اجتهاد في تعيين أسماء الله الحسنى من القرآن المجيد

عبد الرحيم بن أسعد

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ’’وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‘‘-الْأَعْرَافِ180-. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» أَحْصَيْنَاهُ حَفِظْنَاهُ. صحيح البخاري، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

(اسم لله ذي الجلال والإكرام: معنى الاسم) هو اجتهادا من القرآن الكريم التالي (الله: المعبود أي الإله)، (الوٰحد: الذي لا إله إلا هو ولا رب سواه)، (الله أحد: الذي لم يلد ولم يولد)، (الأول: الذي لم يكن قبله شيء)، (القدوس: العالي أي المنزه عن الجسم والقد والقامة فلا يحل فيها ولا يتحد معها)، (الظـٰهر: الذي ليس خلفه شيء، فكل الخلق خلفهم أشياء يستندون عليها)، (الباطن: الذي ليس أمامه شيء فيمنع كرمه عن خلقه)، (الأعلى: الذي ليس فوقه شيء)، (العلي: الذي هو فوق عرشه العظيم ومستو عليه، و يحمل كل الملك بيده)، (المتعال: المظهر لعلوه فوق العرش العظيم للمؤمنين والملائكة)، (الكبير: الذي له المثل الأعلى في كل الصفات، فلا يضرب له الأمثال)، (المتكبر: المظهر لخلقه أن له المثل الأعلى)، (الوتر: الذي ليس كمثله شيء)، (الحي: الذي لا يموت أبدا)، (العظيم: الذي لا تدركه الأبصار)، (الله وٰسع: الذي وجهه ظاهر على كل الجهات)، (الملك: المالك الأبدي لكل الخلق)، (مـٰلك يوم الدين: المالك لوحده ليوم القيامة وما فيه)، (مليك: ملك العرش العظيم وملك الجنة ومورثها للمؤمنين ميراثا أبديا)، (الحميد: الذي يحمده الملائكة وغير العاقلين ولا يحصي عددهم أحد)، (فاطر السمـٰوٰت والأرض: الذي أبان السموات والأرض وما بينهما بعد فتق الرتق)، (بديع السمـٰوٰت والأرض: خالق السموات والأرض وما بينهما من غير مثال سابق)، (رفيع الدرجـٰت: الذي رفع السموات فوق الأرض والجنة فوقهن والعرش العظيم فوقها)، (الملقي: يلقي جبريل من تحت العرش على رسله ويلقي كلمة كن إلى الشيء فيكون، وأول ما ألقى كلامه فألقاه إلى القلم فكتبه قبل خلق ما في الكتاب)، (المنزل: الذي ينزل المؤمنين سكنا طيبا بعد انتقامه لهم، وينزل ملائكته وكتبه)، (القيوم: القائم على تدبير الملائكة لجميع أمور الخلق بإذنه)، (الخـٰلق: المغير للشيء إلى غيره)، (الخلـٰق: الذي خلق الأنام في الدنيا ثم يعيد خلقهم مرة أخرى في الأخرة)، (البارئ: المركب لأعيان الأشياء بعضها فوق بعض قبل تصويرها)، (المصور: المميز للمخلوق بالعلامات التي يعرف بها ويفرق بها عن غيره)، (رب العـٰلمين: المالك لجميع شؤون الجن والإنس والمتصرف فيها)، (الأخر: الذي يبقى وجهه وحده ظاهرا على الأرض بين نفختي الصور)، (الوٰرث: الذي يرث الأرض و من عليها بعد نفخة الصور الأولى)، (السميع: الذي يسمع أي يأذن جميع خلقه)، (البصير: الذي يرى جميع خلقه بعينيه التي لا تشبه أعين المخلوقين)،(عـٰلم الغيب والشهـٰدة: العالم بكل أمر كان غاب عن أحد أو شهده هذا الأحد)، (علـٰم الغيوب: يعلم بما في أنفس المؤمنين والكافرين من تصديق وتكذيب لرسل الله)، (العليم: عالم الغيب والشهادة وعلام الغيوب لكل أمر كان ويكون وما سيكون)، (الخبير: العارف بما يصلح العباد من أفعال وبمعاني ومقاصد أعمال العباد)، (الفـٰصل: المميز بين الحق والباطل بالإخبار عنهما أو التفريق بينهما)، (الرقيب: المنتظر لكل عمل من أعمال العالمين ليصنفه حسنة أو سيئة)، (مقيتاً: أول شاهد وأول حاضر لكل عمل من أعمال العالمين مهما صغر)، (الله شهيد: أكبر شاهد على ما ظهر وما بطن وما دون ذلك من أعمال العالمين)، (المهيمن: الأمين على أعمال العالمين فلا يظلم الله أحدا)، (الله حفيظ: لا ينسى أعمال الخلق وهو حافظهم وحافظها في كتبهم واللوح المحفوظ)، (الولي: الأقرب إلى خلقه أي أقرب إليهم من أنفسهم بالرغم من بعدهم عنه)، (المولى، المظهر لكونه حقيقة الأقرب إلى خلقه بدفاعه عنهم ونفعهم متى ما شاء)، (العزيز: الغالب على أمره)، (الحـٰكم: المشرع الحق للقضاء الذي يجب