العلامة المجاهد الأستاذ محمد قطب

محمَّد بن لطفي الصبَّاغ

محمَّد بن لطفي الصبَّاغ

توفي أسـتاذنا المجاهد الصابر العـلامة محمـد قطب صباح يوم الجمعة 4 جمادى الآخرة 1435هـ (4 / 4 / 2014م) في مستشفى المركز الطبي في جُدة، ودفن في مكة في مساء اليوم ذاته.

رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء.

وهو المفكر الإسـلامي العظيم، والمجاهد الصابر، والعالم العلامة، والأديب الشاعر، والخطيب والمؤلف الموفق، الذي استوعب حقيقة حضارة أوربا، بعد أن قرأ القرآن وعرف معانيه ودرس السنة والعلوم الإسلامية، وتلقى هذه العلوم على أخيه العلامة الذواقة الأستاذ سيد قطب الذي يكبره باثني عشر عاما، وخاله الأزهري أحمد حسين الموشي الذي امتاز بمواهبه الأدبية والقلمية، فقد كان شاعرا أديبا.  وكان سيد بالنسبة إلى محمد بمثابة الوالد والأخ والصديق. 

يقول محمد قطب:

[لقد عايشت أفكار سيد منذ تفتح ذهني للوعي، ولما بلغت المرحلة الثانوية جعل يشركني في مجالات تفكيره، ويتيح لي فرصة المناقشة لمختلف الموضوعات، لذلك امتزجت أفكارنا وأرواحنا امتزاجاً كبيراً بالإضافة إلى علاقة الأخوة والنشأة في الأسرة الواحدة، وما يهيئه ذلك من تقارب وتجاوب.

لقد كانت صلة سـيد بي من حيث التربية يتمثل فيها العطف والحسم في آن واحد، .. وكان يشجعني على القراءة في مختلف المجالات .. فساعدني هذا التوجيه على حب المطالعة منذ عهد الطفولة.]

- يرى محمد قطب أن موقف الغرب من الإسلام هو موقف صليبي واضح وما يقول الغرب من كلمات خداعة من التسامح مع الإسلام إنما هو في الحقيقة مجرد شعارات فارغة.

- درّس في جامعات المملكة العربية السعودية وقطر، وأشرف على عدد من الرسائل الجامعية، ونشـر من خلال ذلك ومن خلال كتبه ومحضراته فكره الإسلامي المعاصر الحركي.

- ولد الأستاذ محمد قطب في 25 رجب عام 1337هـ الموافق 26 إبريل (نيسان) من سنة 1919م في بلدة موشا من محافظة أسيوط.

- وكان والده قطب إبراهيم من المزارعين في تلك الناحية، وكان محبا للمطالعة .. فكان من مثقفي قريته ومن أصحاب الجاه والمكانة فيها.

- وأما والدته فهي السيدة الفاضلة فاطمة عثمان فقد كانت من الصالحات، وقد نشأت في أسرة متدينة. فقد تلقى إخوتها دراستهم في الأزهر، وقد تأثرت بالجو الديني الذي يخيم على الأسرة فقد نشأت محبة للعلم والدين ..

- درس الفقيد في القاهرة فأتم المرحلتين الابتدائية والثانوية ثم دخل كلية الآداب بجامعة الملك فؤاد قسم اللغة الإنجليزية.. وتخرج فيها عام 1940م. ثم دخل معهد التربية العالي للمعلمين فحصل على دبلومه في التربية وعلم النفس.

كان محمد قطب كاتبا موهوبا، وشاعرا مجيدا، كنت أقرأ له في المجلات المصرية بعض ما تجود به قريحته من الشعر الجميل ولاسيما في مجلة الكتاب.

كان مفكرا إسلاميا رائدا، فهو صاحب مؤلفات تؤسس نظرية للفكر الإسلامي المعاصر من منطلق إسلامي مخالف لنظرية المعرفة الغربية.

وهو يربط بين الفكر والواقع في كتبه الإسلامية العديدة.

ولا بد لنا من الحديث عن مأساة آل قطب، هذه الأسرة المجاهدة، يقول الأستاذ محمد قطب:

[بدأت طلائع تلك الأحداث منذ عودة أخي سـيد من أمريكا بعد قضائه فيها العامين 1949 – 1950 فقد شرع قلمه يخوض في معركة صحفية سياسية هائلة كانت تعرضه باستمرار لخطر الاعتقال على ذمة التحقيق.

وكانت هذه التجربة جديدة في حياة الأسرة من ناحيتين:

أولاهما: مواجهة الباطل وجها لوجه في ميدان الواقع بعد أن كان صراعهم إياه مقتصراً على ميدان الفكر وحده.

