الشهيد الداعية أحمد أحواس

clip_image001_dc919.jpg

1938- 1984م

إن تاريخ ليبيا المعاصر حافل بالبطولات والتضحيات ، فالحركة السنوسية أعطت دفعاً للجهاد في أرض الرباط ، وكانت دعوة الإخوان المسلمين في ليبيا امتداداً لذلك الإرث العظيم الذي خطه الشهيد عمر المختار وتأتي هجرة الإخوة د. عز الدين إبراهيم إلى ليبيا حافزاً ومنارة على طريق الدعوة حيث أعطت تلك الهجرة القسرية دفعاً للحركة الإسلامية الوليدة في ليبيا ، وكان من أوائل الدعاة إلى الله ذلك البطل الشهيد أحمد إبراهيم أحواس ....وسوف نقدم في هذه الصفحات تعريفاً به وبفكره لعل شباب ليبيا يكون خير خلف لخير سلف ......

 ولادته ونشأته : 

ولد أحمد إبراهيم أحواس عام 1938م بـمدينة "جردينة"، أحد ضواحي مدينة بنغازي.

انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في عام 1954م،

التحق عام 1960م بالكلية العسكرية الملكية بليبيا، وتخرج منها في 1962م ضمن الدفعة الرابعة (كان الأول على دفعته) .

عمل من 1962م إلى 1969م، كضابط في سلاح الهندسة بالجيش الليبي، وآمر لسرية هندسة الميدان، ومدرس بالكلية العسكرية، ومدرس بمدرسة الهندسة (كان معمر وقتها أحد طلبته).

شارك في عدة دورات تدريبية ودراسية في ليبيا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية.

 ترقى الى رتبة "رائد"  قبل انقلاب سبتمبر بثلاثة أسابيع تقريباً، أي في 9 اغسطس 1969م .

الشهيد بعد الانقلاب العسكري :

 اُخضع بعد الانقلاب إلى الإقامة الجبرية .

 ثم اُلحق بالسلك الدبلوماسي، فعمل كأمين ثاني في السفارة الليبية بكوبنهاجن- الدانمرك (1970م-1972م) .

 وعمل كأمين أول بجيبوتي- الصومال (1972م-1973م) .

 وقائم بالأعمال بعدن- اليمن الجنوبي (1973م-1975م) .

 ومستشار للشئون الإسلامية بسنغافورة (1975م - 1976م) .

 وقائم بالأعمال بغويانا بأمريكا اللاتينية (1976م-1981م) .

كما تنقل، وعمل في اليمن الشمالي وماليزيا. 

متزوج، وله طفل واحد.

البطل أحمد أحواس معارضاً :

استقال من منصبه كقائم بأعمال السفارة الليبية في "غويانا" في فبراير 1981م، وأعلن انضمامه إلى المعارضة الليبية.

 شارك في مارس 1981م في تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، بل أسس جناحها العسكري، وأشرف عليه، وأصبح المفوض العسكري للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، بالإضافة إلى عضوية اللجنة التنفيذية فيها.

استشهاده :

استشهد.. وكما ذكرنا.. يوم الأحد الخامس من شعبان 1404هـ، الموافق للسادس من مايو 1984م.

كان الشهيد أحمد أحواس في مهمة تتعلق بقوات الإنقاذ داخل ليبيا، عندما وقع الاصطدام، ولم يكن دخوله أو تسلله إلى ليبيا هو الأول من نوعه، بل كان يقوم بذلك بصورة دورية منذ استقالته. واستطاع في المرة الأخيرة، كما تقول إحدى الروايات، التسلل عن طريق البحر، ظل  بعدها يتنقل داخل البلاد لمدة اسبوعين تقريباً، كان يقوم خلالهما بالاتصال والتخطيط والتنسيق مع وبين وحدات وافراد من الجناح العسكري للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، كانوا داخل ليبيا في ذلك الوقت. اصطدم اثناء  تنقلاته الاخيرة.. كما ذكرنا.. بدورية مسلحة قرب مدينة زوارة، فتم تبادل اطلاق النار الذي انتهى باستشهاده. وتقول رواية اخرى، ان الشهيد تسلل الى ليبيا عبر البحر، وبقى في ليبيا لمدة اسبوعين، ثم خرج ليعود مرة اخرى، فوقع التصادم المسلح الذي تحدثنا عنه.

ولا نستطيع أن نعزل واقعة استشهاد الرائد أحمد أحواس عن وقائع وأحداث الثامن من مايو 1984م (اي بعد يومين من استشهاده)، وما جرى في ذلك اليوم من تصادم بين "مجموعة بدر" التابعة لقوات الإنقاذ وبين قوات النظام الليبي، وما تلى ذلك من أحداث ووقائع انتهت باستشهاد "مجموعة بدر".

أحمد أحواس : الشهيد الداعية :

جانب آخر.. في مسيرة الشهيد.. لابد أن نتحدث عنه..  

