المبحث الثاني : حياة الشاعر الداعية د.محمد حكمت وليد 2

شخصية الشاعر الداعية الطبيب محمد حكمت وليد شخصية آسرة غنية بكنوز المعرفة، متعددة المواهب، فهو شاعر إسلامي بلغت دواوين شعره أكثر من خمسة وهو كاتب مبدع، وطبيب ماهر، له مذكرات طبيب، ومعجم أمراض العين، وهو سياسي كان يرأس الحزب الوطني للعدالة والدستور ( وعد )، وهو داعية يقف في قمة الهرم في الحركة الإسلامية في سورية، وأستاذنا يتمتع بسمعة حسنة وأخلاق رفيعة وحيوية ونشاط يبهر الناس ..فلا يكاد يخلو أسبوع دون اجتماع أو لقاء مع الإعلام أو زيارة أو إصدار بيان، ويساعده إخوة بلغوا الغاية في التفاني والتضحية والفداء فالأخ أبو سلمة على يمينه والأستاذ أبو عبد العزيز على يساره، وفريق العمل بين يديه، إنها حياة تثير الخيال الخصب، وتطلق المشاعر الفياضة، وتحفز على الكفاح والعمل، ولولا أني أكتب بحثاً علمياً يحتاج إلى الدقة العلمية والموضوعية ؛ لنظمت فيه أجمل القصائد، وأعذب العبارات، ...

ولكن العقبة الرئيسة التي تواجه الباحث والدارس حول تلك الشخصية الفذة يقع في حيرة فمن أين يبدأ، هل يبدأ من الأستاذ الداعية الإنسان، أم الشاعر، أم السياسي، أم الطبيب، أم المجاهد ...

حاولت أن استجمع قواي لأبدأ في دراسة علمية نزيهة حول حياته، وشعره، ولكن الصعاب واجهتني، واعترضت طريقي من كل جانب، فأنا بعيد عن مكتبتي التي حوت آلاف الكتب، والتي سرقها جنود الطاغية وزبانيته في سورية، والتواصل مع الشاعر الداعية محمد حكمت وليد دونها خرط القتاد، فمشاغل أستاذنا الحبيب بلغت الذروة فهو لا يجد من الوقت ما يستطيع أن يرد به على الأسئلة ...

ومعرفتي بالأخ الداعية (( أبي حسان )) تعود إلى زمن بعيد من خلال تتبع آثاره وقراءة شعره، ومشاهدة لقاءاته، حيث قرأت له ديوان تراتيل للغد الآتي، وتراتيل لانتفاضة الأقصى، كما قرأت له بعض القصائد التي نشرها في رابطة أدباء الشام، فازددت به إعجاباً، وشغفت به حباً ....

ولكن حين حضرت ذلك اللقاء المبارك في تركيا، وجدت أن المخبر وافق المنظر، واتحد الشكل بالمضمون، ورأيت الدكتور  محمد حكمت وليد كنيفاً حشي علماً وظرفاً ، ومعرفة، وحكمة، وكانت أجواء الحرب في سورية تفرض إيقاعها على أجواء الاجتماع، فليس من السهل أن تتحدث عن الشعر، وأنت تسمع جعجعة السلاح من حولك ..فهناك تجزّ الرؤوس، وتقطع الأعناق، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ....وفي نهاية ذلك اللقاء حصل التعارف، وأُخذت أرقامُ الهواتف والبريد، وحصل التواصلُ عبر هذه الأدوات الحديثة ...

وأول ما يلفت نظرك في الأخ أبي حسان أنه إنسان متواضع، خلوق، يألف، ويؤلف، ويدخل القلب من غير استئذان، ..فضلاً عن ذلك فهو طيب القلب، لطيف المعشر، عذب الحديث ..

وحين حرّضني الأخ الأستاذ عبد الكريم درويش، وأبدى استعداده في قبولي في قسم الدراسات العليا لنيل شهادة الماجستير في جامعة أهل الصفة التي يديرها، ويساعده في إدارتها ثلة من العلماء، والأدباء الأخيار ..لقيت الفكرة قبولاً، وهوى في النفس، وقلبت الفكرة على وجوهها إلى أن هداني الله إلى اختيار موضوع أظنه يصلح أن يكون رسالة علمية ألا، وهو (( الشاعر الداعية الدكتور محمد حكمت وليد : حياته وشعره )) ...

فأرسلت للدكتور أخبره بذلك، فأبدى استعداده بالتكرم في المساعدة، وأهداني بعض دواوين شعره، وجمعت ما نشر على صفحة حسابه على (الفيس بوك)، وما نشره على موقع (رابطة أدباء الشام)، واطلعت على المقابلات الخاصة التي أجرتها القنوات الفضائية بين الفينة، والأخرى معه..، واستفدت كثيراً من الحوار الذي أجراه معه عبد الكريم حمودي، ومحمد صالح حمزة ، كما استنرت بمقدمة أستاذنا عبد الله الطنطاوي لديوانه ( تراتيل للغد الآتي)، ثم أرسل لي فضيلته دراسة الدكتورة سمية الرومي لشعر شاعرنا، ولا سيما عن الغربة والواقعية، ...ووعدني بالمزيد تكرماً وفضلاً .

وأرجو أن تصل يداي إلى جميع شعره، ونثره، ومذكراته؛ لتأتي الدراسة شاملة متكاملة .

والشاعر الداعية الدكتور الطبيب الأديب السياسي محمد حكمت وليد  يشغل منصب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، وكان رئيس الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد) المعارض لنظام الأسد، قرأت له الشعر والنثر، وراقبته من بعد، وتعرفت عليه من قريب، فوجدته يسيل عذوبة، ويتدفق عطاء، إذا ثار يشتد، وإذا سكن يمتد، فهو بحر من البذل، متواضع يكره التكلف، ويبرأ إلى الله منه، يدخل قلب من يجالسه، ويفيض عليهم من لطفه، فهو طيب القلب، لطيف المعشر ، وحسبك أن تعرف أنه طبيب البصر، مستنير البصيرة، نرجو الله لنا، وله الثبات والموت على الإيمان وكلمة التوحيد  . .

ومما يلفت النظر في سيرته أنه جمع بين التخصص العلمي، وهواية الشعر، وهو ليس بدعاً في ذلك، فهناك : د. عبد السلام العجيلي، وحسني سبح،  والدكتور نجيب الكيلاني -رحمه الله – الذي كان طبيباً وأديباً وشاعراً ، وروائياً وقاصاً، وهناك الدكتور حسن هويدي -رحمه الله- الذي جمع بين الطب والأدب ، والشعر والنثر، ويوجد الآن من إخواننا الدكتور محمد إياد العكاري الذي جمع بين طب الأسنان والشعر، والدكتور ياسر الهيتي ، ...وغيرهم كثير ، ولا أدري لذلك سبباً وتفسيراً ولكني أخمن أن كلا الأمرين : الطب، والشعر ينبعان من فيض الإنسانية الشفافة .

ويعد محمد حكمت وليد أحد أبرز الشعراء المعاصرين الذين لم يقف النقد على شعرهم وقفة متأنية تستخرج ما فيه من جمال وإبداع وروعة .

ولقد كتب عدة دواوين صور فيها قضايا أمته، وجاء تناوله يحمل تراتيل للمستقبل تنبض بالتفاؤل والأمل لتغيير الواقع السلبي المظلم إلى واقع إيجابي مضيء .

تناولت بعض الصحف والمجلات شيئاً من شعره بالتعريف المقتضب اليسير، لذا سوف نقف مطولاً عند دراسة شعره من الناحية الموضوعية والفنية .

لقد وظف شاعرنا شعره ليحمل رسالته في الحياة بأسلوب واقعي يجمع بين جماليات الفن ورسالة الكلمة الطيبة في الحياة .

لقد كان لابتعاده عن وطنه الأثر الكبير في نفسه، ومع أن المسافات الشاسعة تفصل بينه وبين الوطن إلا أن الوطن كان يسكن ذاته المحبة لهذا الوطن ، فلم ينسه البعد جراح أمته ، ولم يمنعه من مواجهة الواقع العربي الذي تحمل مفرداته معاني الذل والانهزامية والتشرذم والتمزق ، وكان في غربته لا يؤثر الصمت، بل يظهر الرفض، فيجسده في قصائده التي ترفض ممارسات الوطن التي لا يرضاها يقول في قصيدته (الزمان العربي الرديء) :

ليس الزمان رديئاً أيها العربُ      فليحكم العقلُ إن لم يحكم الأدبُ

الذلُ والقهر لن يرقى بأمتكم      كلا ولا الإفك والتدجيل والكذبُ

واستمر في غربته ينشد شعراً يملؤه الحنين والأمل في تغيير حال الوطن، وقد جمع حداءه في ديوانه (أشواق الغرباء) ....

مولده ونشأته :

ولد محمد حكمت وليد في عام 1944م في مدينة اللاذقية على الساحل السوري الجميل. ونشأ في ظل أسرة مسلمة ملتزمة صالحة ، وشبَّ على قيم الخير والفضيلة، فجدته لوالدته كانت تحمل شهادة الدراسة الابتدائية في زمان كانت فيه الأمية منتشرة بين النساء والرجال، أما جدّته لأبيه، فكانت حافظة لبردة البوصيري ترددها على مسامع الأبناء والأحفاد بين الفينة والأخرى، وترعرع الأستاذ الدكتور محمد في كنف والده (( الحاج حكمت محمد وليد)) الذي تلقى تعليمه في الكتّاب، وكان يحسن القراءة ومبادئ الحساب، ويحترم العلم والعلماء، ولكن لم يحظ بالتعليم النظامي، وكان يعمل في تجارة التجزئة إلى أن توفي عام 1988م .

ورعته تلك الأم الفاضلة الحنون (وصال جعارة ) فالأستاذ بسام فؤاد جعارة هو ابن خال الدكتور محمد حكمت وليد، وكان خاله سمير جعارة شاعراً وكاتباً للقصة، وعضواً في اتحاد الكتاب العرب .

 غرست الأم السيدة (وصال فؤاد جعارة) في أولادها قيم الخير والدين وأخلاق الإسلام السمحة، والفضيلة، وكان الدكتور محمد حكمت وليد هو الولد البكر بين إخوته الثلاثة الذين أكملوا تحصيلهم الجامعي، أما الأخوات الأربعة فحصلن على الثانوية .

