ولنبْلونَّكم !!!

كتب الله سبحانه وتعالى على المسلمين المصائب لينالوا المثوبة ، وليفوزوا بغفران الذنوب ، وليغيروا ماكان فيهم من وهن وركون إلى الطغاة أعداء الشريعة الإسلامية ، وما ارتكبوا من معاصٍ ، وليعودوا إلى أفياء دينهم . ففي المصائب بشريات للصابرين قد تخفى دقائقها على بعض الناس ، فهي نعمة من نعمه جلَّ وعلا ، لأن البشارة المقترنة بالصبر والرضا تحمل الفتح والرحمة ، وتمنح المسلم القوة لينطلق من جديد غير عابئ بخوف من أحد ، وغير ساخط على ما أصابه من قتل لأهله وإخوانه من أبناء وطنه ، وغير قانط من نجدة إلهية لاتبقي ولا تذر للظالمين من قوة أو جبروت ، وبهذه العقيدة يسمو المسلم وينال الخير من عند الله ، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم : ( عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم . وسُنَّة الابتلاء ماضية في الخلق إلى يوم القيامة تؤكد أن الدنيا دار ابتلاء ، والابتلاء لمَن يصبر دليل إيمانه وقوة عقيدته وصدق عبوديته لربه يقول الله تعالى : (وَلَنَبْلُوَ نَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ َنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(55)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ همُ الْمُهْتَدُونَ 157) البقرة

و قد ثبت في مسند الإمام أحمد من حديث مصعب بن سعد عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال : ( الأنبياء ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه ؛ فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينة رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشى على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة ).

