من مفاخرنا: الشيخ عبد الوهاب سكر رحمه الله

الشيخ حسن عبد الحميد

مفخرة مدينة الباب  ...

ومن قادة أهل السنة والجماعة في حلب ....

 يدخل القلب بلا استأذن  ..

 إذا سكت سكت المجلس لهيبته ، وإذا تكلم أصغى الجالسون لكلامه ...

منطقه منطق العلماء ..

وسيرته سيرة الأولياء ..

 وعيشته عيشة الزهاد ...

ولد في أسرة عريقة في مدينة الباب ، إلتحق بجامعة الأزهر ، انتخب عضوا في البرلمان السوري سنة ١٩٤٩ عن منطقة الباب ، شغل وظيفة التدريس في المدرسة الخسروية ، والإمامة والخطابة في مساجد حلب  .

يصدق فيه حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ( المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ويؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس ) أخرجه أحمد  

كتب عنه تلميذنا العكام بدون لقب ولا دكترة ...

 هذا التلميذ درس في السوربون في فرنسا فطغى ظلام الغرب على عقيدته السنية ، وقد هييء لمنصب هو به جدير ، ولايؤخذ عليه إلا مهادنة الطغاة  .

 وأرجو أن يعلم تلميذنا مفتي حلب أنه درس في أزهر حلب السني ، وتتلمذ على أعلام أهل السنة وفيهم من يثني عليه :

 الشيخ الأنيق أدبا وخلقا ولباسا  !

لقد هزّ صوته في ذهني لما قرأت له اسطرا يقول فيها عن ابن عمرو بن العاص فاتح مصر وفلسطين رضي الله عنه ، ويبخل على أبيه بمثلها ، وكفر عن خطأه بالترضي عن محدث الإسلام وراوي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبو هريرة ) . 

وقد انتقدته لما أهداني كتاب ( وقبلي بخشية أعتابهم ) وقلت : يامحمود لا نقبل حجرا في الدنيا سوى الحجر الأسود لأن النبي قبله صلى الله عليه وسلم .

ونترك التلميذ إلى الأستاذ :

وهو سكر لا سكرين ..

هو مؤلف كتاب أعلام الإسلام ..

 وقد درسني النحو وكنت طالبا مشاغبا عليه عندنا كنت أحضّر الدرس من حواشي كتب النحو كالمغني لابن هشام أو المفصل لابن يعيش  .

أستاذي السكر محدث لبق ، ومثقف بارع ، هو خريج جامع البدوي في مدينة الباب ، عاش حياة التقشف ، طعامه خبز يابس وشاي مغلية على لمبة الكاز .

 درس كتب الشريعة فنال مجدا وعزا وصار مدرسا في الخسروية ، وأفخر أني من طلابها وطلابه رحمه الله  .

ترشح رحمه الله عن بلدة الباب لمجلس النواب ، أمدته الدعوة الإسلامية بحلب بدعاة فحول وخطباء ثلاثة كسحبان بن وائل كان منهم الدكتور بكري الشيخ أمين ، والدكتور عبد الرحمن عطبة والصيدلي أحمد بنقسلي والعبد الفقير لله تعالى ، ونجح الشيخ بكرسي النيابة 

 مثّل مدينة العلم والعلماء في البرلمان  خير تمثيل ، وكان قوة مهيبة تنطق بالحق وتدعو له ، حين انضم إلى قافلة الجهاد المبارك التي يقودها مصطفى السباعي ومحمد المبارك وإخوانهم .

 وماتجدونه في دستور ١٩٥٠ من رائحة إيمان ودين هو من انتاجهم ، فالرجل من صنّاعه ، هو ممن ساهم في صنع المادة الدستورية ( الفقه الإسلامي مصدر رئيس للتشريع ) 

وألغتها روسيا والمندوب السامي لسوريا لافروف في عهد الدولة الطائفية  ، كان النائب والوزير عند استلام المنصب يقسم بالله فأبدل القسم بعبارة (اقسم باسم الوطن) كما بدّل حزب انطون سعادة (سلام الله عليكم : تحيا سوريا ، وكما أبدل شيخ الضلال المفتي بالفساد والهوى : بشالوم !

ولاتستغربوا من مفتي يدرب الطلاب في الخسراوية الشرعية على هتاف وحدة حرية اشتراكية ، قلت مرة لشيخنا عبد الوهاب سكر رحمه الله ألا تسمع  ألا ترى ! 

فقال : لاحول ولاقوة الا بالله ؟

والحمد الله عشنا لنرى  : 

لا وحدة تظللنا ، ولا حرية ننعم بها ، نعم اشتراكية لصوص  هوياتهم إسلامية وقلوبهم كفرية ، وألسنتهم منافقة شيطانية .

رحم الله شيخنا وأستاذنا عبد الوهاب سكر وأسكنه المولى فسيح جناته ، توفي في مدينة حلب عام ١٩٨٦ فكان يوما مشهودا  .

ورّد الله من ذكرنا به إلى قواعده سالما، والى جذوره معافى تائبا، تالياً قول الله ( ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له  الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله مانولي ونصله جهنم وساءت مصيراً ١١٥) النساء .

اللهم ارحم كل من  درسنا في آزهر حلب ( الخسراوية) ، ارحم مديرها الإداري الحازم نعمان السخيطة، ارحم سيبويه عصره محمد جبريني وشافعي زمانه سعيد الإدلبي ، ارحم يارب العلامة أبي الخير زين العابدين المهاجر من لواء اسكندرون رحمه الله .

فأهل السنة والجماعة يجّلون كل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويجلون كل أصحاب رسول الله ، وينكرون كل من طعن أو سب أمنا عائشة رضي الله عنها وعن أبيها وعن أمهات المؤمنين جميعاً 

اللهم ارضى عمن توفي رسول الله وهو عنهم راض  ، ارضى عن الخلفاء الأربعة وعن العشرة المبشرين بالجنة وصلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام العظام .

والله أكبر والعاقبة للمتقين

فرجك ياقدير .

وسوم: العدد 729