وهكذا نرى أن الأسرة كانت هي المحضن التربوي الأول الذي حفظ الدكتور من الانجراف وراء تيار الفساد والانحلال الذي لا تخلو منه مدينة اللاذقية بسبب قربها من البحر وكثرة الفرق الباطنية هناك، عاش، وتنقل في البلدان، وذاق مرارة الغربة والحرمان، حيث درس في بريطانيا، ثم عمل في جُدّة زمناً طويلاً، ويعيش الآن في تركيا، قد أغنت الرحلات تجاربه، وصقلت التجارب مواهبه .

أحواله الاجتماعية :

وفضيلة المراقب العام متزوج من السيدة الفاضلة (ختام عبد الرحمن صوفي) منذ عام 1973م، وهي ابنة الشاعر الداعية عبد الرحمن الصوفي، الذي كان من أوائل المهندسين الزراعيين في سورية، وهو ابن عمة الدكتور محمد حكمت وليد، وله حوالي / 10 / ألاف بيت من الشعر، ويعتبر من مؤسسي شعبة الإخوان المسلمين في اللاذقية مع الأستاذ المفكر الإسلامي محمد المبارك  - رحمه الله تعالى -

حصلت السيدة (ختام عبد الرحمن صوفي) على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ولديها ماجستير في الترجمة من جامعة ليدز (leeds  ) في بريطانيا عام 1988م .

قامت السيدة (أم حسان) بتدريس التفسير والسيرة النبوية لمعتنقات الإسلام الجدد غير الناطقات باللغة العربية في المركز الثقافي الإسلامي في جدة، وكذلك قامت بتدريس مادة اللغة الإنجليزية في الجامعة المفتوحة في جدة، وقد رزقه الله منها بخمسة أولاد: ابنتان، وثلاثة ذكور، وهم :

1-حسان : ولد في عام 1974م ، وهو متزوج، وعنده خمسة أولاد، يحمل بكالوريوس هندسة كمبيوتر من جامعة عمان في الأردن .

-ولديه ماجستير في شبكات كمبيوتر من جامعة ليدز في بريطانيا

ولديه أيضاً ماجستير في إدارة الأعمال في جامعة ليستر في بريطانيا .

2-حكمت : مواليد 1977م ، وهو متزوج، وعنده أربعة أطفال، ويحمل بكالوريوس في هندسة الاتصالات من جامعة ليدز في بريطانيا .

وماجستير في شبكات الحاسوب من جامعة ليدز في بريطانيا .

3- يمان : ولد عام 1981م ، متزوج وعنده ولدان، حصل على طب الأسنان من جامعة مانشستر في بريطانيا .

ولديه تخصص في زراعة الأسنان من جامعة ( kings callege ) في لندن .

4-آلاء : مواليد عام 1979م ، متزوجة ، وعندها أربعة أولاد ، وهي حافظة للقرآن الكريم، وتحمل الإجازة الجامعية في علوم الحاسوب من جامعة غرينيتش في بريطانيا .

5-أروى : مواليد عام 1988م ، متزوجة، وعندها ثلاثة أولاد، وحصلت على بكالوريوس سياسة واقتصاد من جامعة ليدز في بريطانيا ..وهي التي سمي ديوان حكايات أروى باسمها .

دراسته ومراحل تعليمه :

بدت عليه مخايل الذكاء في سن مبكرة، وكان في جميع مراحل دراسته متفوقاً على أقرانه، متميّزاً بتواضعه وصدقه، درس الابتدائية في بلدته .

ثم درس الإعدادية في متوسطة (أبي تمام) في مدينته، ومسقط رأسه،  .

 ثم أنهى دراسته الثانوية (( الفرع العلمي )) بمدرسة جول جمال عام 1961م، وقد أحب الشعر والأدب منذ نعومة أظفاره، وأراد الانتساب إلى كلية الآداب لمتابعة دراسته، ولكنه التحق في نهاية المرحلة الثانويّة بكليّة الطب في جامعة دمشق بناء على رغبة والده – رحمه الله -، وتخرّج منها طبيباً عام 1968م، وكان من الأوائل على دفعته، وأبرز أساتذته هم :

1-الأستاذ سليمان الخش : تلقي الدكتور محمد حكمت وليد على يديه التكريم والتعليم والتشجيع على كتابة الشعر .

2-الدكتور محمد فائز المط :

 ولد في حماة عام 1913م ، التحق بكلية الطب عام 1932م وكان عمره آنذاك 19 سنة .

ثم أصبح أستاذ التشريح العريق في كلية الطب في جامعة دمشق سابقاً، وأحد مؤسسي الحركة الإسلامية المعاصرة في سورية، وأسس جمعية الشبان المسلمين في دمشق، وانعقدت اجتماعاتها في جامع الأحمدية في سوق الحميدية، ضمت الجلسات : فائز المط (حماة)، وعبد الوهاب ألتونجي (حلب)، وصلاح الدين الشاش، وصلاح الدين دعدوش، وعبد الرؤوف الأسطواني، وسعيد الحلواني من دمشق، ولما ضاقت الغرف بالوافدين نقل مقرهم إلى جامع السباهية في سوق مدحت باشا  .

ثم استمرت المجموعة دون تنظيم حتى أطلق عليها شباب محمد .لجأ إلى الأردن ، وحاول الوساطة مع النظام ولكنه أخرج من سورية مكتئباً، وطال عمره، وتوفي في الأردن .

من كتبه : الجسم البشري – طبع مؤسسة الرسالة

3-الدكتور محمد هيثم بن أحمد حمدي الخياط (1937 -) :

 كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مجلس أمناء المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، ورئيس تحرير المجلة الصحية لشرق المتوسط ، ومقرر مشروع المعجم الطبي الموحد.

هو عضو في أغلبية مجامع اللغة العربية؛ فهو عضو مجامع اللغة العربية في دمشق وبغداد وعمان والقاهرة.

علاوة على ذلك فهو عضو في أكثر من 20 جمعية علمية في مختلف أنحاء العالم منها أكاديمية نيويورك للعلوم والمجمع العلمي الهندي.

ولد الدكتور محمد هيثم الخياط في دمشق بسوريا عام 1937، دخل الصف الرابع وهو في السابعة من العمر. درس العلوم الشرعية على مشايخ دمشق، وتبحر في علوم اللغة العربية.

ودرس العلوم الطبية في كلية الطب في جامعة دمشق، وحصل منها على درجة الدكتوراه في الطب، ثم شهادة أهلية التعليم العالي من جامعة بروكسل في بلجيكا. شارك في التدريس في جامعة دمشق خلال دراسته ولم يتجاوز عمره 22 عامًا.

وأصدر أكثر من / 20 / كتابًا باللغات العربية، والفرنسية، والإنكليزية، ومنها بعض المعاجم، كما نشرت له عشرات المقالات باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والإيطالية في مختلف المجالات. كتب كتبًا في الطب والصحة والكيمياء وعلم النبات واللغة العربية والأخلاق الإسلامية. شارك في تأليف المناهج والمقررات الطبية لجامعتي دمشق وحلب.

ومن أبرز كتبه :

-المعدة بيت الداء والحمية بيت الدواء.

-المرأة المسلمة وقضايا العصر.

-في سبيل العربية.

وهناك كتب ساهم في تأليفها :

-نحو استراتيجية إسلامية موحدة لحماية الطفولة الجانحة. رشيد الرينكة. 2003. كتاب من أربعة أجزاء. دار فضالة للنشر. المحمدية، المغرب.

4-الدكتور حسني سبح : / 1900- 1986م / 

رئيس مجمع اللغة العربية في سورية بين (1968 - 1986) : وطبيب ولغوي سوري، ومعرّب للعلوم الطبية 0

5-الدكتور مروان محاسني :

كاتب سوري ورئيس مجمع اللغة العربية بدمشق من مواليد دمشق في العام 1926 وحائز على دكتوراه في الطب من جامعة دمشق وتخصص بالجراحة في جامعة باريس وحاصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق.

شغل العديد من المناصب الأكاديمية في العديد من الهيئات العلمية في جامعة دمشق والملك عبد العزيز .

6- د. برهان العابد :

أستاذ ورئيس قسم التخدير في كلية الطب  بجامعة "دمشق" سابقاً .

7- الدكتور محمود برمدا .

 8- د. محمود الجزيري ..

9- الشيخ صلاح الدين الأزهري ..

10- الأستاذ عدنان قوّاف ..

11- الأستاذ مظهر سلكا .....وغيرهم كثير .

الابتعاث إلى الغرب :

 وبسبب تفوق الشاعر الداعية د. محمد حكمت وليد استحق الابتعاث للدراسة في الخارج، فأوفدته وزارة التعليم السورية على حسابها للتخصص حيث غادر بلاده من أجل الدراسة في بريطانيا، وتوجّه إلى انجلترا للتخصّص في أمراض العيون وجراحتها .

بدأ التخصص في جامعة ( إكستر) (Exeter  ) ومشفى العيون فيها في جنوب بريطانيا عام 1971م ، وبعدها حصل على الدبلوم في أمراض العيون من كلية الجراحين الملكية في لندن عام 1973م ، ثم حصل على مرتبة (ريجسترار) في أمراض العيون في عدد من المشافي التعليمية في مدينتي غلاسكو وبرمنغهام ،

 ونجح بالحصول على  درجة زمالة كليّة الجراحيين الملكيّة الإيرلنديّة في طب العيون وجراحتها عام 1980م.

وترقى بعدها إلى مرتبة سينيور ريجسترار ( senior registrar ) في مستشفى برمنغهام التعليمي ومحاضر في جامعة برمنغهام ،وانتسب إلى جمعيّة أطباء العيون البريطانيّة، وحصل على زمالة كلية أطباء العيون عام 1990 م ..هذه الغربة – كما سنجد فيما بعد – ستجعله يشدو في مغتربه شعراً يقطر ألم الفراق، ويحمل أمل العودة واللقاء لذا جاء موضوع الغربة والحنين بارزاً في نتاجه الشعري بروزاً يجذب الناقد للوقوف عليه بوقفة نقدية تتلمس تجربته المتميزة في هذا الموضوع .

الأعمال والوظائف التي تولاها :

واشتغل بطب العيون في انجلترا .. وكان مثالاً يحتذى في الاستقامة وحسن الخلق، يتمتع بقيم المهنة، والسمعة الطيبة، لذا نراه يحمل جواز سفر بريطانيا .

