الأستاذ الدكتور شاكر الفحام

د. محمد حسان الطيان

في الأسبوع الثقافي الرابع للغة العربية

كلية الآداب ـ جامعة دمشق

12 ـ 15/4/1999

د. محمد حسان الطيان

رئيس مقررات اللغة العربية بالجامعة العربية المفتوحة بالكويت

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم

"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات."

"مثل العلماء في الأرض مَثل النجوم في السماء’, من تركها ضلّ

ومن غابت عنه تحيّر". [ أبو قلابة ]

 حقٌّ علينا أيها السادة أن نرفع من رفعه الله, وأجمل بها من سنّة استنها قسم اللغة العربية لتكريم أساتيذه الكبار, الذين وطَّؤوا لنا الطريق ودمَّثوا صعابه, فاسمحوا لي بادئ بَدْءٍ أن أستهلَّ كلمتي هذه بالتوجه بالشكر إلى كلِّ من عمل على إنفاذ هذا الحفل الخاص بتكريم رأسِ علماء العربية في جامعة دمشق, أستاذِنا الدكتور شاكر الفحام رئيسِ مجمع اللغة العربية بدمشق. ففي هذا التكريم إعلاءٌ لراية العلم, وإحقاقٌ لرفعة العلماء, وإقرارٌ بعظيم منزلتهم وسموّ مكانتهم.

 وحينما كلِّفت تَوَلِّي الكلام على فضل أستاذنا الفحام ومكانته الرفيعة’, تملكني شعور غامر بالفرحة والاعتزاز’, فقد رأيتني ـ وأنا من أصغر تلاميذه ـ قد ظفرت بما فوق المنى, فمثل يشرُف بالكلام على أمثاله, ويعلو بالحديث عن مناقبه وأفضاله’, ويكبر بتتبع أخباره وآثاره. ولا ريب عندي أن هذه الكلمة يدٌ جديدةٌ للأستاذ يضيفها إلى أيادٍ كثيرة بيضاء, تتابعت عليّ مترادفةً لا يعكّرُها النماء, مذ عرفت الجامعة حتى يومي هذا.

وقيدتُ نفسي في ذَاركَ محبّةً 

 

ومن وجد الإحسانَ قيداً تقيَّدا 

 فقد عرفت الأستاذ الدكتور شاكر عندما كنت على مقاعد الدرس في قسم اللغة العربية, وإن أنسَ لا أنسَ إطلالته المحببة أستاذاً للأدب الأندلسي في المحاضرة الأولى من يوم الثلاثاء, لا يصرفه عنها صارف, ولا يصدِفُهُ عنها ما كان يتقلّده من أعباء الوزارة, ولا ما يشغله من المهامِّ الجسام. ولعلّ أجمل ما في محاضرته ـ وكلّها رائع مفيد ـ تلك الفوائد التي كان ينثرها في تضاعيفها, ويتبدّى فيها جانبٌ من جوانب علمه الغزير, وحرصه على إفادة طلابه.

 وفي رحاب الدراسات العليا تعرفت إلى جانبٍ آخرَ من جوانب علم أستاذنا من خلال تدريسه مادةَ الدراسات الأدبيةِ لطلبةِ دبلوم الدراسات اللغوية, وفيه عرفنا كيف تمتزج اللغة بالأدب, ويفيد اللغويون من الدراسات الأدبية وذلك اعتماداً على دراسته المتميزة للفرزدق, شاعرِ العربية الفحل.

 ثم سنّى لي الله أن أنعم بصحبة أستاذنا الجليل في رحلة علمية طويلة؛ وذلك حين شرّفني بإشرافه على رسالَتَي الماجستير والدكتوراه ـ وهو الذي أشرف على عشرات الرسائل ـ فتكشَّفت لي جوانب من علمه وفضله وخلقه لا يكاد يعرفها كثير من الناس, لقد وجدت فيه المشرف العالم, والمعلم الإنسان, والمربي الشفوق, والأديب المرهف, والمتتبع الخبير, والقارئ المدقق, إلى أمانة نادرة, وقلب واعٍ, وحافظة مستحضرة (وخير الفقه ما حوضر به). لا يألو جهداً في تعليم طالبه, والأخذ بيده وتشجيعه, وتقويم خطئه بأرق ما أوتي المعلمون من أساليب التقويم, لا يمسُّ كرامة, ولا يجرح شعوراً, بل هو يرقى بتلميذه أعلى معارج السمو الإنساني. استمع إليه يقول لي بعد قراءته الفصل الأول من رسالتي للدكتوراه, ووضع الملاحظات المختلفة عليها: "الأخ حسان هذه ملاحظات أرجو أن تناقشها ثم تذاكرَني بها, إنها ليست قاطعة, ولكنها مناسبة للتفكير للوصول إلى الأحسن حتى يخرج التحقيق بأحسن وجه ممكن إن شاء الله, وأرجو الإسراع فما قدّمته قليل قليل, فمتى تبلغُ الغايةَ إذا مضيت على هذه المسيرة؟’!" أيُّ رقة هذه وأيُّ مربٍّ عظيم وراءها؟!.

