من عظماء سوريا ، الدكتور ناظم القدسي

الشيخ حسن عبد الحميد

ابن حلب 1905  الذي درس في دمشق وبيروت وجنيف ورحل وذكراه العطرة على لسان كل مواطن شريف .

رئيس جمهوريتنا ورئيس مجلس النواب  مؤسس حزب الشعب وكان من أعضائه ابن الباب عبد القادر رحمو .

مارس المحاماة في حلب وكان عضوا في الكتلة الوطنية التي قادت معركة الكفاح الوطني ضد الفرنسيين وحققت الاستقلال .

فاز بالانتخابات النيابية 1936 عن مدينة حلب ولخمس دورات متتالية وشغل عدد من الوزارات .

بعد استقلال سوريا تم تعيين ناظم القدسي وزيرا مفوضا في واشنطن 45 وأول عمل قام به شراء مبنى للسفارة السورية واسألوا عنها مندوب سوريا الآن ماذا حل بها ؟

حضرتُ حفلا ضخما اقامته حلب كلها لما حضر من واشنطن واستقبلته بكل جماهيرها .

كنا نراه في مركز حزب الشعب في الفرافرة الملاصق للمدرسة القرناصية التي أقمت فيها سنة 46.

سنة 54 عندما كان القدسي رئيسا لمجلس النواب فوجئ النواب بجلوسه على مقاعد النواب وليس على سدة الرئاسة وقبل أن يسألوه فتح محفظته واخرج منها جريدة الرأي العام وتوجه للمجلس بقوله : أيها الزملاء وجهت لي الجريدة تهمة انني أمرت بفتح شارع يمر قرب قطعة أرض لي بهدف رفع سعرها  وأنا منذ هذه اللحظة أضع نفسي أمامكم موضع المتهم وأطلب تشكيل لجنة برلمانية لتعاين على الطبيعة صحة الاتهام فإن ثبتت التهمة فأطلب رفع الحصانة عني وتقديمي للمحاكمة . وتم تشكيل اللجنة وعادت ببطلان التهمة  عندها وقف أمام البرلمان وأعلن  إنني أسقط حقي في إقامة دعوى على الصحفي الأستاذ أحمد عسة احتراما مني لحرية الصحافة وتقديرا مني لاهتمامه بالمصلحة العامة .

استلم الحكم بعد الانفصال 1961 وكان مثال الحاكم النظيف النزيه مااستغل الحكم لتعيين أنصاره وأقاربه وكانت أول حكومة جديدة في عهده برئاسة الشيخ معروف الدواليبي رحمهم المولى .

كان مثال الاستقامة والنزاهة يصفه خصومه بنظافة اليد ونقاء الضمير عف اللسان صادقا في وعوده يكره الغش والخداع والتلون

في عهده كان الأمن مستتبا وكانت الشرطة تؤدي دورها في خدمة الشعب حقا وكان للقضاء حرمته كان القاضي الكيالي في الباب حاكم الصلح وقاضي الشرع وهو مهيب يخافه القائم مقام . كان للبيوت حرمتها لا يدخلها أمن ولا شرطة ولا مخابرات إلا بإذن النيابة العامة.

في عهده كنا بطيران العدو إذا دخل المجال الجوي السوري ثواني وإذا بالطيران السوري يكون في الجو ويجبر الطيران الإسرائيلي على الهرب وتعود طائراتنا إلى مطاراتها سالمة ولا نفكر بحق الرد في الزمان والمكان المناسب ؟؟

ووقع انقلاب ثورة آذار 1963 وادخل ناظم القدسي السجن ثم وضع تحت الإقامة الجبرية ثم غادر البلاد وأقام في الأردن مؤثرا إياها على الإقامة في أوربا

كان يذهب لصلاة الفجر منفردا وهو الرئيس قيل له نضع لك مرافقة فأبى وقال أنا ذاهب لبيت الله والحامي هو الله لم نظلم أو نسرق أحدا ولانخاف إلا من الله

رأيته بعيني أمام جامع الشهداء في دمشق في جادة عرنوس وحده وبدون حراسة ومعه الزعيم رشدي الكيخيا وهو بك حقا وصدقا رئيس مجلس النواب  يوم كان عندنا نواب لا مصفقين !!!

هو الآن ليس في السلطة حتى يقال عني سيوظفه قريبا هو الآن في قبر متواضع في عمّان توفي سنة 1998. وهو ليس إسلاميا فاتهم بالعصبية الحزبية بل هو : ابن حلب الثائرة وكفاه فخرااا  دخل الحكم وخرج منه ولم يدخل جيبه قرش حرام .

ودخل سجن المزة مرات ومرات لأن الصبيان من أصحاب النجوم صاروا هم السياسة وهم رجال الحكم .

لأنه كان من أكثر رجال السياسة كفاءة ونزاهة وأخلاقا وهو أول من بلور أول مشروع اتحادي عربي وحمله إلى عواصم العرب .

رحمه الله وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء . ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا أو اخطأنا 

والله أكبر. ...والعزة لله

وسوم: العدد 652