وبعدها هاجر إلى المملكة العربيّة السعوديّة، حيث تبوّأ مكانة خاصّة، فصار أستاذاً مساعداً في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1981م، حتى عام 1988م ، ثم عمل استشاريّاً لأمراض العيون في مستشفى بخش بجدة منذ عام 1989م، وشارك في تأسيس قسم طب العيون بالمستشفى .

وفي عام 1986م انتسب إلى رابطة الأدب الإسلامي، وقد نشر بعض شعره في بعض الكتب التي تصدرها الرابطة، وجمع بذلك بين الطب والأدب والشعر  .

دوره في الحركة الإسلامية :

انتسب الشاعر الداعية د. محمد حكمت وليد إلى الحركة الإسلامية المعاصرة في سورية في نهاية دراسته الجامعية عندما كان يدرس الطب في جامعة دمشق عام 1968م .

ثم صار عضواً في جمعية الطلبة المسلمين في بريطانيا من 1975- 1980م .

ثم صار رئيساً للتنظيم في بريطانيا بين 1976- 1978م .

ثم صار عضواً في مجلس شورى التنظيم السوري لعدة دورات منذ عام 1986م وحتى الآن .

ودخل في مجموعة من الهيئات السورية السياسية المعارضة كالمجلس الوطني السوري والائتلاف السوري لقوى المعارضة .

رئيس الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد) :

ثم شارك في تأسيس حزب وعد، ثم صار الدكتور محمد حكمت وليد رئيساً للحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد) بين 2012- 2014م، وقدم استقالته في شهر نوفمبر عام 2014م بعدما تمّ انتخابه مراقباً عاماً للإخوان المسلمين في سورية.

لقد انتبهت جماعة (الإخوان) في سوريا إلى ضرورة فصل العمل الدعوي عن السياسي، فأطلقت جماعة الإخوان المسلمين في سورية بالتحالف مع قوى أخرى علمانية، ومسيحية وكردية، الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد)، في مؤتمر جماهيري حضره العديد من الشخصيات والوجهاء المحليين، والإعلاميين، والمثقفين، والنشطاء.

وقال المراقبون: بأن حزب (وعد) محاولة لخلق ذراع سياسيّ لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا بإشراك تيّارات أخرى بعيدة عن التنظيم، وألقى كلمة الافتتاح الدكتور محمد حكمت وليد؛ حيث تضمن حديثه ظروف ولادة الحزب، مشيراً إلى أن عملية التحضير لتأسيس الحزب استغرقت شهوراً طويلة.

المؤتمر هذا كان قد سبقه مؤتمر تحضيري في أواخر يونيو من العام الماضي في إسطنبول دعيت إليه أكثر من / 100 / شخصية سياسية سورية من مختلف أطياف الشعب السوري بما فيها تيّارات مسيحية وعلوية، نوقش فيها النظام الداخلي، وبرنامج الحزب، إضافة إلى صياغة الرؤى والأهداف والمبادئ التي يقوم عليها الحزب، كما تمّ تشكيل لجان قانونية، وسياسية متخصصة، وانتخاب رئيس، ونائب للرئيس، وهيئة تنفيذية من / 11 / عضواً جلّهم إسلاميون.

ويترأس الحزب الطبيب، وعضو جماعة الإخوان المسلمين محمد حكمت وليد، ويشغل نبيل قسيس منصب نائب الرئيس، والدكتور أحمد محمد كنعان أميناً عاماً للحزب.

ثم انشقت مجموعة عن الحزب؛ لتكوّن حزب (النداء)، ويتزعمها الأستاذ نبيل قسيس، والأستاذ حسن النيفي، ومرّ الحزب بفترة من السبات، ثم أعيد انتخاب قيادة جديدة تحاول جاهدةً بعث الحيوية والنشاط في هذا الحزب الذي يعدّ تجربة فريدة في العمل السياسي ذي المرجعية الإسلامية في سورية .

انتخاب الدكتور محمد حكمت وليد مراقباً عاماً للجماعة :

 انتخب الدكتور محمد حكمت وليد مراقبًا عامًا للجماعة في 6 نوفمبر عام 2014م ، وهذه الجماعة البعيدة عن سوريا منذ الثمانينيات، وجاء انتخابه خلفاً خلفًا للمراقب العام "محمد رياض الشقفة"، جاء ذلك عبر مجلس شورى الجماعة الذي انتخب مؤخرًا- وهو أعلى هيئة إدارية بالجماعة- ليصبح بذلك المراقب العام الثاني عشر لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

وفي بيان نُشر على الموقع الرسمي للجماعة في سوريا في مساء الخميس في 6 نوفمبر 2014 م أعلنت الجماعة تقدّم "محمد وليد" على منافسه "حسام الغضبان" بفارق صوتين في الانتخابات التي جرت بمدينة إسطنبول، كما أفاد البيان بأنه تمّ بالإجماع، انتخاب حسام غضبان، نائبًا للمراقب العام.

وكانت الجماعة قد انتخبت "علي صدر الدين البيانوني" رئيسًا لمجلس الشورى، وهو الذي كان مراقبًا عامًا للجماعة حتى عام 2010م، كما اختير "موسى الإبراهيم" ليكون نائبه، و"حسان الصفدي" أمينًا لسر المجلس.

انتخابات المراقب العام، والتي تجري مرة كل / 4 / سنوات، شهدت تغيّرًا في التقليد الذي اعتيد في الجماعة بتناوب المراقبين ما بين حلبيّ (من مدينة حلب) وحمويّ (من مدينة حماة)، إلا أن معسكر "الشيوخ"- كبار السن- وجد نفسه أمام مرشح قوي من الشباب (حسام الغضبان- 44 عامًا)، ليتخلى بذلك عن التقليد العام، ويدفع بمرشح وحيد من اللاذقية.

وبالرغم من أن عدم انتخاب الغضبان قد يثير حفيظة الشباب باستمرار مسلسل الشيوخ في سدة القيادة، والذي جاء مغايرًا لتوقعات الشباب الذين صوّتوا بشكل كبير للغضبان في الانتخابات التي كانت في أروقة موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك- إلا أن تعيينه نائبًا للمراقب العام قد يخفف من حدة التوتر تلك، والتي عادة لا يتكلم بها شباب الإخوان أمام العامة، "حفاظًا على وحدة الصف الداخلي"، حسب وصفهم.

وكانت له أنشطة وتصريحات ولقاءات ومشاركات بصفته مراقباً عاماً للجماعة منها:

1-لقاء خاص مع المراقب العام للإخوان – أجرته دار الإيمان الفضائية .

تحدث عن الثورة السورية، والربيع العربي الذي طال انتظاره فالظلم، والاستبداد، جعل من الثورة ضرورة وفريضة، لقد انفجر الغضب، والقهر داخل الشعب ضد الظلم والاستبداد ، فالربيع العربي أمل الشعوب في حياة أفضل .

ولم يكن للإخوان يد في إشعال الثورة بل جاءت على أيدي أطفال درعا، وشباب سورية، وسوف تقوم الثورات في كل بلد لا تتحقق فيه كرامة الإنسان وحريته .

والإخوان فرحوا بهذا التطور لدى الشعب السوري الذي خرج على الواقع المرير، ونحن جزء من هذا الشعب، ونتمنى أن تتحقق الحرية والديمقراطية في المستقبل .

وكنا نرغب بخط مميز لحركة الإخوان، ولكن بعض الإخوان أراد العمل مع السياسيين والوطنيين، والقوميين؛ لأن الثورة أكبر من الأحزاب .

ونحن نعمل على أن يكون لنا وجود دعوي أو سياسي .

والفكر المتطرف لا يحارب بالطائرات ولا الدبابات بل لا يواجهه سوى فكر إسلامي وسطي معتدل .

دفع شعبنا ثمناً باهظاً، ويجب على الجميع أن يدعم ثورتنا، وليس لنا كتائب عسكرية خاصة، ونحاول أن نكون على مسافة واحدة من جميع الثوار .

ولدينا جمعيات إغاثية، ونعمل لسورية المستقبل من المجلس الوطني، والائتلاف لمصلحة الجميع .

ونفى سيطرة الإخوان على المجلس الوطني والائتلاف؛ لأن عددهم خمسة من أصل مئة وخمسة أعضاء ..ولكن بسبب سمعة الإخوان ومحبة الناس لهم صوّت أعضاء الائتلاف لصالح مشروعهم .

لو تعارضت مصلحة الوطن مع مصلحة الجماعة فسوف نقدم مصلحة الوطن، ومن يفعل غير ذلك فهو خائن لله، والوطن .

والتوصيف الصحيح للإخوان هو أنها حركة شاملة فهي تفهم الإسلام عبادة ومنهج حياة، يمتزج فيه السياسي والدعوي فنحن جماعة، ولسنا حزباً سياسياً فقط، والجماعة مرخصة في الأردن، ولبنان ، والسودان، واليمن، والجزائز، وأكثر من ثمانين بلداً .

مراقب إخوان سوريا محمد حكمت وليد : فلتقطع اليد الإيرانية من المنطقة العربية :

كتب الأستاذ (جواد الصايغ) مخلصاً حواراً لفضيلة المراقب العام محمد حكمت وليد يقول فيه :

((بارك مراقب جماعة الاخوان المسلمين في سوريا، محمد حكمت وليد، في مقابلة مع "إيلاف" ما وصفه بـ "كل الجهود الرامية إلى قطع اليد الإيرانية الآثمة من المنطقة العربية كلها".

نيويورك: قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، محمد حكمت وليد، "إنه ومنذ جنيف1 وحتى جنيف 3 لم نلمس جدية المجتمع الدولي في التعامل مع القضية السورية".

وأضاف المراقب العام في مقابلة مطولة مع "إيلاف" عبر البريد الإلكتروني، "قدم السوريون من التضحيات ما لم يقدمه أحد من أجل مطالبهم في الحرية وحقهم بدولة يسود فيها القانون والعدالة والمساواة بين الشرائح الاجتماعية؛ ورغم هذه التضحيات الجسام لا يزال الموقف الدولي يمارس نوعا من الحيادية القاتلة والتي لا تخلو من انحياز في أحيان كثيرة إلى القاتل".

وأشار "إلى اننا لسنا متفائلين بمسار جنيف الحالي، ولا نظن أن المجتمع الدولي وصل إلى القناعة التي بموجبها سيتحرك لإنقاذ السوريين من براثن القتلة وحلفائهم الدوليين والإقليميين".

