هكذا وَصفَ الإمام البنّا شبابَ الإخوان

[من رسالته: إلى أي شيء ندعو الناس]

يتساءل كثير من إخواننا الذين أحببناهم من كل قلوبنا، ووقفنا لخيرهم والعمل لمصلحتهم الدنيوية والأخروية جهودَنا وأموالنا وأرواحنا، وفَنِينا في هذه الغاية، غايةِ إسعاد أمتنا وإخواننا، عن أموالنا وأنفسنا، وذَهَلْنا في سبيلهم عن أبنائنا والحلائل.

وكم أتمنى أن يَطَّلعَ هؤلاء الإخوان المتسائلون على شباب الإخوان المسلمين وقد سهرت عيونُهم والناسُ نيام، وشُغِلت نفوسهم والخَلِيُّونَ هُجّع، وأكبَّ أحدهم على مكتبه من العصر إلى منتصف الليل عاملاً مجتهداً ومفكراً مُجِدّاً، ولا يزال كذلك طول شهره، حتى إذا ما انتهى الشهر جعل مورده مورداً لجماعته، ونفقته نفقة لدعوته، ومالَه خادماً لغايته، ولسانُ حاله يقول لبني قومه الغافلين عن تضحيته: لا أسألكم عليه أجراً إن أجري إلا على الله.

ومعاذَ الله أن نَمُنّ على أمتنا فنحنُ منها، وإنما نتوسلُ إليها بهذه التضحية أن تفقه دعوتنا وتستجيب لندائنا.

وسوم: العدد 825