والثانية: هي تعرض حرية سيد للمصادرة بين الحين والآخر، وهو رب الأسرة التي يستغرقها الشعور بأنه معتمدها الوحيد في سائر شؤونها الحيوية ... على الرغم من أن التجربة قد مرت فقد كانت هذه التجربة أشبه بالإرهاصات لما بعدها من الأخطار الكبيرة.

لقد انفجرت الثورة العسكرية بعد ذلك، واستغل المخادعون الذين قاموا بها اسـتياء الناس من موقف الحكام من قضية فلسطين، وبدأوا بالتظاهر بإسلامية الحركة .. وهم كاذبون عملاء للكفار الذين كان عملهم في إعداد هذه الثورة حلقة من حلقات الهجوم على الإسلام.

وقامت بين هذه الثورة وبين سـيد علاقة مرضية أول الأمر إلا أن مسيرتها سرعان ما اتخذت طريق معاداة الإسلام ودعاته حتى كانت مسرحية الإسكندرية في عام 1954م .. فاعتقل سـيد ومجموعة الدعاة.

ثم اعتقل محمد قطب بعد أيام .. وشهدا من فنون التعذيب ما لا يخطر على بال إنسـان.

ووضع كل منهما في مكان من السجن الحربي بعيد عن مكان أخيه .. ثم أفرج عن محمد بعد مضي مدة غير طويلة وبقي سيد في السجن عشر سنوات.

وخرج محمد ليحمل أعباء الأسرة التي كانت من مسؤوليات أخيه وحده.

وكانت مرحلة السجن مفيدة لمحمد فقد زادته يقيناً بأن طريقه هو طريق الحق.

وما إن انقضى على خروج سيد من السجن سنة واحدة حتى أعيد إلى السجن في اعتقالات عام 1965م وأعيد أيضا محمد إلى السجن وقضى فيه ست سنوات من 30 يوليو (تموز) سنة 1965م إلى 17 أكتوبر (تشرين أول) سنة 1971م.

وحكم على سيد بالإعدام بعد محاكمة صورية.

وقتل في هذه المجزرة واحد من أبناء أخته في أثناء التعذيب دون إعلان.

واعتقلت شقيقاتهم، وعذبن أشد العذاب، وحكم على واحدة منهن بالسجن عشر سنوات.

وكان ذلك كله جزءا من الحرب المسلطة على الإسلام يقودها نيابة عن الصليبية العالمية والصهيونية ناس يحملون أسماء مسلمين.

- قلت في مطلع هذه الكلمة أنه كان شاعرا، بل كان أديبا كبيرا ومن ثمرة ذلك الشعر ..

كان يحفظ كثيرا من قصائد الشعراء المتقدمين والمعاصرين.

وكان متأثرا بالعقاد.

وكان يناقش هو وأخوه موضوعات أدبية، ويتعرضون إلى بعض المشاكل الأدبية والنصوص المنشورة كما ذكرت الأخت الكريمة الشاعرة أمينة قطب في ديوانها "رسائل إلى شهيد"(1).

وكان القارئ يلمس أثر الأدب في كتاباته التي امتازت بالجودة والوضوح.

- وقد دعـا محمد قطب إلى العمل على إنشـاء العلوم الإنسانية في ضوء الإسلام وهدايته فقال: ينبغي أن يكون لنا علم نفس إسلامي، وعلم اجتماع إسلامي، وعلم تربية إسلامي.

ويقول: إن هذه العلوم نبتت في أوربا في جو معاد للدين بسبب الظروف التي كانت قائمة منذ عهد النهضة .. ونحن نقلناها كما هي ودرّسناها في مدارسنا وجامعاتنا بروحها المجافية للدين والمعادية له.  وقد آن لنا أن نتخلص من وطأة الغزو الفكري على عقولنا وأرواحنا.

علينا أن نتناول هذه العلوم من منطلقنا الإسلامي الذي لم يعرف العداوة بين الدين والعلم ولا بين الدين والحياة.

وحـين نصنع ذلك سيتضح لنا أن في هذه العلوم - كما هي في صورتها الأوربية – اختلالات مبدئية تترتب عليها نتائج خاطئة وإن اشتملت على حقائق جزئية كثيرة، ولكنها حقائق يفسدها اختلال القاعدة التي تقوم عليها.

وقـال:

منذ أيام دارون سيطرت فكرة (حيوانية الإنسان) وماديته على الفكر الأوربي في مجال علم النفس والاجتماع والتربية والاقتصاد وما إليها.