 على أن عناية الأستاذ بنا معشر طلابه لم تقتصر على إشرافه على رسائلنا الجامعية, وإنما تعدتها إلى كل بحث نقوم به’, فهو مفزعنا, وصاحب معضلاتنا, وموضِحُ مشكلاتنا, نقصده فما نجد عنده إلا الحفاوة والتشجيع, ولا غرو فهو حفيٌّ بطلابه, كريم بعطائه, لا يضنُّ عليهم باستشارة, ولا يبخل بمراجعة أو تدقيق أو تقديم. صحبته بضعاً وعشرين سنة ما أذكر أني رجوته النظرَ في مقال أو مراجعةَ كتاب أو التقديمَ لتحقيق أو بحث إلا كان نعم المجيب.

 ولا أعرف أحداً من أصحابنا قصده للإشراف على بحث, أو النهوض بدراسة, أو مراجعة تحقيق, أو حتى الحصول على مخطوط, أو كتابة مقدمة لمؤلَّف إلا مدَّ له يد العون والعناية, والتشجيع والرعاية, وما أكثر ما أخذ بيد الناشئين في رحاب العربية من طلابها ومحبيها ودارسيها, يشجعهم ويغذوهم بلِبان العلم, ويشدّ من أزرهم, ويذْكي فيهم روح المتابعة والتحصيل, يقرِّب إليهم البعيد, ويدني منهم النائي, يشرف على بحوثهم, ويقوِّم منآدها وينفي عنها ما أصابها من الخطأ والخطل, وكثيراً ما يتوِّج ذلك كلَّه بكتابة مقدماتٍ لها ولسان حاله ومقاله يردد:

إنَّ الهلال إذا رأيتَ نموَّهُ 

 

أيقنْتَ أنْ سيكونُ بدراً كاملا 

 ولو أن ما كتبه من مقدمات جُمع في صعيد واحد لكان لنا منه كتاب عنوانُهُ: تشجيع الباحثين وشحذ الهمم’. بل إن عنوانه بكلمة واحدة’: بناء الرجال

يبني الرجالَ وغيرُهُ يبني القرى 

 

شتّان بين قرًى وبينَ رجالِ 

 ولم يتوقف أستاذنا ـ نضَّر الله وجهه ـ عند حدود الدراسات التراثية ـ على حبّه لها وإيثاره إياها ـ وإنّما تطلّع نحو الجديد والمبتكَر في الدراسات اللغوية والأدبية لاسيما تلك التي تستعمل تِقْنيّاتِ العصر في معالجة العربية فتذللها لخدمتها, وفي مقدمة ذلك المعلوماتية وما قدمته لهذه الدراسات من آفاق رحبة, فقد أشرف على رسائل جامعية كان الحاسوب عمادَها في إحصاء اللغة, ورصدِ ظواهرها المختلفة, والأجهزة الصوتية المخبرية وسيلَتَها في تحليلِ الصوت ووصفِ مخارجِه وتحديدِ صفاتِه’. ولا تسل عن فرحتِهِ وسروره يوم عرضنا عليه في مركز الدراسات والبحوث العلمية النظام الحاسوبيَّ لمعالجة الصرف العربي اشتقاقاً وتحليلاً. فقد تابع العرضَ مع أستاذنا المرحوم أحمد راتب النفاخ, وأتحفنا كلاهما بملاحظات قيمة كان لها أثرٌ طيِّبٌ في تقويم النظام. وكانت له كذلك مشاركة فعّالة في تحكيم المشاريع العلمية اللغوية في مركز الدراسات والبحوث العلمية, والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا, لم يصرفْهُ عنها صارفٌ على كثرة مشاغِلِه وثِقَلِ أعبائِه, فقد كان كالعهد به المشجعَ والدافعَ لإنجازِ المزيد من هذه البحوث’, حبًّا بالعربية وصوناً لها’, ودفعاً للبحوث الناهضة بها, لقد كان يؤلمه دائماً أن يرى الآخرين يتبارَونَ في تحسين لغاتهم والنهوض بها وتسخير تِقْنِيَّاتِ الحاسوب لها, ونقعدُ نحن لا حول لنا ولا قوةَ في مواجهة هذا المدِّ الهادر. فيردد مع الشاعر قوله:

وسعْتُ كتابَ الله لفظاً وغايةً 

 

وما ضقْتُ عن آيٍ به وعظاتِ 

فكيفَ أضيقُ اليومَ عن وصفِ آلةٍ 

 