فكما أبدع الشهيد أحمد أحواس، في المجالين السياسي والعسكري، أبدع أيضاً في المجال الدعوي.  فالشهيد على قدر كبير من الثقافة الإسلامية التي رافقها إحساس بالواجب في دعم.. ومناصرة.. الإسلام والمسلمين. فكان عطاؤه في هذا المجال لا يقل عما بذله في المجالين السياسي والعسكري. لقد بذل أقصى جهده.. وجل وقته.. وماله.. ووظف جميع الامكانيات التي في حوزته.. أو التي وقعت يداه عليها أو تحصل عليها أثناء عمله في السفارات.. وظفها جميعها.. في مساعدة المسلمين ونشر الإسلام والدعوة إليه، وفي دعم ومناصرة الجهود التي تصب في هذا المجال، أينما وجد نفسه، وأينما حل به الزمان. وتأتي جهوده.. على سبيل المثال.. في نشر الإسلام ودعم العمل الإسلامي في "غويانا" وفي "اليمن الجنوبي" عندما كانت تتحكم فيها الماركسية، على قمة انجازات الشهيد في مجال الدعوة.. تلك الجهود التي لم.. ولن.. ينساها له.. الآلاف.. نعم الآلاف.. الذين مهد لهم.. مباشرة أو غير مباشرة.. طريق الهداية إلى الإسلام. 

 لقد تميز الشهيد.. فوق ما سبق.. بالبساطة.. والبشاشة.. وكان كثير الدعاء..وديعاً.. رابط الجأش.. حاضر البديهة.. دائم الحركة.. ذا مقدرة على تجميع الناس.. وتحريك النفوس.. عاش مع وبين اتباعه.. كقائد وزميل وخادم واخ وراع.. كان شجاعا.. ثاقب النظر.. حريصا على الوقت.

كان من الأقوال التي يُعرف بها، جملته المشهورة التي تقول " من يصنع التاريخ يصنع المستقبل" .  وكان  الشهيد يقوم بتقديم برنامج إذاعي تحت عنوان " كلمات مباشرة".  

يقول عنه "مصطفى محمد الطحان" في كتابه "نظرات في واقع الدعوة والدعاة": إن الإنسان الذي يسعى وراء هدف نبيل يتحول إلى رمز عظيم يسمق ويكبر كلما تواضع صاحبه وخفض جناحه لله والمؤمنين.. ويقول عنه في نفس الكتاب: عندما كانت "عدن" تغرق في ظلمات الماركسية، وعندما امتلأت سجونها بالأحرار، وصارت تُحصي على انسانها الحركة والسكنة.. يومها كان أحمد أحواس الضمير الذي ينبض بالحيوية.. والشعلة التي تضيء الدرب للآخرين.. فستبقى.. يا احمد حياً عند ربك.. وستبقى حياً في ذاكرة إخوانك.. وستبقى أحد رموز الكفاح.. التي تلهم شباب هذه الأمة.. كيف يدافعون عن حقوقهم.. بل وكيف يستشهدون.3

وعندما سئل من مجلة "الوطن العربي" قبل ثلاثة أسابيع من استشهاده (وبالتحديد في 11 ابريل 1984م) :

 ألا تخشى على حياتك؟

أجاب.. ان الموت بيد الله.. واذا كان لابد من الشهادة فإن أمنيتي أن أموت هناك.. على أرض الوطن الغالي.4 

 يقول أول بيت في قصيدة بعنوان "سيشرق الصبح" أهداها "أبو هاشم" من الأردن إلى روح الشهيد أحمد أحواس5:

أقدم، فدونك دار الخلد دانية       الخلد بالروح، لا بالقول نأتيها

 آراء وتصورات وأفكار الشهيد :

.. وحتى نضمن صدقها وموضوعيتها.. لن نخرج عن اقوال الشهيد نفسه.. ولن نتجاوز ما ذكره.. بنفسه.. في مقابلاته مع الصحف والمجلات.. وما ذكره.. في مقالاته.. وبياناته.. وتصريحاته.. بل وما ذكره فوق كل ذلك.. في استقالته الرسمية، التي أعلن فيها تركه للعمل السياسي وانضمامه إلى القوى المعارضة للنظام الليبي.. والتي سنوردها كاملة في هذا العرض.

 إليكم.. اذاً.. باقة.. من أفكار.. وآراء.. وأقوال.. ومواقف.. وتصورات.. الرجل الذي قاتل بالكلمات.. وقاتل بالرصاص.. باقة.. يحدثنا فيها الشهيد عن نفسه.. عن الشعب الليبي.. عن النظام.. عن المعارضة.. عن القيادة..  ثم يحدثنا عن البديل السياسي.

يقول أحمد أحواس عن نفسه:

أنا من عائلة متوسطة الحال، أقرب إلى الفقر منها إلى الغنى، والدي تاجر بسيط (توفي والده الحاج ابراهيم الزروق أحواس في مدينة بنغازي في 1987م عن عمر ينهز 75 عاماً )، وقد تعلمت في المدارس الليبية الرسمية (المدارس العامة)، وبدأت معارضتي للنظام منذ أيام الانقلاب الأولى، وكنت أتابع، بجانب الشؤن العسكرية، دروساً مسائية في الثقافة الإسلامية والفكر الإسلامي

ومن حديثه عن نفسه..  ننتقل الى ما جاء في استقالته.. من اسباب.. ودوافع.. ومبررات معارضته للنظام.. يقول الشهيد في استقالته التي اوردتها هنا كاملة: 

عرفت معمر القذافي بومنيار (هكذا ورد الاسم في الاستقالة) طالباً بالكلية العسكرية سنة1965م عندما كنت مدرساً بها، ثم عرفته ضابطاً بالجيش الليبي حتى انقلاب سنة 1969م، وعرفته شاذاً في تفكيره وتصرفاته، وما اشد دهشتي وقلقي عندما اصبح على رأس السلطة في ليبيا عبر انقلاب ستظهر الايام من كان وراءه.