رحيل الأسد :

وعن التمسك برحيل الأسد كشرط اساسي للتفاوض؟ قال وليد "لا نملك خياراً آخر؛ نحن جزء من السوريين الذين ثاروا على هذا النظام، ويريدون اليوم الإطاحة به وتقديمه للمحاكمة العادلة جزاء ما اقترفه هو وأبوه ورموز نظامهما من جرائم بحق الأبرياء العزل. لا أظن أن عاقلاً منصفاً يعتقد بصلاحية الأسد لحكم سورية يوماً واحداً بعدما أسال أنهار الدم السوري على مدى خمس سنين، بل خمسة عقود".

 أداء الدول الداعمة للمعارضة:

وعما إذا كان اداء الدول الداعمة للمعارضة على قدر الآمال؟ اعتبر المراقب العام "أنه لم يكن كذلك؛ فالولايات المتحدة الأميركية لم تصدر إلى الثورة السورية سوى الادعاءات العريضة بسقوط شرعية الأسد والتي كررها المسؤولون الأميركيون منذ صيف 2011. ومجموعة أصدقاء سورية بمعظمها لم تفعل على أرض الواقع شيئا يذكر بل تمارس هذه المجموعة في أحيان كثيرة ضغوطا على الداعمين الفاعلين للثورة. كما تفعل الولايات المتحدة مع تركيا والسعودية وقطر. فهي تضغط عليهم ليوقفوا دعمهم للسوريين، وقد منعت تركيا من إقامة المنطقة الآمنة على حدودها الجنوبية. كما أنها تنسق وبصورة حثيثة مع الروس، وتعقد الاتفاقيات والمعاهدات مع إيران. وهاتان الدولتان داعمتان وبقوة لنظام الأسد".

تغير الموازين في سوريا :

 وفي رده على سؤال حول العوامل التي ادت إلى قلب الموازين في سوريا، خصوصا انه وبعد انطلاقة الثورة بحوالي عام ونصف، كانت المعارضة قريبة من تحقيق اهدافها، (الجيش الحر يتقدم) ودمشق محاصرة، لفت وليد، "الى ان العوامل كثيرة؛ وعلى رأسها الدعم الروسي والإيراني الكبير لنظام الأسد، هذا الدعم الذي يشمل الأموال والأسلحة والرجال والميليشيات والتغطية الجوية، ومن العوامل أيضا؛ وقوف الدول الكبرى حائط صد أمام مشروع الثورة السورية، حتى لا يحقق انتصاره على النظام؛ فمارس المجتمع الدولي صنوفا من منع الشعب السوري تحقيق مطالبه؛ تمثلت بمنع إقامة منطقة آمنة، وبمنع حصول الثوار السوريين على مضادات الطيران وبقية الأسلحة النوعية، كما ساهم المجتمع الدولي بالصمت أمام العدوان الخارجي على المدنيين من خلال رفض معاقبة رافضي تطبيق القرارات الأممية الخاصة بمنع حصار المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية إليهم".

الاتهامات الموجهة للجماعة :

 مراقب الإخوان وفي رده على سؤال حول الاتهامات التي يوجهها البعض للجماعة حول سيطرتهم على المجالس والمؤسسات المعارضة، وإفشال اهداف الثورة، قال " ستمر بعد أيام الذكرى الخامسة للثورة السورية وستدخل سنتها السادسة، وما زلنا نتعرض لهذا الاتهام الباطل الذي فندناه قديما، وكأن طرحه اليوم هو لعبة تلعبها جهات نافذة لا تريد لهذه الشعوب أن تتحد في مواجهة الاستبداد والعدوان الذي تتعرض له المنطقة وسورية في القلب منها"، وعن الدور الذي يلعبه الإخوان في سورية منذ اذار 2011، كشف "أنه ومنذ انطلاقة الثورة أخذنا على أنفسنا العهد بأن لا نتقدم على أحد وأن لا نغالب تيارا وأن لا نستبد برأي، وأن نكون عنصر التوازن، نسد الخلل، ونرتق الشقوق، ونردم الهوة بين الأطياف السورية المختلفة. وقد أدّينا هذا الدور لما تنازلنا عن عدد من مقاعدنا التي نلناها باستحقاق واضح في المجلس الوطني عام 2011، وكذلك لم نقف موقفا معطلا لأي استحقاق وطني، وكان دورنا واضحا في جمع كلمة السوريين في الائتلاف في مراحله المختلفة، واليوم نحن ممثلون بعضو واحد داخل الهيئة العليا للمفاوضات. وقد صارت جميع الأطراف تنظر إلينا بوصفنا بيضة القبان وحجر الزاوية في كل خطوة سورية نحو المستقبل.

تأثير داعش على قوى الثورة

 إلى أي حد أثر تنظيم داعش والفصائل المتشددة على أداء قوى الثورة؟ سؤال أجاب عليه المراقب العام بالقول: "في الحقيقة إننا نتمثل اليوم بقول المتنبي "وسوى الروم خلف ظهرك روم". كان هذا التنظيم الخنجر المسموم في خاصرتنا، وما حدث مؤخرا من حصار لمدينة حلب، وفصل لريفها الشمالي عن وسط المدينة وقطع طرق الإمداد الرئيسة من الشمال باتجاه المدينة، وفك الحصار الجزئي على نبل والزهراء المواليتين للنظام؛ يؤكد هذا، فقد كان هذا التنظيم المجرم شريكا فيه، فهو الذي يحاصر الثوار شرق حلب، ويحتل أهم المناطق الاستراتيجية في مدينة السفيرة وما حولها، في حين ينعم حلفاؤه في النظام وميليشياته الطائفية بسلام وعلاقات ودية، بل بتبادل تجاري واقتصادي واسع".

وتابع "لم تستهدف روسيا منذ تدخلت بعدوانها السافر في سورية هذا التنظيم إلا بنسبة محدودة لم تتجاوز 20 بالمئة. بينما كان هدفها واضحا في استهداف فصائل الثورة التي تمثل هذا الشعب بمختلف توجهاته".

موقف الأمم المتحدة :

وعن تغير موقف الأمم المتحدة حيال الثورة بعدما أظهرت تعاطفا معها في البداية، وصولا إلى الايام الحالية حيث بات هناك من يلوح بانقلاب في موقف الامم المتحدة والدول المؤيدة، اعتبر "ان موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالعموم لم يتغير من ثورة الشعب السوري؛ ظلت هذه المواقف باهتة ومحايدة تارة، ومنحازة في أحيان كثيرة للنظام وحلفائه. فعلى سبيل المثال؛ كانت الولايات المتحدة الاميركية، وهي الدولة الأكبر والأكثر تأثيرا في رأي المجتمع الدولي مشغولة بالاتفاق النووي مع إيران، وفي سبيل ذلك لم تغضب الإيرانيين مرة واحدة وهي تعلم شراكتهم الفاضحة في قتل مئات آلاف السوريين. كما أن المواقف الأوروبية لم تكن أفضل حالا؛ فهي مرتهنة للموقف الروسي، وتخشى غضب موسكو والتي تعد مصدرها الأول والأهم للطاقة. وكما صمتت أمام عدوان روسيا على أوكرانيا 2014 فإنها تكتفي بالتنديد والشجب على عدوان الأخيرة على سورية. وما حدث في مجلس الأمن -طرح الملف السوري على التصويت واصطدامه بالفيتو الروسي الصيني- لم يكن أكثر من مناورات سياسية وتهديدات فارغة لتجنب هجمة الرأي العام الغربي من جهة، وقرصة أذن للخصوم السياسيين من جهة أخرى".

عجز المجتمع الدولي :

وعن إمكانية التعويل على المجتمع الدولي للمساعدة على فرض رحيل النظام بظل عجزه أمام حصار مضايا، قال المراقب العام، "هذا ما أردت إيصاله آنفا؛ في صيف 2013 تعرضت غوطتا دمشق لقصف بالسلاح الكيماوي المحرم دوليا، وقد أودى الهجوم بأرواح 1700 مدني معظمهم من الأطفال والنساء، ولم يتحرك المجتمع الدولي بأكثر من تفكيك الترسانة الكيماوية التي يمتلكها النظام، لا خوفا من ضربات أخرى على السوريين فقد استخدم النظام هذا السلاح في مواطن أخرى بعد القرار الأممي، وإنما كان تحركه خوفا من وقوع هذا السلاح بأيادٍ لا يمكن ضمانها والثقة بها".  متابعا" يموت السوريون اليوم بأشد أنواع الأسلحة ألما وفتكا، وبأقلها إنسانية وأخلاقية، وهو سلاح التجويع، ولم تتحرك ضمائر المسؤولين الكبار مطلقا. نحن لا نعول على هذا المجتمع الدولي ذي الموازين الأخلاقية المختلة؛ لكننا لا نترك مسارا يوصل شعبنا السوري إلى ضفة الأمن والأمان إلا وجربناه، معتمدين أولا على الله، ثم على سواعد المجاهدين الأبرار من السوريين المخلصين".

 التدخل العسكري الروسي :

وفي رده على سؤال حول التدخل العسكري الروسي، وان كان قد تم بضوء اخضر اميركي، لفت "الى اننا على يقين بأن العدوان الروسي على سورية لم يكن إلا بعد تنسيق تام مع الولايات المتحدة، وقد تسربت العديد من الأخبار التي تؤكد هذا التنسيق، منها ما كان بشأن تحليق الطيران، ومنها ما هو على الأرض، حيث تتواجد قوى روسية في القامشلي وعلى بعد كيلومترات قليلة تتواجد قوة عسكرية أميركية في مطار رميلان. وعلى الصعيد السياسي؛ رأينا كيف أذعنت الولايات المتحدة لرأي موسكو في القرار الأممي 2245، وكيف انحازت للرؤية الروسية والإيرانية على حساب رؤية حلفائها الأتراك والسعوديين.

وفي مباحثات جنيف الأخيرة؛ رأينا كيف كان يتعامل وزير الخارجية الأميركي مع المعارضة السورية، ووفدها الرسمي، وكيف جاء إلى الرياض حاملا قدرا كبيرا من التهديدات "الروسية" لها من أجل إجبارها على المشاركة في محادثات جنيف".