وتنسيقِ أسماءٍ لمخترعاتِ 

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدُّرُّ كامنٌ 

 

فهل سألوا الغوَّاص عن صدفاتي 

 ولعلَّ من أبرز مظاهر عناية الأستاذ بطلابه تلك المناقشاتِ التي كان يشارك فيها, فقد تحوّلت به وبأمثاله من كبار الأساتيذ إلى أنديةٍ علميّةٍ يسمع فيها الطالب كل مفيدٍ وطريفٍ. كنّا وما زلنا نقصد هذه المناقشات لنستمع إلى أستاذنا الفحام’, فكان يفسح المجال للأساتذة المناقشين يتقدمونه بالقول حتى إذا ما فرغت جَعَباتُهم شرع يقول: "لم يتركْ لي الزملاء بقيّة’..." وراح يتحفنا من أفانينِ القول ودقائقِ التحقيق وطرائفِ الأمثال والشواهد ما ينسي به كلَّ ما تقدّم.

إذا قلتُ شارفنا أواخر علمه 

 

تدفّق حتى قلت هذي أوائله 

 أحبَّ أستاذنا الفحام ـ حرس الله مهجته ـ العربية وأصفاها زهرة عمره’, ومنحها كلَّ وقته, ووهبها كل طاقته وجهده, فهو المتبتِّل في محرابها أبداً, والقائم بشؤونها أنّى كان أو حلَّ وارتحل, لا تكاد تراه إلا كاتباً لمقال عنها, أو مشاركاً في ندوة لها, أو مؤلفاً لكتاب فيها, أو مراجعاً لنتاج يتعلق بها, أو مترئساً للجنة تعمل في سبيلها.

 وهو ـ حفظه الله وأمتع به ـ عالم أسس بنيانه على قاعدة صُلبة من قراءة التراث العربي الإسلامي القراءَةَ المستوعبة, فهو عنده كلّ متكامل لا يغني فيه فنٌّ عن فنّ, ولا يُترك كتاب لكتاب, نهلَ ما نهل وعلَّ ما علَّ من علوم اللغة العربية وآدابها, وتاريخ الرجال وسيرهم, وعلوم القرآن والحديث وغريبهما, فاستوى له من ذلك كلِّهِ علمٌ أصيلٌ غزيرٌ موصولٌ بعلم الأوائل من أرباب اللغة وأعلامها.

 فما شئت من بصرٍ بالشعر وعلم بغرائبه, وإحاطةٍ بالتاريخ ووقوف على دقائقه, ومَكِنَةٍ من العربية تجاوزت حدَّ التخصص إلى حيِّزِ الإبداع والابتكار؛ فقد أمكنته اللغة من قيادها وألقت إليه بأسرارها. إلى خلق نبيل’, وتعامل حلو جميل, وسياسة وحُنْكةٍ فاقتِ الوصف "إنَّ الكلامَ يَزينُ ربَّ المجلس" فهو كما قال الأول: "حَنيكٌ مَلِيٌّ بالأمورِ إذا عَرَتْ".

ترنو إليه الحُدَّاثُ غاديةً 

 

ولا تملُّ الحـديـثَ مـن عجبِـهْ 

يزدحمُ الناسُ كلَّ شارقةٍ

 

ببابِهِ مُشرِعينَ في أدبِهْ 

 ولأستاذنا الفحام نمطٌ فريدٌ آسرٌ في الكتابة كأنّما قُدَّ له, لا يكاد يَشْرَكُهُ فيه أحدٌ من الأدباء أو الكتَّاب.

في نظامٍ من البلاغة ما شكـ 

 

ـكَ امرؤٌ أنّه نظام فريدُ 

 يروعُكَ فيه هذا النَّفَسُ الأدبي المتميز, والغنى المبهرُ بنفائسِ التراث شعرِه ونثرهِ وأمثالِه, وفي أسلوبه من الإشراق, وجمال الديباجة, وإحكام النسج, وعذوبة البيان, وسلامة الطبع, ما لا يخفى على كلِّ قارئ متذوّق, شهد بذلك أساتذته ورصفاؤه قبل تلامذته ومريديه, وتُوِّج بنيله جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي لعام 1988. وحسبي أن أدلل على ذلك بفقرة جاءت في ختام كلام طويل له من كتابه نظرات في ديوان بشار بن برد يقول فيها:"وأنا لا أزعم أن ما جئت به هو الحقُّ الصُّراح, وإنما هو الرأيُ لاح لي فسجَّلتُه مقروناً بحجّته, لا أملِك أن أقطع فيه بيقين. فإنْ قُسم لي أن أُصيبَ فبحمد الله وعونه, وإن تكن الأخرى فليشفعْ لي أني ما ابتغيتُ فيما أتيتُ إلا وجه الحقِّ وحده, أدور معه حيث يدور, لا يميل بي هوًى, ولا تستفزُّني شهوةُ المغالبة, ولا يعطِفُني إلْفٌ, ولا أنزِع إلى عصبية. وليعلّمْني أساتذتي السادةُ العلماء’, ولْيفيضوا عليَّ من أنوار معارفهم. وإنما العلم بالتعلّم, جعلني الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه". أيُّ بيان هذا وأيُّ خلق نبيل وراءه؟!.