لقد رفضت اقتراحاً في الأيام الأولى للانقلاب، بإرسال برقية تأييد حتى لا يفهم منها اعترافي بهذا الوضع المريب، كما عدلت عن فكرة كتابة مذكرة الى القذافي انصحه فيها وأعرض له تصوري لمنهج التغيير المطلوب، وذلك لقناعتي انه لا يؤمن بالحوار ولا يعدل عن رأيه حتى لو تبين له الحق في سواه.

لقد كان من الصعب علي، وأنا أعرف جيداً من هو القذافي، أن أعلن رأيي فيه إبان ذلك التأييد العفوي من جماهير شعبنا الطيب، فاخترت أن أقوم بخدمة ديني وأمتي من أي موقع أوجد فيه.

 ولقد علمت من مصدر موثوق ومقرب حرص القذافي على بقائي خارج البلاد فكانت حياتي كلها تنقلاً بين السفارات، كان آخرها في "غويانا" بأمريكا الشمالية.

كنت أتابع أخبار البلاد وأرى بعيني، عندما أعود بين الحين والآخر، الخراب الاقتصادي والتفسخ الخلقي والانحراف العقيدي والفكري والفوضى الادارية والتخبط السياسي، فضلاً عن التذمر الشعبي على كل المستويات وفي جميع القطاعات، واتابع اخبار الارهاب والتسلط والقهر والظلم ومصادرة الحريات والاموال بشكل لم اسمع بمثله في التاريخ القديم والحديث لامتنا.

لقد كانت تؤلمني من الاعماق حماقات القذافي وتهجماته على كل عزيز، واستهتاره بكل المقدسات والقيم، كما كنت استغرب ممن يتبنون افكاره الباطلة ويروجون لها. وكنت أتساءل في نفسي عما يحدث وكيف يحدث وكيف يمكن مواجهته، كما كنت ادرك ان دوراً ايجابياً يتحتم علي القيام به، وقد تنامى لدي هذا الشعور مع تمادي نظام القذافي المتعجرف في ممارسته الوقحة لكل اشكال الظلم والطغيان التي أدت الى ارتفاع كثير من الاصوات المعارضة له في الداخل والخارج واصبح السكوت في نظري تقصيرا لا تبرره كل الاعتبارات التي حالت دون اعلان موقفي منه الى الان.

وان في تجربة العالم مع القذافي وفي خذلانه للقضايا الإسلامية والتحررية وتدخلاته في شئون الدول الأخرى وبالأخص الدول الافريقية والعربية الشقيقة ما يكفي للتدليل على الدور التخريبي الذي يقوم به والذي أدى إلى تدمير سمعة ليبيا ومكانتها بين الدول. 

لذلك فإنني وباسمي الشخصي أُدين وبشدة، كل الممارسات الخاطئة التي قام ويقوم بها التسلط القذافي العابث على الصعيدين الداخلي والخارجي.. وأحس إنني أعبر بذلك عن موقف الغالبية العظمى من الشعب الليبي المنكوب الذي ما فتىء يسعى جاهداً للتخلص من هذا الكابوس المزعج بعد أن تكشفت حقيقته منذ الأشهر الأولى للانقلاب النكد.

بناءً على ما تقدم.. أعلن استقالتي من منصبي كمستشار بأمانة الخارجية وكقائم بأعمال السفارة الليبية في غويانا، كما أعلن عن عزمي للوقوف وبكل ما أملك مع كل العاملين المخلصين للعمل الجاد من أجل الإطاحة بهذا الطاغية الذي نكبت به بلادنا العزيزة، لنعيد للشعب الليبي حريته المغتصبة لكي يختار نظام حياته وحكمه ضمن إطار عقيدة الإسلام وشريعته الراسخة وليحقق آماله في العزة والكرامة والازدهار والتقدم.

 ولله الامر من قبل وبعد..

 وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

(أحمد إبراهيم أحواس مستشار بأمانة الخارجية والقائم بأعمال السفارة الليبية - غويانا- 12 ربيع اول 1401هـ / 18 يناير1981م).    

نواصل بعد هذه الاستقالة.. وكما ذكرنا.. آراء وتصورات وأفكار الشهيد حول الشعب.. والنظام.. والمعارضة.. والقيادة.. والبديل.. فيقول  متحدثاً عن الشعب الليبي:

يجب أن ندرك ان الشعب الليبي متميز بإسلامه.. وأن المجتمع الليبي خال من التعقيدات العرقية والمذهبية.. وان ارتباطه بالإسلام أصيل ووثيق.. ولذلك فان نجاح اي عمل من أعمال "المعارضة" يتوقف على مدى ادراكها لهذه الحقائق ومدى أخذها لهذه المعطيات في الاعتبار .