و(حيوانية الإنسان) ليست فكرة علمية صحيحة، والعلم ذاته يتجه الآن تدريجيا نحو تأكيد (إنسانية الإنسان) بمعنى تفرّده بخصائص رئيسية لا تتوافر للحيوان .. فكل النتائج المترتبة على تلك النظرة الخاطئة هي خاطئة كذلك، ومن شأنها أن تسقط كل القيم الخلقية، ولا تعتبرها أسـسا ثابتة في الكيان البشري.

وحين نعود إلى مقومات وجودنا الحقيقية، وهي المقومات الإسلامية فستكون نظرتنا إلى الإنسان مختلفة من جذورها. ومن ثم تصل بحوثنا العلمية إلى نتائج نهائية مختلفة تماما عما تصل إليه (العلوم الإنسانية) في مفهوم الغرب، على حين تنطلق من أن (الإنسان إنسان لا حيوان) وأن الله خلقه ليعمر الأرض، ومنحه الأدوات والمواهب التي تعينه على عمارتها، من عقل وصلاحية للعلم ودوافع وقدرة على ضبط الدوافع وتنظيمها، وفي الوقت نفسه شق له الطريقين وألهمه معرفتهما، ومنحه القدرة على اختيار أحدهما {ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} [الشمس: 7-10] فصارت لأعماله قيمة خلقية، مصاحبة لها نابعة من الفطرة نفسها لا مفروضة عليها من الخارج .

وكلفه الله أن يعبده وحده لا شريك له، والعبادة شاملة لكل أعمال الإنسان، فصارت مهمته النهائية هي عمران الأرض بمقتضى المنهج الرباني وهي موضع ابتلائه: أيستقيم على النهج فيفلح في الدنيا والآخرة، أم يزيغ مدفوعا بشهواته فيستمتع في دنياه متاعا إلى حين ويخسر آخرته.

يقـول رحمه الله:

ولقد بذلت بعض الجهد في هذه السبيل عن طريق كتبي:

الإنسان بين المادية والإسلام

ودراسات في النفس الإنسانية

ومنهج التربية الإسلامية في جزأيه الأول في النظرية والثاني في التطبيق.

رأي الأستاذ محمد قطب في مسيرة الدعوة الراهنة:

يرى الأستاذ محمد أن في مسيرة الدعوة هذه الأيام إيجابيات وسلبيات، فهي تتطلب مراجعة موضوعية واعية تتناول أحداث نصف القرن الأخير لتأكيد الإيجابيات ومحاولة التخلص من السلبيات.

وقـال: بالنسبة إلى إقبال بعض مفكري الغرب على الإسلام فهذا أمر يسرنا، ونرحب بكل مفكر غربي هداه تفكيره السليم إلى الحقيقة.

ولكن هذا لا ينسينا أن ميداننا الأصيل في الدعوة ينبغي أن يظل في الشرق في داخل بلاد المسلمين لرد الناس إلى حقيقة الإسلام التي أصبحت غريبة عند بعض الناس.  قـال رسول الله r:

"بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس"(1).

ويقول الأستاذ محمد قطب:

إن أعداءنا لن يكفوا عن العدوان علينا وعلى ديننا وقد علمنا ذلك يقينا من قوله تعالى:

{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} [البقرة: 120].

{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} [البقرة: 217].

ويقـول الأسـتاذ محمد:

ولكنني على الرغم من كل شيء فإني أشعر دائما بالتفاؤل العميق بالنسبة إلى مستقبل الدعوة. ويعلل تفاؤله باستقرائه لسنن الله ... فلو كان في قدر الله أن ينتهي الإسلام من الأرض لكان زوال الخلافة هو الفرصة الملائمة لذلك، وبخاصة أن مقصد الأعداء من تدمير الخلافة هو إزالة الإسلام .. بيد أن هذا الحدث ذاته هو الذي بعث عددا من المصلحين لإنشاء الدعوة إلى الرجوع إلى الله والعمل على أن تعلو كلمة الله.

ولو كان في قدر الله سبحانه أن تموت الحركة الإسلامية لكان التعذيب الوحشي ومحاولات الإبادة الجماعية في السجون والمعتقلات كافية للقضاء على كل أمل بحياتها. على حين أننا نرى الضد من ذلك، فبعد كل مذبحة ينبثق عدد جديد من الشباب يعتنق الدعوة ويتفانى في العمل والجهاد من أجلها .. لقد كانت أوربا فتنة لقطاع كبير من المسلمين ولكنها الآن أضحت حقيقتها مكشوفة .. وتجلى عوارها لكثير من أبنائها فأصبحوا يدعون للخلاص من أعراض تلك الحضارة المدمرة.

