عبد الله شبيب

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

أحمد الجدع

الصديق عبد الله شبيب متعدد المواهب والنشاطات ، فهو تربوي وإداري وصحافي وكاتب وشاعر قرأت له قبل أن ألتقيه في ندوة الشيخ المستشار عبد الله العقيل في عمان ، وعندما التقيته وتعارفنا وجدت فيه إخلاصاً لدينه الإسلام ووطنه فلسطين، تلمس ذلك في أحاديثه وفي مؤلفاته وفي شعره .

كنت متواصلاً مع المجلات الإسلامية التي تصدر في الكويت ، وفي مقدمتها مجلة البلاغ ، وأذكر أن مدير تحريرها في تلك الفترة كان الأستاذ الأديب عبد الله شبيب ، وكنت أتابع بعض مقالاته فيها ، وأذكر أيضاً أنني نشرت فيها قصيدتي : " عودة المغترب " التي غيرت عنوانها فيما بعد إلى " الخروج من جحر الضب " وأسميت ديواني الذي نشرتها فيه عام 2002م باسمها ، أي " الخروج من جحر الضب " .

له ديوان شعر بعنوان " بوارق الأمل " والأمل الذي يعنيه هو الأمل في عودة الإسلام إلى قلوب المسلمين وإلى حياتهم وإلى دولتهم ، والأمل في عودة فلسطين إسلامية خالصة لا يدنسها كافر لئيم .

وإذا قرأت ديوانه وجدت كل الدلائل على ما أقول ، وهو وإن كان يحب فلسطين كلها فقد خص بلدته التي ولد فيها بقصيدة جميلة ، فهو قد ولد في بلدة عين كارم في ضواحي القدس ، فلذلك نراه يقول :

من رباها هبَّت عليلُ النسائم           وفِدا  طهرها  تهون  العظائم

ولها   تشحذ   الأباة  العزائم          ­­ إنها خفق قلبنا : عين كارم

والقصيدة من الشعر الثنائي أو بلغة الفرس " الدوبيت " ، مما يجمل القصيدة أنه أنهى كل بيتين بكلمة " عين كارم " ، يقول في ثنائية أخرى :

صبحها مشرق جميل المحيا             وعلى أرضها مشى " زكريا "

أوتي  الحكم  والكتاب صبيا            فيكِ " يحيى " بقوةٍ : عين كارم

­­­ومن الواضح هنا أنه يذكر من مرَّ بها من أنبياء مقتبساً المعاني من القرآن الكريم ، فهو حين يذكر يحيى النبي يذكر قوله تعالى " وآتيناه الحكم صبيا " .

ومما يعجبني بالشعراء الفلسطينيين هذا الأمل الذي لا يتزعزع بالعودة إلى فلسطين منتصرين ، فعبد الله شبيب يسمي ديوانه " بوارق الأمل " ، وأنا أسميت ديواني : " الخروج من جحر الضب " ، ولكل محب للشعر الفلسطيني أن يتتبع دواوين الشعراء الفلسطينيين ، فسوف يجد أن غالبيتها تدور في محور التفاؤل بالعودة الظافرة.

في ديوان عبد الله شبيب هذا قصيدة يذكر فيها " جيش الإنقاذ " .

أنا عندما أقرأ مثل هذه الأسماء والعناوين أتذكر حديث الرسول r : " سيأتي عليكم زمان تسمون الأشياء بغير أسمائها تستحلونها " أو كما قال .

وقد جاء هذا الزمان : يسمون الربا فائدة والخمر مشروبات روحية والمنفلتات من النساء النجوم والكواكب ، وأنا بمناسبة ذكر جيش الإنقاذ اقول : إنقاذ من ؟!!

ويذكرني هذا أيضاً بالمحاكم التي نصبوها باسم " محكمة الشعب " يزعمون أنها تحاكم أعداء الشعب ، وما حاكمت إلا الشعب نفسه !!

يسمونها بغير أسمائها ... يستحلونها !

ليست هذه الكلمات التي أخطها هنا دراسة لشعر هذا الشاعر المبدع ، ولكنها ذكريات وخواطر عن هذا الصديق الصدوق .

لقد تولت دار الضياء للنشر والتوزيع طباعة ونشر كتب الأستاذ المرحوم يوسف العظم ، ومما نشرته له أعماله الشعرية الكاملة ، وقد قرأها شاعرنا عبد الله شبيب بدقة ، وسجل ما وجده فيها من أخطاء في الطباعة وسلمها لي .

وأنا إذ أشكر له اهتمامه بالشعر الإسلامي وبشاعره يوسف العظم أحيي فيه هذه الغيرة الصادقة على ثقافة الأمة وعلى ديوان أمجادها ومفاخرها ، ألم يقل علماء الشعر العربي بأن الشعر ديوان العرب ؟

وبعد ، فإن أخي عبد الله شبيب من مواليد بلدة عين كارم بضواحي القدس عام 1935م ، كما يقول أخي وصديقي الدكتور عبد الرحمن الساريسي في تقديمه للديوان ، وبقي في عين كارم حتى عام 1948م عام النكبة ، ودرس في عمان في معهد العلوم الإسلامية ثم درس في كلية دار العلوم بالقاهرة ، وحصل على ماجستير آداب عام 1960م .

عمل في التربية والتعليم في كل من عمان والإمارات والكويت، ومديراً لتحرير مجلة البلاغ الإسلامية في الكويت ، وله مقالات في عدد من المجلات والصحف العربية .

أخي الشاعر الأديب ، والمربي الإداري ، الصحفي البارع ، لا زال في سن العطاء ، بل في قمة النضج الفكري الموفي على العطاء النافع للأجيال القادمة التي ترفع رايات النصر المبين بإذن الله .