ويضيف: ان تاريخ الشعب الليبي مليء بالنضال والتضحيات، ولئن تأخر في الوصول إلى أهدافه.. فبسبب اختلاف طبيعة المعركة وتنوع متطلباتها وتدخل قوى اخرى ظاهرة وخفية.. ولكنه.. وبدون شك.. استفاد من تجربة عهد القذافي الزائف وقبل التحدي الكبير ، وعقد العزم على الإطاحة به، وهو منتصر بعون الله " والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون" .

ويحدثنا عن النظام، فيقول:

إن النظام الليبي يمثل حلقة من الحلقات، ولا يمكن اعتباره ظاهرة منعزلة عن ظاهرة الانقلابات العسكرية.. التي فُرضت على العالم الثالث.. والتي كان من نتيجتها تأخير تنمية  وتطور هذه البلدان بكل تعمد.. وذلك عن طريق اهدار الموارد الاقتصادية والبشرية للبلد، وعن طريق اقحام الشعب في تجارب حكم غير مدروسة ولا ناضجة بقصد تفريغ المجتمع من أي شكل تنظيمي مستقر يمكن ان يجلب للبلد تقدماً مضطرداً وملموسا9.

ويضيف الشهيد: ان المتتبع لهذه الانقلابات يجدها لا تخلو من النفوذ الاجنبي الذي يلعب فيها دوراً خطيراً سواء كان هذا الدور في مراحل التخطيط، او التنفيذ، أو تتعداه إلى مرحلة حماية الانقلاب نفسه. ويمكننا أن نلحظ بسهولة ان المصالح الاجنبية في اغلب بلدان الانقلابات العسكرية لم تتأثر بصورة فعالة9.

كما يرى الشهيد ان تبني النظام لقضايا التحرر في العالم وحركاته، يهدف بالدرجة الاولى الى افشال هذه الحركات والتي غدر بها النظام. ويضيف الشهيد، اروني حركة واحدة قام القذافي بمناصرتها وكانت نتيجتها تحقيق اغراضها ونجاحها. مما ينبي الى ان دور النظام مرسوم وهو افشال هذه الحركات9.

 اما عن المعارضة فيحدثنا قائلاً:

ان مقومات نجاح المعارضة.. هو.. الفهم الدقيق لواقع الشعب الليبي وتركيبته العقيدية والفكرية والاجتماعية، والتفاعل مع قضايا الشعب وتعبئته وتوعيته للقيام بدوره في مرحلة ما قبل الاطاحة بفوضى القذافي وما بعدها.  وكان.. احمد احواس.. يردد دائماً: ان النضال يجب ان يتم من داخل الوطن.. وان طريق العمل الفدائي هو طريقنا الى النصر في الدنيا والاخرة.. وكان يؤمن ان العنف هو اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام9 و 10.

وبجانب ايمانه الراسخ ان العمل والنضال لابد ان يكونا من الداخل.. يؤمن ايضاً.. ان المعركة في الداخل بحاجة الى تصعيد وتنسيق وتكثيف لفعالياتها، حتى تؤتي ثمارها وتحقق اهدافها.. ولابد من دراسة اسباب عدم نجاح المحاولات السابقة للاستفادة من دروسها وباستبعاد العنصر الدولي، فان واقع الساحة الليبية قد تغير كثيراً خلال السنوات الاخيرة. وكان الشهيد يتحدث عن المواجهة المباشرة في اكثر من مقال وتصريح ولقاء 10.

وعن القيادة.. يقول.. الشهيد..

ان المعرفة الواسعة بطبيعة الناس الذين نتحرك بينهم.. وفهم مستوياتهم الثقافية والفكرية.. وما يحيط بهم من ظروف سياسية واجتماعية.. امر في غاية الاهمية والضرورة ومن المقومات الاساسية للنجاح.  ولابد من الاحتراس في الوقوع في احد المحاذير التي قد تسقط فيها القيادة، ومنها الاستبداد بالرأي، او الغرور، او التقليل من اهمية الاخرين ودورهم، او ان يتفرق من حولنا الناس. ويضيف الشهيد: ان القائد الناجح هو الذي يستطيع اكتشاف طرق اكثر للتعامل مع من يقود وان يراعي زملاءه وان يتودد اليهم ويغمرهم بالحب والتقدير والا يقيمهم بآراء الاخرين، وان يحرص الانسان على مواطن اللقاء بينه وبين زملائه.. ويجب تجاوز الهفوات من اجل بناء الثقة بينهم، وان يعالج القائد القصور بحكمة لا ينتج عنها سلبية اخرى . وعلى القائد ان يستمع.. ويستمع جيداً.. قبل ان يتحدث حتى تزداد معرفته وفهمه لآراء الاخرين ومواقفهم ووجهات نظرهم.. .