قطع اليد الإيرانية

 العرب تضامنوا مع السعودية ضد الممارسات الإيرانية، فهل برأيك تأخر العرب في مواجهة المخططات الإيرانية، سؤال اجاب عليه وليد بالقول، "نحن نبارك كل الجهود الرامية إلى قطع اليد الإيرانية الآثمة من المنطقة العربية كلها، وما زلنا نشد على أيدي الأشقاء في الخليج وعلى الخصوص السعودية، إضافة إلى الأشقاء في تركيا من أجل بذل المزيد من التحالفات الفاعلة للتخلص وبكل الوسائل المتاحة من المشروع الإيراني، ومن الحوامل السياسية والمجتمعية له في المنطقة. ولمواجهة هذا المشروع قبل استفحاله في المنطقة أكثر؛ يجب قطع ذراعه في سورية، فهي باعتقادنا الرئة التي يتنفس منها للوصول إلى شرق المتوسط. وهي البوابة العربية إلى أوروبا. كما أنها تمثل طريق الإمداد لعمود الشرعية فيما يزعم لدعم قوى المقاومة في فلسطين المحتلة".

-ومن عادة الدكتور محمد حكمت وليد أنه يصدر بياناً كلما هلّ شهر رمضان يبارك للناس بمناسبة حلول الشهر الفضيل، وقبل العيد يصدر بياناً يبارك للأمة بحلول العيد السعيد .. وهي سنة اتبعها الإخوان من قبله .

وأجرت معه الفضائيات عدة مقابلات، أجاب فيها عن كثير من التساؤلات، وبين فيها موقف الجماعة من التطرف والإرهاب ، واستبداد وقمع النظام ، ودعا إلى قطع يد إيران من المنطقة، وأكد أن الثورة مستمرة حتى سقوط الأسد، وأرسل عدة رسائل أدان فيها التفجيرات التي حدثت في تركيا ، وفرنسة وبريطانيا وغيرها كما أرسل إلى السيد الرئيس رجب طيب أردوغان  يهنئه فيها بفوز حزبه في انتخابات 2016م ، وفي الاستفاء على الدستور في عام 2017م .

ومن أنشطته أنه قدم بعض البرامج الإعلامية حول اختصاصه بأمراض العين وعلاجها مثل :

1-العدسات اللاصقة : إيجابياتها وسلبياتها .

2-الفحص الدوري لقاع العين .

3-خدوش القرنية .

4-إصابات العين الشعاعية .

كما ألقى بعض الأشعار مثل :

1-قصيدة سلمى .

2-قصيدة الطب والأدب .

شعر محمد حكمت وليد : دراسة موضوعية، وفنية :

 بدأ محمد حكمت وليد نظم الشعر الإسلامي في سن الرابعة عشرة، وكان في المرحلة المتوسطة، وهذا يدل على نبوغه سن مبكرة، وقد شجعه الوالد - رحمه الله- كما شجعه عمه السيد حسن محمد وليد على نظم الشعر منذ نعومة أظفاره ، وكان لأساتذة اللغة العربية : (سليمان الخش، و عطا نعيسة) دور في صقل موهبته، وإرشاده، ونصحه، فكتب في هذه الفترة عدة قصائد، ولكنه لم ينشرها، ولم يضمنها في أحد دواوينه إلى الآن، ولعله غير راض عن مستواها الفني، منها قصيدة عن (الجزائر ) فازت بالجائزة الأولى لمسابقة الشعر في ثانوية جول جمال في اللاذقية حيث درس الإعدادية والثانوية، وكان ذلك عام 1959م، وكتب في نفس العام مسرحية شعرية عنوانها ( حوار بين القومية العربية والاستعمار )، شارك في تمثيلها على مسرح المركز الثقافي العربي في اللاذقية في عهد الوحدة بين مصر وسورية ، وكذلك أعيد تمثيلها على مسرح ثانوية الأرض المقدسة في اللاذقية.

وفي عام 1960م كتب (مسرحية شعرية عن جول جمال)، وهو ضابط سوري شارك في إغراق بارجة فرنسية تدعى (جان بار ) أثناء العدوان الثلاثي على مصر، ولا زال شاعرنا يحتفظ بهذه البواكير من القصائد، والمسرحيات الشعرية مع غيرها، ولم ينشرها في أي ديوان له.

وعندما كان الشاعر محمد حكمت وليد في المرحلة الثانوية كان المدّ القومي هو المسيطر، لذا لم نرَ الأثر الإسلامي في شعره، ولكن ظهر البعد الإسلامي في شعره ومسرحياته في المرحلة الجامعية حين درس الطب في جامعة دمشق بين عام 1962- 1968م .

وفي عام 1962م نشر أول قصيدة له في جريدة ( اللواء ) بعنوان ( يا رب )، وهي القصيدة الأولى في ديوان ( أشواق الغرباء ) الذي نشر بعد ذلك بسنوات، وكان لنشر القصيدة صدى طيب بين الزملاء في الجامعة، وخاصة أن الإسلاميين كانوا يمرون بمرحلة تحدٍّ مع اليساريين وأنصار حزب البعث، وولدت هذه القصيدة في نفس شاعرنا الحبيب شعوراً جميلاً بالإنجاز لا زال يتذكره إلى يومنا هذا .

وتأثر محمد حكمت وليد بالأحمدين : أحمد بن الحسين المتنبي، وأحمد شوقي، فالمسرحيات الشعرية عند محمد حكمت وليد استفاد فيها من مسرحية ( قمبيز ) ( ومجنون ليلى)، وما زال يعتبر مع الشيخ علي الطنطاوي بأن ( الأحمدين ) هما قمتان سامقتان في الشعر العربي، وفي هذه المرحلة الجامعية تأثر السيد محمد حكمت وليد بشعر (أبي القاسم الشابي) كثيراً، وأعجب بشعره الرومانسي الذي يمجد الثورة، والحرية، والطبيعة، وكيف لا وهو صاحب القصيدة المشهورة :

إذا الشعب يوماً أراد الحياة       فلا بدّ أن يستجيب القدر

ولا بدّ لليل أن ينجــــــــــــــلي         ولا بدّ للقيد أن ينكـــــــــــــــــــــسر

  لذا نرى الشاعر محمد حكمت وليد يمزج بين المذهب الاتباعي ( الكلاسيكي ) وبين المذهب الإبداعي ( الرومانسي )، وقد أبرزت الدكتورة سمية الرومي مشكورة (الواقعية) في شعره، وهذا المزج ليس بمستغرب على شاعر جعل الحكمة الته أنى وجدها فهو أحق الناس بها .

وانضم الدكتور محمد حكمت وليد إلى (رابطة الأدب الإسلامي العالميّة) منذ عام 1986 م، ونشرت الرابطة بعض قصائده في كتاب ( من الشعر الإسلامي الحديث )، وفي ديوان البوسنة والهرسك، وهو أيضاً عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام التي يرأسها الأستاذ الدكتور عبد الله محمود الطنطاوي، وله عدة قصائد منشورة فيها .

اهتم الشاعر محمد حكمت وليد بإيصال كلمته وفنه إلى القراء، فنشرت كثير من المجلات السعودية، والخليجية، والعربية، والإسلامية شعره، مثل : البلاغ، ومجلة المنار، ومجلة الأمة، ومجلة فلسطين المسلمة، ومجلة الدعوة، والإصلاح، والغرباء، والمجتمع الكويتية، وهي أكثر المجلات اهتماماً بشعره، وللشاعر مقالات طبية كثيرة في الصحف السعودية مثل : عكاظ، والمدينة، والندوة، والبلاد.

 وله أحاديث طبية في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية..

دواوين شعره :

وإلى الآن نشر الشاعر الدكتور محمد حكمت وليد عدداً من الدواوين الشعريّة، منها :

1- أشواق الغرباء - صدر عن دار المطبوعات الحديثة في جدة في السعودية عام 1988م  .

-وهو ديوان شعر صغير، كتبت الدكتور (سمية الرومي) دراسة فياضة عنه .

2- حكايات أروى – ديوان شعر قصصي صدر عن دار البشير في جدة عام 1996م. . وهي قصص شعرية وحكايات ونصائح قدمها الشاعر لابنته أروى التي لم تبلغ شهرها السادس بعد .

ويقع الديوان في 158 صفحة من القطع الكبير .

ويحتوي الديوان على مقدمة بقلم الشاعر تناول فيها رأيه في الشعر والجمال ، والشعر والأخلاق، والأصالة والتجديد، وأشكال الشعر( العمود والتفعيلة)، وموقف الشعر من الحرية ، وقد حوى هذا الديوان ومضات من العواطف والمواقف الإنسانية الرفيعة والهادفة بعيداً عن الهموم السياسية والاجتماعية والحضارية الحادة التي أفرد لها دواوين أخرى سوف نأتي على ذكرها .

وقد حوى الديوان /19/ قصيدة جاءت عناوينها على الشكل التالي :

الحبيبة أروى، وأروى في حضني، والفنانة الصغيرة، وأنا هنا، وحكايات أروى وبها سمي الديوان، وأروى والربيع، وطبيعة بشرية، ونجمتان وقمر، وفراشة وليلكة ونجمة، ويوم في حياة صياد اللؤلؤ، وطير الأشواق، والعين والمدى، وفاء العقارب، وسليمان وملاك الموت ، وفي أحضان القدر، الذئب والغنم، السقوط، وغلام في جنازة، والكلب والحسناء ، والفهرس .

وقد خلا الديوان من الهوامش، وشرح الكلمات الغريبة، وكان يمهد لكل قصة بكلمات يسيرة .

3- تراتيل للغد الآتي - صدر الديوان عن دار البشير في جدة في السعودية عام 1996م،  وهو ديوان شعر كبير قدم له الأستاذ الأديب الناقد عبد الله الطنطاوي، ويقع الديوان في /259/ صفحة من القطع الكبير، ويحتوي على /31/ قصيدة  .

تناول الناقد عبد الله الطنطاوي في مقدمة الديوان مصادر شاعرية محمد حكمت وليد، وأرجعها إلى رهافة الأحاسيس التي حباه الله بها، وإلى جمال الطبيعة في مدينة اللاذقية التي ولد فيها، ونشأ، وترعرع ، وإلى الذوق الرفيع الذي فطره الله عليه، وقد نمّى موهبته الشعرية بتلاوة القرآن العظيم، وانكبابه على شعر الشعراء القدماء، وقد نمت تجاربه في هذه الحياة شعره موهبته، فالشعر وليد المعاناة، وقد ذاق شاعرنا من حلوها ومرها، وعانى من آلام الغربة ما تتفطر منه القلوب والأكباد ، وبين ما أصاب الشاعر من حزن على ما حلّ بأمته، وإيمانه العميق بحتمية عودة أمجادها ، ولا سيما إذا خلصت النوايا، وأتقن العمل، واستعادت الأمة هويتها وحريتها ، وعبر الشاعر في ديوانه هذا عن الحنين إلى الديار في أكثر من قصيدة ، لماذا هجرت بلادك، وحنين، وسلمى، وشوق وحرقة، كما تحدث الأستاذ الطنطاوي عن التزام الشاعر وموقفه من الأصالة والتجديد، وتحدث عن أسلوبه الفني وصوره الشعرية خلال تلك المقدمة .

