العام الهجري

" والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابداً ذلك الفوز العظيم " سورة التوبة ، 100

سُئل التاريخ  يوماً  فأجابا              ومضى يفتح في ذكراه بابا

وروى من سيرة المبعوث شهداً        كل ُ معنىً فيه يحتاج كتابا

يحتفل العالم العربي والاسلامي بيوم الهجرة النبوية المباركة للعام الهجري الجديد 1435ه فنزجي التحية العاطرة لصاحب الذكرى علية أفضل الصلاة والسلام  ، ونثني بالخير على آل بيته الأطهار ، وعلى صحبه الأخيار ومن تبعهم وسار على نهجهم القويم .

ان الهجرة كانت إيذانا بترسيخ دعائم دولة الاسلام القائمة على الحب والاخوة والعدل والحرية والاعتراف بالآخر والتعايش السلمي بين الامم والاديان المختلفة . وهذا ما فعله الرسول الكريم صلى الله وعلية وسلم حين كُتب أول قانون دستوري في العالم ، يقوم على فكرة التعددية والتنوع والمواطنة ، مع النص الواضح الصريح على الحقوق والواجبات لكل مواطن دون النظر الى عقيدته او لغته أو قوميته وجنسه .

لقد فتحت الهجرة أفاقاً واسعة ومستقبلاً رحباً للدعوة الاسلامية لما انسدت السبل برفض قريش الاستجابة والانخراط في المشروع الرباني للسلام .

كما جاءت الهجرة بمبدأ التخطيط الواعي مع توزيع المهام وتوظيف الامكانات المتاحة ، واشراك كل من يفيد ويقدر في انجاح هذا المشروع .

وفي الهجرة ايضاً مراعاة لمبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب فقد أضاءت الهجرة مكانة الرجال العظام الذين كانوا حول النبي صلى الله علية وسلم ، فقد أختص الرسول صلى الله عليه وسلم بصحبته أبا بكر رضي الله عنه وامنه على سر هجرته .

وإذا كان سيدنا عمر رضي الله عنه هو من قرر اتخاذ الهجرة مبدأً لحساب التاريخ فإنما كان ذلك عن مشورة سيدنا  أبا الحسنين الامام علي رضي الله عنه وكرم وجهه وهذا يدل من ناحية على عميق فهم الصحابة لأهمية الهجرة فأرخوا بها وعلى صدق العلاقة الأخوية بين الخليفتين عمر وعلي رضى الله عنهما من الناحية الأخرى .

اننا إذ نحتفل بالعام الهجري الجديد  رغم ظروفنا الصعبة فإنما نستلهم من هذه الذكرى العطرة الدروس والعبر ، وأمتنا أحوج ما تكون الى المراجعة والتقويم لأعمالنا وخطواتنا فيما مضى كي نستدرك ما فات ونصمم على الاصلاح والتغيير بمشروع عراقي أصيل يقوم على شخصية المهاجر الذي يهجر ما نهى الله عنه ، فيكف يده عن المال الحرام وعن الدم الحرام وعن العرض الحرام ، بل عن جميع الموبقات .

" والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون " سورة يوسف ، 21

حركة تجديد

4 تشرين ثاني 2013م

1 محرم 1435 ه