العلامة المحدث المؤرخ محمد بن علي الشهير بابن طولون الدمشقي

د. محمد مطيع الحافظ

العلامة المحدث المؤرخ

محمد بن علي الشهير بابن طولون الدمشقي

وحياته الزوجية

د. محمد مطيع الحافظ

هو العلامة المؤرخ المسند النحوي المتفنن شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الشهير بابن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي.

ولد بصالحية دمشق سنة 880هـ وتوفي بدمشق سنة 953هـ ودفن بسفح قاسيون.

سمع وقرأ على جماعة من كبار علماء عصره وبلده، منهم القاضي ناصر الدين ابن زُريق، وسراج الدين الصيرفي، وجمال الدين يوسف ابن عبد الهادي المعروف بابن المِبْرَد، والنعيمي في آخرين، وتفقه بعمه جمال الدين بن طولون وغيره، وأخذ عن الحافظ السيوطي إجازة مكاتبة.

كان فقيهاً حنفياً ماهراً، ونحوياً متقناً، ومسنداً كبيراً، ومؤرخاً بارعاً. ولي التدريس للحنفية بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر المقدسي، وإمامة السليمية بالصالحية، وقصده الطلبة في الفقه والنحو، ورغب الناس في السماع للحديث منه لعلو سنده، وكانت أوقاته معمورة بالتدريس والإفادة والتأليف.

كتب بخطه كثيراً من الكتب، وعلّق ستين جزءاً وسمّاها التعليقات كل جزء منها يشتمل على مؤلفات كثيرة، أكثرها من جمعه ومشاهداته، وبعضها لغيره، وكانت أوقاته كلها معمورة بالعلم والعبادة.

وقد أخذ عنه جماعة من أعيان العلماء وبرعوا في حال حياته كالشيخ شهاب الدين الطيبي، والشيخ علاء الدين بن عماد الدين، ونجم الدين البهنسي، وإسماعيل النابلسي مفتي الشافعية، والعلامة زين الدين بن سلطان مفتي الحنفية، وشيخ الإسلام شمس الدين العيثاوي، وشهاب الدين الوفائي مفتي الحنابلة وقريبه القاضي أكمل بن مفلح وغيرهم.

له مؤلفات كثيرة، كثير منها في التاريخ، وبعضها في النحو والفقه. منها:

- إعلام الورى بمن ولي نائباً من الأتراك (المماليك) بدمشق الشام الكبرى، (طبع بدمشق 1964م والقاهرة 1973م، ودمشق 1983م).

- مفاكهة الخلان في حوادث الزمان: طبع بالقاهرة في جزأين 1962م، 1965م.

- الثغر البسام في ذكر من ولي قضاء الشام: طبع بدمشق 1956م.

- القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية: طبع بدمشق 1949م ثم 1956م، 1982م ثم طبع بعمان 2013م.

- الفلك المشحون في أحوال محمد بن طولون: طبع مرتين بدمشق.

حياته الزوجية

في كتاب (متعة الأذهان من التمتع بالأقران بين تراجم الشيوخ والأقران) تأليف العلامة شمس الدين محمد ابن طولون انتقاء ابن الملا، المطبوع بعناية الأستاذ صلاح الدين الموصلي. في هذا الكتاب يورد ابن طولون تراجم لثلاثة من أولاده وهم:

1- ست العلماء خديجة ابنة الشمس ابن طولون: ولدت في ربيع الثاني سنة 915هـ وتوفيت في ذي القعدة سنة 920هـ بالطاعون: أجاز لها الخطيب سراج الدين ابن الصيرفي وجماعة (متعة الأذهان 2/ص870).

2- عائشة ابنة الشمس ابن طولون: ولدت ثالث عشري ربيع الأول سنة 926هـ وأجاز لها كثيرون. توفيت يوم الأربعاء سنة ثلاث وأربعين وتسع مئة (متعة الأذهان 2/ص876).

3- عثمان ابن الشمس ابن طولون: ولد في رابع جمادى الأولى سنة 931هـ، توفي في تاسع ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وتسع مئة. قرأ جانباً من القرآن العظيم، وأخذ في الكتابة، وأجاز له خلق (متعة الأذهان 1/ص492).

وذكر الأستاذ صلاح الدين الموصلي في مقدمة تحقيقه لكتاب متعة الأذهان 1/27 أن ابن طولون تزوج  ابنة العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن عون الشاغوري الحنفي المتوفى سنة 916 (له ترجمة في الكواكب السائرة 1/101).

ولم يذكر الموصلي مصدراً لزواجه من ابنة عون.

هذا ولم تذكر المصادر التي ترجمت لابن طولون عن حياته الزوجية قديماً وحديثاً حتى صدر كتاب متعة الأذهان وفيه ذكر لأولاده ولذلك فإن الذين ترجموا لابن طولون من المحدثين ذكروا أنه لم يعقب.

ولهذا فقد أورد شيخنا العلامة عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله ترجمة له في كتابه العلماء العزاب.

ولبيان حقيقة الأمر ذكرت ما تقدم من أن ابن طولون تزوج وأنجب ثلاثة أولاد ولكنه عندما توفي لم يترك ولداً ولا زوجة.

المصادر والمراجع:

الكواكب السائرة 2/52، شذرات الذهب 8/298، معجم المؤرخين الدمشقيين وآثارهم المخطوطة 290-298، مقدمة إعلام الورى، مقدمة مفاكهة الخلان (الجزء الثاني)، مقدمة نقد الطالب لزغل المناصب. العلماء العزاب للعلامة عبد الفتاح أبو غدة ص192.