وكم كنت أتمنى لو تناول أستاذنا سيرة حياته أيضاً ليعرف القارئ عن أي شاعر نتحدث، وما هي مراحل دراسته، وأعماله، وليته أفاض في وصف أخلاقه وسماته، وسجاياه. 

4- تراتيل لانتفاضة الأقصى – صدر في الرياض، ويقع ف 96 ص، من القطع الصغير 12 × 17 سم .

-وهو ديوان شعر صغير، أهداه إلى شهداء فلسطين قناديل الظلام وبدايات الشهود الحضاري وإلى النظام العالمي الجديد الذي يعتذر للقاتل ويلوم الضحية، ونقول للجميع : إنا قادمون .

قدم للديوان الشاعر والناقد والقاص محمد محمود الحسناوي ، واعتبر الديوان من الشعر المقاوم من الدفة إلى الدفة ومن النهر إلى البحر، وأثنى على الصدق الفني فيه .

تناول فيه الشاعر محمد حكمت وليد انتفاضة الأقصى في فلسطين، وعرج على السلام والمفاوضات في مدريد وأوسلو ووادي عربة فكتب ( خواطر في زمان السلام)، وفضح جرائم الصهاينة في قصيدته ( هدايا رابين ) الذي قتل الأطفال الأبرياء في فلسطين : إيمان حجو، ومحمد الدرة، ومع ذلك منح جائزة نوبل للسلام، وصور الشاعر بطولات ( أطفال الحجارة)، وتعجب من سكوت العرب وصمتهم المخيف المريب في قصيدته ( إلى متى تتفرجون)، وتحدث عن معاناة المسلمين في فلسطين في ( من قلب التنور)، وسخر من دعوة إسرائيل واليهود للسلام ( شالوم يدعو للسلام)، وأيتام السلام يضبطون أنفسهم، وسلام الشجعان ، ورسالة إلى حمامة السلام، وأين لقتلة الأنبياء والمصلحين من الحب والسلام، وفي قصيدة للشاعر تحت عنوان ( سياسة القيعان المتلاحقة) صور تهافت الأنظمة العربية، وانبطاحها أمام المشروع الغربي والصهيوني والماسوني، ولكن عندما تفقد الأمة الذاكرة، تصاب بجنون الإرهاب والبقر،  وكتب عن أهمية فلسطين ومكانتها في  ( فلسطين أمي ) ، وهل يحسن بالرجل أن يعق أمه وأباه، ويسلم عرضه لأعداء الإنسانية،  ورثى الشاعر الشيخ الشهيد القائد أحمد ياسين مؤسس حماس في فلسطين، كما رثى صقر فلسطين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وفي ثنايا إحدى قصائده تحدث عن بطولات الشهيد فتحي الشقاقي، وأشاد في ديوانه بصمود الشعب الفلسطيني البطل، وأكد لجميع الأمم أننا ( لن ننسى ) ، قداسة فلسطين وبطولات شعبها، كما أننا لن ننسى مرة أخرى جرائم ( وحيد القرن ) وأذنابه ضد الشعوب المستضعفة .

5- تقاسيم على قيثارة الوطن :  ديوان شعر مخطوط حوى شعره الوجداني ، ويقع الديوان في حوالي / 80 / صفحة، خلا الديوان من المقدمة وتناول فيه الشاعر عدة أغراض أبرزها ( الشعر الوجداني ) الذاتي ، حيث كتب قصيدة تحت عنوان (عنواني الدائم )، و(عميد الغرباء )، و(قلمي )، ورسالة عتاب وثلاثية الجرح والوطن ( وطن الجرح ، في وجه الباب المغلق، اللاذقية التي أريد )، وله قصائد أخرى : لا تفتخروا، وتلفاز بني شداد بعد سقوط بغداد، وعلى درب الشهادة الذي رثى فيه الشهيد الرنتيسي، وجاءت قصيدة (صواريخ شارون ) من الشعر السياسي، وكانت بعض قصائده تتناول البعد الاجتماعي مثل : الحجاب، والعجوز المتصابية، وسلمى، والنرجسة الوفية، وهناك قصيدة تهنئة في زواج كل واحد من أولاده الخمسة .

ومن أبرز كتبه النثرية الأخرى :

6- السفينة والطوفان – مخطوط .

7- وله في الطب :

( معجم العين وأمراضها ) - بالاشتراك مع د . صادق الهلالي – صدر عام 1993م .

وتمّ نشره من قبل منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ومقرها الاسكندرية .

ويعتز الشاعر الطبيب بهذا الكتاب ؛ لأنه تمّ بعد جهد متواصل لمدة سنتين ، وهو يضم حوالي / 4 / آلاف مصطلح طبي باللغة الإنجليزية وضع أمام كل منها مقابله العربي مع شرح موجز لكل مصطلح باللغة العربية، وقد زين المعجم برسوم توضيحية وصور تمثل مختلف الأمراض العينية مستمد معظمها من مرضى محليين عولجوا في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة .

وقد ألحق بالمعجم مسرد عربي إنجليزي وقائمة بأشهر الكحالين ( أطباء العيون ) في تاريخ العرب والمسلمين ، وقد تولت طباعة هذا المعجم وتوزيعه منظمة الصحة العالمية ممثلة بمكتبها الإقليمي لشرق البحر الأبيض المتوسط في الإسكندرية .

وجه محبة الدكتور لهذا الكتاب أنه يسد ثغرة في المكتبة الطبية العربية، واعتبره لبنة تساهم – إن شاء الله – في بناء صرح طبي شامخ نطمح إليه في العصر الحديث.

8-الوجيز في أمراض العين وجراحتها: وهو كتاب باللغة العربية، ومرجع علمي، لطلبة كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز بجدة – بالتعاون مع لفيف من الأساتذة في كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز، وقد قدم للمجلس العلمي بالجامعة  . 

7 - يعكف على كتابة (مذكرات طبيب)، وهو كتاب أدبي فكري عن ذكرياته أثناء دراسته في بريطانيا، ونحثه على الإسراع في إخراج مذكراته؛ لتسفيد منها الأجيال المتعطشة لدعوة (الحق، والقوة، والحرية)  .

-وقد نشر العديد من القصائد في المجلات والجرائد السعودية مثل :

الفيصل ( السعودية ) ، والمجلة العربية ( السعودية )، والمسلمون، والندوة، والمدينة  وكذلك أجريت معه عدة مقابلات في مجلة (المجتمع) الكويتية، ونشر في مجلة (الإصلاح) الإماراتية، وفي مجلة (البيان) اللندنية، ومجلة المشكاة الصادرة في ( المغرب )، ويرأس تحريرها د. حسن الأمراني

وكذلك نشر العديد من القصائد في مجلة (الغرباء) التي كانت تصدر في لندن .

الدكتور محمد وليد طبيب عيون مشهور, عرفه الناس طبيباً ماهراً, ولم يعرفوه شاعراً إلا بعد أن أصدر ديوانه الأول (أشواق الغرباء) قبل سنوات، ثم تتابعت قصائده المتميزة بشفافيتها وجمال رونقها وجدية موضوعاتها وتجنيح أخيلتها. ثم تتابعت في الصحف والمجلات العربية والإسلامية.

 ثم جاء ديواناه الأخيران (تراتيل للغد الآتي) و(حكايات أروى) ليؤكدا على أن طبيب العيون شاعر شاعر, لم يصرفه الطب عن قول الشعر؛ لأنه يرى في الشعر واحة تستريح فيها النفس من لأواء هذه الحياة.

وبيئة اللاذقية بيئة جميلة تنعش الفؤاد، وتهز المشاعر بسحرها، عروس البحر الأبيض المتوسط، وقد أحبَّ الشعر والأدب منذ نعومة أظافره, ووجد فيهما أفقاً رحباً لانطلاق النفس والروح يقول:

"كنت أودّ متابعة دراسة الأدب العربي، ولكن شاء الله أن أدرس الطبَّ في جامعة دمشق، وأن أتخرج فيها عام 1968.

لقد قدم إلى الطب الكثير.. ومع ذلك فما زال حبُّ الشعر يملك شغاف القلب, "وما زلت أجد نفسي في الكلمة الشاعرة الرقيقة, التي تغسل هموم الغربة في هذا الزمان".

ثناء العلماء والأدباء عليه :

أثنى عليه الأستاذ الدكتور أبو حفص عطية الوهيبي، فقال :

( ( سيدنا الدكتور محمد حكمت وليد أبو حسان : هو أخ ودود حبيب إلى القلوب، تعرفت إليه في الإمارات عندما جاء زائراً، وعندما كنتُ أدرّسُ فيها، وسهرنا مع الإخوة سهرةً طيبةً، وكان يومها في القيادة حيثُ أفاضَ في حديث عذب جميل مع الإخوة، يسيل رقة، ويفيض حباً ونبلاً وتواصياً بالحق وتواصياً بالصبر .

كل ما أعلمه عن هذا الأستاذ الجليل والدكتور النبيل هو أنه سليم دواعي الصدر ومحباً لإخوانه هذه المحبة التي تعمر صدره ، وتفيض بها نفسه وتملأ كيانه وأركانه .

وما أعلمه عنه إخلاصه في عمله هذا الإخلاص الذي به تقبل الأعمال، وهو سبيل الوصول إلى مرضاة الله الكبير المتعال جل في علاه .

وهذا الأستاذ المكرم حريص دائماً على إخوانه يتودد إليهم، ويرفدهم بالنصح وبعد ذلك هو يتشوف دائماً إلى ما يسعدهم، وإلى ما يرقى بهم في دنياهم وأخراهم، وهو قريب إلى قلوب إخوانه ملتصقين بهذه النفوس الطيبة لخصاله ولجميل وطيب أفعاله .

ولا تنس أنه من الشعراء الأدباء فهو شاعر فحل ، وأديب ذواقة، وهو رجل لبيب يختار العبارة المأنوسة الرقيقة الجميلة الشائقة الماتعة في التعبير عما يريد .

