المحنة في طريق الدعاة الحلقة الخامسة

لماذا يتحمل المسلم الصادق الشدائد؟

وقد يعجب أرباب القلوب الميتة وضعاف الإيمان من تحمُّل المسلم الشدائد، وصبره عليها، ناسين أن المسلم إنما يفعل ذلك لدفعِ عذابٍ أقسى، وشدائدَ أعظم، فهو يعلم أن عذاب النّاس مهما بلغ، لا يُعَدُّ شيئاً بجنب عذاب الله سبحانه. وهو بهذا يتخلّص من العذاب الأكبر بتحمّل العذاب الأدنى.

وكذلك فإن المسلم يتحمل ما يتحمله، طمعاً بما عند الله من ثواب وأجر، وبما أعده من نعيم مقيم للثابتين الصابرين، فإن العاقل إذا عرف ما أعدّه الله سبحانه له، هان عنده ما يلقاه وما يتحمّله، ثمناً لنعيم مقيم، وجنة عرضها كعرض السماء والأرض.

}إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنّة يُقاتِلون في سبيل الله فيَقتُلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله{.

وسوم: العدد 986