رمضان وحَّدَنا

هشام الحمصي (أبو عبادة)

1 رمضان 1440هـ

6 أيار 2019م

إذا نظرنا إلى قوس قزح استطعنا تمييز كل لون على حِداه، فإذا اندمجت ألوانه أصبحت شعاعاً أبيضاً قوياً كشعاع الشمس، وكذلك إتحاد الشعوب !

عندما تتماسك الشعوب وتتضامن فيما بينها، تزداد قوة ومحبة فتتلاشى المنفعة الفردية في المصلحة العامة، وبالتالي يظهر التآخي والتضحية كما كان حال المسلمين في كثير من العصور.

إن غياب وحدة المسلمين اليوم وتنازعهم، أوهن قوتهم وأزاح هيبتهم فأصبحوا لقمة سائغة لأعدائهم.

قال تعالى: 

{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}

الأنفال:46

لقد ادرك الأعداءَ معانيّ الآيات فانشأ معوّقاتٌ أعاقت قيام وحدة إسلامية بعد القضاء على خلافتها، فزرع جسماً غريباً شاذاً (الصهيونية)، ورسم حدوداً بين دولها العربية وجعلها ممالك وجمهوريات وإمارات، وأجَّج النعرات القومية والعرقية والطائفية، واستنزف طاقاتها فبقيت بلا وزن.

لقد اتحدّت أوروبا (28 دولة) من أجل مصالحها رغم الحروب التي كانت بينها وفوارقها (الدينية واللغوية والعرقية)، وكان الأحرى أن تتحِدَ الدولُ العربية وتنصهر بجسمٍ واحدٍ يلمّ شملها ويَردّ اعتبارها، فجميع قواسمها متاحة ومشتركة (الدينية والتاريخية والجغرافية) وعدّوها واحد، ويتجهون في الصلاة إلى قبلة واحدة ! 

لقد أكرم الله المسلمين هذا العام باجتماعهم على بداية شهر رمضان، فهل تتكاتف جهود المخلصين وتتعاضد لرأب الصدع ورصّ الصفوف وجمع الكلمة ؟

وسوم: العدد 823