وهو صاحب تحليلات دقيقة لما يقرأ، أو ما يسمع، وصاحب فهم عميق للواقع، وله إلمام دقيق مع فهم لهذه الرسالة الربانية الخالدة مع إطلاع على فقه الواقع وفقه المرحلة التي تمر به أمتنا المباركة .....نسأل الله أن يجزيه عنا خيراً، وأن يبارك لنا في عمره وماله وأهله)) .

-كما أثنى عليه الدكتور أبو بكر عبد الجبار الزيدي رئيس الجامعة العثمانية، فقال : (( تعرفت على الدكتور محمد حكمت وليد في جدة قبل عشرين سنة فوجدته نعم الطبيب طبيب القلوب والأرواح والعيون، وهو الشاعر المجيد (أبو حسان)، وهو نعم الرجل في زمن قلّ فيه الرجال ، هادئ رزين ، وأديب ذواقة متمكن ، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً )) .

ثقافته وتأثره بالشعراء السابقين :

تأثر د. محمد حكمت وليد بعدد من الشعراء السابقين، فأحب من الأقدمين زهير بن أبي سلمى في صفاء شعره وبديع حكمته، وحسان بن ثابت في صدق عاطفته، وفتن بشعر المتنبي الذي يكثف مواقف الحياة المعقدة في بيت من الشعر. وعشق محمد حكمت وليد من المحدثين أحمد شوقي، فشوقياته روضة غناء، تمر فيها بقصيدة عذرية تتلوها قصيدة ذات دلال عباسي، ثم تطالعك قصيدة أندلسية تعبق بشذى زهور الأندلس ورياحينها. لقد كتب شوقي بلغة عصره فأبدع، وعارض روائع الشعر القديم فأبدع .

وكان له مع الشوقيات قصة طريفة سردها بقوله :

(( شاهدتها لأول مرة بأجزائها الأربعة في إحدى المكتبات في طريقي إلى المدرسة عام 1958، وكنت ما زلت تلميذاً في المرحلة الإعدادية.. فسحرني غلافها الذي أطلت منه إحدى قصور الحمراء في غرناطة.. ولكن هالني سعرها الذي بلغ أربع عشرة ليرة سورية، وكان ذلك مبلغاً خيالياً لتلميذ في سني.

ومع ذلك ادخرت قروشي القليلة، لأشهر طويلة.. اشتريت بعدها (الشوقيات) بأجزائها الأربعة.. وبدأت قصة وصالنا منذ هذا التاريخ.

وقد استمتعت بقراءة دواوين إيليا أبي ماضي، وفوزي المعلوف مرات كثيرة (لذا نجد شعر الغربة لديه متأثراً بأدب المهجر)، وأحببتُ شعر عمر أبي ريشة، وبدر شاكر السياب، وبدوي الجبل، وعمر بهاء الدين الأميري، وقد رثاه بقصيدة ( دمعة أميرية) تفيض بمشاعر الحب والود والاحترام..)) .

تعدد المناهل :

والأستاذ الدكتور . محمد حكمت وليد : اطلع بحكم إقامته الطويلة في بريطانيا على الشعر الرومانتيكي الإنكليزي.. فأحبَّ منه الشعر الرومانتيكي وشدته بعض قصائده الرائعة مثل أغاني البراءة، وأغاني الخبرة :  لويليام بليك، وأنشودة الخلود لــ : ووردز وورث، وقصيدة البحّار القديم لـ: كولردج.

كما أعجبه في الشعر الرومانتيكي الإنكليزي رقّته وحبّه للطبيعة، ولكنه نفرَ من روحه التي تقطع ما بين الطبيعة وبين خالقها، فالرومانسية تمتاز بتمجيد الطبيعة وتقدسيها إلى درجة التأليه ، ويلوذ شعراء الرومانسية إليها هروباً من ظلم البشر، أما المسلم فالإنسانية هي رأس ماله في هذه الحياة .

كما اطلعَ أيضاً على شعر (إليوت)، وقرأ دراسة (يوسف سامي اليوسف) لقصيدته الشهيرة ( الأرض الخراب )، ثم رجع إلى أصلها الإنكليزي، فأثقل كاهلي ببرودتها وكافة رموزها التي تصادف هوى في النفس.

وشاعرنا مثقف واسع الإطلاع يزور (المثنوي لجلال الدين الرومي) في ترجمة عبد السلام الكفافي من حين لآخر، ويجد فيها واحة روحية ظليلة، كما يستنشق روائح الحكمة الإسلامية العميقة في ترجمات الدكتور عبد الوهاب عزام لشعر محمد إقبال -رحمه الله-.. وإن كان يعتقد أن إقبال يستحق ترجمات أوسع وأكثر عذوبة إلى اللغة العربية.

الأدب الإسلامي :

أخذ الأدب الإسلامي يحتل مكانته على الساحة الأدبية ، مثيراً ردود فعل متباينة ما بين متحمس له كأحد أشكال الصحوة الإسلامية الحديثة، وبين معارض لا يرى فيه أكثر من نوع من الانغلاق الثقافي معتقداً أن الدعوة لأسلمة الأدب تثير من الإشكالات أكثر مما تحل من المشاكل .

ونجيب هؤلاء المعترضين بأن الأدب الإسلامي  يهدف إلى وقف تشرذم الأدب وضياع الأمة، ويتصف بأنه الأدب الهادف والأدب المسؤول والملتزم الذي يحقق النفع والخير والاجتماعي والإنساني ، وعندما سأل الأستاذ عطاء زين العابدين مراسل مجلة المجتمع شاعرنا محمد حكمت وليد كان له جواب ينمّ عن ذاقة أدبية رفيعة ( الأدب الإسلامي هو الكلام الجميل الموحي الذي يحمل مضموناً إسلامياً، بأسلوب الفنان ، لا بتقرير العالم أو خطابية السياسي...وبهذا المفهوم يمكن أن يشمل الحياة كلها ويعبر عن مختلف همومها من المنطلق الإسلامي .

وقد نما هذا الأدب وبدأ يشتد ويقوى ويخط في الأرض سبل اليقين، وعلى الأديب المسلم أن يرقى به إلى آفاق تتجاوز السائد والنمطي، ليعمل على إنقاذ الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها في الوجود )) .

ويرى الشاعر أن الأدب الإسلامي عطاء ثقافي وأدبي متصل منذ أربعة عشر قرناً وهو ضارب بجذوره في أعماق الأرض العربية كنصوص ..فالشعر ديوان العرب أما كمصطلح فهو جديد كلّ الجدة .

وهذا المصطلح الجديد ضروري لمواجهة تيار التغريب والتحلل الأخلاقي الذي يحمل رايته امرؤ القيس حامل لواء الشعراء إلى النار، ويسير في ركابه شعراء الزندقة في العصور العباسية وما تبعها، ويدعو إليها شعراء الإلحاد والحداثة من أمثال : أودنيس، والسياب، ونزار ..وبقية شعراء اليسار، ودعاة التغريب، وأدب الفراش .

شمولية الأدب الإسلامي لجميع شؤون الحياة :

يؤكد الشاعر الإسلامي محمد حكمت وليد في حواره مع مجلة (المجتمع) الكويتية على شمولية الأدب الإسلامي، فيقول : (( كما أن الإسلام دين يعالج كل شؤون الحياة فإن الشعر الإسلامي يعالج كل شؤون الحياة أيضاً، والشاعر الإسلامي كما يقول سيد قطب – رحمة الله عليه -، مطالب بأن يكون صادقاً في تصوير أهداف الحياة اللائقة بعالم البشر .

وليس من المعقول أن يحصر الشاعر المسلم نفسه في المناجاة، ووصف الكعبة، والحطيم ومشاعر الحجيج، وأن كان ذلك من الشعر الإسلامي.

كما أن الشاعر المسلم ليس ضابط إيقاع للأناشيد التي لا ترى من محاسن الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلا جمال وجهه وبياض أسنانه، وليست مهمة الشاعر المسلم أن ينظم سيرة ابن هشام، ومغازي الواقدي بكلام موزون مقفى، فليس ذلك شعراً وهو ليس مؤرخاً .

الشاعر المسلم قطرة من نهر الحياة، تحس بأهداف النهر عن المضي والتدفق والارواء والإحياء ..وهو موكل بالجمال يتبعه في كل شيء وكل معنى في هذا الوجود ..جمال الكون والطبيعة والمشاعر بما فيها من حب وخير ، وجمال القيم والنظم والأفكار .

الشعر والأخلاق :

يرى الشاعر المسلم محمد حكمت وليد أن هذا العصر هو ( عصر احتضار (الإيديولوجيات ) يدعو البعض للتعامل مع النص الأدبي كفعالية جمالية لغوية تفصلها عن المضمون وعن الاحتكام للمعايير الخلقية، ومعيارية الخطأ والصواب والواقع أنه لايمكن فصل النص عن مضمونه الفكري، فالنص منحاز أبداً وحياديته مستحيلة، بل إن روائع الفن ارتبطت بما تحمله من مضمون فكري رائع.

إن قيمة الخير وقيمة الحق من أشرف قيم الجمال ..وفصل العمل الشعري عن القيم الخلقية أمر مرفوض سواء جاء من طرفة بن العبد الجاهلي، أو أبي نواس العباسي، أو بودلير الفرنسي ، أو أودنيس ( علي أحمد سعيد) المتفرنس الذي انسلخ من دينه وقيمه وحتى اسمه، فالشعراء يقومون بمعيار الحق وليس الحق بمعيار الشعراء، والمياه العذبة تنبجس من الينابيع العذبة لا من المستنقعات الآسنة .

مكانة الشعر :

يرى الشاعر محمد حكمت وليد أن الشعر ( ظاهرة إنسانية والنزوع إليه فطري ..وفي الحديث الشريف (( إن من البيان لسحراً ، وإن من الشعر لحكمة ))، وهو ممارسة أصيلة موغلة في القدم ضاربة بجذورها في أعماق الوجدان الإنساني مستمدة تقاليدها من معطيات السنين ، ولا أرى أن بقية الفنون من قصة ومسرحية ومقالة وخاطرة يمكن أن يتنازل أحدها لصالح الآخر، فلكل فن شخصيته وطعمه وأساتذته وجمهوره ولكل دوره الذي لا يستطيع الفن الآخر أن يحلّ محله .

الشعر والجمال :

 وعن علاقة الشعر بالجمال الفني سئل الشاعر فأجاب : (( الشعر فن جميل، والجمال أصيل في تصميم الكون، وليس الجمال جمال الطبيعة والمرأة فقط، وإنما جمال المثل والمعاني والسلوك .

