الشيخ أحمد الحارون رحمه الله

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_d767e.jpg

ولد في منطقة الصالحية  ، 

من أولياء الله الصالحين ، 

علم من أعلام الصوفية بدمشق .

صنعته حجّار يقطع الحجر

في جبل قاسيون 

 المتواضع الزاهد ، الهارب من الشهرة ، كان منارة للمتهدين  ومرشدا للضالين .

شارك في حرب فلسطين مقاتلا أعداء الدولة العثمانية  ، وله جهاد ضد فرنسا جاهد بالمال والنفس 

وهو صديق لرئيس سوريا شكري القوتللي ، وكان يتردد على محدث الشام بدر الدين الحسني .

رجل بسيط جدا ، لكن عندما يتكلم عن أمراض القلوب يحلق في أجواء لا يبلغها الطير !!!!

و كانت له كرامات .

 والكرامة هي ظهور أمر خارق للعادة ، أما المعجزة فهي الأمر الخارق للعادة يجريه الله على يد الأنبياء تصديقا لهم في الدعوة 

المعجزة تكون للانبياء والكرامة تكون للاولياء !!

أنت الآن في حلب ، وفي باب النصر وفي عهد فرنسا : 

ضابط فرنسي يقود متهما ويجره وهو يستغيث ويقول كرمال محمد ( صلى الله على محمد ) فسب الضابط الفرنسي محمدا عليه السلام ؟؟ 

وهو معذور لانه لا يعرف من يسب ؟؟؟

وصادف مرور قبضاي من باب النيرب وسمع الضابط الفرنسي يسب محمدا ، رفع الباكورة التي يده وضرب بها الضابط الفرنسي قائلا لعينيك أبا القاسم ، ووقع الضابط الفرنسي أرضا مضرجا بدمائه يضرب الأرض برجليه !!!

وهرب الضارب ..

إلى أين ؟؟ 

هرب إلى دمشق ليختبأ عند ولي الله الحارون !!

قال الشيخ اذهب وسلم نفسك للسلطات ولا تخف !!!

امتثل الرجل ودخل على المحكمة وقاضيها فرنسي ، قال القاضي عفونا عنك على ألا تعود لمثلها ، قال الحلبي قسما من سبّ محمدا خبطته بهذه الباكورة ، فضحك القاضي الفرنسي قائلا اذهب إلى بيتك ولا عليك .

سمع الشيوخ الفقهاء مصطفى الزرقا ومصطفى السباعي بالشيخ الحارون ذهبوا إليه لمعرفة ماعنده ، ناقشوه وكان يتكلم في أمراض القلوب ، خرجوا من عنده وهم معجبون ( ياحارون ، إنّا بك حائرون ) 

وقد كتب الشيخ السباعي عنه مقالة إعجاب في مجلة حضارة الاسلام ، وخطط نضر الله وجهه لكتابة كتاب عن العلماء الأولياء لكن المنية عاجلته ، وكانت حياته وموته هي هذا الكتاب ،

 رحم الله شيخناالسباعي وأمطرت على قبره سحائب الرحمة ، ماتت زوجته منذ عهد قريب بعده بخمسين عاما أراد أهلها دفنها مع زوجها كشفوا قبر الإمام المجاهد مصطفى السباعي فوجدوه كأنه دفن منذ أيام رحمه الله 

جسد تمكن حب أحمد فيه ..  

         تالله إن الأرض لاتبليه 

فكيف يأكله التراب وحبه        

         في قلبه ومديحه في فِيه 

في مقالة للشيخ السباعي 

( هكذا العلماء الربانيون )

 يقول رحمه الله : 

قلت ذات مرة للشيخ أحمد الحارون : أنا غارق في القضايا العامة من سياسية ودينية ، وإنني متألم لحرماني من ساعات أتهجد فيها وأخلو فيها إلى نفسي ، فكيف السبيل إلى الجمع بين التعبد والعمل السياسي الاصلاحي 

فأجاب الحارون على الفور : 

وهل يقل أجر العمل الذي تقوم به عن أجر العبادة والتهجد والخلوة ، إن ما أنت عليه أكثر العبادات ثوابا ، فلا تندم على ماأنت عليه !!!!

يقول الشيخ السباعي :

لم أكن انتظر من شيخ متصوف مبتعد عن الدنيا وعن الشهرة أن يقول مثل هذا الجواب !!!

فلما سمعته منه ازددت يقينا بأنني إزاء رجل من الهداة الذين يفهمون الدين حق الفهم ، ويفهمون العمل الذي نؤديه حق الفهم ، فازددت به إعجابا وحبا . 

رحم الله الشيخ أحمد الحارون زاره الشيخ أبو الحسن الندوي وعاد إلى الهند ونشر عنه ثلاث مقالات في مجلة البعث الإسلامي 

رحمه الله بكته الشام عند وفاته على لسان الخطباء سنة ١٩٦٢ ، وبكاه من حمله إلى مثواه الأخير الذي اختاره لنفسه ، وهو المكان الذي عسكر فيه الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه 

رحم المولى روح ولي الله الحارون ، وقديما قالوا : 

وأثبتن للاولياء الكرامة   

        ومن نفاها فانبذنّ كلامه 

رحم الله شيوخ الإسلام الهداة المهتدين ، العاملين الصادقين ، ورزقنا الله السير على دربهم 

رحمك الله ياشيخ الصالحين الصادقين ، أيها المربي الحكيم ، والعالم النفسي الروحاني 

يابركة الشام وروحها الصافية ونورها المشرق .

إنا لله وإنا اليه راجعون 

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 697