

 قلت : هذه المرة غير المرة التي جرح فيها وقتما قتل علي - رضي الله عنه - فإن تلك فلق أليته وسقي أدوية خلصته من السم لكن قطع نسله .

 أيوب بن جابر عن أبي إسحاق عن الأسود قُلت لعائشة : " ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة ؟ قالت : وما يعجب هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون مصر أربع مئة سنة " . زيد بن أبي الزرقاء عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم قال : " قال علي : قتلاي وقتلى معاوية في الجنة "(6) . صدقة بن خالد عن زيد بن واقد عن أبيه عن أشياخهم : " أن معاوية لما بويع وبلغه قتال علي أهل النهروان كاتب وجوه من معه مثل الأشعث ومناهم وبذل لهم حتى مالوا إلى معاوية وتثاقلوا عن المسير مع علي فكان يقول : فلا يلتفت إلى قوله وكان معاوية

يقول : لقد حاربت علياً بعد صفين بغير جيش ولا عتاد " . شعبة أنبأنا محمد بن عبيد الله الثقفي سمع أبا صالح يقول : " شهدت علياً وضع المصحف على رأسه حتى سمعت تقعقع الورق فقال : اللهم إني سألتهم ما فيه فمنعوني اللهم إني قد مللتهم وملوني وأبغضتهم وأبغضوني وحملوني على غير أخلاقي فأبدلهم بي شراً مني وأبدلني بهم خيراً منهم ومث قلوبهم ميثة الملح في الماء " .

 مجالد عن الشعبي عن الحارث عن علي قال : " لا تكرهوا إمرة معاوية فلو قد فقدتموه لرأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها " . لما قتل أمير المؤمنين علي بايع أهل العراق ابنه الحسن وتجهزوا لقصد الشام في كتائب أمثال الجبال وكان الحسن سيداً كبير القدر يرى حقن الدماء ويكره الفتن ورأى من العراقيين ما يكره . قال جرير بن حازم : " بايع أهل الكوفة الحسن بعد أبيه وأحبوه أكثر من أبيه " وقال ابن شوذب : " سار الحسن يطلب الشام وأقبل معاوية في أهل الشام فالتقوا فكره الحسن القتال وبايع معاوية على أن جعل له العهد بالخلافة من بعده فكان أصحاب الحسن يقولون : له يا عار المؤمنين , فيقول : العار خير من النار " .

 وعن عوانة بن الحكم قال : " سار الحسن حتى نزل المدائن وبعث على المقدمة قيس بن سعد في اثني ألفا فبينا الحسن بالمدائن إذ صاح صائح ألا إن قيساً قد قتل فاختبط الناس وانتهب الغوغاء سرادق الحسن حتى نازعوه بساطاً تحته(7) وطعنه خارجي من بني أسد بخنجر فقتلوا الخارجي فنزل الحسن القصر الأبيض وكاتب معاوية في الصلح " وروى نحواً من هذا الشعبي وأبو إسحاق وتوجع من تلك الضربة أشهراً وعوفي . قال هلال بن خباب قال الحسن بن علي : " يا أهل الكوفة لو لم تذهل نفسي عليكم إلا لثلاث لذهلت لقتلكم أبي وطعنكم في فخذي وانتهابكم ثقلي " .

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن : ( إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ) ثم إن معاوية أجاب إلى الصلح وسر بذلك ودخل هو والحسن الكوفة راكبين وتسلم معاوية الخلافة في آخر ربيع الآخر وسمي عام الجماعة لاجتماعهم على إمام وهو عام أحد وأربعين .. )) .

 --------------------

 1/ خليفة ابن خياط مؤرخ له كتاب تاريخ ينقل عنه الذهبي وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهما .

2/ ذُو طَوى : وادي بمكة . معجم مستعجم , أبي عبيد البكري .

3/ الدرة , قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: " هي بكسر الدال وتشديد الراء وهي معروفة ويقال لها العَرقة بفتح العين والراء وبالقاف ذكره صاحب المحكم " . وقال الزرقاني في شرح الموطأ : " آلة يضرب بها " .

4/ أذرح : نقل البكري عن ابن وضاح أنها بفلسطين . معجم مستعجم .

5/ المَأْكَمَةُ : العَجِيزَةُ. و المِأْكَمان و المَأْكَمَتان: اللَّحْمَتان اللتان على رُؤوس الوَرِكَيْن، وقيل: هما بَخَصَتان مُشْرِفتان على الحَرْقَفَتَيْنِ، وهما رُؤوس أَعالي الوَرِكَيْنِ عن يمين وشمال، وقيل: هما لَحْمتان وصَلَتا ما بين العَجُز والمَتْنَيْنِ، والجمع المَآكِمُ . لسان العرب , لابن منظور .

6/ هذا الكلام صحيح المعنى من أجل أنهم كانوا مجتهدين في طلب الحق وقد وصف الله تعالى الفئتين المقتتلتين بالإيمان ولم ينفيه عنهما مع وجود الاقتتال بينهما قال تعالى : ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9( نَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) [ الحجرات ]

7/ هذه هي حقيقة الرافضة الذين يدعون حب آل البيت وهم في الحقيقة أعدائهم بل انتسابهم إليهم هو من باب الطمع بمالهم وشرفهم لا أقل ولا أكثر .