 أما عن البديل السياسي، فيقول:

انه انطلاقاً من فهمي لواقع الشعب الليبي، فإنني اؤكد ان البديل الاسلم للشعب، هو المنهاج الرباني الذي اختاره الله سبحانه وتعالى لإسعاد البشرية جمعاء، وعندما تتاح للشعب الليبي حريته في اختيار البديل فإنني كلي ثقة في إنه سيختار إسلامه وعقيدته. ويضيف.. بخصوص هذا الأمر.. قائلاً: إنه سيعمل على إيجاد البديل الذي يرتضيه الشعب الليبي باختياره الحر المبني على أصول عقيدته الراسخة، لكي يتحقق لهذا الشعب الطيب بعض ما يطمح اليه من آمال وطموحات.

 ويخاطب الشباب الليبي الملتزم  فيقول:

لابد أن يدرك الشباب الملتزم أن الإسلام يعارض ويتصدى للظلم والطغيان والفساد بشتى صوره.  فهذه الشريحة (أي الشباب الملتزم) مطالبة، أكثر من غيرها، بأن تقوم بواجبها في مواجهة الباطل، منطلقة في ذلك من عقيدتها، ومبتغاها مرضاة الله سبحانه وتعالى، ولهذا فإن على هذه العناصر الإسلامية أن تتبنى مطالب الناس الشرعية في الحرية والعدل والكرامة تلك المطالب التي يشملها جميعاً .. حفظ  النفس والعقل والدين.. وان تقوم باتخاذ كافة الوسائل المشروعة للقيام بواجبها في هذا الصدد9.

 ولعلي.. اختم اراء واقوال الشهيد احمد احواس.. بهذه الكلمات الرصاص.. التي  ذكرها في المؤتمر الاول لاتحاد عام طلبة  ليبيا، فرع  الولايات المتحدة الامريكية، حيث قال:

لن نتخلى عن دورنا.. ولن نقعد مع القاعدين.. ولن نقنط مع القانطين.. والخيار الوحيد الذي نرضاه لأنفسنا.. هو ان نعيش أحراراً أعزاء أوفياء.. أو نموت واقفين ونسقط سقطة الشهداء الصالحين12.

تناقلت وكالات الانباء المحلية والعالمية خبراً مفاده ان صداماً مسلحاً جرى قرب مدينة زوارة بين افراد من المعارضة الليبية ومجموعة مسلحة من قوات النظام الليبي. صاحب هذا الخبر.. صورة لرجل سقط.. وهو يقاتل.. وسط معركة ما . كان الرجل الذي احتضن جسده تراب ليبيا.. هو الشهيد احمد احواس، قائد قوات الانقاذ الفدائية والمفوض العسكري للجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا.

انتاب النفوس.. عقب سماع الخبر.. وعقب رؤية المشهد.. خليط من مشاعر الحزن والامل والاعجاب.. وشيء من مشاعر التقصير والتحفز والامتنان.

وهكذا..

عاش احمد عزيزأ.. حراً.. كريماً.. وسقط فوق كل ذلك.. سقطة الشهداء.. كما اراد الله تعالى.. ثم كما اراد الشهيد.. فهنيئا لك يا احمد.. وهنيئاً لليبيا.. وللمعارضة.. وللجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا.. وهنيئاً للنضال الليبي.. وهنيئا للحركة الاسلامية الليبية.. بل هنيئاً للامة الاسلامية.. بكاملها.. بامثال هولاء الرجال الأسود. فهل للجميع في احمد قدوة.     

ونعم يا احمد.. 

لن نتخلى.. باذن الله تعالى.. ولن نقعد.. ولن نقنط.. ولن نيأس.. ولن نتخاذل.. وستكون كلماتك.. ومواقفك.. ودماؤك.. وسيرتك.. ودماثة خلقك.. وتواضعك.. وشجاعتك.. وقوداً.. لترسيخ.. وغرس.. وانتزاع.. الحرية لليبيا.. واهل ليبيا.. ولن نتوقف.. حتى نزف ليبيا.. في عرسها القادم.. عرس الحرية.. والعزة.. والكرامة..

الشهيد أحمد أحواس :

كتب الأستاذ مصطفى الطحان يقول :

وهل سنلتقي.. وأين يا أحمد..؟

… وأحمدنا… هو أحمد أحواس… الضابط في الجيش الليبي..

إن الإنسان الذي يسعى وراء هدف نبيل… يتحول إلى رمز عظيم يسمق ويكبر كلما تواضع صاحبه وخفض جناحه لله وللمؤمنين.

وحتى لا يلتقي الآخرون حول الرمز، وفي مسلسل الترغيب والترهيب. خرج أحمد أحواس سفيرا يتنقل بين اليمن والصومال والدانمارك وماليزيا وغوايانا في أمريكا الجنوبية.

لقد بدأ تعارفنا في عدن يا أحمد…!

ومن يجرأ أن يستعمل السفارة والدبلوماسية لنقل الفكر الإسلامي والمجلة الإسلامية و(الأخبار العزيزة عليك)، غير من شغلهم هدفهم عن مركزهم، فتمسكوا بالهدف النبيل مهما تكن الظروف.. واستخدموا وسائلهم لخدمة أهدافهم.