يحيا المسلم في تناغم مع الكون الذي خلقه الله مسخراً له ، ويجد في حركته تعبيراً عن التسبيح لله ..تنقله إلى عالم مشرق جميل.. فالطير الذي يغرد يسبح الله، ويعبده.. والزهرة الندية التي تفتح أوراقها لتحتضن أشعة الشمس تسبح الله وتعبده ..إن إدراك جمال الكون هو أقرب وسيلة لإدراك جمال خالق الكون)) راجع حكايات أروى : ص 7، 8 .

وراجع المقابلة في مجلة المجتمع : ع 1104 ( 12 محرم 1415ه – 21/1/1994م ) – ص 56 .

الالتزام الإسلامي :

كرّر بعض النقاد مقولة الأصمعي : الشعر بابه الشرّ، فإذا دخل في الخير ضعف ولان وضرب مثلاً شعر حسان بن ثابت في الجاهلية والإسلام .

لذا اعتبر هؤلاء النقاد لغاية في نفوسهم ولهوى في قلوبهم : أن الالتزام الإسلامي يضعف المستوى الفني والجمالي للشعر ، وقد سئل الدكتور عن هذه العلاقة الضعيفة بين الالتزام والفن فقال : (( الأديب المسلم أولى الناس بالتعبير الصادق عن الجمال، والإسلام يهذب تعبيره ولا يحده )) .

الأصالة والتجديد :

يعبر الشاعر محمد حكمت وليد عن رأيه في ( الأصالة والتجديد) تعبيراً فنياً وعلمياً راقياً : (( الأصالة فضيلة إنسانية، والتقليد طبيعة في الطبقات المنحطة، وصناعة التقليد وصناعة المسخ فرعان من أصل واحد .

والأصالة هي أن يصدر الشاعر في عمله عن نفسه، وعن منهجه وفكره، ويتعامل مع التراث بحرية، دون الإذعان للسائد والخضوع للنمطية، ويتواصل مع الثقافات الأخرى على أساس السيادة لا العبودية، وإلا انقلب التواصل إلى الذوبان وفقدان الهوية )) .

ويرفض الدكتور محمد حكمت وليد (الإرهاب النقدي ) الذي يرفض التجديد ؛ لأن التجديد يعني الحياة ..والتجديد من صفات الكائنات الحية ..ومالم تتجدد مياه الينابيع تأسن ، ولو لم تتجدد الطبيعة بفصولها الأربعة لأصبحت خرابا موحشاً، فمن الطبيعي أن أكون مع التجديد لأنني مع الحياة ..ومن الطبيعي أن أكون مع التجديد في الشعر، لأنني أريده أن يكون حياً دفاقاً متجدداً..وربيعاً دائم الازدهار والأزهار .

أنا لا أريد لشعرنا أن يفوز بكنز القناعة ، ويبقى واقفاً على الأطلال ، متغزلاً بديار الحبيبة، باكياً بعر الآرام في عرصاتها الذي يشبه حب الفلفل، ولا أريد له أن يقف على اعتاب الممدوح منشداً بين يديه المعلقات الطوال في النفاق، والكذب، وإنما أريده أن يغوص داخل المواقف ليخرج لنا جوهرها، ويعطينا موقفه منها، ليس بالوصف الخارجي السطحي، وإنما بالتحليل الدقيق الكاشف لمعالم الطريق .

الشعر العمودي، وشعر التفعيلة :

ويرى الشاعر محمد حكمت وليد أن المعركة بين أشكال الشعر معركة موهومة ، فليس في تقنيات الإبداع حلال وحرام، وتصوير المعركة بأن استعمال أحد هذه الأشكال هو نفي للشكل الآخر، وحكم عليه بالإعدام هو تصوير خاطئ .

لقد أثبتت القصيدة العمودية أصالتها وجمالها حتى اليوم، إلا أن ذلك لا يمنع أن يكون بجوارها أشكال فنية أخرى جميلة وبهية ..فالشعر خبرة بشرية متراكمة ..والقضية مسألة تنوع وخصب في صنع الخطاب الشعري الذي لا بدّ أن يحمل قدرته الفنية على التوصيل مهما كان شكله.. فالسفينة التي لا تصل إلى الشاطئ محكوم عليها بالغرق ..)) . مقدمة حكايات أروى : ص 9، 10 .

الشعر والحرية :

أما عن قضية الشعر والحرية فهو يؤكد أن على الشاعر أن يكون حراً ..وليست الحرية حرية انفلات، وإنما حرية استخلاف لإنقاذ الغاية التي خلق الله الإنسان لأجلها في الوجود .

ويجب أن نفرق هنا بين مفهومي القيد والحدّ ...

ينطلق الشاعر المسلم في ميدان الإبداع لا يقيده الإسلام، وإنما يضع له – كالحصان الأصيل – حداً في الميدان لا يتجاوزه وإلا أهلك نفسه وصاحبه .

هل الأدب الإسلامي أدب إنساني :

يرى الشاعر الدكتور محمد حكمت وليد أن الأدب الإسلامي هو أدب إنساني كما هو أدب رباني، ولا تناقض في حس المسلم بين ما هو رباني وما هو إنساني، لأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي سوّى العلاقة بين الله والإنسان في منظومة بديعة متناسقة من الأفكار والشعائر والعقائد .

لذا فإن ربط الأدب بالعقيدة الإسلامية لا يشكل خروجاً على طبيعة الأدب، قدر ما يصحح العلاقة بين العقيدة والأدب .

-كتب عن شعره :

1-الرؤية الإنسانية في ديوان حكايات أروى: بقلم محمد جميل أحمد (السعودية) 2-كتب الأستاذ محمد عقاد دراسة عن شعره تحت عنوان ( قراءة عن أشواق الغرباء للدكتور محمد وليد ) ، وهي منشورة في : الاتحاد الظبيانية – عام  1988 م .

3-كما كتب عن شعره الأستاذ الشاعر محمود مفلح مقالة تحت عنوان ( قراءة نقدية لديوان أشواق الغرباء - نشرها في : الندوة الأدبية – الصادرة يوم الأحد 23 جمادى الأولى عام 1409 هـ .

4-الإنباء عن ديوان أشواق الغرباء – خالد محمد النعمان ( المدينة المنورة ) – وهي مقالة منشورة في رابطة أدباء الشام .

5-قراءة في حكايات أروى : محمد الحسناوي ، مجلة الأدب الإسلامي – العدد الخاص عن أدب الأطفال .

6-قراءة نقدية في قصيدة الشاعر محمد حكمت وليد يوم في حياة صياد اللؤلؤ – بقلم صالح محمد حسن – جريدة المدينة الأسبوعية ( العدد 12050 ) -الصادرة يوم الأحد 19 ذو القعدة 1416ه / الموافق 7 إبريل 1996م .

8-نقوش على جدار الحزن : قراءة في قصيدة ( مدن الصمت ) للشاعر محمد حكمت وليد منشورة في ديوانه تراتيل للغد الآتي– بقلم محمد جميل أحمد – مقالة منشورة في جريدة أخبار العالم الإسلامي

9-وكتب د. سعود بن حسن مختار دراسة تحت عنوان وليد الأديب الطبيب الرفيق وهي في 2 جزء نشرها في جريدة المدينة ( العدد 13181 ) -الصادرة يوم السبت 7 صفر 1420ه / الموافق 22 مايو 1999م   

10- دار الأحبة – قصيدة نشرتها جريدة الدعوة : العدد 59 ( ذو القعدة 1417ه / مارس ، إبريل 1997م – ص 42 .

11-وكتبت الدكتور سمية بنت رومي بن عبد العزيز الرومي دراسة رائعة مستفيضة عن الواقعية الإسلامية في شعر محمد حكمت وليد – وهي مقالة منشورة في مجلة كلية الآداب بسوهاج (مصر) – العدد 33 ، المجلد الأول – الصادر في ديسمبر عام 2012م ، تقع في /66 / صفحة من القطع الكبير .

11- الغربة في شعر محمد حكمت وليد : مظاهرها وخصائصها الفنية – د.سمية الرومي المدرسة في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض، وهي منشورة في مجلة الدراسات الإسلامية والعربية – الصادرة بدبي – الإمارات ، وهي مجلة علمية محكمة ، وتقع الدراسة في /52/ صفحة من القطع الكبير.

 13- وللدكتورة سمية الرومي دراسة فنية وجمالية لشعر الدكتور محمد حكمت وليد ...

14-      معجم الأدباء الإسلاميين : أحمد الجدع – دار الضياء في الأردن

15-      أجمل مئة قصيدة في الشعر الإسلامي المعاصر- أحمد الجدع  ...

16-      من الشعر الإسلامي الحديث –  إصدار رابطة الأدب الإسلامي العالمية – طبع دار البشير في جدة .

17-      ديوان البوسنة والهرسك –  إصدار رابطة الأدب الإسلامي العالمية - دار البشير في جدة .

ومن الغريب أن يخلو كتاب شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث – للأخوين جدع وجرار من دراسة شعر الدكتور محمد حكمت وليد .

وغير ذلك من الظاهر الشعرية والفنية في شعره .

مصادر :

1- محمود السيد الدغيم / 2004/ مقابلة على قناة المستقلة ضمن برنامج عالم الكتب.. تاريخ الولوج : 7 تشرين الأول 2009م .

2-جريدة الشرق الأوسط. 2003. العدد  8888 ( 30 آذار 2003م ).

3- محمد خير رمضان يوسف (1422 هـ / 2002 م). تتمة الأعلام (الطبعة الطبعة الثانية). بيروت: دار ابن حزم. صفحة 139-140.

4- عدنان تكريتي "سبح (حسني ـ)". الموسوعة العربية. اطلع عليه بتاريخ نيسان 2012م .

5-لقاء خاص – قناة دار الإيمان .

6- وقد تفضل، وأجاب على أسئلتي عبر الهاتف أكثر من مرة في عام 2017م

7-موقع إخوان سورية .

8-صفحة الدكتور محمد حكمت وليد على الفيسبوك .

9-موقع الجزيرة نت  .

10-من الشعر الإسلامي الحديث : دار البشير – جدة

11-معجم الأدباء الإسلاميين – أحمد الجدع .

12-أجمل مئة قصيدة في الشعر الإسلامي المعاصر – أحمد الجدع .

وسوم: العدد 725