لاشك في أن الأمة أصابها الوهن ، فاستشرى حبُّ الدنيا في أبنائها ، ونسيت الأمة حلاوة الإيمان وجمال الأنس بالله ، واستعذبت مالذَّ وطاب من بهرج الدنيا وزخرفها ، ولم تبق للموازين الإيمانية قيمة بيِّنة في حياتها ، ولم يعبأ أبناؤُها بما تقترفه أيديهم من الضلالات والأوزار والمعتقدات ، فوقعت الطامة التي يعيشها المسلمون اليوم في مشارق الأرض ومغاربها ، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) رواه الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد . فأين حبُّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في قلوب أبناء الأمة ؟ وأين الإخاء والحب في الله ؟ وأين البعد عن مواطن الضلال والفساد والكفر التي اتسعت مساحاتها في عالمنا الإسلامي الفسيح ؟ ولهذا لم يكن إيمان أكثر المسلمين مترجِما عن حقيقة الإيمان الصحيح ، جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً ) رواه مسلم والترمذي وأحمد. لأن الإيمان الصحيح إذا غمرت أنواره النفس البشرية فإنها تأبى ظلام الأوزار الكبائر منها والصغائر ، وتشعر عند ارتكابها بالأسى والحزن ، فتندفع إلى التوبة ، وتلتجئ إلى الله التوَّاب الغفار . قال رسول الله صلى   الله عليه وسلم : ( من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن ) رواه الترمذي وأحمد والحاكم. فالإنسان السوي هو الذي يقدم لنفسه ماينفعها من عمل صالح ، وينأى عمَّا يضرها من السيئات ، لتكون ثقته بعفو الله على وعي ، ويحقق لها الكثير من مقومات النجاح ، ومن أسباب تأييد الله سبحانه وتعالى . إن من سنن المولى تبارك وتعالى أن ينصر عباده المؤمنين ، ويخذل أعداءَهم رغم مايلكون من قوة مادية ، يقول الله عزَّ وجلَّ : ( ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً ) ، وإنه لايمكن للباطل أن يغلب الحق ، مهما عربد الباطل واستنسرت غربانه ، يقول عزَّ من قائل : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ) ويقول سبحانه : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) ويقول تبارك وتعالى : ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) وتتعدد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الشأن العظيم ليطمئن الأمة المسلمة بوعد الله رب العالمين . للأمة إرثها الإسلامي الأثير من عبادات ومعاملات وسجايا وخصال لاتوجد عند غيرها من الأمم ، فإذا ماترجمت الأمة هذا الإرث الرباني الكريم إلى أعمال وإنجازات فإنها تكون بذلك نالت مرتبة الإيمان العليا ، وفي الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) رواه مسلم ، وعند الإمام البخاري ( بضع وستون ) ، والإيمان بالله ليست دعوى جوفاء ، ولكنها حقيقة غالية سامية ، تعمل على تغيير حالة الأمة إلى الأفضل في كل جوانب الحياة ، جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال لبعض الناس : ( أوتينا الإيمان قبل القرآن. وأنتم أوتيتم القرآن قبل الإيمان. فأنتم تنثرونه نثر الدقل ) ، والدقل رديء التمر. فبالإيمان تلقَّى جيل الصحابة رضي الله عنهم آيات الله ، وتوجيهات رسوله صلى الله عليه وسلم . وبهذه الروح تحققت مقومات الفتح والنصر الذي أكرم الله به المؤمنين . فلا بد للأمة من تربية قويمة لأبنائها وبناتها ، وإنارة طريق حياتهم على منهج الله ، وشحن نفوسهم بقيم الإسلام المُثلى ، ليشعروا بالمسؤولية وبالواجبات الملقاة على كواهلهم ، وليشعروا أيضا بأنهم لم يُخلقوا هملا من أجل متاع الدنيا ، وإنما يجب أن يكونوا أصحاب التأثير في حياة الأمم والشعوب ، وأن يصنعوا حضارة الإنسان الفاضل ، تلك الحضارة التي يطمئن الناس إلى معطياتها وآثارها ، وأن ينقذوا أمتهم والبشرية جمعاء من هذه الحضارة ... حضارة الضلال والفساد والطغيان ، والقتل والتدمير والحقد الأعمى ، هذا واجب عليهم يحفزهم إليه تاريخ مجيد حافل بالمكرمات والمآثر وبالبطولات والتضحيات في سبيل الله ، إن الطغاة من حكام المسلمين ، وإن الغزاة من المستعمرين لم يعتدوا على حرمات الأمة ومقدساتها إلا عندما شاهدوا الوَهَنَ الذي عشعش على نفوس أبناء الأمة المسلمة ، ( حب الدنيا ، وكراهية الموت ) ، ونسوا أوامر الله التي أنزلها على جيل النبوة ، وما فيها من أسباب العزة ، يقول الله سبحانه وتعالى : ( انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ) 41/45/ التوبة . إن للجهاد أثرا إيجابيا عظيما في جلب الأمن للأمة ، والجهاد هو السمة المتميزة لأمة الحق والقوة والعدل والسلام ، وتلك هي القيم الإنسانية التي لم يعرفها طغاة العصر الحديث ، ( ولا هذه الدول العظمى ) كما يُطلق عليها المستضعفون المستذلون من أمم الأرض وشعوبها . إن شباب أمتنا بحاجة إلى قلوب سليمة ، وضمائر حيَّة ، وسجايا ربانية ترتقي بسلوكهم وأدائهم اليومي لينالوا أهليتهم لقيادة البشرية من جديد في ظل الإسلام . لابدَّ من بيعة جديدة صادقة لله ، ولا بد من بيع النفوس والأموال والأولاد لله سبحانه ، ومن ثمرات هذه البيعة الفتح والنصر في الدنيا ، والثواب الجزيل عند الله يوم لاينفع مال ولا بنون ، يقول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) 111/ التوبة .