وعندما كانت تغرق عدن في ظلمات الماركسية، عندما امتلأت سجونها بالأحرار… وصارت تحصي على إنسانها الحركة والسكنة.. يومها كان أحمد أحواس الضمير الذي ينبض بالحيوية… والشعلة التي تضيء الدرب للآخرين.

وضعوه في عدن والصومال… وقد رأوا أنهم نقلوه من زنزانته في سجن ليبيا الكبير إلى سجن أكبر اسمه عدن والصومال… ولم يعرفوا أبدا دوره فقد كان دور البطل!

لم تغب عني يا أحمد وأنت في الدنمارك… أو ماليزيا… فقد كانوا يريدون أن لا تستقر فخيبت ظنهم فقد كنت تزرع فسيلة الدعوة في كل البلاد… فأنت في عجلة من أمرك وفي سباق مع الزمن… ومثلك من يقدر على ذلك… (نظرات في واقع الدعوة والدعاة- المؤلف)

أتذكر تلك الرسالة التي بعثتها لي من غويانا… لقد كانت بتوقيعك… وعلى الرغم من استغرابي لبعض معانيها في البداية، غير أن النهاية التي قدرها الله لك، والشموخ الذي تطاولت نفسك إليه، وزيارتي لترنداد وغويانا ولقائي بإخوانك وتلاميذك في أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي من بعد، وانضمامك إلى إخوانك في العقيدة ضمن جبهة الإنقاذ الوطني لتحرير ليبيا من الطغاة والطغيان، كل ذلك فسر لي الكلمات التي غمضت علي… ذكرت لي ضرورة التحرك الإيجابي فلا معنى للعمل الإسلامي الذي يتحول إلى ردود فعل لا نحسن توجيهها أو الاستفادة منها..

وتحدثت لي عن النظرة الضيقة التي تريد كل شيء أو تفقد كل شيء… وذكرت لي ضرورة التخطيط في عالم تجريبي يؤمن بالعلم والتكنولوجيا ويسخرها لمصلحة الإنسان… شكوت لي خلافات العاملين للإسلام وكيف يخسرون جهودهم واخوّتهم ويتحولون إلى أعداء… من أجل تفاهات، على الرغم من أن عناصر اللقاء بينهم لا حدود لها… نسوا الحب في الله… فأنساهم أنفسهم فأصبحوا أعداء يتناكرون بعد أن كانوا أحبابا يتعارفون ويتآلفون…

هل غفرت لي… يا أحمد رسالتي الجواب..؟

إني والله لم أقصد الإساءة… ولكني لم أفهم يومها ما قصدت.. كنت أحلم..

كنت أظن أن الحماسة شجاعة، والبلاغة فكرة، والحديث المنمق دعوة، والمقالة وصاحبها مثالا… وما علمت إلا مؤخرا أن الماء قد يكون ماء… وقد يكون سرابا أو تيها ضاربا في حشايا الرمال… اغفر لي يا أحمد… ومثلك من يغفر!

تضاربت الأنباء حول نبأ استشهادك… ذكروا أنك دخلت مع اثنين من رفاقك من البحر… وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الليبية أنك اشتبكت مع الحرس على الحدود التونسية الليبية وأن إصابتك كانت قاتلة… وذكر مراسل اللوموند الفرنسية أنك دخلت البلاد قبل أسبوعين ثم اكتشف أمرك في حادث ما زال غامضا.. وذكرت أخبار أخرى أنك كنت تقود الهجوم على ثكنات العزيزية حيث يقيم معمر القذافي… وأن قسما من الجنود انضموا إليكم… وإن المقاومة استمرت أكثر من سبع ساعات كاملة… استشهدت فيها مع جميع رفاقك الآخرين…

قالوا تدرب في السودان… وقالوا بل دفعته أمريكا وانكلترا… وهذا هو منطق العملاء..!

بل تدرب في ليبيا وكان من أذكى ضباط جيشها وألمعهم..

ودفعه دينه وإسلامه لإنقاذ بلده من طغيان الارهاب… الذي استشرى في بلده الطيب..

يا أحمد…

مهما كانت طريقة استشهادك فستبقى حيا عند ربك..

وستبقى حيا في ذاكرة إخوانك.. لن ينسوا أبدا.. الداعية المثقف والقيادي الذكي والسياسي المجاهد..

وستبقى أحد رموز الكفاح الذين يلهمون شباب هذه الأمة.. كيف يدافعون عن حقوقهم.. بل وكيف يستشهدون..

عندما زرت تلاميذك في منطقة الكاريبي.. حدثوني عنك.. وعن الوجه الآخر الذي لم أكن أعرفه.. يومها أدركت معنى الصمت الذي كنت تلوذ به أحياناً.. فليس كل صمت جبن.. وليس كل صمت معناه عدم معرفة الجواب.

كل من سمعك تتحدث في المؤتمر الطلابي في الولايات المتحدة وتقول: لن نتخلى عن دورنا، ولن نقعد مع القاعدين.. ولن نقنط مع القانطين.. والخيار الوحيد الذي نرضاه لأنفسنا أن نعيش أحرارا أعزاء أوفياء أو نموت واقفين ونسقط سقطة الشهداء الصالحين.. كل من سمعك أدرك نهايتك..