 وتسنَّم أستاذنا أرفع المناصب, وحمل أعظم الألوية فشرَّفها وزانَها. إنه العلم يعلو بأهله ويسمو بأصحابه وأربابه, وكفى بالعلم شرفاً وكفى به مقاماً وعزًّا.

 كان السفيرَ وكان الوزير, وكان النائب, وكان الأمين, وكان رئيس الجامعة ومديرَ الموسوعة, وكان الأستاذ الجامعي. وقد أعاد بذلك صفحةً مطويّةً من تاريخنا العريق’, ذلك التاريخُ الذي امتزج فيه العلم بالسياسة, والأدبُ والشعرُ بالوزارة والرئاسة, فكان لنا من ذلك كلِّهِ خيرٌ كثير ونفعٌ عميمٌ. من منا لم يقرأ عن ابن المعتزّ الخليفةِ الشاعر, وعن المأمونِ الخليفة العالم, وابن سينا الشيخ الرئيسِ الوزيرِ, وابنِ العميد وابن زيدون... وغيرِهم كثير. إنَّ أستاذنا الفحّام حلْقةٌ مضيئةٌ في هذه السلسلة الذهبية بل هو درّة ثمينة في هذا العِقد الفريد.

إذا سيّدُ منّا خلا قامَ سيِّدٌ 

 

قؤولٌ لما قال الكرام فعولُ 

 وبعد فما قصدتُ من كلمتي هذه أن تحيط بمناقب أستاذنا الكبير وأفضاله, وأنَّى لها ذلك؟ وإنما هي إشاراتٌ تومئ على استحياءٍ إلى ما انطبع في نفسي عن عَلَمٍ من أعلامنا الكبار, وأنا على يقين أن أستاذنا أكبرُ منها, وأن علمَه وفضْلَه وخُلُقَهُ وسيرتَه تحتاج منا إلى صفحاتٍ مطوّلة, بل إلى مؤلفات مفردةٍ, ولكنْ ما لا يدركُ كلُّه لا يُترك جلّه, وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق, ويعلمُ الله أني ما مدحت حتى اختبرت, ولا’وصفت حتى عرفت. وما كلُّ ما تَحُسُّه واضحاً في نفسك تستطيع الإبانةَ عنه, فإن قَصَرَتْ هذه الكليمةُ عن رسمِ الصورة الواجبةِ لأستاذنا فعذرُها أنَّها من إعداد أصغرِ تلاميذه وأنَّى يُدرِكُ التلميذُ أستاذَه؟.

إذا نحنُ أثنينا عليكَ بصالحٍ 

 

فأنت كما نُثني وفوقَ الذي نُثني 

 وإن كانَ فيها شيء من إحسان فالإحسان منه وإليه’:

لا تُنْكِرَنْ إهداءَنا لكَ منطقاً 

 

منكَ استفدنا حُسْنَهُ ونِظامَهُ 

فالله عزَّ وجلَّ يشكرُ فِعْلَ مَنْ 

 

يتلو عليه وحيَهُ وكلامَهُ 

 ولا أريد أن أغادرَ مقامي هذا قبل أن أدعو أصحابَ أستاذنا الدكتور شاكر الفحام ومحبيه وطلابَهُ إلى إصدار كتاب نحتفي فيه ببلوغ أستاذنا سنَّ الثمانين, نتناول فيه جانباً من جوانب الإبداع عنده وما أكثرها, أو نسهمُ في تحقيق نصٍّ أو عمل لغويٍّ يتصل بالعربية التي أحبَّ أستاذنا ووقفَ حياتَهُ لها. وذلك على غِرار ما صنع تلامذةُ الأستاذ محمود شاكر والدكتور إحسان عباس وغيرهما, ففي ذلك تكريم لعالم ونشرٌ لعلم وإحياءٌ لفضل...

 حفظك الله يا أستاذَنا الجليل, وأسعدكَ وأمتع بك, وجمعَ لك الخيرَ كلَّه, وجزاك عما قدمّت للعربية وأهلها وطلابها من توجيه ورعاية, وتشجيع وعناية, خيرَ الجزاء, وجعلَ كلَّ ذلك في موازينِك يومَ تجد كلُّ نفس ما عملت من خيرٍ محضراً, والحمد لله رب العالمين.