وكذلك الأمر بالنسبة للزعماء الذين جاء بهم الكفار وأقاموهم حكاما يحكمون بالحديد والنار ليبعدوهم عن الإسلام.

فقد أخفق هؤلاء الحكام إخفاقا ذريعا في حل مشكلات شعوبهم .. بل زادوا هذه المشكلات سوءاً وتعقيداً، فعملوا على تقسيم البلاد وإفقار العباد، وإذلال الناس.

فكان ذلك سبباً لقيام حركات إسلامية تدعو إلى الحق وتتحمل في سبيله كل ما يكيد به الأعداء من التعذيب والتنكيل.

الكتب التي أصدرها الأستاذ:

1-  دراسات في النفس الإنسانية.

2-  التطور والثبات في الحياة البشرية.

3-  منهج التربية الإسلامية، الجزء الأول: النظرية.

      الجزء الثاني: التطبيق.

4-  منهج الفن الإسلامي.

5-  جاهلية القرن العشرين.

6-  الإنسان بين المادية والإسلام.

7-  دراسات قرآنية.

8-  شبهات حول الإسلام.

9-  في النفس والمجتمع.

10-   حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية.

11-   قبسات من الرسول.

12-   معركة التقاليد.

13-   مذاهب فكرية معاصرة.

14-   مغالطات.

15-   مفاهيم ينبغي أن تصحح.

16-   كيف نكتب التاريخ الإسلامي.

17-   لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة.

18-   دروس من محنة البوسنة والهرسك.

19-   العلمانيون والإسلام.

20-   هل نخرج من ظلمات التيه.

21-   واقعنا المعاصر.

22-  قضية التنوير في العالم الإسلامي.

23-   كيف ندعو الناس.

24-   المسلمون والعولمة.

25-   ركائز الإيمان.

26-  لا يأتون بمثله.

27-   من قضايا الفكر الإسلامي المعاصر.

28-   حول التفسير الإسلامي للتاريخ.

29-   الجهاد الأفغاني ودلالاته.

30-   دروس تربوية من القرآن.

31-   حول تطبيق الشريعة.

32-   المستشرقون والإسلام.

33-   هذا هو الإسلام.

34-   رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر.

35-   هل نحن مسلمون.

36-   الصحوة الإسلامية.

وبعد فهذه الكتب القيمة فيها فوائد علمية ودعوية كثيرة، ولكنها تبقى جهوداً بشرية مشكورة، يصدق عليها ما يصدق على كل جهد علمي قديم أو حديث.

قال الإمام الشافعي رحمه الله ما معناه:

إني ألفت هذه الكتب ولم آلُ فيها جهداً وأنا أجزم أن فيها غلطاً، واستشهد بقول الله سبحانه وتعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء: 82]. فليس عندنا نحن أهل السنة والجماعة معصوم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رحم الله الداعية العظيم محمد قطب وجزاه خيرا على ما قدم لدينه وأمته، وأحسن الله عزاء الأخت الكريمة الفاضلة أم أسامة وولديه الكريمين أسامة وعبد الرحمن وبنته الكريمة والمسلمين جميعاً.

ولا يفوتني أن أذكر أنه قد أُعطي في عام 1408هـ / 1988م جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية على كتابه "منهج التربية الإسلامي" بجزأيه الأول والثاني. وأعلن في الحفل عن تبرعه بمبلغ الجائزة إلى الجهاد الأفغاني.

ملاحظة:

اعتمدت في هذه المقالة على معرفتي الشخصية بالفقيد فقد لقيته مرارا في جلسات في مكة والرياض، ولقيته في لجنة اختيار جائزة الملك فيصل وفي عدد من المؤتمرات الإسلامية.

وشاركت معه في الحفل الكبير الذي أقامته جامعة الملك سعود بمناسبة دخول القرن الخامس عشر الهجري وكان في الحفل سماحة الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد قطب وجعفر الشيخ إدريس والفقير.

رحم الله محمد قطب وجزاه الله خير الجزاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.

صورة قديمة للأستاذ محمد قطب بين أخويه

الأستاذ محمد المبارك، والأستاذ عمر بهاء الدين الأميري

محمد قطب في بيته بمكة المكرمة في الوسط

ومعه الدكتور عدنان علي رضا النحوي، والأستاذ أيمن أحمد ذوالغنى

               

(1)  "رسائل إلى شهيد" ص 8 .

(1)  مسلم برقم: 145، والترمذي برقم: 2629، والمسند 1/398، وابن ماجه برقم: 3986، وانظر شرح شيخ الإسلام ابن تيمية لهذا الحديث في مجموع الفتاوى 18/219.