الداعية عصام العطار ..

الشيخ حسن عبد الحميد

العالم المعلم .. المجاهد الصادق .. الشجاع بعلمه وفكره ولسانه وعمله .. الصابر المحتسب في الشدة والبلاء على امتداد السنين .

من كبار رجال الدعوة وعظمائها  كان أديبا بالفطرة .. وخطيبا لامعا  تعرفت عليه لأول مرة في المركز العام في دمشق في الشهداء سنة 54 .

كان يتردد عليه يوميا يوجه وينصح ويربي حفظه الله .. من عائلة دمشقية عريقة في العلم والفقه . تعرف على الشيخ السباعي سنة 45/ 46 وأصبح من شباب الاخوان المتميزين في سوريا .

صهر الشيخ علي الطنطاوي شيخ الأدباء وأديب الفقهاء .

خطيب مسجد الجامعة بدمشق مع علي الطنطاوي والسباعي رحمهم المولى .

سنة 51 هاجم عصام العطار الحكم الديكتاتوري للشيشكلي فصدر الأمر باعتقاله .

نصحه المقربون ومنهم الشيخ السباعي بالخروج إلى مصر . وسافر مع الأخ محمد زهير الشاويش .

في مصر قابل الشهيد سيد قطب وحسن الهضيبي وعبد القادر عودة ومحمود شاكر رحمهم المولى . وعاد للشام قبل وفاة والده بأيام .

نقيب أسرتنا .. حضر معنا اجتماع أسرة إخوانية في آخر شارع أبي رمانة ..

  اختاره الشعب السوري ليكون نائبا في البرلمان هو وثلة من إخوانه منهم زهير الشاويش وعمر عودة الخطيب ..

زرته مرة في البرلمان وكنا على درج المجلس فمر بنا ثعلب السياسة السورية وبطل الانقلابات أكرم حوراني وهو حموي فسّلم علينا بأدب واحترام بالغ .

ولعصام فضل عليّ ّ إذ أمن لي وظيفة أعيش منها وأنا طالب وهي مشرف ليلي في المدرسة السعودية للأيتام 1958.

تزوج ابنة الشيخ علي الطنطاوي علامة الشام وأديب العربية والإسلام وقد اغتالها الطغاة وهي في ألمانيا . دخل الطغاة بيته فلم يجدوا عصاما فانهمر الرصاص على زوجته بنان الطنطاوي ام ايمن رحمها الله .

سنة 54 جاء الهضيبي المرشدالعام في زيارة إلى سوريا واختير عصام ليكون مرافقا له مع الشيخ محمد الخامد ومصطفى السباعي .

رفض توقيع وثيقة الانفصال  في حين وقعها القوميون والاشتراكيون

رفض المشاركة في أول حكومة بعد الإنفصال برئاسة الدواليبي للحكومة والقدسي للجمهورية

بعد أشهر قام الانقلاب واعتقل رئيس الدولة ورئيس الوزراء وطُلب من عصام مع 13 شخص استلام الحكم في سوريا فرفض وطالب بالإفراج عن القدسي وإعادته إلى رئاسة الجمهورية فتم ذلك .

تعرض لعدة محاولات اغتيال في سوريا . خرج للحج سنة 64  فأغلق عليه باب العودة إلى الوطن .

ذهب إلى لبنان ومُنع من الدخول لسوريا للمشاركه في تشييع جثمان الشيخ  السباعي رحمه الله .

اختير مراقبا للجماعة بعد وفاة السباعي

غادر لبنان إلى بلجيكا وأصابه الشلل فيها ومنّ الله عليه بالشفاء فغادرها إلى المانيا ..

أقام في مدينة آخن بألمانيا مركزاً إسلاميا ضخما ملؤه نشاطا وحركة  فكان شعلة من نور في قلب أوربا .

ألقى محاضرة بمناسبة المولد في أموي حلب فامتلأت باحاته بمئات الألوف من البشر .

  لم يشأ دخول الوزارات وترك ذلك لاخوانه عمر عودة الخطيب ومحمد المبارك .

ساند الثورة بقلمه ولسانه وهو في سن الشيخوخة وكانت كلماته زادا للثوار .

كانت علاقته حسنة مع علماء دمشق أمثال حسن حبنكة والشيخ أبو الخير الميداني وغيرهم . أديب شاعر .. صاحب نفثات شعرية ضمنها فكره وهمومه .    ومن هنا أوجه له هذه الكلمات :

إلى حامل شعلة الإسلام العظيم في قلب أوربا  إلى الرجل العظيم الذي حمل عبء الدعوة إلى الله ردحا من الزمن فما فرط ولا ونى ..

إلى الذي حمل اللواء بجدارة  وعمل لدينه بصمت وأدب فما ضعف وإنما صبر وصابر ..

إلى من كان زينة المركز العام في الشهداء وكنا نأنس بعلمه ونصحه ونقتبس من خلقه وفضله ..

إلى الذي هز المنابر بأدبه وعلمه وبلاغته

إلى الإنسان الذي تناوشته حماقات الشباب فلا فرّ وظل صامدا في وجه الأعاصير ..

إلى من عقمت أمهات دمشق  على أن يلدن مثلك  كما عقمت أمهات حمص أن يلدن مثل الشيخ السباعي . أقدم لك أرق تحية .. وأجلّ احترام .. وألطف سلام راجيا لك حياة سعيدة وصحة مجيدة وأنت قد جاوزت التسعين من العمر ..

وصدق المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال : ( خيركم من طال عمره وحسن عمله )

رأيتك في التلفاز ويدك ترتجف .. هذه اليد التي حملت اللواء عاليا  وأنت تنصح وتوجه .. ويشهد بفضلك مركز الشهداء و مركز آخن ..

تحياتي لك آيها الأيم الصابر  وآمل أن أراك على حوض المصطفى  صلى الله عليه وسلم ..

آنس الله غربتك وقوى جسمك  ومتعك بالصحة والعافية .. أيها الشيخ الجليل .. آيها الأخ الحبيب .. آيها المربي المجاهد .. ايها المجاهد الصبور ... علمتنا أن : الله غايتنا .. والقرآن دستورنا .. ومحمد زعيمنا.. والجهادسبيلنا والموت في سبيل الله اسمى أمانينا

والله أكبر ولله الحمد

وسوم: العدد 647