اللهم أجرنا في مصيبتنا ... فلقد استشرى القتل في المسلمين ، وهُدِّمت الديار ، ونُهبت الأموال ، واستُبيحت الأعراض ، وانتشر الرعب ... إنها مصائب يشيب لهولها الولدان ، لاشك في ذلك ولا ريب ، ولكن أليست أم المصائب هي هذه الجفوة السحيقة بين الأمة وبين منازل عزتها وكرامتها ، ومغاني أنسها وسعادتها . هذه المصائب لن يرد جماحها إلا جهاد في سبيل الله ، جهاد أبناء أمة آمنوا بهَدْيِ نبيِّهم صلى الله عليه وسلم ، وعرفوا أين تكون الروحات والغدوات ؟ ففي الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها). أجل خير من الدنيا ومافيها ، ولتكن الشهادة في سبيل الله ، فالشهادة هي الفوز الأكبر للشهيد في سبيل الله ، وهي الغِنى الذي مابعده فقر ولا حرمان ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة)) رواه مسلم ، وللمجاهدين والشهداء أزف هذه البشارات من نبيِّنا صلى الله عليه وسلم :

* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي، اللون لون الدم، والريح ريح المسك)) متفق عليه.

* وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)) رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم.

* وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: ((أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسول، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله: قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور)).

* وعن أبي عبس بن جبر الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار)) رواه البخاري في صحيحه.

* وفيه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه به مات على شعبة من نفاق)).

هذا هو الحدُّ الفاصل بين العزة والكرامة والطاعة ، وبين المذلة والخنوع والمعصية ، إن الطغاة الذين حكموا البلاد والعباد بغير ما أنزل الله ، لم تمتد أيديهم الآثمة للبطش والترويع والاستهتار إلا عندما ترك أبناءُ الأمة أبواب الجهاد ، وقعدوا مترهلين حول سفاسف الأمور ، وبين مواطن الفساد والفجور ، وحملوا رايات الأحزاب التي جلبت للأمة العار والدمار والخذلان . عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه شيء حتى ترجعوا إلى دينكم) رواه أحمد وأبو داود .

إنه تحذير للمؤمنين من القعود عن الجهاد ، ومن الركون إلى الحياة الدنيا ، هذا الركون الذي كانت نتائجه هذه المصائب التي تعاني منها الأمة ، حيث فقدت نفحات الوحي التي تأتي بالسكينة ، وابتعدت عن معاني الآيات التي تزكي النفوس،وفتحت أبواب الفساد والضلال التي ولجها شباب الأمة ، يقول الله تعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) 164 / آل عمران .

إنها الذكرى التي تنفع المؤمنين ،وإنها العودة إلى الله الذي بيده الفرج والخلاص : ( وما النصر إلا من عند اللّه العزيز الحكيم ) ، وإنها الأيام الحبلى بأقدار الله ، وهاهم جنود الله ، المؤمنون في مشارق الدنيا ومغاربها ينفضون غبار الوهن والهوان عن بصيرتهم وعن كريم ماوهبهم الله لهم من عزة به سبحانه وتعالى ، وهاهم يتوكلون على الله الحي القيوم في مساعيهم : ( وعلى اللّه فليتوكل المؤمنون ) . ولعل صوتا من ظهر الغيب يجلجل في جموعهم المتلهفة إلى ساعات الفتح القريب إن شاء الله تبارك وتعالى ، فتخفق رايات الجهاد فوق رؤوسهم ، وتغشاهم نُصرة المولى عــزَّ وجل ، وتندحر حشود أعداء الإسلام أمام ثباتهم وصبرهم ،

فعن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَمَدَتِ الأَصْوَاتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ ، وَالْمُسْلِمُونَ يُقَاتِلُونَ الرُّومَ إِلا صَوْتَ رَجْلٍ يَقُولُ : " يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ ، يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ " ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ .

أجل وماهي إلا ساعة حتى يتغير وجه الأرض المغبر ، بوجهها المشرق بالإسلام ، وبالرحمة التي تشمل أهل الأرض ، وما ذلك على الله بعزيز .

وسوم: العدد 1016