أن يقضى به بين الخلق في الدنيا)، (الحكيم: مشرع القضاء الناسخ والمنسوخ الذي يقضى به بين الخلق في الدارين)، (الحق: الذي ليس في أمره أي باطل ولا كذب)، (المبين: الذي أوضح كل آياته ومعجزاته ولم يجعل فيها أية شبهة)، (النور: الذي تشرق السموات والأرض بنوره لما يكشف عن ساقه يوم القيامة، والذي يرى المؤمنون من نور وجهه في الجنة، والذي كلامه فيه نور)، (الرشيد: الذي يهدي إلى السبيل الحق ويدل عليه ويهدي إلى الصراط المستقيم)، (المستعان: الذي يسهل فعل الخيرات وييسر اجتياز الصراط المستقيم أي جسر جهنم)، (الوكيل: الذي يعتمد عليه في تصريف ورعاية الأمور بعد الأخذ بالأسباب)، (النـٰصر: الذي ينصر رسله والمؤمنين في الدنيا)، (النصير: الذي ينصر رسله والمؤمنين في الدنيا والآخرة)، (الفـٰتح: القاضي الحق بين المؤمنين والكافرين في الدنيا بالنصر للمؤمنين)، (الفتاح: القاضي الحق بين المؤمنين والكافرين في الدارين بالنصر للمؤمنين)، (القوي: الذي لا يقدر عليه أحد)، (المتين: ذو القوة التي ليس لها حد، فبها خلق الله تعالى العرش العظيم وكرسيه)، (القادر: الذي يستطيع فعل أي شيء قضاه أو لم يقضيه)، (القدير: الذي يستطيع فعل جميع الأشياء معا كان قد قضاها أو لم يقضيها)، (مقتدر: الذي يستطيع على البعث كما يحي الأرض بعد موتها، وكل ذلك هين)، (الجبار: الملزم لجميع خلقه بقضائه وقدره)، (القاهر: المذل للكافرين في الدنيا)، (القهار: المذل للكافرين في الدنيا والقبر والآخرة)، (الصمد: السيد الذي بلغت سيادته الكمال، أي لم يكن له كفوا أحد)، (المجيب: الذي يجيب أي يحقق دعاء عباده)، (الغني: الذي لا تنفد خزائنه مهما أنفق منها)، (الرٰزق: الذي يرزق سائليه رزق ما بأن يطعمهم أو يسقيهم أو يكسيهم أو يركبهم)، (الرزاق: الذي يرزق المؤمنين والكافرين في الدنيا ويرزق المؤمنين في الأخرة)، (البر: موصل الخير لعباده المؤمنين)، (اللطيف: موصل الخير للمؤمنين برفق ولين وإحسان)، (الوهاب: الذي يعطي بلا مقابل ولا عوض)، (التواب: الميسر لرجعة العبد إليه بعد معصيته والقابل لها والمرجع إليه إحسانه)، (الغـٰفر: الذي يعفو ويصفح عن ذنب ما سواء كثر أو قل عدد المستغفرين له)، (الغفـٰر: الذي يعفو و يصفح عن جميع ذنوب التائبين التي عملوها قبل إيمانهم)، (الغفور: الذي يعفو ويصفح عن جميع ذنوب المؤمنين بعد إيمانهم مهما كثرت)، (الرٰحم: الذي يرحم أي يوفق برحمة ما سواء كثر أو قل عدد السائلين لها)، (الرحمـٰن: الذي يرحم أي يوفق ويسدد بالقول و العمل المؤمنين والكافرين في الدنيا)، (الله روف: الذي يدني كنفه وستره على المؤمنين قبل أن يرحمهم)، (الرحيم: الذي يرحم أي يوفق لما يحبه المؤمنين في الآخرة ويزيدهم رحمة في الدنيا)، (الودود: الذي يحب المؤمنين كثيرا ويبين على ذلك بأفعال لا تحصى)، (الله شكور: الذي يجزي عن الحسنة بعشر أمثالها وزيادة إلى سبعمائة ضعف)، (الكريم: الذي إذا أعطى زاد)، (ذو الجلـٰل والإكرام: ذو رداء الكبر أي حجاب وجهه وهو واحد من سبعين ألف حجاب وذو الإنعام من تحت عرشه العظيم)، (الأكرم: الذي سيعطي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الكوثر يوم القيامة)، (المجيد: المطيب للمؤمنين والرافع درجاتهم في الجنة)، (السلـٰم: الذي أمره كله خير وآمان ورضوان على المؤمنين)، (المؤمن: الذي وعد المؤمنين الجنة ووعد الكافرين النار والمصدق لوعده)، (الحليم: الذي يصبر على الكافرين فلا يعذبهم حتى يكفروا بجميع آياته)، (المـٰكر: الذي يكيد بالكافرين ليفضحهم ثم يدخلهم النار يوم القيامة)، (الحـٰسب: الوازن الحق للحسنة أو السيئة ولو كان مثقالها حبة خردل أو أكبر)، (حسيباً: الذي يأخذ من حسنات الظالم فيجعلها للمظلوم وسيئات المظلوم لظالمه)، (الله سريع: الذي ينهي حساب الكفار في موقف واحد قصير يوم القيامة)، (الله شديد: الذي يعذب الكافرين في النار عذابا لا يطيقونه ولا ينقطع أو يخف)، (فعال لما يريد: الذي شاء لكل ما أراده من أمور أن يكون أي قدر جميع الأشياء). والله أعلم.

