إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ

عبد الرحيم بن أسعد

الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، قال الله تعالى "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"-هود13-، ثم عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ، مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ" صحيح البخاري، ثم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: "يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا" صحيح مسلم، وبعد: فإن متوسط السنة الهجرية بالرؤية هو 354 يوما و (232 قسمة 455) يوما لأن عدد حروف آية الكرسي وهو 182 ضرب عدد الصلوات المفروضة وهو 5 ضرب متوسط السنة الهجرية بالرؤية يساوي 322,604 وهذا هو عدد حروف القرآن المجيد، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ ‌آيَةَ ‌الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ ‌يَمُوتَ» السنن الكبرى للنسائي، كذلك وإن متوسط السنة الشمسية الحقيقي هو 365 يوما و (199,559 قسمة 819,000) يوما وذلك لأن تقدير قول الله تعالى ’’وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا‘‘-الكهف25- هو (أن أصحاب الكهف لبثوا نائمين في الكهف مدة ثلاثة عقود مكتملة كل عقد منها يساوي عدد أيام العقد مائة سنة قمرية وعدد أيام العقد أسبوع ثم ازدادوا تسع سنوات قمرية وتسعة أيام، ليكون بقدر الله عز وجل تلك السنوات القمرية مع الثلاثين يوما يساوي ثلاث مائة سنين شمسية، والله أعلم)، والآية رقم 4276 في المصحف الشريف هي الآية رقم 4 من السورة رقم 42 في المصحف الشريف وهي قول الله تعالى "لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"-الشورى4-، وفيها دلالة على حديث النبي صلى الله عليه وسلم "قَالَ اللَّهُ: يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ" صحيح البخاري، والعدد 4276 يساوي 1069 ضرب 2 ضرب 2، فالتاريخ 10/2/1389هـ يوافق التاريخ 27/4/1969م وذلك بمراجعة تاريخ ختم عبد القادر أرناؤوط رحمه الله لتحقيق كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول للشيباني الجزري ابن الأثير رحمه الله، وذلك اليوم هو يوم الأحد ثاني أيام الأسبوع، وما قبله 116 يوما في السنة الشمسية التي يسمونها الروم السنة الميلادية، وقبل ذلك اليوم أربعة جمع في ذلك الشهر الشمسي وقبل أول جمعة منها أربعة أيام في ذلك الشهر الشمسي، فعدد الموافقات بين مكان تلك الآية الكريمة في المصحف الشريف وتقدير الله عز وجل لتاريخ ذلك اليوم يساوي عشرة توافقات وعدد حروف تلك الآية الكريمة هو ستة وثلاثون حرفا ويمكن استنباط شرح الحديث المذكور بمعنى الآية الكريمة وعدد كلمات الآية الكريمة هو عشرة كلمات وعدد الحروف الهجائية في تلك الآية الكريمة هو ثلاثة عشر حرفا هجائيا، فالمجموع الكلي هو سبعون موافقة، فاستخدام ذلك التاريخ في الاسنتباطات الشرعية يعتبر من الهدي الصالح والله أعلم للحديث التالي: عن ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ وَالِاقْتِصَادُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) الأدب المفرد للبخاري، فعدد أيام التاريخ 27/4/1969م ناقص عدد أيام التاريخ 10/2/1389هـ يساوي عدد الأيام ما بين التاريخ 1/1/1م والتاريخ 1/1/1هـ ويساوي ((1969 ناقص 1) ضرب (365 زائد 199,559 قسمة 819,000) زائد 117) ناقص ((1389 ناقص 1) ضرب (354 زائد 232 قسمة 455) زائد 40) يساوي 226,816 يوما زائد 27,263 قسمة 34,125 يوما، والناتج قسمة (365 زائد 199,559 قسمة 819,000) يساوي 621 سنة شمسية و 397,173 قسمة 80,651 قسمة 3,709 سنة شمسية، وذلك الكسر يساوي 18,913 قسمة 39,000 يوما ويساوي 11 ساعة و 38 دقيقة و 19 ثانية و 37 قسمة 65 ثانية، وما بين وقت آذان الفجر ووقت آذان المغرب في أول يوم من السنة الشمسية في مكة المكرمة يساوي قريبا من 12 ساعة وخمس عشرة دقيقة، فالفرق بين الوقتين يساوي قريبا من سبع وثلاثين دقيقة ولعل هذا هو آخر وقت الأصيل أي آخر ساعة من النهار ففي هذا وقت يكون بداية تحري هلال أي شهر هجري تالي فإن رئي في هذا الوقت كان الغد اليوم الثلاثين من الشهر وإن رئي بعد ذلك كان الغد بداية الشهر التالي والله أعلم، فبتلك الحسابات يوافق التاريخ 1/1/1هـ التاريخ 1/1/622م، وذلك معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ"، أي أن دورة الشمس الحقيقية ودورة القمر بالرؤية بدأتان معا يوم اكتمال خلق الله عز وجل للسماوات والأرض ويوم 1/محرم/1هـ الموافق 1/1/622م وكان ذلك حين مغرب يوم الجمعة، وذلك معجزة من الله تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأن بداية السنة الشمسية كانت قبل بداية السنة الهجرية بـ 639 سنة قمرية و 284 يوما و 33,413 قسمة 34,125 يوما، أي لما كان عمر عيسى بن مريم عليه السلام ما بين الست والسبع سنوات، فكأن هذا هو عمره لما تعلم التوراة فهذا كعمر يحيى عليه السلام لما تعلم التوراة لقول الله تعالى "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا"-مريم12-، ودليل أن الله تعالى حفظ السنة الشمسية قول الله تعالى "وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ"(الفتح:29) فالزرع هو مثل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس بعيسى بن مريم عليه السلام، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ» صحيح البخاري، وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ: «خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ» صحيح مسلم، وقد أعل البخاري رحمه الله الحديث وقال بعضهم عن كعب وهو أصح والأيام التي في الحديث هي أيام غير مكتملة وكأن اكتمال خلق السماوات والأرض كان وقت مغرب تلك الجمعة المذكورة في الحديث، و الله أعلم، وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ»، قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ»، قَالُوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ، قَالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ»، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا، فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ، صحيح البخاري، اللهم ربنا انصرنا وانصر المجاهدين في سبيلك لتكون كلمتك هي العليا على الروم في جميع الملاحم وعلى جميع أعدائك فإنك حق ووعدك حق ولقائك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيين حق وعبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني واعف عنا، فسبحان الله رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

وسوم: العدد 1075