الأستاذ يوسف ندا ينعي رفيق دربه مهدي عاكف

clip_image001_ee575.jpg

بِسْم الله الرحمن الرحيم

الحركه الاسلاميه التي انجبت عاكفا ولاّده

.مهدي عاكف مهد الطريق لا لجيل واحد بل لاجيال حاضره واخري قادمه ليعبروه الي العزه والكرامه التي وئدت واصبحت ذكري لاوجود لها الا في كتب التاريخ الذي يحاولون تشويهه .الاجيال التي لم تجد من ينبش قبور شهدائها لينادوا ويلكم لقد قاد اسلافكم العالم واصبحتم يقودكم الرعاع من الخونه والسفاكين

مهدي عاكف فرض بثباته علي ما يؤمن به مثالا يقتفي اثره من آمن بان الاسلام له رب يحميه وسيظل عصيا علي من يحاول وقف مسيرته ولو ملك كل ادوات القهر والتدمير

مهدي عاكف سيظل رقما بارزا في مكتبات التاريخ الاسلامي وادبيات الفداء والتضحيه

سجنوه عذبوه شردوه احاطوا بجسده ثم بعائلته واستعصم بايمانه .ظلوا ينقلوه من سجن لآخر من شمال البلاد الي جنوبها ولم يستسلم

انتزعوه من الحضر الي الصحراء حيث لا يوجد الا الرمال والحجر – وقذفوه فيها مع اخوانه الاطهار حيث لا طعام ولا ماء

ودارت دوره من دورات التاريخ واراد له الله ان يقود اكبر مسيره من مسيرات الاسلام في العصر الحديث لا يفرق بها بين عربي واعجمي او بين ابيض واسود او بين غني ومعدم فالكل كما نشأ عاكف وتعلم عباد الله وكما استمر يدعوا في مسيره عمره وينادي (كونوا عباد الله اخوانا )

كان يؤمن بان مصر لاتشمل كل العالم الاسلامي ولكن العالم الاسلامي يشمل مصر وغيرها يجب الا يقف المسلم عند تحرير مصر ونهضتها بل يستمر ليعم ذلك الكل الذي مصر جزء منه وهو العالم الاسلامي والا ستتحارب اجزاؤه فيما بينها ان لم تؤمن بذلك ايمانا منه بقول الله (وان هذه امتكم امه واحده فاياي فاعبدون)

هكذا آمن وهكذا دافع عن ايمانه باللغه التي يفهمها محاوروه ففصلوها من مساقها وظلوا حتي الان يهاجموه بها

كان يحث كل مصري ان يضع امامه مرآه التاريخ ويفحص تفاصيل احداثه واوجاعه حتي لا يكررها فقد اخليت الدوله من العقول والمعقول حتي سكت صوت العلم والعقل وضعف علي عير استحياء بل وتلاشي الفهم الصحيح للعزه والكرامه والحريه والشهامه والاخوه والتضحيه وتشوهت واجبات الحاكم من انه خادم الامه ومصلحها وولي امرها الي ان اصبح جبارها وسيدها واستدعي فقهاؤه وليس فقهاء الدين ليطالبوا بطاعه ولي الامر فنادي عاكف نداء الله ( ولا تطيعو امر المسرفين الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون)

مهدي عاكف كان سدا منيعا امام محاولات اغتيال القواعد الخلقيه والمثل الانسانيه التي اريد بها الهاء المجتمعات في العالم الاسلامي

مهدي عاكف كان اكبر هم يشغله كيف يوقف رحله الانحدار والانتحار التي يراد لهذه الامه ان تسلكها بجهل او بعدم مبالاه

اخي عاكف اشهد انك اديت الامانه ونصحت الامه قدر استطاعتك وتحملت في ذلك ما لاطاقه لغير مثلك ان يتحملها ولعل قرب سني من سنك يدفعني الي الدعاء اللهم احشرني معك ومع الشهداء والصالحين 

يوسف ندا

Top of Form

وسوم: العدد 739