أخلاقه وصفاته :

كان الشهيد طيلة عمله في القوات المسلحة مشهوداً له بالكفاءة والإخلاص والأخلاق العالية، كما كان يحظي بتقدير واحترام رؤسائه وحب ومودة مرؤسيه.

بعد انقلاب القذافي عام 1969م كان الشهيد من ضمن الضباط الذين اعتقلهم القذافي، ثم جرى إبعاده للعمل في السفارات الليبية في كل من: الدنمرك، واليمن الشمالي، والصومال، واليمن الجنوبي، وماليزيا، وغويانا. ورغم سوء سمعة نظام القذافي إلا أن ما كان يتحلى به الشهيد من نبل في التعامل وأصالة في الأخلاق وتفان متواصل في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين، جعله يحظى بالتقدير والاحترام من الأجهزة الرسمية، وبالتجاوب المتزايد من كثير من العاملين في الهيئات الأهلية والتعاون الخير مع الشباب في الجمعيات الإسلامية في تلك الدول لا تزال آثاره شاهدة على ذلك حتى اليوم.

في فبراير 1981م أعلن الشهيد أحمد إبراهيم أحواس استقالته من منصبه كقائم بأعمال السفارة الليبية في غويانا، وأعلن انضمامه إلى المعارضة الليبية في الخارج حيث شارك في تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا. وتم اختياره عضواً في اللجنة التنفيذية للجبهة.

·    في 6 مايو عام 1984م كان الشهيد أحمد أحواس في مهمة تتعلق بقوات جبهة الإنقاذ داخل ليبيا، ولم يكن دخوله أو تسلله إلى ليبيا هو الأول من نوعه، بل كان يقوم بذلك بصورة دورية منذ استقالته. واستطاع في المرة الأخيرة، كما تقول إحدى الروايات، التسلل عن طريق البحر، ظل بعدها يتنقل داخل البلاد لمدة أسبوعين تقريباً، كان يقوم خلالهما بالاتصال والتخطيط والتنسيق مع وحدات وإفراد من الجناح العسكري للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، اصطدم إثناء تنقلاته الأخيرة.. بدورية مسلحة قرب مدينة زوارة، فتم تبادل إطلاق النار الذي انتهى باستشهاده.

ولا نستطيع أن نعزل واقعة استشهاد الرائد احمد أحواس عن وقائع وإحداث الثامن من مايو 1984م، وما جرى في ذلك اليوم من تصادم بين مجموعة بدر التابعة لقوات الإنقاذ وبين قوات النظام الليبي، وما تلى ذلك من أحداث ووقائع انتهت باستشهاد أفراد المجموعة.

سلام عليك يا أخي أبا أسعد… ورحمة الله وبركاته.

أحمد أحواس ... أول الرصاص ...

وكتب الأخ  فارس الطيب عمر يقول مصوراً بطولات ذلك المجاهد :

ياسيدي أسعف فمي ليقولا .. في يوم مولدك الجميل جميلا *

أصدقكم القول بأن الكتابة عن أول الرصاص القائد الرمز أحمد أحواس ، مهمة عاصفة ، فالكتابة نوعان : معلبة جاهزة لا طعم لها ، ولا رائحة ، واخرى ، مدادها مهجة الروح وأشواق ناسفة ، فكيف بالكتابة عن أمة في رجل دفعة واحدة .

طوال الأيام الخوالي ونفسي تحدثني برغبة دافقة ، في ولوج عوالم رجل عرج مدارج المجد كالقافية ، رجلا أربك كل المعادلات ، وخرق الأنماط السائدة عن القيادة والقادة ، وأرتفع بسقف القيادة إلى تخوم عالية ، رجلا جعل القيادة ريادة تـاجها شهادة في سبيل الله خالصة . فهذا هو الرجل الذي عصية قوافيه إلا على الذين يحاكونه فكرا وفعلا ، فترجل جنده إلى خوض المنايا فارسا فارسا ، فهذا غيض ما انساب نظما واستعصى الفيض على القافية . أحمد أحواس ليس أثرا بعدعين ، أنه حي يعيش في الرجال منا .

