البطل سعيد علي

شاء الله تعالى أن التقي البطل سعيد علي أحمد إسماعيل دون موعد سابق فقد كنت بصحبة بعض الأصدقاء وإذ بأحدهم يصافح بحب وود أحد الأشخاص بقوله : أهلا وسهلا عم سعيد .. وأثناء حديثه علمت بقيامه بإنقاذ مدرعتين تابعتين للقوات المسلحة من ميليشيات الإخوان يوم 14 أغسطس عام  2013 ومن هنا بدأت حديثي معه وعرفت لأول مرة ماقام به تجاه مصر الحبيبة .

البطل سعيد علي أحمد إسماعيل  من مواليد 13 سبتمبر عام 1947 لأسرة تقيم في محافظة السويس الباسلة .

في يومي 7 و 8  من شهر يونيو عام 1967 شاهد انسحاب القوات المصرية من سيناء بسبب عدم وجود غطاء جوي مصري وقيام إسرائيل بضرب الممرات الحربية والطائرات .

أدى ذلك لاستشهاد عدد كبير من الجنود المصريين بسبب العطش والغرق في مياه السويس كما أجبر الإسرائيلي شارون أكثر من 2500 جندي مصري أن يحفروا قبورهم بإيديهم ووارهم بالتراب وهم أحياء .

كان البطل سعيد علي يبلغ من العمر 21 سنة ويبحث عن عمل  وفجأة سمع المنادي ينادي بالميكروفونات داعيا الشباب والرجال للدفاع عن السويس فعلى الفور توجه إلى مدرسة عمر مكرم واستلم السلاح المكتوب عليه (سلاح بلجيكي .. المملكة المصرية) .

في غبة البوص بطريق البحر الأحمر تلقى البطل سعيد علي على يد أبطال الصاعقة بقيادة اللواء جلال هريدي التدريبات التأهيلية وكيفية التعامل مع الألغام على يد ضباط من سلاح المهندسين وفي شهر يوليو تم الانتهاء من التدريبات وحضر المناورة عبد المحسن أبو النور المسئول عن الطلائع بالاتحاد الاشتراكي.

قبل أن يتم إنشاء منظمة سيناء أسس الشيخ حافظ سلامة والعميد الكنزي والعقيد عادل إسلام منظمة الدفاع الشعبي التي أطلق عليها فيما بعد  لمقاومة الشعبية .

في يوم 28 من شهر أغسطس عام 1967 وصلت معلومات تفيد أن القوات الإسرائيلية سوف تقدم على رفع العلم الإسرائيلي على شمندورة أمام سقالة بورتفيق وعلى الفور حضرت سيارة نصر تابعة لشركة الأهرام استقلت غريب محمد غريب ومصطفى أبو هاشم وقادها البطل سعيد حتى باب خمسة للميناء وتمكن البطل مع رفاقه الأبطال من قطع الزورق وأسر الضابط وصف الضابط  وتم تسليمهما للمخابرات.

في شهر فبراير عام 1970 قام البطل مصطفى أبو هاشم بإخفاء الأسلحة في البوص الموجود خلف نادي السويس الرياضي  رصد الطائرات الأسرائيلية مخبأ الأسلحة بنادي السويس فقامت الطائرات الإسرائيلية بقصف المكان فأصيبت شظايا صناديق المولوتف بالشظايا ونتج عن ذلك إصابة البطل مصطفى أبو هاشم وتم نقله إلى المستشفى وبعد أيام قليلة فاضت روحه إلى بارئها وأخر كلمة نطق بها : ( السويس ومصر أمانة في رقبتكم )

علم أحمد أبو هاشم خبر وفاة شقيقه مصطفى بالخبر فترك ولده وابنته في المهجر وحضر مسرعا وحمل السلاح ليثأر لأخيه لمصطفى .

خلال تصاعد معارك الاستنزاف كان لأعضاء منظمة سيناء بالسويس نخبة من الأصدقاء وكانوا بمثابة العيون في جنوب سيناء وشمالها ومنهم البطل حسن خلف وقام معظم أبطال المنظمة بتنفيذ عمليات فدائية ضد القوات الإسرائيلية في لسان بورتوفيق .

أعضاء المقاومة الشعبية  تجاوز عددهم أكثر من 150 شابا ورجلا  وقاموا بحماية المنشئآت الحيوية مثل محطات الكهرباء والمياة والشوارع والأهالي بالسويس الذين رفضوا التهجير .

بدأت معارك تحرير سيناء يوم 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هـ وبعد حدوث ثغرة الدفرسوار وبداية من يوم 23 أكتوبر حاولت القوات الإسرائيلية  دخول مدينة السويس من ثلاثة مناطق .. الطريق الزراعي والطريق الصحراوي وطريق السخنة .

قام البطل العميد يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 بالجيش الثالث الميداني بتزويد الأبطال بالأسلحة الآلية والقنابل اليدوية وبمجرد قدوم الدبابات والمدرعات الإسرائيلية تعامل الأبطال معها وتمكن البطل إبراهيم سليمان من تدمير أول دبابة أمام سينما رويال والمعروف حاليا بسينما مصر .

قام البطل سعيد علي ورفاقه الأبطال بإشعال النيران بالبنزين في المدرعات والدبابات الإسرائيلية  للقضاء على إمكانية استغلالها مرة أخرى وفي يوم 24 أكتوبر 1973 استشهد في قسم شرطة الأربعين الرائد شرطة محمد عاصم حمودة والنقيب نبيل محمد شرف أثناء دفاعهما عنه مازال على قيد الحياة .

أثناء عيد الفطر عام 1393 هـ  قام البطل حسن أسامة العصرة بتوزيع الكحك على رفاقه الأبطال .

بعد نصر أكتوبر العظيم قامت جيهان السادات في شهر أكتوبر عام 1974    بتكريم الأبطال وفي عام 2011 كرمهم أيضا اللواء طيار نصر موسي  وفي 2012 تم تكريمهم أيضا .

وسوم: العدد 729