عدد أسماء الله الحسنى في الإجتهاد السابق: تسعة وتسعون،

أقل عدد لكلمات الله التامة في الاجتهاد السابق لتعيين أسماء الله الحسنى: مائة وواحد،

أقل عدد لحروف أسماء الله الحسنى في الاجتهاد السابق: خمسمائة وسبعة وعشرون.

معجزة بالاجتهاد السابق لتعيين أسماء الله الحسنى: أقسم الله عز وجل في سورة الفجر بالفجر في قوله تعالى ’’وَالْفَجْرِ‘‘ أي أقسم الله تعالى بوقت صلاة الفجر وبفجر أول ذي الحجة في اليوم الذي يعدل كسنة ففيه تكون الدابة استكملت خطم أنوف المنافقين والله أعلم. ثم قال الله تعالى ’’وَلَيالٍ عَشْرٍ‘‘ أي أقسم الله عز وجل بالليال العشرة الأولى من شهر ذي الحجة وبعشر جمع ليال ذي الحجة في الليلة التي تعقب اليوم الذي يعدل كسنة والله أعلم. ثم قال الله تعالى ’’وَالشَّفْعِ‘‘ أي أقسم الله عز وجل بكل خلقه فكل جنس من مخلوقاته شفع للحديث «كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فَهُوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ» صحيح البخاري، وأقسم الله تعالى بإثني عشر ربيع أول وهو يوم وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو شفيع أمته، ففي هذا اليوم يبدأ اليوم الذي يعدل كسنة بطلوع الشمس من مغربها والله أعلم، وأقسم الله تعالى بما يعقب ذلك من يوم يعدل كشهر في مدة لبث المسيح الدجال لعنه الله وأقسم الله تعالى بما يعقبه من ليل يعدل كشهر وأقسم الله تعالى بما يعقب ذلك من يوم يعدل كجمعة وبما يعقبه من ليل يعدل كجمعة وأقسم الله تعالى بالشهر الذي بعد ذلك وبالأسبوع الذي بعده فبآخره ينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فيقتل الدجال لعنه الله. ثم قال الله تعالى ’’وَالْوَتْرِ‘‘ أي أقسم الله عز وجل بإسمه الوتر وبعدد حروف أسمائه الحسنى التي بعدد تقدير الأيام من أول ذي الحجة إلى ما قبل أن ترجع الأيام وتصير كسائر أيام الناس في مدة لبث المسيح الدجال لعنه الله، فهذه الأيام لا تحدث إلا مرة واحدة في الدنيا، ثم ’’الوَتْرُ‘‘: «اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» صحيح البخاري، فعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقَالَ: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِم، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: «لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: "كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ، أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ، حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ " صحيح مسلم، ثم ثم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا، فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا» صحيح مسلم. فلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم ربنا إنا نسألك بأسمائك الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم أن تنصرنا وتنصر المجاهدين في سبيلك لتكون كلمتك هي العليا على الروم في جميع الملاحم وعلى جميع أعدائك فإنك حق ووعدك حق ولقائك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيين حق وعبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق، اللهم ربنا اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله، فسبحان الله رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

وسوم: العدد 1077