من رحم اليأس يولد الأمل والرجاء ، هكذا يعلمنا الكتاب كلما اشتدت الخطوب وبلغت القلوب الحناجر ، وتساءل الناس متى نصر الله ؟ تأتي تباشير الصبح ، وهكذا كنا على موعد مع فجر جديد ، يوم قيض الله تعالى في علاه لليبيا ثلة من أبنائها الذين شبوا على محبة الله ، ورضعوا لبان العز صغرهم ، ونهلوا من ينابيع صافية في شبابهم فتجاسروا على الطاغوت ولم ترهبهم سطوته وطغيانه وشمخوا عليه ولدت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا فكرة قبل أن تتشكل تنظيما كأول عمل مؤسسي معارض تتصدر أولوياته اسقاط القذافي وإقامة بديل راشد يستلهم عقيدة الأمة قولا وعملا ، ولدت الجبهة كإطار تصب فيه جهود أبناء ليبيا بعيدا عن كل الصيغ الكسيحة البالية . وكان الميلاد في اجواء مليئة بصنوف الإرهاب وحملات التصفية الجسدية ، وصنوف من القمع والتنكيل لم يعرف لها الشعب الليبي مثيل إلا في زمن الاحتلال الإيطالي الفاشستي البغيض . الجبهة بضع من ليبيا وسيف من رجالها ، تربينا فيها على أن نكون جندا في جيشها ، في ظلال سيفها ، وراية من راياتها ، وقصيدة في ديوانها ، وفصل في أسفار عزها ، لا فرق لديها بين أبن من أبنائها وآخر من أخواتها . قدر الجبهة أن تكون أول الرايات ، وقدر أحواس أن يكون أول الرصاص ، فنعم القدر . قذافي ... لا قبل لك بجيل ، نظر له النامي ، وانبته أحواس ، ويرعاه سيف النصر ، وتحفه قوافل الشهداء ، جيل النصر لواءه ، وخلاص ليبيا قدره ، وتجديد العهد مع المشروع الوطني رسالته ، جيل يخطب المنايا ، وأنت تريد الفرار إلى جهنم فتعجل .

قال تعالى: " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)‏ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)" (سورة القصص)

 المراجع:

1-   تعريف بالشهيد احمد احواس/ الانقاذ/ العدد 9 / رمضان 1404هـ- يونية 1984م/ ص20.

2-   احواس في سطور/المسلم/ العددان السادس والسابع/ السنة الاولى/ ربيع الثاني-جمادى الاولى 1401هـ/ ص45.

3-   نظرات في واقع الدعوة والدعاة/ مصطفى محمد الطحان/ الطبعة الاولى/ 1406هـ-1986م/ص/147-150.

4-   قراءة في مقال لاحمد احواس "المعركة في الداخل.. متى وكيف؟" / الانقاذ/ العدد 9/ رمضان 1404هـ-1984م/ ص 28-30.

5-   سيشرق الصبح/ ابو هاشم/ الاردن/ الانقاذ العدد 9/ رمضان 1404هـ- يونية 1984م/ ص31.

6-   الحاج ابراهيم الزروق احواس في ذمة الله/ الانقاذ/ العدد 22  / شوال 1407هـ- يونية 1987م/ ص35.

7-   بيان صحفي /المسلم/ العددان السادس والسابع/ السنة الاولى/ ربيع الثاني-جمادى الاولى  1401هـ/ ص 44-45.

8-   بيان الاخ احمد ابراهيم احواس .. باعلان انضمامه الى صفوف المعارضة/ بيانات الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا/ الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا/ الطبعة الاولى/ ربيع الثاني 1412هـ- اكتوبر 1991م/ ص13.

9-   مندوب المسلم يلتقي بالاستاذ احمد ابراهيم احواس/ المسلم / السنة الاولى/ لا يوجد رقم للعدد / شوال 1401هـ ص 20-23.

10- المعركة في الداخل.. متى وكيف/ احمد احواس/ الانقاذ/ العدد 8/  1404هـ- ابريل 1984م/ص 56-58.

11- من اوراق الشهيد احمد احواس.. في القيادة/الانقاذ / يونية 1986م.  

12- كلمة وفاء: الشهيد احمد احواس في ذكراه الخامسة../ شاكر محمد علي/ الانقاذ/ العدد 28/ محرم 1410هـ- اغسطس 1989م/ ص 34-35.

13- هذا السيد المهذب/ كلمات مهداة الى روح الشهيد احمد احواس/ الانقاذ / العدد 22  / شوال 1407هـ- يونية 1987م/ ص 45.

14- الى البطل الشهيد احمد في ذكراه/ ابي يوسف/ الانقاذ/ العدد 14-15 / ذو الحجة 1405هـ- اغسطس 1985م (ملحق ذكرى باب العزيزية) / ص52-53.

15- الصفحة الاخيرة من مفكرة احمد احواس/ ام البنين/ الانقاذ/ العدد 14-15 / ذو الحجة 1405هـ- اغسطس 1985م/ ص 54.

16- ملحق ذكرى باب العزيزية/ الانقاذ/ العدد 14-15 / ذو الحجة 1405هـ- اغسطس 1985م/ ص 49-80.

17- معركة باب العزيزية.. وقائع واصداء/ اعداد عبد الله عبد الهادي وابي معاذ/ الانقاذ/ العدد 9   / رمضان 1404هـ- يونية 1984م/ ص 12-17.

18- يجب ان ينتهي هذا التناقض والدجل/ احمد ابراهيم احواس/ الانقاذ/ العدد 2/ محرم 1403هـ- نوفمبر 1982م/ ص 42-45.

19- هذا الشهيد البطل.. اخي احمد احواس/ أبي احمد/ الانقاذ/ العدد 9 / رمضان 1404هـ- يونية 1984م/ ص32

20- شهيد الاسلام.. احمد ابراهيم احواس/ المسلم/ العدد 18/ شوال 1404هـ/ ص 8-9

21-  الشهيد الشعلة أحمد أحواس - د. فتحي الفاضلي .

وسوم: العدد 645